الردود الغاضبة على مقالي لا قيمة لها
بقلم/ ابراهيم بن محمد الوزير
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 4 أيام
الأربعاء 22 ديسمبر-كانون الأول 2010 06:52 م

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآل محمد وتقبل شفاعته وارفع درجته.

أطلعت على الردود والتعليقات التي علق بها القراء والمتابعون على مقالي تحت عنوان (لماذا نسي جمهور أهل السنة استشهاد الإمام الحسين سلام الله عليه ) ؟.

وقد تكلمت فيه وأوضحت أنهم مع الأسف لا يتكلمون عن استشهاد الإمام الحسين مع فداحة المصاب على أهل البيت الأواءل وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى سيدة نساء العالمين التي هي بضعة من رسول الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة الزهراء على رسول الله وعليها السلام وعلى أمة محمد أجمعين ، وبينت أن سبب ذلك هي الثقافة الغير اسلامية من فقه دخيل وأحاديث موضوعه وتغيير مفاهيم الاسلام الصحيحة التي قام بها معاوية بن ابي سفيان عند توليه الحكم في بداية استيلاء الملك العضوض بعد انتهاء زمن الخلافة الراشدة .

وقد نشر المقال في موقع مارب برس فكانت الردود والتعليقات كثيرة بلغت مائة وخمسة التي قد وجدناها في الموقع ختى الآن ، وكان بعضها معارضاً وكثير منها مؤيداً ومدافع ، والمعارضون كثر أيضاً وتختلف أساليبهم وأكثرهم لا يتكلمون بمنطق ولا يستطيعون النقاش بعلم وعقلانية وكلما يفهمونه ويقولونه هو اتهام الزيدية المتعلقين بحب رسول الله وآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنهم رافضة شيعة صفويون الى آخر تلك الكلمات التي حفظوها من مشائخهم النواصب مبغضي آل رسول الله ، ومن السياسيين الذين يخشون على كراسيهم ومناصبهم ويريدون الاستئثار بالحكم دون نصيحة أو ارشاد أو معارضة .

وكل نلك الردود والسباب الغاضب لايستحق الرد ، الا أن الذي لفت نظري وتأسفت بسببه هو مقال من الشيخ احمد بن حسن المعلم ويظهر من صورته التي كانت بجانب رده أنه شيخ علم وهو كهل أو شيخ كبير وله سمت العلماء يلبس عمامة وله لحية فيها بعض الشيب فيما يدل على أنه من العلماء أومن المشتغلين بالعلم ، ومن العجيب أن يكون عنوان رده هكذا (يوم عاشوراء وأحقاد الرافضة) ومن الملاحظ أنه في رده يتبع العادة المتبعة عند جمهور اخواننا أهل السنة والتي فرضها معاوية بن ابي سفيان في أول عهد المسلمين من الاسلام في القرن الأول وتناقلتها الأجيال من علماء وغيرهم عن جهل أو حقد أو عدم اهتمام وذلك أنهم يقولون ( صلى الله عليه وسلم)- ولا يذكرون آل رسول الله صلى الله عليه وآله وذلك على عكس مراد رسول الله وتبيينه وطلبه من أمة محمد أن يقولوا اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد في الحديث المعروف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما نزلت الآية الكريمة وهو قوله عز وجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) فسأل الصحابه رسول الله اننا قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك فقال بعد تأمل طويل (قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهبم انك حميد مجيد) أو أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم ( قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد) وهذا الحديث معروف و مشهور ومتلقى من أمة محمد صلى الله عليه و آله بالقبول ، ولكن علماء جمهور اخواننا أهل السنة هداهم الله لا يعملون به بل يقولون دائماً (صلى الله عليه وسلم)واذا اضطروا الى ذكر الآل ذكروا الصحابة رضوان الله عليهم معهم وليس ما يمنع من ذكر الصحابة رضوان الله عليهم مع آل رسول الله صلى الله عليه وآله بل ان في ذلك أجراً ان شاء الله اذا خلصت النيه ، ولم يكن القصد معاندة الرسول الأعظم وكأنهم يقولون له اننا لن نعتمد توجيهاتك وطلبك الصلاة على رسول الله وآله الا اذا أضفنا الصحابة والا فطلبك مرفوض ، فاذا كانت النيه هكذا فهو ذنب عظيم لا ريب فيه .

وقد برأ الله أهل السنة من اليمنيين لا سيما المنصفين منهم مثل المقبلي رحمه الله وابن الأمير رحمه الله وابن الوزير رحمه الله ورضي عنهم جميعاً من حذف الآل فيما كتبوا ولو كانت المطابع قد حذفت مؤخراً ذكرهم فيما كتبوا فذلك من عمل المعاندين من أهل المطابع والنساخ أو جرياً على العادة بجهل أو دون تأمل للذنب الكبير في مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .

وقد ندد العلامة المقبلي في (العلم الشامخ) بترك القوم الصلاة على رسول الله وآله فيما يروون ويكتبون فرضي الله عن المنصفين من المسلمين شيعة أوسنة أو من أي مذهب من مذاهب المسلمين المعتبرة والمعترف بها آمين رب العالمين .

وكان اغلب ما جاء في كلام الشيخ المعلم أن الزيدية رافضة صفوية الى آخر ذلك السباب الذي لا يعتمد على منطق وهذا السب لا يهمني ولست معنيا بالرد عليه ، فقد قال الحساد ومن كرهوا الاسلام من حيث هو عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه ساحر ومجنون وغير ذلك ، فما بالك بالكثيرمن الزيدية وعلمائهم وفضلائهم الضعفاء المساكين الملتجأين الى الله عز وجل والذين لا يريدون لاخوانهم المسلمين جميعاً بل ولغير المسلمين الا الهداية والنجاة من غضب الله عز وجل والنجاة من سوء التوفيق وسوء الختام ، ومن اكثر مظاهر سوء التوفيق ودلائل سوء الختام بغض آل رسول الله صلى الله عليه وآله .

ونحن عندما نذكر آل رسول الله ونحث على الالتزام بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بالصلاة عليه وعليهم أجمعين انما نقصد آل رسول الله الأوائل الذين لا يبغضهم الا منافق أولئك الآل الكرام من أمثال الإمام علي وفاطمة الزهراء والإمام الحسن والإمام الحسين وكل من تبعهم باحسان من ذرية رسول الله وكل من أحبهم واقتفى اثرهم واطاع الله ورسوله من امة محمد اجمعين صلى الله عليه وآله .

وقد ذكر الشيخ المعلم فيما ذكر أنه قد استشهد قبل الحسين عليه السلام الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وغيره وهناك فرق بين اسباب استشهاد عثمان رضي الله عنه عن اسباب استشهاد الامام الحسين الذي اراد انقاذ الاسلام والمسلمين من الانحراف والمجاهرة بالفسوق والعصيان من قبل من كان يقال له أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ، ولولا خروج الامام الحسين عليه السلام واستشهاده وذريته واهل بيته وأطفاله الصغار وأولاد أخيه وأسرته وقرابته واصحابه بتلك الطريقة المأساوية الرهيبة واجراء الخيل على اجسامهم الطاهرة لضاع الاسلام وضاعت معالمه ولأصبح الحلال حراماً والحرام حلالاُ دون أن يعرف ذلك عموم وجمهور المسلمون أما من عرف من العلماء عند ذلك فلن يجرأ على الكلام ختى يصبح الحلال فعلاً حراماً والحرام حلالاً دون أن يدري أحد لكن حادثة الامام الحسين في كربلاء كانت انفجاراً هائلاً مدوياً ما يزال يصك اسماع الطغاة والمستبدين والمنحرفين الى اليوم ولا يزال الى يوم الدين فأين هذا من ذاك وأين ذاك من هذا .

نسأل الله لهم جميعاً المغفرة والرحمة والعفو عند الحساب .

ولقد قام الامام الحسين بواجبه نحو أمة الاسلام ونحو دين الله أعظم قيام فجزاه الله عن أمة محمد وعن جده رسول الله وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء ، وتعازينا لكل مسلم يحب الحرية ويكره الظلم والطغيان والفساد والافساد وتعازينا لأمه فاطمة الزهراء ولأبيه أمير المؤمنين ولأخيه الحسن ولجده رسول الله صلى الله عليه وآله ولكل آل رسول الله وذريته ولكل المسلمين الصادقين الصالحين الى يوم الدين .

ان الحسين عليه السلام اول واعظم حامل للواء الحرية في تاريخ امة محمد واشجع حامل للواء الحرية الذي امر الله به في امة جده محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسيظل اشجع واجرأ واصدق حامل للواء الحرية في الاسلام الى يوم القيامة

ومن يحب الحرية ويدافع عن حقوق الانسان ويكره الظلم والطغيان والفساد والافساد ويريد ان ينال الضعفاء والفقراء واهل الحاجة من امة محمد اجمعين حريتهم وينالوا حقوقهم المشروعة فليحب الحسين وليسلم على الحسين وليبك على الحسين ومن كان كذلك فان الله يرفعه ويفرج عنه ويرزقه الاطمئنان النفسي والاستقرار في وضعه والامن في قلبه مادام محبا للحسين مصلياً على رسول الله صلى الله عليه وآله محباً له ولآل رسول الله الطاهرين ولن يخيبه الله في الدنيا ولا في الآخرة ببركة حب الحسين والصلاة والسلام على محمد وآل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين و هذا شئ مجرب مهما ضاقت بك الاحوال فان الله يفرجها ببركة حب الحسين على رسول الله وعليه الصلاة والسلام

وسيظل الحسين عليه السلام رمزاً للحرية وداعياً الى جمع كلمة المسلمين الى يوم الدين .

اما هؤلاء الذين يكرهون آل رسول الله صلى الله عليه وآله حقداً عليهم و حسداً لهم و عصياناً لرسول الله ويتمنون انهاء ابناء فاطمة الزهراء ومن يحبهم ، ويصفونهم بانهم رافضة ، فان التاريخ سيرميهم خارج جماعة المسلمين وخارج ميدان وحدتهم ، فالوحدة والحمدلله قادمة قادمة ، وهذا اردوغان رئيس وزراء تركيا يحضر الاحتفال بيوم عاشوراء وهو سني عاقل ومفكر ، اما الذين يكرهون وحدة المسلمين والذين يفجرون انفسهم لقتل وسفك دماء اخوانهم المواطنين فاننا ندعوا لهم بالصلاح ومعرفة طريق الاصلاح فالاسلام دين سلم وسلام وليس دين تفجيرات ونزاع وخصام وكل ذلك العنف الأرعن سيزول ، ولن يبقى الا ما فيه الخير لأمة محمد وللانسانية جمعاء ، ولن يبقى الا السلم والسلام بين امة محمد صلى الله عليه وآله وبين امة محمد والامم الأخرى لا سيما الأمم التي تدين بالأديان السماوية العظيمة اليهودية والمسيحية .

ان السلام يجب ان ينتشر بين المسلمين كما يجب ان ينتشر بين المسلمين وغيرهم من اليهود والنصارى غير المحاربين وذلك ما يأمر الله به سبحانه وتعالى .

ان التعايش يجب ان يكون بين المسلمين فيما بينهم وهابياً او شافعيا او زيدياً او غير ذلك كما ان التعايش بين الأمم مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو نصرانيا مع الابتعاد عن ان يتنازل اي فريق عن معتقداته واجب لنشر السلام في ارض الله امتثالا لأوامر الله ، ونشر الدعوة بسلام ومن اجل السلام وبالحكمة والموعظة الحسنة قال الله تعالى (ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ( .

وانا ادعو كل اخواني المسلمين الى اتحاد النفوس على طاعة الله والانقياد له وتحليل ما احل الله وتحريم ما حرم الله ، وعلى محبةالله ومحبة رسول الله ومحبة آل رسول الله صلى الله عليه وعليهم أجمعين وسلَم تسليما كثيراً.

كما أدعوهم الى نشر السلام في الأرض بين المسلمين فيما بينهم وبين المسلمين والامم الأخرى من امم الأرض لا سيما ابناء الاديان السماوية من مسيحيين ويهود غير معتدين والى حرية التعبير وحرية العقيدة وحرية المذهب ، حتى يميز الله الطيب من الفاسد والصالح من الطالح ، والله ولي الهداية والتوفيق وهو عز وجل حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير وعلى الله توكلت.