لن ننتظر الموت وقوفاً
بقلم/ ياسر اليافعي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 24 يوماً
الإثنين 21 فبراير-شباط 2011 05:03 م

الشباب هم عماد الحاضر وأمل المستقبل، وبهم تبنى الأوطان وتزدهر الأمم؛ إن تم استغلال طاقاتهم وقوتهم وإبداعاتهم، لكن للأسف في اليمن يتعرض شباب اليمن شماله وجنوبه للإهمال والفساد حيث أصبحوا مجرد أرقام في سجلات العاطلين عن العمل وسجلات الهجرة والجوازات وسجلات سجون الدول الشقيقة، لم تلبي الدولة أدنى متطلباتهم وطموحاتهم التي طالما خططوا لها وحلموا بها، فالشاب يرى أجمل سنوات عمره تُسرق منه وهو عاجز أن يفعل شيئا، إذن ماذا تنتظرون من هؤلاء الشباب هل ينتظرون الموت وقوفاً مثل العجائز؟ هل تنتظرون منهم أن يطبلوا لكم ويحملوا لكم المباخر وهم يتجرعون ويلات الفساد والظلم؟ صدقوني الشباب أحرار وقد قالوها في تونس ومصر وليبيا, وفي صنعاء وعدن وتعز: إما أن نعيش بعز وكرامة أو أن نموت شهداء بعز وكرامة.

لم يعد شباب اليوم هو شباب الفضائيات والنت وغرف الشات والفيسبوك والمسلسلات التركية والبحث عن الموضات والقصات وما إلى ذلك من ملهيات الدنيا الذي حاول النظام العربي تشويه صورتنا بها، ولم يعد كذلك الشباب مجرد كمبرس في العروض والرقصات التي يقيمها الحاكم العربي هنا وهناك، ولم تؤثر بهم القنوات التي ينفق عليها مليارات الدولارات من أجل إفساد عقولهم من خلال نقل المسلسلات والبرامج الأجنبية والدخيلة على عادتنا وتقاليدنا.

الشباب العربي اليوم صنع المعجزات واستطاع إسقاط أنظمة عاتية لم تستطع دول كبرى إسقاطها, وها هم يرسمون أجمل لوحة ابتدءوها من المغرب العربي إلى الشرق الأوسط إلى جنوب الجزيرة العربية, لوحة عنوانها الحرية والكرامة والديمقراطية.. حبرها دم الشباب الطاهر.. رسالتها شباب حر لا يقبل بالذل والهوان.. لوحة مفادها: خلقنا أحرارا وسنعيش أحرارا وسنموت أحرارا.

إنني أدعو شباب اليمن شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً إلى التوحد تحت راية واحدة, وتوحيد جهودهم على شبكة الانترنت، وفي الميدان والساحات، وأن لا يسمحوا للديناصورات باختطاف ثورتهم من أي جهة كانت.. أنتم وحدكم أصحاب المعاناة الحقيقة، وأنتم وحدكم أياديكم بيضاء وطاهرة, وأنتم وحدكم من يصنع المستقبل المشرق للبلد، فلا تلتفتوا للخلف ولا تثبطكم الإبر المخدرة المنتهية الصلاحية، ولا يرعبكم بلاطجة النظام.. أنتم حددتم لأنفسكم طريقاً واضحةً, فاستمروا واستعينوا بالله وكونوا مع الله يكون معكم, والنصر قادم لا محالة.

y.ahz@hotmail.com