صحافة العلاقات الشخصية
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 16 سنة و 10 أشهر و 17 يوماً
الخميس 10 مايو 2007 04:26 م

مأرب برس - خاص

آلمني الوضع الذي وصلت إليه صحافتنا من عدم الحديث عن قضايا تمس صميم الحرية حدثت لا أشخاص لا تربطهم علاقة برؤساء ومدراء تحريرها .

قبل أسبوع تقريبا تعرض الزميل مدير تحرير موقع البيضاء نيوز / عارف العمري إلى اعتقال من قبل أفراد الأمن القومي ليلاً وهو يؤدي عملة المتمثل في تنفيذ مشروع تخرجه في كلية الإعلام وتم أخذه إلى مكان مجهول وتهديده والاعتداء عليه بالضرب ومع ذلك لم يكتب أحدا عنه ولم يكلف حتى حزبه السياسي الذي ينتمي إليه نفسه معرفة ذلك اللهم إلا كلمات التبريك بالسلامة والعافية وحسن الحظ الذي كتب له حياة جديدة .

الزميل عارف العمري تعرض للابتزاز والتهديد بالقتل في مكان مظلم وخالي من الحركة إذا لم يدفع مبلغ خمسون ألف ريال كما تعرض لأقذع الشتائم والكلمات النابية .

واغلب ضني يعود إلى انه يعرف عنه انه ناشط سياسي في إطار كليته الأمر الذي أثبتته ربما التقارير المرفوعة من جامعة صنعاء التي تبثها عناصر الأمن القومي .

الأمن القومي الذي فتح له طميم صرح جامعة صنعاء لتسجيل طلاب فيه في كلية الشريعة قبل شهرين تقريباً بدء يمارس البلطجة والإرهاب ابتداء من اختطاف الطالب جميل شعاف الذي وجد نفسه مرمياً في صحراء مأرب دون شعوراً بذلك ثم يأخذ من داخل لوكندة إلى بحث مأرب وتعرض للأهانة والحرب النفسية لتكتب صحافة الحزب الحاكم انذاك على صدر صحافتها ان تلك القضية سيناريو نفذه قطاع الإصلاح الطلابي لكسب أصوات الطلاب في انتخابات الاتحاد القادمة نفس الممارسة تتكرر ليكون عارف العمري هو احد ضحاياها ومع ذلك مرت مرور الكرام وكان شيء لم يحدث ربما لن يستجيب الزميل عارف لتلك الممارسات بسبب تربيته القائمة على مفهوم ضرورة التضحية والصبر وهذا شيء جميل فالقيم تحتاج إلى تجسيدها صبراً وتضحية ولكن لا يعني الصبر أن يسكت الإنسان على البلاء ولديه من القوة السياسية والسلمية ما يستطيع أن يحد من الظلم والجبروت ومن الدستور والقانون ما يستطيع من خلاله أن يحاسب المعتدين خصوصاً حين يكون أفراد نظام يدعي انه حامي لهذه المفاهيم الدستورية والقانونية.

الصامتون لا يصنعون حرية بقدر ما يساهمون بصمتهم في استئساد الظلم وتنامي هيبته وسطوته والدستور يظل حبراً على ورق حينما لا يجد من يدفع النظام الحاكم إلى التسليم به والاحتكام إلى نصوصه.

كثيراً ما ضاعت قضايا أناس كثيرون بسبب انتماءاتهم السياسية أو بسبب نقدهم لسياسات أحزابهم التي ينتمون إليها لان هناك هاجس لديها أن الكتابة عن قضية شخص من انتماء أخر أو من ذات الانتماء الذي ينتمي إليه الشخص سيصنع منه شخصية قيادية وصيت لا يستحقه في نظرهم فلماذا نصنع منه شيء وهو لا شيء هكذا يقولون .

وهكذا تضيع القضية وكأن الإنسان كما يقولون لا يساوي شيء ولا يكون شيء له أهميته إلا حينما يكون بهم حاجة إليه , اغلب الأحزاب اليمنية لا تريد انتماء ناقداً بقدر ما تريد انتماء مطيع فقط كما أن القيادات التي تصنعها الصحف تظل ورقية والقيادات الورقية لا تصنع مواقف عملية لا نها لا تتقن إلا الكلام فحسب .

نقول لأحزابنا وصحفنا تحدثوا عن الإنسان كقيمة قبل أن يكون له انتماء دافعوا عنه كانسان له حق العيش بحرية وكرامة كحق إنساني أوجبه الله وحثه عليه الشرائع السماوية .

نتمنى أن تعطي صحفنا وأحزابنا السياسية مساحة دفاعية هامشية لقضايا الانتهاكات ولا نطالبها بان تعطينا مساحة واسعة كما تعطيها الصحف الغربية لقضايا الحيوانية .

لقد سمعنا أن هناك في اوربا منظمة للدفاع عن حقوق الحمير !!!