عامان على ثورة فبراير فماذا تحقق؟
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 11 سنة و شهر و 11 يوماً
الخميس 14 فبراير-شباط 2013 05:31 م

مر عامان على اندلاع شرارة الثورة في الحادي عشر من فبراير وحتى اليوم , والتي خرج فيها شباب الثورة معلنين ثورتهم وتمردهم على الظلم , والفساد , والتوريث , والأوضاع المأساوية التي كانت تعيشها اليمن حينذاك , خرجوا يحدوهم الأمل الكبير بتغير الأوضاع وانتقال اليمن من عهد إلى عهد جديد فيه العدالة , والمساواة , والحرية  , والديمقراطية , والرفاهية , والعيش بأمان واستقرار , والرخاء الاقتصادي للفرد ,  وتحسن جودة التعليم , والصحة , وإنهاء مظاهر الفساد , والرشوة , والمحسوبية , وسيادة القانون , والبحث عن الكفاءات في كل مكونات الشعب اليمني , وخلق شراكة حقيقة لبناء اليمن الجديد , وتجاوز أرث الماضي البغيض لكن كل ذلك لم يتحقق منه شيء حتى اليوم , أو ما تحقق لا يرقى إلى طموحات وآمال الشباب وتضحياتهم.

صحيح أن كل تلك الأهداف لا يمكن تحقيقها بيوم أو ليلة , أو بجرة قلم في ضل وجود كوابح أو معيقات , والتي من أهمها المبادرة الخليجية التي جعلت التغيير بالتقسيط , أو بالتدرج البطيء , لكن ذلك لا يعني الركون , أو اعتبارها نوعا من أنواع التبرير , أو التماس الأعذار للرئيس هادي وحكومة الوفاق , واستخدامها كشماعة في إبقاء الأوضاع التي ثار عليها الشعب اليمني كله لأن ذلك سيقود حتما إلى ثورة ثانية تقتلع الأخضر واليابس وسيكون الرئيس هادي وحكومة الوفاق هما المسئولان الرئيسيان على ما ستؤول إليه الأمور في حال ظلت الأوضاع كما هي.

لأن شباب الثورة بدأوا يتململون ويدركون ويشعرون بأن التغيير لم يتحقق بعد , وأن الأوضاع التي كانت سائدة قبل الثورة ما زالت سائدة بعد الثورة , الفساد يضرب بأطنابه مختلف مرافق الدولة , والفاسدين الذين ثار الشعب ضدهم لا يزالون يتربعون على كراسيهم , البطالة , والرشوة , المحسوبية , تدهور التعليم , وتدهور الأوضاع الصحية والأمنية والمعيشية لا تزال على حالها , بل تفاقمت أكثر في نظر الناس , أو هكذا يشعرون بأنه وحتى اليوم لم يطرأ أي تغير يذكر في الأوضاع المأساوية السوداوية في مختلف المجالات السياسية , والاقتصادية , والاجتماعية , والثقافية , وغيرها وكأنها لم تكن هناك ثورة ولم تسقط دماء زكية في سبيل هذه الثورة , ولم يسقط شهداء مطالبين بالتغيير الجذري الشامل لكل الأوضاع المأساوية.

إن الإرادة الشعبية تريد تغييرات جذرية وحقيقية في بنية النظام , وفي عمق المؤسسة العسكرية التي يطمح الجميع لأن تصبح مؤسسة وطنية بعيدة عن الإنتمائات الفردية , والأسرية , والعائلية و والحزبية , والمناطقية , والطائفية لا أن تبقى رهينة القوى التقليدية والعائلية , ويبقى الشعب يحمل الخوف باستمرار من تفجر الأوضاع في أي لحظة , وفي أي زمن , وهذه الأوضاع تضع الرجلين هادي وباسندوة أمام مسئولية تاريخية ووطنية بالتوجه نحو تسريع إعادة هيكلة الجيش والنظام معا وبالتزامن.

لأنه من غير المقبول أن يضل قادة النظام السابق وأركانه في مراكزهم , وقد خرج الشعب يطالب بإقالتهم , وتغيير النظام , وليس تدوير النظام , وعلى الرئيس هادي وباسندوة أيضا أن يدركا هذه الحقيقة , أن الشعب خرج يريد تغيير النظام لا التدوير , ثم أن الناس يريدون أن يعرفوا حقيقة القوى المنظمة للثورة هل هي فعلا ستقبل بالدولة المدنية؟, وإلقاء السلاح , وبالقبول بالمساواة القانونية بين ابن حاشد , وابن بكيل , وابن مأرب بابن تعز والحديدة , أو عدن , أو ابن المهرة , وهل القوى المنظمة للثورة والتي تزايد على تصفية الجيش من أفراد العائلة ومن أدان له بالولاء وهو مطلب حق لشباب الثورة ستقبل بإقالة اللواء علي محسن بعد إقالة نجل المخلوع , وإيجاد جيش قوي يفرض نفوذه في سنحان , وخمر , وعمران , ومأرب , والحدا , وبني ضبيان كما يفرض نفوذه في إب , وتعز , والضالع , وحضرموت , والحديدة أم أنها دعوة للمزايدة والاستهلاك.

إن على الرئيس هادي وباسندوة المنوط بهما إنقاذ اليمن والسير به إلى بر الأمان البدء بمعالجة الجروح المؤلمة , وإجراء العمليات الجراحية اللازمة التي من خلالها سيتعافى الجسد اليمني , وسيخرج من أمراضه التي عانا منها طيلة "33" عاما , وهي عمليات ضرورية , وقد تكون مكلفة , ومؤلمة , لكنه لا بد منها لان هذه فرصة تأريخيه بين يديهما والفرص لا تتكرر , والتأريخ لا يرحم , فالناس أصبحوا يشعرون بأنه لم يتحقق شيء رغم تضحياتهم ونضالاتهم طيلة العامين الماضيين.