أيها الحراك أثبت وحشيتك
بقلم/ مجاهد قطران
نشر منذ: 14 سنة و 4 أشهر و 11 يوماً
السبت 05 ديسمبر-كانون الأول 2009 08:54 م

إننا في زمن العجائب ، زمن صار فيه الشريف كاذب ، والوطني متهم من جميع الجوانب ، والورع التقي يكون في نظرهم سكران شارب ، والعفيف النظيف قالوا أنهُ يرتشي بذهب في قوالب ، و المحب للسلام بات في أعينهم صقر لهُ مخالب ، والخائف على مستقبل بلده يسمونه محارب ، لا لشي وإنما لأنه قال لهم يكفي بالشعب مصائب ، وصارحهم بقوله إنكم تسعون وراء المناصب ، ولم يكن لهم عدوا بل كان لهم أخاً معاتب.

إني أكتب ما أكتب وقلبي يتألم ، فقد قتلوني دون أن يُسال مني دم ، فقد شتموني بأقبح الألفاظ كلها كذب وذم ، إنهم قالوا بأني موظف ولست موظفاً وربي المولى أعلم ، قالوا أجهل التاريخ وأنا حافظاً لهُ صم ، قالوا إني في مواقفي لست واقعياً بل أحلم ، لا لشي وإنما لأني قلت لهم إن افعالكم ستورث الندم ، وعواقبها لا أحد منها سيسلم ، وسوف تجعل بلدنا تتهدم ، وتقتلع وتُخرب ما شُيّد وعُمّر وتجسم .

أيها الحراك ، بربك من إشترآك ، وجعلك تنظر الى ورآك ، تأكد أنهُ حتماً يقلل من مستواك ، ويجرك مع إخوانك الى عرآك ، وعندها يتركك تقع في الشباك ، وتصير بعدها عرضة للضرب على قفآك ، وبعدها لن ينفع ندمك ولو عضيت على أنآملك بفاك .

يا من تسمون أنفسكم حراك إنكم تقولون أنكم مظلومون ، وأنتم في نفس الوقت تظلمون الاخرين !، وتتغنون بأنكم ديمقراطيون مع أنكم تكرهون النقد ! ، وتقولون أنكم حضاريون وأنتم لا تحسبون للأخر حساب حيث تستبيحون عرضه وتجرحون مشاعره بالفاظ قبيحه ، وتهم باطله ، وحجج واهيه ، فهل هذه ثقافتكم ؟ ! .

تتهمون الأخر بأنه كمم أفواهكم { ومن حقه ذلك لأنكم خرجتم عن الثوابت الوطنيه } وأنتم تريدون تكميم أفواه الأخرين { مع أنه لا حق لكم في ذلك لأنهم لم يخرجوا عن ثوابث الوطن } .

يا من تريدون تمزيق الوطن تحت حجة تعرضكم للظلم ، أحب أن أقول لكم إن كنتم مظلومين حقا فأنتم من ظلم نفسه لماذا ؟ لأن بيدكم إختيار الصالحين الذين يمثلونكم خير تمثيل ، ويرعوا حقوقكم خير رعايه ، أليس إختيار أعضاء المجالس المحليه بأيدكم ؟ أليس إختيار أعضاء مجلس النواب بأيدكم وهم الذين سيدفعون الناهب لأرضكم والغاصب لحقوقكم ويوقفوه عند حده ، ويفضحوه ويشهروا به أمام العالمين ؟ أليس إنتخاب المحافظ من حقكم وهو الذي بيده قوات الأمن في المحافظه ؟ .

يا دعاة التمزق والإنفصال والشتات والضعف والهوان إن المسأله ليست حقوق ومظالم صدقوني ، بل هي مسألة إسترزاق ، ومسألة تصرفات صبيانيه غير مسئوله ، ومسألة حقد وكراهيه وبغض ليس ضد أحد من أبناء الشعب اليمني العظيم بعينه ، بل ضد أبناء الشعب بكامله من أقصاه الى أدناه ، وضد أمن وسلامة أمة العرب التي تريدون أن تضيفون جرآحاً عميقه الى جرآحها دون وعي منكم لخطورة ما تفعلوه .

يا محركي الفتن والبغضاء إن عليكم أن تقبلونا ونحن كُثر كما قبلناكم وأنتم قله ، ويجب عليكم أن تنسوا الماضي الأليم اللئيم ، وتدفنوا رائحته النتنه ، فالفتنه نائمه لعن الله من أيقظها ، فما مضى قد مضى ويستحيل أن يعود ، لكون الارض متداخله ، والأُسر متصاهره ، والمصالح متشابكه ، والمنافع متبادله ، والأخوة تجري في الدماء بحكم الدين واللغه والتاريخ والجغرافيا .

يا من تزايدون على شعبنا الكريم البطل الشهم في محافظات الجنوب ، يجب إن تعلموا أن هذا الشعب يعلم إنكم قد حكمتوه لأكثر من عقدين حرمتموه فيها من أبسط حقوق العيش الكريم ، فها هي طريق حضرموت المهره لم تُعبد إلا بعد الوحده ، وها هي مدينة المكلا الجميله كانت تعاني من جيفة المجاري والأن صار ما كان مستنقعاً للمجاري متنفساً ومتنزها بعد أن أزيلت منه المخلفات وتم إيصال مياه البحر اليه ، وصار معروفاً بمتنزه خور المكلا ، وما ذلك إلا غيظ من فيض .

يا من تقطنون في فنادق فخمه تعرف بفنادق الخمسه نجوم لا تحسبون الشعب اليمني الكريم لا يتسائل عن مصادر دخلكم ومصادر ثرائكم الفاحش ، بل هو يتسائل ويعرف المصادر ويقول إنها أموال تُدفع لكم من قِبل جهات ، تعلم { أي هذه الجهات }علم اليقين أنها ستستردها أضعافاً مضاعفه عندما تسلمونهم أرضكم وبلدكم وشعبكم على طبق من فضه ، في حالة وتحقق هدفكم الشرير لا سمح الله .

يا من بعتم أنفسكم ممن عصا الله ورفض السجود لأدم إعلموا بأني وكل أحرار اليمن وشرفاء الأمه العربيه سنجعل إشارة المرور في طريقكم دائما حمراء ويستحيل أن يصدر منها ضوء أخضر أعدكم بذلك وعد الأحرار ، وبوادر ذلك قد بانت للعيان ، فها هو أمين منظمة المؤتمر الإسلامي ، والأمين العام لجامعة الدول العربيه ، وكذا كافة حكومات العرب لم تعركم وجهاً ، ولم تلق لكم بالاً ، وما ذلك الا ثمرة من ثمار الكلمه الصادقه المدافعه عن حق الجماعه المُفضل على حق الفرد ، والكلمة الحقه التي قدمت الاهم على المهم .

أخيرا أنصحكم كأخ يعرف أنكم يمنيون وأن شيم الرجوله والشجاعه والإباء والإيثار والتضحيه لازالت تجري في عروقكم ، أنصحكم بأن تعودوا الى رشدكم ، وأن تلعنوا شيطانكم ، وأتراجاكم أن تعودوا الى أهلكم لتعيشوا في أمان وإستقرار بعيداً عن الغربه الموحشه ، تعالوا لنضع اليد في اليد ، ونشمر عن السواعد ، لنبني وطننا ونجعله يرتقي الى أوج العلاء ، وإن كان هناك ما يعكر ذلك فتأكدوا أن كل مشكله ولها حل إذا جعلنا نُصب أعيننا اليمن بتاريخها العريق وحاضرها الذي يحتاج الينا ومستقبلها الذي هو مستقبل أبناءنا جميعاً ، فلنبن لهم مستقلاً عنوانه الأخاء والتعارن والأمن والأمان ليترحموا علينا لا أن تتبعنا لعناتهم الى قبورنا .