أحمدك يا رب !
بقلم/ أحمد غراب
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 7 أيام
الثلاثاء 18 يناير-كانون الثاني 2011 07:28 م

الحمد لله الذي جعلني مواطنا عربيا ولم يجعلني مسؤولا عربيا وإلا كانت كارثة؛ قولوا لي ليش؟ أنا كمواطن يمكن أكون حراف أو ضابح أو عاطل أو أو... أو... الخ، لكنني في النهاية يظل معي سقف أستظل تحته يعني لا قدر الله وطردني أبي من البيت أقدر أستأجر دكان أو غرفة وحمام أو أذهب إلى أحد إخوتي ونتقاسم السكن حتى يدبرها الله. لكن لو أنا مسؤول وطردني شعبي أين أسير؟ تخيلوا وأنا فوق الطائرة أتنقل من مكان إلى آخر وكلما وصلت إلى سماء بلد يقولوا لي: "أنت غير مرحب بك"!

وبعدين كمواطن اسمي غراب، ولو حدث زعل بيني وبين الناس يظل اسمي كذلك غراب، لكن لو أنا مسؤول وحدث مكروه لا سمح الله بيني وبين الشعب سأصبح الطاغوت والمخلوع والمطاح به والمجرم والسفاح بعد أن كنت المبجل والمفخم وصاحب الجلالة والفخامة.

أنا كمواطن إذا نقلت من مكان إلى آخر يلحقني صاحب البقالة للمطالبة بكشف الديون، أما إذا كنت مسؤولا فالجميع سيطالبون بمحاكمتي والجميع سيتبرؤون مني، أصدقائي قبل أعدائي. يا الله أين ذهب كل أولئك الذين طالما أفسحت لهم المجال لكي يعمروا القصور ويحوشوا الأراضي وينهبوا الخزينة العامة ويستثمروا في أوربا وأميركا وكندا ويفتحوا بنوكا ومشاريع عابرة للقارات و... و... و... أين هم ألان ؟!! ألم يكونوا سبب سقوطي من الحكم وهم الذين طالما أشاروا علي بتكبيل الحريات وملؤوا أذني بالوشايات وفلان حده وفلان صفته أليسوا هم الذين طالما صنفوا لي الناس هذا شيوعي وهذا إخواني وهذا يكرهك وهذا حاسد وهذا حاقد على حكمك وهذا... وهذا...

أليسوا هم الذين أفهموني أن الأمور تسير على ما يرام وأن الشعب يسبح بحمدي وأن الشعب يحب خناقه فجعلوني أتمادى في قبضتي الحديدية حتى انفرط العقد والمسبحة وفررت في جنح الظلام لأبحث عن مأوى أو مقهى أقضي فيه بقية حياتي.

وصدق علي ولد زايد:

قولوا لذي قد تنعم: سهمه من الهم باقي!

 لله در صاحب الباص في فرزة شميلة الذي كتب على ظهر الباص لافتة تقول: "لو طحت يا صاحبي ما يرحموك الناس"، والباقيات هن الصالحات وما سواهن "إن سعيكم لشتى".