مصر تعلن عن أراضي جديدة للبيع بالدولار أول أيام عيد الفطر 2024.. تحديد يوم رؤية الهلال بالحسابات الفلكية اليابان تقر ثاني أكبر ميزانية لها والإنفاق على الدفاع أبرز المؤشرات الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن القطة السوداء بعد التوترات في البحر الأحمر.. سفن حربية روسية تدخل على الخط معارك شرسة في غزة ليلاً... والضربات الإسرائيلية تسقط 66 قتيلاً بعد 6 مجازر خلال 24 الساعة الماضية .. غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة القصف الإسرائيلي رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي
تابعت في حلقة الجزيرة الأخيرة حول الديمقراطية في دول الربيع العربي التي يقدمها عزمي بشارة وبالطبع هناك الكثير قيل فلسفياً حول نشوء الديمقراطية وتطورها ومراحلها وهذه أمور يدركها كثير من الباحثون.
ما كنت أود معرفته هو رأي السيد بشارة في أوضاع هذا البلد بعد الأزمة والذي ظهر لي إلى الآن أن المفكر بشارة لم يستوعب بعد حقيقة أمر ما اسمي بالثورة في صنعاء لأنه ليس ضليعا بتاريخ هذا الإقليم و حدود معرفته بتاريخ الصراع السياسي في هذا البلد لم يكن حاضر في تفكيره إلا بعد الأزمة وبالتالي اعتمد على شذرات من رسائل جوال الجزيرة موبايل والجزيرة مباشر ليبني عليها آرائه.
ما يعنينا هنا هو تناوله للقضية الجنوبية والتي في كل مرة يدور النقاش حولها في قناة الجزيرة يظهر واضعا المنحى الذي سيذهب إليه النقاش قبل إن يبدأ ولم يعد يأتي بجديد وهو كذلك كان حال السيد بشارة في حلقته الأخيرة التي ظهر فيها لن أقول متملقا ولكن يمكن القول انه كان لا يدري ماذا يقول .
فقد قدم الدولة في صنعاء واعتبرها عميقة في التاريخ بينما لا يعرف وعلى افتراض أنها دولة فهي لم تؤسس إلا عام 1926م بعد هزيمة الأتراك في الحرب العالمية الأولى وخروجهم من صنعاء وبالمقابل يبدو إن جهله بتاريخ الجنوب جعله يعتبر الدولة في الجنوب حديثة الاستقلال متجاوزا حقيقة أن دولة الجنوب 67م بنيت على ارث تاريخي عميق من تاريخ الدول ويكفي أن اذكر فقط ثلاث دول كمثال للدول التي حكمت أجزاء من الجنوب حتى عام 1967م وهي الدولة الكثيرية والدولة القعيطية في حضرموت والدولة العبدلية في لحج وعدن والتي يعود تاريخهما إلى مئات السنين قبل ظهور دولة صنعاء التاريخية التي اسماها السيد بشارة.
ولعلم السيد بشارة أن الدولتين القعيطية والعبدلية كانت سلطنات دستورية بهما فصل كامل بين السلطات وكان السلطان فيهما لا يستطيع سحب فلس واحد من خزينة الدولة ( له مرتب محدد ) الا بموافقة مجلس الدولة المنتخب شعبيا وبمبررات مقنعة يقدمها السلطان لأوجه الصرف , وهناك ميزانيات محددة وملتزم بها أيما إلتزام وهو ما يعني ان هذه الدول سبقت كثير من دول العالم الثالث التي إنتهجت الفصل بين السلطات وانتهجت النظم الدستورية بشكل كامل .
وللسيد بشارة ان يقارن ذلك مع النظم المالية التي احتكم لها ولا يزال نظام صنعاء ماليا وكيف وزعت موارد الدولة وما يأتيها من مساعدات بين عدد محدود من العسكر وشيوخ العشائر .
الكلمة التي يمكن قيلت سهوا في حديث بشارة عندما قال إن دولة الشمال تعاملت مع الجنوب كغنيمة وهي الحقيقة الوحيدة في كلامه حول القضية الجنوبية التي اكتشفها بشارة وبعض السياسيين في صنعاء أخيرا بينما عرفها شعب الجنوب من أول يوم لوصول جحافل التتار الجدد إلى كل شبر من ارض الجنوب بعد يوم 7 يوليو 94م.
يقول في إطار تشخيصه المنقوص للقضية الجنوبية (هناك أناس يشعرون بشعور عميق من الغبن ناجم عن كونهم متميزين ويجب معالجة هذا التميز) وكونه هنا اختصر ما يمكن تسميته ثورة شعب وآلاف الضحايا من أبناء الجنوب والمشردين بأنه فقط شعور بالتمييز متناسيا إن القضية هي قضية هوية ووطن تم استلابها وتهميشها وبالتالي فطالما بالنسبة للسيد بشارة هي تميز أبناء الجنوب فيمكن حلها حسب وجهة نظره ببساطة بإعطاءهم امتيازات مؤقتة حتى تذوب الفوارق متناقضا مع نفسه في أول الأمر عندما قال إن دولة الشمال تعاملت مع الجنوب كغنيمة وما يترتب على هذا السلوك من ترسيخ لمفاهيم المنتصر والمهزوم فهل يريد لنا السيد بشارة إن نظل في مستوى أهل الذمة أم رعايا ذوي اعتبار خاص؟
من هنا يبدو أن هذا التناغم بين بعض الجهات المتنفذة في صنعاء التي لا تريد حلا للقضية الجنوبية إلا كما تراه هي مدعومة ببعض القوى الإقليمية ومتناغمة معها تحاول تجيير الأمور باتجاه ما يحفظ لهذه القوى المتخلفة هيمتنها على الجنوب بينما شعب الجنوب يسير في طريق آخر لا رجعة فيه وهو طريق استعادة هويته ودولته كاملة غير منقوصة.
ولذلك نقول للأستاذ بشارة: لأننا نرفض أن يظل وطننا غنيمة فإننا نرفض وحدتهم