الصحفيون في اليمن واقع مر وانتهاك مستمر
بقلم/ عارف علي العمري
نشر منذ: 14 سنة و شهر و يومين
الإثنين 22 فبراير-شباط 2010 06:51 م

حرية الصحافة في اليمن تمضي نحو طريق مجهول, واحتراف العمل الصحفي جريمة قد تؤدي بصاحبها إلى دهاليز السجون, وكسر العظام, ومصادرة الممتلكات, والعيش في دائرة الخوف, والترقب للمجهول القادم, نعم هي إذاً الصحافة مهنة المتاعب, والخوف والقلق والملاحقات البوليسية في اليمن , تمر الأيام فتزاد حالات الانتهاكات الصحفية بشكل مخيف, \" فخلال العامين 2000-2001 شهدا 158 واقعة انتهاك متنوعة، وفي العام 2002 شهد 75 واقعة انتهاك متنوعة، ليقفز الرقم في العام 2003 شهد 85 واقعة انتهاك متنوعة، ثم يقفز الرقم في العام 2004 إلى120حالة، فيما سجل العام 2005 ما يزيد عن 176 وارتفع العدد إلى200حالة للعام2006، وفي العام 2007 شهدت الحريات الصحافية 220 واقعة مختلفة منها 87 حالة توزعت بين التهديد والترهيب والاعتقالات والملاحقات و92 جريمة اعتداء وواقعة استجواب ومحاكمات،و11 واقعة فصل تعسفي ومصادرات واحتجاز مطبوعات وصحف محلية وعربية، أما عام 2008 فقد بلغت الانتهاكات التي طالت الحريات الصحفية مائتين وثمانية وأربعين حالة انتهاك أي بمعدل خمس انتهاكات في الأسبوع الواحد ، تنوعت بين الضرب والاختطاف والاعتقال والمحاكمة والتهديد والمنع من التغطيات الصحفية ومن الحصول على المعلومة ، إلى الحرمان من منح تصاريح إصدار الصحف وحجب المواقع الالكترونية وسحب تراخيص الصحف بقرارات إدارية, بحسب ما أورده التقرير الصادر عن منظمة صحفيات بلا قيود, كما كشف تقرير صادر عن لجنة حماية حرية الرأي والتعبير عن انتهاكات جسيمة تعرض لها الصحفيون اليمنيون خلال العام 2009م. ورصد التقرير 140 حالة انتهاك بحق الصحفيين، وتنوعت هذه الانتهاكات مابين اعتداءات واعتقالات وتهديد وحجب للمواقع ومصادرة الصحف وسجن الصحفيين والإخفاء القسري. مشيراً إلى أن للصحف المستقلة النصيب الأكبر من هذه الانتهاكات والاعتداءات, ولفت التقرير إلى تقلص الهامش الديمقراطي وتعرض الديمقراطية لـ \"نكسة\" بعيد حرب صيف 94م بين طرفي الوحدة، وأشار التقرير لما تعرض له الصحفيون في تغطياتهم لأحداث الجنوب ، وإلى التعتيم الإعلامي الذي تفرضه السلطات على الحرب الدائرة في صعدة، وإيقاف 8صحف أهليه عن الصدور حوالي شهرين,عاودت سبع منها الإصدار بينما ما تزال يومية الأيام الصادرة من عدن ممنوعة من الصدور.

خلال الشهر الأول من العام الحالي ارتفعت نسبة الاعتداءات على الصحفيين إلى ثالثة عشر اعتداء نتناول جزء منها في هذا التقرير.

الصحفيون قدر الموت لابد منه .

صباح 13 شباط/فبراير 2010، تعرّض الصحافي محمد شوعي الربوعي، وهو مراسل عدة مؤسسات إعلامية محلية من بينها صحيفة القاهرة، للاغتيال في مديرية بني قيس في محافظة حجة (الواقعة على بعد 120 كلم شمال غرب صنعاء ) , على خلفية نشر تقرير عن الفساد في إحدى مديريات حجة, وقال شهود عيان أن أكثر من ثلاثة أشخاص تعرضوا للصحفي الربوعي بسيارة تابعة لهم بعد مغادرته منزله, حيث حاولوا دهسه بالسيارة وعندما التجأ إلى شجرة على الطريق باشروه بإطلاق النار حيث أصيب في كتفيه وقفصه الصدري ومناطق أخرى من جسده .

وكان أحد أفراد العصابة قد سلم نفسه إلى منزل شيخ القبيلة التي ينتمون إليها وتم لاحقا نقله إلى إدارة الأمن بينما أكدت مصادر مطلعه أن إدارة الأمن تحتجز بقية أفراد العصابة حاليا بعد أن تمكنت من إلقاء القبض عليهم, حيث أكد مدير المنطقة أن هذه الجريمة ستكون آخر جرائم هذه العصابة محملا النيابة العامة مسئولية الإفراج عنهم سابقا قبل أن يلقوا جزاءهم على جرائمهم السابقة .

ولاقت جريمة قتل الصحفي الربوعي استياء واسع في الأوساط السياسية والصحفية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني, ففي يوم الثلاثاء الماضي كعادتها الأسبوعية, اكتظت الساحة المجاورة لساحة الحرية من جهة الشرق بالمعتصمين .

وفي الاعتصام الذي تحول إلى مسيرة إلى وزارة العدل احتجاجا على منع الصحفيين من تصوير فعاليات ساحة الحرية وللمطالبة بإلغاء محكمة الصحافة ، ندد العشرات من الصحفيين والحقوقيين باغتيال الصحفي محمد الربوعي من قبل عصابة مسلحة في محافظة حجة، محملين السلطة المسؤولية الكاملة تجاه ما يلاقيه الصحفيين من انتهاكات وصلت إلى القتل.

وطالب المعتصمين السلطة القضائية والنيابة العامة بالقيام بواجبها تجاه هذه الجريمة الشنعاء وسرعة إحالة المجرمين إلى القضاء لينالوا جزائهم العادل.

والى ذلك نعت نقابة الصحفيين اليمنيين والدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة حجة واللجنة التنفيذية للقاء المشترك بمحافظة حجة ومنظمة سياج لحماية الطفولة الصحفي محمد شوعي الربوعي .

وفي اعتصام بمقر نقابة الصحفيين اليمنيين بصنعاء قال عضو المكتب السياسي بالحزب الاشتراكي يحيى الشامي إن جريمة قتل الربوعي تدل على عمق الفساد المستشري في الأجهزة الحكومية وعلى تغول رموز الإقطاع والمتنفذين بالسلطة وعدم احترامهم للقانون والدستور, ومن جهته دان الأمين العام المساعد لمجلس قبائل مأرب والجوف الشيخ علي العجي قتل الربوعي، مؤكدا وقوف هذه القبائل مع الصحفيين \"في خندق واحد ضد القتلة وكل من يستهدف الصحافة الحرة والمستقلة\", أما وكيل نقابة الصحفيين سعيد ثابت سعيد فاعتبر قتل محمد الربوعي \"سابقة خطيرة، تعكس حالة العداء للصحفيين باليمن، وتؤشر لمرحلة حالكة تستهدف الصحفيين بالقتل والتصفية الجسدية، لإسكاتهم وكسر أقلامهم وإرهابهم\".

وقال \"إن دم الربوعي لن يذهب هباء، وسنواصل رفع أصواتنا وأقلامنا ضد الفساد والاستبداد والقتلة، وسنتابع القضية أمام القضاء لينال الجناة جزاءهم العادل على ما اقترفته أياديهم الآثمة\".

من ناحيته قال المحامي عبد الرحمن برمان، رئيس منظمة \"سجين\" الحقوقية \" : إن ثمة رسالة وجهت من خلال جريمة اغتيال محمد الربوعي لكل الصحفيين، \"مفادها أن جميع الصحفيين سيكون مصيرهم نفس مصير الربوعي إذا واصلوا كتاباتكم الكاشفة للفساد، والفاضحة للفاسدين ذوي النفوذ في البلاد\",واعتبر أن جريمة اغتيال الربوعي، تكشف عن حالة تواطؤ بين القتلة وأجهزة الأمن، موضحا أن القتلة كانوا مسجونين وتم إطلاقهم قبل ساعات من تنفيذ جريمتهم بحق الصحفي، حيث قاموا باعتراضه بالطريق وإطلاق الرصاص عليه مع سبق الإصرار والترصد.

كما أدانت الموئسة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر مقتل الصحفي محمد الربوعي وحملت السلطة المسؤولية الكاملة في تعقب الجناة, وفي هذا الإطار، قال مراسلون بلا حدود: إن عملية الاغتيال هذه مأساوية بقدر ما كان بالإمكان تفاديها لو أن السلطات اليمنية لم تثبت عن إهمال فاضح في تعاملها مع القضية, فقد تعرّض المذنبون للتوقيف لاعتدائهم على هذا الصحافي في أواخر العام 2009 قبل إخلاء سبيلهم. واليوم، نطالب بإحقاق الحق كما بفرض عقوبات شديدة على المذنبين وناشد مراسلون بلا حدود السلطات اليمنية اتخاذ كل التدابير الضرورية لمنع تكرار مأساة مماثلة والحرص على حماية الصحافيين على مجمل الأراضي الوطنية\".

انتهاكات بالجملة والصحفي هو الضحية

شهد العام الحالي وخلال الشهر والنصف الماضي حالات انتهاكات بلغت واحد وعشرين حالة انتهاك بحق الصحفيين نتناولها في تقريرنا هذا عن حرية الصحافة في اليمن.

* 3 يناير تعرضت الصحفية سامية الأغبري لملاحقة ومضايقة من قبل مجهولين يومي السبت والأحد الموافق 2،3 يناير 2010م تقلهم سيارة نوع كوريلا بيضاء تحمل رقم (93871 1)، وتعرض الزميل محمد الجعماني رئيس تحرير صحيفة التفاصيل لمحاولة دهس والاعتداء من قبل مجهولين تقلهم سيارة نوع هايلكس غمارتين تحمل رقم (179454).

* في 06/01/2010م اعتقلت قوات الأمن في محافظة عدن رئيس تحرير صحيفة الأيام وناشرها \"هشام باشراحيل\" ونجله، بأوامر من النيابة أثناء قيامها بتفتيش مبنى الصحيفة المحاصر منذ أيام بحجة وجود مسلحين فيها.

* في 13/1/2010تعرض الزميل محمد العلواني مدير تحرير موقع \"الصحوة نت\" للتهديدات بالتصفية وأدانت لجنة الحريات بنقابة الصحافيين اليمنيين التهديد الذي تعرض له الزميل محمد العلواني مدير تحرير موقع \"الصحوة نت\" من تلفون محمول رقم (777128007).وعبرت لجنة الحريات عن قلقها الشديد لهذا التهديد الخطير وطالبة نقابه الصحفيين وزارة الداخلية بالتحقيق في الحادث واطلاع النقابة على مجرياته. والى ذلك أدانت منظمة \"هود\" ما تعرض له محمد العلواني مدير تحرير موقع الصحوة نت من تهديدات بالتصفية الجسدية عبر اتصال هاتفي عبر فيه المتصل عن انتمائه لجهة أمنية وطالبت \"هود\" وزير الداخلية بفتح تحقيق شفاف في تفاصيلها يشترك فيه ممثلون عن المجتمع المدني ونقابة الصحفيين ومن ينوب عن الأستاذ محمد العلواني لكشف خيوط هذه الجريمة.

* في 21 يناير أدانت نقابة الصحافيين اليمنيين الحكم الغيابي الذي أصدرته محكمة الصحافة يوم السبت الموافق 16\\ 1\\ 2010 القاضي بسجن الكاتبة أنيسة محمد علي عثمان ثلاثة أشهر مع النفاذ ، ومنعها من الكتابة لمدة عام على خلفية مقال رأي نشرته في صحيفة الوسط ،وتغريم الصحيفة عشرة ألف ريال , وعدت لجنة الحريات بنقابة الصحافيين الحكم سابقة هي الأولى من نوعها بحق كاتبة يمنية ، مؤكدة أن الزميلة أنيسة محمد علي عثمان قلم نسائي يفتخر به في بلد لا يوجد فيه صوت للمرأة , مستغربة من ظهور توجه لكسر الأقلام النسوية , كما أدان الاتحاد الدولي للصحفيين ذلك الحكم, و اعتبر جيم بوملحة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين أن الحكم ظلم فادح ضد الصحفية و طالب بمراجعة الحكم .

* في 17/01/2010 نجا الزميلان عبد الرحمن المحمدي – مراسل صحيفة الغد بالضالع، ومحمد علي محسن – رئيس مكتب الإعلام بالضالع من محاولة اغتيال غادره جراء هجوم مسلح نفذه مجهولون على مطعم بمدينة الضالع، استهدف مدير البحث الجنائي بالضالع عبد القوي المحمدي.

* وفي الشهر ذاته تعرض الصحفي عبد العزيز الويز لملاحقة ومضايقة من قبل متنفذين في مدينة العدين بمحافظة إب على خلفية قضايا نشر, ودانت لجنة الحريات في نقابة الصحفيين ما تعرض له الويز من ملاحقة ومضايقة من قبل أولئك المتنفذين في مدينة العدين ، واستنكرت لجنة الحريات بنقابة الصحافيين في بيانها الصادر هذه الحادثة و طالبت وزارة الداخلية التحقيق فيها وحماية حياة الزميل ومحاسبة الجناة . معبرة عن قلقها لتزايد الاعتداءات والانتهاكات بحق الصحافيين في الآونة الأخيرة .

* 21يناير تعرض الصحافي محمود شرف الدين من اعتداء، وتلفظ بألفاظ غير لائقة من قبل جنود يتبعون مكتب الأشغال العامة بمديرية الثورة بأمانة العاصمة أثناء محاولة تصويره مشهد تعسفهم لأحد الباعة في جولة الجامعة الجديدة واستنكرت لجنة الحريات في بلاغ صادرعنها هذا الاعتداء، مطالبة وزارة الداخلية التحقيق في الحادثة وضبط الجناة ومحاسبتهم وموافاة النقابة بنتائج التحقيق فى بيانة الصادر .

* 28 يناير قالت مصادر في مؤسسة الشموع أن عناصر من الأمن السياسي اقتادت سيف الحاضري في الساعة الخامسة قبيل المغرب، من داخل مكتبه في المؤسسة دون معرفة الأسباب.

وكانت لجنة الحقوق والحريات بنقابة الصحافيين اليمنيين قد أدانت اعتقال سيف محمد الحاضري مدير عام مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام و بطريقة تعسفية على خلفية قضايا نشر, واستنكرت النقابة في بلاغ صحفي هذا التصرف المخالف للقانون والمسيئ لسمعة اليمن, وقالت النقابة إن التقرير الذي نشر في صحيفة الواشنطن بوست حول موافقة أوباما على عمليات سرية في اليمن والذي أعادت صحيفة \"أخبار اليوم\" نشر أجزاء منه وكان وراء إعتقال الحاضري ـ هو التقرير الذي تناولته جميع الوسائل الإعلامية العالمية والعربية ومعظم الوسائل الإعلامية اليمنية .

* 3 فبراير الصحفي عبد الخالق عمران يقول انه تعرض للاعتداء بالضرب المباشر مع تهديده بأقذع الألفاظ دون أي سبب أو مبرر, من قبل شخص مجهول , أثناء عودته ليلا إلى مقر الصحيفة, بالقرب من حراج الصافية بأمانة العاصمة.

* 4 فبراير , مدير عام مكتب يمن ديجيتال ميديا الاعلامي طه المعمري يتعرض لعتقال من قبل جهاز الأمن القومي في مطار صنعاء أثناء عودته من بيروت, وبعد اقتحام المكتب ومصادرة محتوياته، حسب بلاغ من مكتب يمن ديجتال ميديا.

* 7 فبراير قررت وزارة الاعلام توقيف الكاتب الخضر الحسني عن الكتابة وستغربت لجنة الحريات بنقابة الصحافيين اليمنيين قرار وزارة الإعلام بتوقيف الكاتب الحسني عن الكتابة دون معرفة الكاتب سبب التوقيف أو استدعائه من قبل المحكمة أو النيابة حسب بلاغ من الكاتب الخضر الحسني.

* 7 فبراير الزميل محمد عبد اللطيف مراسل صحيفة البلاغ بمحافظة حجة يتعرض لإجراء تعسفي من قبل مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة على خلفية نشره مواضيع صحافية ذات صلة بمكتب التربية.

* يوم الأربعاء 10 فبراير موقع المصدر اون لاين يتعرض للحجب بسبب ما وصفته وزارة الاتصالات بإجراءات أمنية, وأدانت لجنة الحريات بنقابة الصحافيين اليمنيين ما تعرض له الموقع من حجب عن متابعيه داخل اليمن في خطوة قالت أنها تأتي استمرارا للانتهاكات التي تتعرض لها الصحافة الإلكترونية والمكتوبة بشكل متزايد , ودعت لجنة الحريات بنقابة الصحافيين وزارة الاتصالات إلى توضيح ملابسات الواقعة . والعمل على رفع هذا الحجب غير القانوني والتعسفي بحق الصحافة .

* الجمعة 12 فبراير السلطات الأمنية تعتقل الصحفي أنيس منصور في مديرية الحوطه أثناء خروجه من خيمة العزاء التي أقيمت للقتيل \"علي العسيري\", الذي سقط في أحداث شهدتها الحوطة بداية الأسبوع, ليتم الإفراج عنه بعد ثلاثة أيام من الاعتقال , وادانت حينها منظمة (مناضلون من أجل السلم \"ماس\") في مديريات الصبيحة والقبيطة والمسيمير محافظة لحج ما وصفتها بعملية القرصنة والإخفاء القسري التي تعرض أنيس منصور- أمين سر المنظمة, موضحة أنها تابعت بقلق بالغ مصير الزميل منصور.

* 12 فبراير الهيئة الإدارية لنقابة الصحفيين اليمنيين فرع عدن تعبر عن استنكارها لقيام إدارة البحث الجنائي بمحافظة عدن باستدعاء الصحفي باسم الشعبي رئيس تحرير صحيفة ( أخبار عدن ) على خلفية نشر الصحيفة تقريراً مفصلاً عن الخلافات المتفاقمة بين محافظ عدن ونائبه . وقالت النقابة إنه ليس من اختصاص البحث الجنائي التحقيق مع الصحفيين حول ما ينشر في الصحف لكون ذلك من اختصاص نيابة الصحافة والمطبوعات.. موضحة بأنه من حق المدعي أن يرد وفي حال رفض الصحيفة نشر رده أو تعقيبه من حقه اللجوء إلى نيابة الصحافة والمطبوعات لمقاضاة الصحيفة اذا امتنعن عن نشر الرد .

* 15 فبراير مليشيا شيخ الجعاشن تعتقل الصحفي عمر العمقي أثناء زيارته لمنطقة الجعاشن, وتقوم بالضرب عليه بالسلاح بهدف تخويفه وتصادر كيمرته ومستلزماته الشخصية, ليتم الإفراج عنه بعد ذلك.

المقالح الرقم الصعب في تاريخ الصحافة اليمنية اختطف المقالح ليلة 17سبتمبر/إيلول 2009، ورفضت السلطات الكشف عن مكانه ومصيره. بل أنكرت وجوده في حوزة أجهزتها الأمنية قرابة الثلاثة أشهر. إلى أن اعترف الرئيس اليمني في أواخر ديسمبرمن العام المنصرم لبعض قيادات أحزاب اللقاء المشترك \"تكتل المعارضة\" باعتقاله من أجهزة الأمن وكشف قرار إحالته للنيابة في 3/2/2010. وقد بدأت النيابة الجزائية المتخصصة \"أمن الدولة\" التحقيق مع المقالح رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الاختطاف والإخفاء، وبنفس اليوم الذي تم التحقيق معه، التقاه أمين عام نقابة الصحفيين مروان دماج حيث أخبره المقالح أنه تعرض لشتى وأبشع أنواع التعذيب والضرب حتى سالت دمائه منذ لحظة اختطافه. بقيت آثار الدماء على ملابسه لثلاثة أشهر، كما وأخضعه خاطفوه لعملية محاكاة للإعدام مرتين حيث كانوا يجلسونه على كرسي ويستحضرون أجواء الإعدام ثم يعودون ليسخروا منه حين يلحظون جفاف فمه. كذلك أخضعته سلطات المخابرات للعزلة في منزل قديم. وقد أخبر المقالح دماج بإضرابه عن الطعام لمدة 16 يوماً احتجاجاً على التعذيب الذي تعرض له. ويروي مروان دماج أن صحة المقالح متدهورة وقد هاله ما رأى. وكانت النيابة قد وجهت للصحفي محمد المقالح تهم اتصاله بالقائد الميداني للمتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي، وواجهته بأسئلة حول مقالات وأخبار نشرت في موقع الاشتراكي نت وصحف أخرى بشأن الأحداث في محافظة صعده، وتسجيلات هاتفية.

وقد وجه المرصد اليمني لحقوق الإنسان نداء عاجلاً لكافة المنظمات والجهات المعنية بحقوق الإنسان محلياً وإقليمياً ودولياً للتدخل لإنقاذ حياة الصحفي والسياسي محمد المقالح المعتقل لدى السلطات الأمنية اليمنية منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

2010 عام لحرية الصحافة أم لانتهاكها ؟

وصف وكيل نقابة الصحفيين اليمنيين سعيد ثابت سعيد عام 2009 \"عام حزن\" بالنسبة للصحفيين والصحافة في اليمن، وعبر عن تشاؤمه من عام 2010 الذي قد يكون أسوأ. وقال ثابت لـ(عناوين) أن عام 2009 كان بالنسبة لحرية الصحافة وصحفيي اليمن \"عاماً أسود وكئيب\" لما طالهم من ممارسات واعتداءات واختطافات وسجون ومحاكمات واعتقالات وإيقاف صحف ومصادرة أخرى. من جهته قال محمد صادق العديني رئيس مركز الحريات الصحفية إنه \"لا يتوقع أن تكون الحريات الصحفية في العام 2010 بأفضل حال من العام 2009م\".

وأكد: أنه ومنذ بداية العام الحالي شهدت الساحة الصحفية انتهاكات واسعة، كان أبرزها مقتل اثنين من حراس صحيفة الأيام اليومية الصادرة من عدن الجدير ذكره أن هناك صحفيون لا يزالون يقبعون داخل السجون, منهم المقالح وباشراحيل وإضافة إلى المقالح وباشراحيل، هناك خمسة صحفيين سجناء في قضايا نشر وهم: الكاتب معاذ الاشهبي سجين في السجن المركزي بعد إدانته بتهمة المساس بالعلماء وبالشرعية الإسلامية، وأياد غانم مراسل صحيفة الأيام بمحافظة لحج صدر حكما بسجنه وهو سجين في سجن صبر بالمحافظة. يضاف لهما أيضا الصحفي فؤاد راشد رئيس تحرير موقع المكلا برس، والناشطان الإعلاميان صلاح السقلدي واحمد الربيزي. المعتقلون في سجن الأمن السياسي بصنعاء منذ أشهر طويلة والذين أعلنوا إضرابهم عن الطعام حتى الموت لرفض النيابة قرار المحكمة بنقلهم إلى السجن المركزي. وكان فؤاد راشد قد اعتقل في 4/5/2009 من منتدى الخيصة الثقافي في المكلا، وجرى اقتحام بيته وتفتيشه مساء يوم الاعتقال، أي قبل أسبوع من صدور مذكرة توقيف بحقه !

أما صلاح السقلدي فاعتقل أثناء اقتحام منزله بعدن يوم 18-6-2009، بينما اعتقل احمد الربيزي يوم12-5-2009 بمحافظة عدن. وأحيل المعتقلون الثلاثة يوم16-11-2009 إلى محكمة أمن الدولة.

هكذا يبدوا وضع الصحفي في اليمن ومع كل واقعة تهديد أو اعتقال أو تهديد يقول بملء فيه ( الصـحافة مهنة المتاعب ) .