لكل هذه الأسباب فشل المنتخب اليمني
بقلم/ حبيب العزي
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 24 يوماً
الخميس 02 ديسمبر-كانون الأول 2010 10:18 م

أنا كنت واحداً من المتفائلين جداً في إحراز ولو بعض التقدم لمنتخبنا الوطني أمام قطر والكويت بعد خسارتنا مع السعودية ، رغم علمي بمدى قوة واحتراف كلا الفريقين ، ولكن ليقيني وقناعتي بأن النجاح في مباريات كرة القدم لا يقتصر فقط على حرفية اللاعبين وشهرة أسمائهم ، ولكن أستطيع القول بأن 50 % من النجاح يعتمد على الحظ ، والـ 50% الأخرى على الاحتراف والخبرة وكثافة التدريب وشهرة اللاعبين .

لكنني أرى أن هناك عدة أسباب قد اجتمعت وأدت بمنتخبنا إلى الخروج بتلك النتيجة " الثقيلة " والمحبطة لكل الجماهير الرياضية اليمنية أهمها :

أولاً : ضعف منتخبنا من حيث اللياقة والخبرة امام بقية المنتخبات ، والتي تمتلك رصيداً كبيراً من الخبرة ومن اللياقة ، والتاريخ الطويل في هذا المضمار .

ثانياً : سوء حظنا في مباراة الافتتاح بأن يكون أول لقاء لنا مع المنتخب السعودي صاحب الصولات والجولات ، فلو كان أول لقاء لنا مع عمان أو البحرين مثلاً لربما كانت النتائج مختلفة وقادت الفريق إلى مزيد من الثقة بالنفس في اللقاءات الأخرى .

ثالثاً : الضغوطات النفسية التي واجهها الفريق وخاصة في مباراة الافتتاح ، بسبب تدفق ذاك السيل من الجماهير الغفيرة التي حضرت لمؤازرة المنتخب ، ثم حضور فخامة رئيس الجمهورية ورؤساء دول وكبار مسئولين ، الأمر الذي انعكس سلباً – بتقديري على نفسية اللاعبين ، أضف إلى ذلك أن البطولة تقام لأول مرة في اليمن ، والفريق لم يتعود على خوض مثل هكذا مباراة .

ربما كانت تلك بعض الأسباب المنطقية والمبررة ، لكن ثمة أسباباً أخرى جوهرية ، لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال وهي التقصير الحاصل من قبل وزارة الشباب والرياضة والاتحاد اليمني لكرة القدم ، في تأهيل وتدريب اللاعبين والاهتمام بهم بشكل مستمر ، وليس في المناسبات الرياضية فقط ، فوزير الشباب والرياضة مثلاً ظهر علينا بمبررات لا ترتقى إلى مستوى المسئولية التي يجب أن يتمتع بها كوزير للشباب والرياضة ، حين قال بأن الوزارة قدمت كل التسهيلات التي طُلبت منها سواء في بناء الملاعب أو التجهيز والإعداد لهذه البطولة ، كما قال أيضاً " أنا لست لاعباً ولا رئيساً للاتحاد ، ومن يطالبني بالاستقالة شخص معتوه " وهذا كلام ينم عن تنصل من المسئولية الملقاة على عاتقه باعتباره المسئول الأول عن الرياضة في اليمن ، ومن جهته برر رئيس الاتحاد تلك الهزيمة بقوله " يكفي أن اليمن حقق انتصاراً سياسياً في استضافته للبطولة دون حدوث أي مشاكل أمنية كما كان يراهن البعض ، وإن شاء الله سنحاول تفادي مثل هذه الأخطاء في المستقبل " على حد قوله .

إن وزارة الشباب والرياضة اليوم والاتحاد اليمني لكرة القدم ، كلاهما أمام مسئولية كبيرة تجاه كل تلك الجماهير الغاضبة ، والتي ذهب بعضها حد المطالبة باستقالة كل المسئولين على الرياضة اليمنية وفي مقدمتهم وزير الشباب والرياضة ، ورئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم ، بعد تلك الهزيمة النكراء لمنتخبنا ، والتي يجب أن يتحملوها بدون خلق أية أعذار أومبررات واهية ، وخاصة بعد أن رصدت لهم كل تلك الأموال الطائلة والتي ذكرت بعض المصادر أنها تصل إلى ستة مليارات من الريالات .

شخصياً .. أتساءل ! تُرى على أي أساس يتم اختيار اللاعبين المشاركين في منتخبنا الوطني لخوض أي مباراة ، سواء في هذه البطولة أو أي بطولة أخرى ؟ وماهي المعايير الفنية التي يتم اختيارهم على أساسها ؟ وهل تلعب " الوساطة " دور في هذا الجانب ،حيث وكلنا يعلم أننا بلد لا يصل الفرد فيه إلى أي منصب إلا بالوصفة السحرية " الوساطة " أو إذا كان معه ظهر " يركي له " ، إن حدث ذلك فإنها الكارثة بعينها ، بل هي اللعنة التي ستضل تطارد الجماهير الرياضية اليمنية في كل البطولات القادمة .

أنا أرى أن تقوم الجهات المعنية بمراجعة حقيقية لاختيارلاعبينا ابتداءً ، وذلك من خلال لجنة دولية ، يتم تشكيلها من رياضيين عالميين معترف بهم دولياً ، على أن يقوموا باختيار لاعبين لمنتخبنا وفق معايير دولية محددة ، دون أي تدخل لأطراف يمنية في هذا الاختيار ، وبعدها يتم الاعتناء بهم بشكل مستمر ودائم وليس في المناسبات الرياضية فقط ، عندها يمكن أن نخوض منافسات مشرفة في المستقبل ، مالم فالكرة اليمنية ستظل هامشية وبعيدة عن تحقيق أي نجاحات قادمة .

كما أطالب وزارة الشباب والرياضة ممثلة بوزير الشباب والرياضة ، والاتحاد اليمني لكرة القدم ممثلاً برئيس الاتحاد ، بأن يتمتعوا بروح رياضية عالية ، ويتحلوا بالشفافية ، ويجيبوا عن تساؤلات الجماهير الغاضبة والتي يأتي في مقدمتها سؤال كبير وهام وهو :

تُرى أين ذهبت كل تلك المليارات من الريالات ؟!!

*كاتب – ومستشار للتحرير بمجلة المرأة والتنمية