النظام القمعي واستخدامه للأساليب القذرة .. " تهديده حميد الأحمر نموذجا "
نشر منذ: 17 سنة و 5 أشهر و 12 يوماً
السبت 14 أكتوبر-تشرين الأول 2006 04:43 ص

" مأرب برس - خاص "

بدأ واضحاً وجلياً أن النظام الهش قد تفرغ بكل مقدراته وممتلكاته وأبواقه الإعلامية وأجهزته الأمنية القمعية للنيل من شخصية وطنية بحجم الشيخ حميد الأحمر الذي أصبح رمزاً للنضال والحرية من خلال مواقفه المشرفة التي أثبتها وأعلنها صريحة ووقف في وجه هذا النظام المستبد والحاكم الفردي في صورة أكثر إشراقاً وغير معهودة من أمثاله من ذوي المال والمشائخ الذي يعرفون بولائهم للسلطة واستمداد قوتهم ونفوذهم منها لممارسة الظلم والإستبداد على قبائلهم .

ولعل تلك الهجمة الشرسة التي أراد شنها النظام ضد حميد الرجل المغوار في زمن الإنكسار والتمترس خلف أقبية الخوف ، بسبب شعور بخطره على نظام هش لم يتعود على مثل هذه المواجهات العنيدة بكل صلابة وجسارة ولم يتعود على قول كلمة " لا " في وجهه بكل بسالة وحرص شديد على مصلحة الوطن .

ظهر هذا الهجوم الشرس واضح المعالم منذ أن أعلن بدء بث حلقات المسلسل المكسيكي - بعد أن أثبت النظام إجادته لإخراج المسلسلات والتمثيل المسرحي بجداره - بنشر قصيدة " يا ناكر المعروف " على صحيفة الجيش الذي يفترض أن تكون محايدة لو كان هذا النظام يحترم نفسه ومواطنيه ، وجاء فيها من الألفاظ ما يعبر عن حالة هستيرية وصل إليها النظام وراح ينثر قباحاته يميناً وشمالاً وهو لا يدرك ما هو مقدم عليه من سخافة وإفرازه لهرمونات القذارة التي أستحوذت على كل كياناته وراح ينفثها ضد مواطنيه الشرفاء .

لكن الشاطر - كان هذه المره غبي - وأخطأ عندما ذيل تلك القصيدة باسم الشاعر / محمد أحمد المنصور والذي سرعان ما بادر بإستنكاره لذلك وإعترافه أنه لم يكن صاحب القصيدة وطالب " 26 سبتمبر " بالاعتذار ، ورغم أن الشاطر ومن يقف خلفه لم يكونوا عائبين لإستنكار المنصور ونفيه لقوله تلك القصيدة إلا أنهم شعروا أنهم وقعوا في الفخ وأنهم لم يجيدوا الدور بشكل جيد وأخفق في إخراج المسرحية منذ الوهلة الأولى على عكس المسرحيات السابقة وبدى أنه لم يستفد من فخامته في التمثيل .

الشاطر أراد أن يخرج من أزمته الحالية التي طالماً طالبه الشيخ / حميد بالإعتذار كتعامل راقي ومسئول من شخصية وطنية متوقع منها ذلك ، إلا أن الشاطر أسرع إلى لملمة أوراقه المتناثرة وراح يبحث عن مخرج وهو إدعاءه بأن حميد قام بتهديده وهو يعلم وكل الشرفاء يدركون أن الشيخ حميد أكبر وأسمى من يهدد - عبداً مأمور - لا يملك ولاية نفسه حتى ، وكما هو عادة النظام في تلفيق التهم جزافاً فقد أعد عدته وراح يعد تسجيل صوتي يدعي أنه صوت الشيخ حميد بينما الجميع يعرف أننا نعيش في عصر التكنولوجياً وصار من الممكن تقليد الأصوات وإدخال تعديلات عليها بكل سهولة ويسر .

وما يؤسفني هنا أن نقابة " حسب الله " سارعت لعقد إجتماع طارئ وإدانة ذلك بينما العديد من الصحفيين يتعرضون لتهديدات بالتصفية الجسدية ومضايقات عده دائماً ولم نر من هذه النقابة موقفاً مشرفاً وعاجلاً مثلما حدث مع الشاطر "ضابط القوات المسلحة " ولعل خير شاهد الزميل محمد صادق العديني الذي لم يعره بيان النقابة أي إهتمام ولم تدين ما يتعرض له بين الفينة والأخرى وفي نفس البيان جاء قول بيان النقابة سخيفاً للغاية ويعبر عن حالة من الجبن والخور والتبعية للحاكم الذي يعشيها رئيسها نصر ومن ساهموا في صياغة البيان فجاء قولها " والنقابة تتمنى على صحيفة 26 سبتمبر الإعتذار عن القصيدة " ألا تلاحظون حكم العسكر وبيع المبادئ كيف يجعل الإنسان ضعيفاً وهزيلاً حتى في قول الكلمات وإنتقاء الألفاظ فصار يتمنى على 26 سبتمبر تمني ليس إلا بينما بدأ البيان تجاه شديدة اللهجة .وكأنه بيان عسكري .

إن ما يثبت هوس النظام من معارضيه هو ما تناقلته وسائل الإعلام مساء اليوم عن إبلاغ الشيخ حميد الأحمر بتهديدات بالتصفية من قبل من يراهنون على حرية الرأي وينعقون بها صباحاً مساء على صفحات منابرهم الإعلامية المشهورة بالكذب والإفتراء .

وإن هذا ليدل على أن ما سبق عمله ضد حميد من تشهير إعلامي بذيء صادر من مستنقعات السلطة ما هو إلا إثبات ودليل قاطع على أن نية النظام غير سليمة ضد من يعارضونه وأن غير راض عن مثل هذه الأدوار من شخصية وطنية لها ثقلها القبيلة والحزبية في آن واحد ولا مسرور لهذه الديمقراطية التي يدعي رعايتها زيفاً .

وعلى هذا الأساس فقد أصبح النظام غير قادر على تحمل مثل هذه المعارضة التي فتح بوابتها الشيخ / حميد واندفعت من خلالها عجلة التغيير وهو ما يخشاه هذا النظام ويضيق ذرعاً ولم يجد ما يواجه به هذه المعارضة المسئولة إلا الأساليب القذرة والتي عادة ما تلجأ إليها الأنظمة القعمية والمستبدة وتقوم بتهديد مواطنيها والعمل على إرهاب الناس والعيش في أجواء مشحونة .

ولهذا فأنني أعلن تضامني المطلق مع الشيخ حميد ليس لشخصه ولكن لمواقفة المشرفة والتي فتحت لنا أبوابا مشرقة نحو التغيير وأنارت لنا الطريق الذي طالما ظل معتماً في ظل معارضة تمثل الوجه الآخر للسلطة .

ويبقى القول أن الشيخ حميد قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه وسجلت مواقفة في أنصع صفحاته وأثبت صدقية أقواله وعدم مزايدته بينما النظام سيظل يرواح مكانه يعمل على إرهاب مواطنيه ويعمق فكر الشمولية وسلطة الفرد التي يقاتل من أجلها .

عندما يصبح العلماء والقضاة شعراء للبلاط السلطاني –
ما بعد الانتخابات الرئاسية سيناريوهات قادمة
مشاهدة المزيد