عن الرئيس المؤتمن والنائب المتلون !
بقلم/ طارق مصطفى سلام
نشر منذ: 10 سنوات و 6 أشهر و 21 يوماً
الخميس 05 سبتمبر-أيلول 2013 04:37 م

(صعد عبده بشر -الذي استقال من حزب المؤتمر الشعبي العام قبل عامين- إلى المنصة في بداية الجلسة، وبدأ بقراءة رزمة من الأوراق اختتمها بالقول «بصفتي نائباً في المجلس عن الدائرة (220) فإني أتهم رسمياً الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني، بالخيانة العظمى، وأدعو المجلس لاتخاذ الإجراءات».) .

في مواجهة تأمر الراعي الغادر والنائب الحرباء : -

واصل مجلس النواب عقد جلسات اعماله للفترة الاولى من الدورة الثانية في دور الانعقاد السنوي العاشر اليوم الاربعاء الموافق 4/9/2013م برئاسة رئيس المجلس الاخ يحيى علي الراعي , فما حدث من جديد ؟ ..

اليوم وبعد سماعي للنائب المتزلف وهو يجاهر في اتهامه المتحامل لهادي وباسندوة بالخيانة العظمى ! في جلسة لمجلس النواب وكأنه يسجل لملحمة بطولية لا أنه يعلن عن موقف ماجن في تزلف ظاهر وباين لأعداء الشعب وناهبي الوطن وثرواته الظاهرة والباطنة ,نعم هو موقف مشين جدير به ان يخجل منه اليوم كما سيخجل منه غدا

عندما أعلن بشير الشؤم عن موقفه الغريب ذاك حينها فقط عرفت وادركت ما كان يقصده الرئيس البيض في حديثه مع قناة الميادين يوم الثلاثاء الموافق 27اغسطس 2013م .. عن انه (يتمنى السلامة للرئيس هادي والاستاذ باسندوة في ظل وجودهم في العاصمة صنعاء ونصحهم بسرعة النزول لعدن مدينة الأمن والسلام ) .. فالاتهام بالخيانة العظمى لمن لا يعلم فهو لا يعني سوى الحكم بالإعدام ايها النائب الخرافة التي لم تلده ولادة .

ايها النائب الناطق لئما بعد 33 عاما من الصمت البليد في عهد الرئيس صالح وبعد أحدى عشر عاما في من الصمت المخجل تحت قبة البرلمان الحالي وها هو اليوم بعد أن صحى من حالة التوهان في عالم الخذلان وتوقف عن الهروب والزوغان تجده يكشف عن ساقيه الضامرتين في يبوسة مزمنة كحطب وضعت تحت قدر للطبخ ثم ينفض مهرولا إلى المغانم يسابق الريح ليذهب عنه تزايد الانتفاخ وتصيبنا في مقتل الرياح الخبيثة .. ليصول ويجول في الميدان ثم ينتج عنه ذلك الاتهام الغبي والباطل ولا شيء يذكر غير ذلك سوى السقوط المدوي والمخزي

نعم هو ذلك الأحمق الذي صمت دهرا ثم نطق كفرا مشهودا في تطاوله الأهوج على أشرف ابناء الوطن وأكثرهم نزاهة ووفاءً ليتهمه بالتآمر والخيانة ! بينما هو سيد العارفين وخير الفاهمين من هو ذلك المجرم الجاني الذي يستحق منه ومنا ذلك الاتهام والمطالبة بحكم بالإعدام .

نعم هو وزمرته الخبيثة من يعلموا جيدا ما فعلوه أولئك المجرمين بنا وبالوطن هم يعلموا تمام المعرفة بما فعلوا باليمن واليمنيين اسيادهم المعزولين ولكنه الذل الذي تمكن منهم على مدى عقود فأصبحوا مجرد رهائن دائمين في قبضتهم الماكرة وقطعان عبيد خاضعين في حضيرتهم البائسة يرتعدون خوفا منهم حتى في قبورهم .. ولا يملكون منها فكاكا ولا سبيلا للانعتاق .. ولا نامت أعين الجبناء .

فانتم لستم أحرارا كما تدعون بل أنتم عبيد لمصالحكم الأنانية خاضعون لسلطة المال ومن يدفع أكثر أنتم مجرد تابعون مجبرون لا أقل ولا أكثر .. وأنتم قوم مسيرون ولستم مخيرون .

ليأتي (النائب اياه) بعد كل تلك الافعال المخزية والمواقف المشينة ليدعي انه وحده من الثوار والاحرار وما دونه مجرد خونة واوباش ! .

سقوط مدوي للنائب المتزلف : -

منذ فترة غير قليلة مضت كنت أرقب بتعجب أحاديث ومواقف ذلك النائب المتزلف في مجلس النواب وكذا تصريحاته الغريبة والكثيرة في المنتديات والندوات والفعاليات المختلفة وهو يحاول جاهدا التقرب لزعيمه عفاش ويتناقض مع نفسه مرارا وتكرارا فهو تارة يذم القيادة أملا في هدف يحققه لدى الطرف الأخر وفي أخرى يشيد بها عساه يحقق مصلحة طارئة فتجده في 27ديسمبر 2012م يحكم على فشل الحوار قبل ان يبدأ اعماله وهو يظهر ما يعتمل في اعماقه من شر مستطير في غفلة من عقله الظاهر ! ثم يتهم احزاب المشترك بالسماح بانتهاك السيادة الوطنية وإخضاع اليمن للاحتلال الأميركي ويعود ويتهم هادي وحكومة باسندوة التي نصف اعضائها من حزب عفاش بذات الاتهام ! يشيد بدور حزب المؤتمر ثم يسارع بالاستقالة منه في فبراير2011م وقبل جريمة جمعة الكرامة كما فعل اقرانه المنشقين من الحزب مبررا ذلك بإحداث القتل في عدن حينها بينما لم يحرك ساكنا طوال أعوام عديدة والحوثي ثم الحراك السلمي يقتلوا في الجنوب وفي صعده بدون داعي أو أسباب تذكر !. وفي 21فبراير2010م تجده يقدم نفسه مرشحتا لهيئة رئاسة مجلس النواب ثم فجاءت يقدم استقالته من عضوية المجلس برمته ! ثم تتوالى استقالاته من كيانات مختلفة وعددها خمسة استقالات أبرزها استقالته الشهيرة من مجلس التضامن ونقده القاسي لأوضاعه بينما هو الامين العام المساعد لهُ ! . .

هو قومي عربي يكره اسرائيل ويلعنها ليلا نهارا ثم تسمع في فضيحة مدوية عن اتصاله الملح بأيوب كرا، نائب وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي الذي صرح قائلا ( إن تنظيم الأحرار بالجمهورية اليمنية قد وجه رسميًا له دعوة لحضور مؤتمر عام للحركة في بيروت، وهو المؤتمر الذي أعد له النائب المتزلف اياه وعقد تحت عنوان: \" مستقبل اليمن والاحتياجات لبناء دولة علمانية جديدة\" ثم تجده يهاجم العلمانية ويتنكر لها!.

نعم ففي واقعة تتنافى مع العقل والمنطق وتتنكر للقيم والاخلاق ولا تأتي إلا من جاهل جاحد يتم ذلك التواصل المدان الذي يصل إلى مصاف تهمة التجسس والتخابر ويصب في خانة الخيانة العظمى فقد أشار كرا، وهو عضو بحزب الليكود، إلى أنه تحدث مع رئيس الحزب عبده محمد تليفونيا، واتفق معه على ضرورة الاستفادة من الخبرات الإسرائيلية في بناء اليمن الجديد!!، خصوصًا أن الكثير مما أسماه كرا بـ\"أنظمة\" التطور الاقتصادي أو السياسي أو التكنولوجي تتناسب مع اليمن وتتلاءم معها !.

ماذا دهاك ايها النائب الغلبان وكيف تنفلت عندك الأمور إلى هذا الحد ؟ والاغرب والأمر أن تجده بعد مرور بعض الوقت يقوم باتهام الأخرين بذات الاتهام وكأنه يعمل بفحوى المثل القائل.. (رمتني بدائها وانسلت طبيب يداوي الناس وهو عليل !) .. إلا أنني أرى أن الشيء الأبرز في مواقفه الغريبة والمتناقضة تلك التي تمتلي حقد وانانية هو ما أصاب زميله الأقرب ورفيقه الأعز صخر الوجيه الذي استهدفه دون سبب يذكر سوى أنه صار وزيرا للمالية في غيرة قاتلة وحقد دفين وقام بطلب استجوابه أكثر من مرة بسبب من تلك الغيرة الكامنة!( زادت الضغوط على وزير المالية فوقع في الاخطاء وارتكب مخالفات كثيرة استدعت استجوابه , وزير المالية نصب نفسه وزيرا للكهرباء وتدخل في اختصاصات غيره والاتفاق مع شركات لتوليد الكهرباء وقمنا باستجوابه , وزير المالية لم يصرف تعويضات شهداء وجرحى الثورة ما دفعهم للجوء للقضاء الذي انصفهم في وقت صرف مخصصات المشايخ ) .    

نعم تابعت تصريحات النائب المتزلف خلال الفترة الماضية فكنت أتعجب من تناقضه مع نفسه وانكاره للواقع وتزييفه للوقائع ايما تعجب ! فالرجل يبدوا انه يعاني من أزمة خاصة أم أنه يطمح لشيء غير مشروع ! وكنت الاحظ توقه الشديد للتقرب من الزعيم عفاش وحرصه الكبير لعودة المياه إلى مجاريها في علاقته به ولذلك كان يتلون في أحاديثه ومواقفه كالحرباء ..حاولت حينها ان أجد له بعض العذر ولكن أن يصل به نفاقه وتزلفه إلى الحد الذي يتهم فيه الرئيس هادي بالخيانة العظمى فذلك ما لا يمكن قبوله مطلقا بل لم أكن أتوقعه أبدا من شخص أدعى أنه مناضل ثائر كالنائب اياه !

ولكن يبدو ان الأمر وصل معه الى مفترق طرق واصبح مطلوب منه تسجيل موقف حاسم لا يعود عنه ابدا موقف يصبح بعده مأمون الطرف والجانب غير قادر على اللدغ أو التناقض والغدر, موقف يسيء إليه كثيرا ويقيده طويلا ويمنعه من العودة للحق وجادة الصواب مرة أخرى !, وها هو قد فعل اليوم ما يطلبون منه وما يأمرون به في جلسة مجلس النواب المشهودة .

لقد ذهب النائب المتزلف بعيدات في اسائه لنفسه , نعم هو من أساء لنفسه في قبوله أن يتربص بالوطن ويعرضه للمخاطر ويكيد لقائده ويغدر به في أبخس ثمن ! .. (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد) .

نعم هو اتهام لا يقوله عاقل اتهام لا يأتي من عضو برلمان متمرس يتقدم الصفوف ويعرف ظواهر الامور كما يعرف خوافيها ويعرف من مازال يحكم فعليا ومن يقوم بإفساد الحكم والبلاد والعباد .. وأن أراد النائب المحترم توجيه مثل ذلك الاتهام فهو أعلم الناس كيف يوجهه ومن هو الأجدر أن يوجه اليه ؟.

نعم لو أردت توجيه مثل هذا الاتهام فعليك توجيهه أولا لمن أفسدك كثيرا في مآرب عديدة ولدهرا طويلا .. وجهه لسيدك عفاش فهوا من يستحق مثل هذا الاتهام وهو الجدير به عن تميز واستحقاق , نعم فهو وأسرته من أكل الاخضر واليابس في اليمن ولم يبقي فيها من شيء عدى القليل لاتباعه الخاضعين من الجبناء امثالكم ولذر الرماد في العيون لا أكثر أو أقل.

أسف على الرجال أسف على النائب المتزلف أسف على زلة موقف اغتالت تاريخ فيه الكثير من الجميل والمشرق والمشرف اسف عليك اخي العزيز وليتك لم تفعل .. وأنا على ثقة مطلقة ان الراعي الذئب الماكر هو المكلف بتنفيذ ذلك السيناريو الغادر المرسوم بدهاء من عفاش وانك لست سوى أداة للتنفيذ في جريمة بهذا الحجم الكبير .. نعم الراعي الغادر هو من كان وراء اغوائك خاصة بعد لقائه الاخير بهادي وقادة الاحزاب أول امس واتفاقهم على تسمية النائب الناقص لرئاسة المجلس من الاشتراكي وسحبهم أمانة المجلس للإصلاح فصوفان بالنسبة للراعي الغادر هو مفتاح الفيد والسرقة لأموال البرلمان وأصول العينية وهو أهم عنده من بشر وحمير والشدادي بل وأعضاء المجلس كافة .. والغبي الراعي يعتقد انه بالتخلص من هادي سيصل هو الى الرئاسة بحكم نص مواد الدستور الحالي المعطل ! وهيهات أن يفعل أو أن يتحقق حلمه الأقرب إلى المستحيل.

يا أيها النائب المتزلف القضية ليست من ينتصر هادي أم صالح أم حمير أم الراعي ؟ أو منصب لنا ومنصب لكم ؟ بل هي قضية وطن على مشارف الهاوية والانتحار بسبب من انانية عفاش ورفضه للتغيير , انانية عفاش هي من تجر الوطن للهلاك .

الزعيم عفاش هو من باع اليمن بثمن بخس لامريكا والسعودية وسمح بانتهاك السيادة والكرامة واستقدم الطائرات بدون طيار كما استقدم الافغان العرب واستخدم القاعدة الارهابية وغيرها , ونهب الثروات في باطن الارض وظاهرها .. وسنفتح قريبا ملف عفاش في نهب الثروات الجوفية (ذهب ونفط وغاز) والتفريط بالأرض اليمنية للجارة السعودية وفساده في الجيش والامن واراضي وعقارات الدولة .

ولتعلموا يامن غركم الشيطان انكم لن تشتروا باتهامكم لهادي حب عفاش فهو لن يرضى عنكم بعد أن خذلتموه وتركتم السفينة في مواجهة ثورة 11فبراير فلا تتعبوا نفسكم واريحوا واستريحوا .

وحتى يتسنى لنا فهم المواقف المتناقضة للنائب المتزلف الذي يكثر من الشكاء والبكاء وتقديم الاستقالات بالمفرد والجملة فنحن لسنا بحاجة لمحلل سياسي حصيف وبارع بل إلى طبيب نفساني متخصص وماهر يسبر أغوار النفس الغريبة والمعقدة لصاحبنا اياه ولذلك كان زميله النائب الثائر والشفاف والطبيب الانسان والبارع عبدالباري دغيش هو الأقرب أليه والأقدر في التعامل مع مزاجه المتقلب وذاته المريضة .

النائب المتزلف ذهب للثورة طامعا ليلوذ بها من ايام صعبة قادمة بعد أن أسرع بالقفز من على ظهر السفينة الغارقة بحثا عن منصب وجاه فلما وصلت المرحلة الانتقالية إلى نهايتها ولم يحصل على شيء خاصة بعد أن تم الاتفاق على الجهة التي تسمي كلا من نائب رئيس المجلس المضاف والامين العام الجديد للمجلس فأنقلب على الرئيس هادي وذهب يبحث عن مكان في حاشية عفاش مجددا ضنا منه أن ما حدث (للاخوان) في مصر سيحدث في اليمن ويعود عفاش للحكم مجددا ولم يعلم أن ذلك بعيد المنال عنه وعنهم .

نعم لعنة الشعب ستحل على اولئك المتزلفين وتصيبهم في مقتل وهم المنافقين من صمتوا طوال 33 عاما ثم نطقوا كفرا فنجد أن الزعيم عفاش وحزب المؤتمر قد نفضوا ايديهم عنهم فلا هم طالوا بلح الشام ولا عنب اليمن وسيظلون حيث هم في المكان الذي يليق بهم ..وهم المرجفين والمترددين والمنهزمين والمتنقلين في المواضع والمواقع لهم الخزي والعار الكبير تجار الأوطان والأديان والمواقف .

مواقف مشرفة من وقائع الجلسة المشهودة : -

قال عرمان إن المتهم الحقيقي هو تلك الأحزاب، لأنها لا تملك أي رؤية ولأنها هي من تحكم البلد .

عبدالحميد حريز النائب عن إحدى دوائر محافظة الضالع، اغتاظ من اتهام بشر لهادي بالخيانة، وقال إنه لم يتم تسليم السلطة حقيقة إلى الآن، وإن من يحكم هو النظام السابق.

وقال حريز إنه ينصح الرئيس هادي للانتقال إلى عدن لكي يحكم الشطر الجنوبي، الأمر الذي زاد من حدة النقاش داخل قاعة المجلس.

اعتبر النائب سالم منصور اتهام بشر لهادي «فخ دُفع إليه»، وقال إنه تمنى من زميله بشر أن يعلن وقوفه وتضامنه مع الجهود التي يبذلها الرئيس، بدلاً من وقوعه في هذا الفخ.

وقال: إن على عبده بشر أن يسحب اتهامه ويعلن تأييده لجهود هادي الجبارة والتي تهدف إلى تجنيب البلد المآزق. ونوه إلى وجود ما أسماها بـ«المخاطر الداخلية والخارجية»، والتي تهدد أمن البلد استقراره.

اتفق النائبان عبدالكريم شيبان ومحمد القباطي على أن ما ذكره بشر عباره عن «رسائل سلبية» للمجتمع الذي من المفترض منحه التفاؤل وعدم مضاعفة معاناته.

وقال القباطي إن رسالة بشر «غير موفقه»، صحيح أن بعض المشاكل التي ذُكر فيها صحيحاً، لكن ليس المتهم هو الرئيس هادي، وكان على بشر النظر إلى من يقف خلف هذه المشكلات، بدلاً من إلقاء التهم جزافاً.

ودعا القباطي النائب بشر إلى سحب اتهامه، وقال إن الجميع يتحمل المسؤولية ومن ضمن من يتحملها مجلس النواب الذي قال إنه أحد أسباب المشكلات.

وأعلن القباطي بصفته نائباً لكتلة الحزب الاشتراكي تحفظه على ما ورد في الاتهام، وقال إنه «لا يمثل إرادتنا».

رئيس المجلس يحيى الراعي حاول قبض العصا من الوسط، حيث قال «رئيس الجمهورية يتحمل كل شيء لكن لا نتهمه!!».

فيما اعتبر النائب محمد الشرفي اتهام هادي «تطاولاً وحشر خارج عمل المجلس».

انتقاد لرئاسة الجلسة : -

وجهت انتقادات حادة لرئيس الجلسة يحيى الراعي بعد أن سمح لبشر بالحديث عن موضوع خارج جدول الأعمال، ولفترة طويلة تتجاوز ربع ساعة.

وحاول الراعي استدراك ورطته التي وقع فيها بمبرر عدم علمه بما سيقرأه بشر، وأضاف «في هذا المجلس لن نسمح لأحد بالكلام على رئيس الجمهورية وهو رئيس لكل اليمن».

عبدالكريم شيبان قال إن على هيئة الرئاسة تنفيذ جدول الأعمال المُقر بداية الجلسة، فيما حمل النائب محمد القباطي هيئة الرئاسة مسؤولية السماح للحديث بـ«كلام مرسل»، حسب قوله.

وقال النائب محمد الشرفي إن نقاش المجلس الذي من المفترض أن يكون أول من يطبق القانون والدستور، منذ بداية الجلسة إلى نهايتها هو «خارج هذا الإطار».

واعتبر حديث بشر الذي بدأت به الجلسة «محشور حشراً»، دون أي علاقة له بجدول الأعمال.

وقال الراعي إنه كان بإمكان بشر أن يتقدم بمقترحات لحل الإشكالات، وستحال مقترحاته إلى لجنة معينة ثم يتم التصويت عليها.

شوقي والشامي صوت العقل في القاعة : -

بدا النائبان زيد الشامي وشوقي القاضي أكثر هدوءً ورزانة في حديثهما، وكان النواب أكثر استماعاً وإنصاتاً لكلامهما على عكس ما ساد في بقية الجلسة.

وقال زيد الشامي، وهو رئيس كتلة حزب التجمع اليمني للإصلاح، إنه كان يتمنى الانتهاء من هذا الأسلوب من النقاش.

وأشار إلى من يلمح إلى المشترك والإصلاح في أنهم السبب، وقال «إننا غادرنا اجتماعات المجلس فأقمتم الدنيا ولم تقعدوها، وإذا كان انسحابنا من المجلس سيشكل حلاً، فنحن مستعدون للانسحاب لكي نرى إبداعاتكم».

وأضاف الشامي «الأسلوب الذي يتجه للتهديد والوعيد لا يخيف أحداً، ونحن على سفينة واحدة ويجب أن نتحمل المسؤولية، ونقول للخطأ خطأ أينما وجد دون أن نضيف جروحاً للوطن».

وتساءل الشامي «هل كانت الأمور تسير نحو الأمن والاستقرار سابقاً، على الرغم من أن الأمور كلها كانت في يد واحدة».

ودعا الشامي النواب إلى أن يسلكوا الطرق الصحيحة التي تخرج البلد إلى بر الأمان.

لم يختلف حديث شوقي القاضي عمّا قاله الشامي، فالاثنين فهما أن الاتهامات التي توجه للحكومة وللرئيس هادي، تهدف للمزايدات والمكايدات السياسية.

وقال شوقي «أذكركم بأن الحكومة مشتركة، فنجاحها هو نجاح للجميع وفشلها فشل للجميع».

وطلب من زملائه تحمل المسؤولية، «وعدم الغرور بالمرافقين وقطع السلاح، فكلنا يملك من السلاح ما يكفي لإغراق السفينة».

واقترح شوقي اجتماعاً مغلقاً بممثل عن الرئيس وممثل آخر عن الحكومة، ويتم في اللقاء طرح المواضيع بكل شفافية.

وأضاف «مجلس النواب يجب أن يسند رئيس الجمهورية ومؤتمر الحوار، ويجب ألاّ ننفخ نار الفتنة لإرضاء طرف معين، فاستمرارنا في الاستعراض والمكايدة سيهوي بالبلد».

مداخلتا شوقي والشامي كانتا خاتمة للجلسة التي لم تنفذ شيئاً من جدول الأعمال المُقترح، وانتهت برفعها، على أمل أن يُفرِّغ نواب آخرون حماسهم حول ذات الموضوع في الجلسة القادمة.

بوادر أزمة جديدة : -

ما حدث في جلسة الأربعاء الموافق 4سبتمبر2013م يلقي بالظلال على الخلاف الذي نشب بين كتلة المؤتمر الشعبي العام وكتل المشترك حول قانون التعليم العالي، والذي دفع بالأخير إلى مقاطعة الجلسات خلال شهير يونيو ويوليو الماضيين.

عاودت الكتل المقاطعة حضور الجلسات عقب تدخل الرئيس هادي ولقائه بأعضاء المجلس، ووجه فيه بإلغاء المساءلات والاستدعاءات السابقة التي سببت توتراً بين النواب، إضافة إلى تقاسم اللجان وانتخاب نائب جديد لرئيس المجلس وأمين عام.

وتزداد التخوفات ما إذا كان تأييد نواب المؤتمر، هو تلويح بهذه الورقة من رئيس الحزب والرئيس السابق علي عبدالله صالح، لهادي، عقب الخلافات الحادة التي نشبت مؤخراً بخصوص الضربات الجوية الأمريكية، وبالذات أن حزب صالح يمتلك الأغلبية الساحقة التي تمكنه من تنفيذ قرار الاتهام وهو ذات الاسلوب الذي استخدمه صالح في لي ذراع الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر عندما عجل لائحة المجلس وجعل انتخابات رئاسة المجلس تتم كل عامين حتى يتمكن من ممارسة سياسة الابتزاز ولي الذراع مع الشيخ الاحمر في رئاسته لمجلس النواب .

وضع قانوني ملتبس : -

وما يزال الجانب القانوني ملتبساً، ففي الحالات الطبيعية يحق لمجلس النواب، بإجماع 151 نائباً على الأقل تقديم طلب لتوجيه تهمة الخيانة العظمى للرئيس، ولا يصدر قرار الاتهام إلا بأغلبية ثلثي أعضاءه فيحال الرئيس إلى المحاكمة وتتولى هيئة رئاسة المجلس مهامه حتى صدور حكم المحكمة.

لكن الوضع الدستوري الحالي في اليمن مختلف مع دخول اتفاقية المبادرة الخليجية لنقل السلطة، والتي تنص على أن قرارات مجلس النواب توافقية بين الأطراف المختلفة وليست بالأغلبية، كما نصت في بند آخر على أنه إذا تعارضت نصوص الدستور مع نص مواد الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية فإن الأخيرة تسود.