الحربي : سنصعد احتجاجاتنا حتى تعاد لنا حقوقنا
بقلم/ كاتبة صحفية/سامية الأغبري
نشر منذ: 15 سنة و شهرين و 19 يوماً
الثلاثاء 06 يناير-كانون الثاني 2009 12:02 م


احد الذين أحيلوا للإقعاد القسري من قبل وزارة الدفاع عام 97م , بعد انتهاء فترة مجلس النواب حاول العودة بحكم انتماءه الوظيفي إلى القوات المسلحة فقيل له اجلس في بيتك وكل آخر شهر تعال لتستلم راتبك., أحيل وآخرين إلى دائرة شؤون الضباط في صنعاء وهناك ليس لديهم مهام, فقط يأتون إلى صنعاء لاستلام رواتبهم ويقفون طوابير أحيانا تستمر ليوم كامل ويخسرون نصف الراتب في ذهابهم وإيابهم من عدن واليها.

يكاد يكون هناك إجماع على حب الرجل فهو معروف في المحافظات الجنوبية بنزاهته, وعضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني وسكرتير أول منظمة الحزب في المنصورة.

كان ضابطا كبيرا وعضو محكمة وكان عضو مجلس نواب حين ذهبنا إلى منزله توقعنا أن ندخل قصرا كتلك التي يبنيها بعض الضباط الكبار وأعضاء مجلس النواب, لكننا تفاجأنا أن منزله هو ذاك نفسه الذي عاش فيه منذ ماقبل الوحدة بسنوات طويلة ,لم يكن قصرا ولامسورا ولايقف الحرس ببابه كانت شقة صغيرة عادية حينها عرفنا سبب حب الناس واحترامهم لهذه الشخصية.

انه صالح ناجي محمد الحربي من مواليد 1953م كرش– لحج, كانت بداية دراسته في معلامة ثم التحق بأول مدرسة تأسست بعد الاستقلال في كرش وواصل تعليمه الإعدادي والثانوي عن طريق الانتساب, أكمل تعليمه الجامعي في الاتحاد السوفيتي ونال الماجستير في الاتحاد السوفييتي في إدارة الأعمال. حصل على عدد من الأوسمة والميداليات قبل الوحدة, وبعدها كما قال "كرمنا بإقعادنا" في فترة ما قبل الوحدة تدرج في عدد من المناصب منها, عضو محكمة عليا للقوات المسلحة, رئيس قسم الشباب للقوات المسلحة وعضو جمعية الصداقة اليمنية- الفيتنامية وعضو مكتب تنفيذي لاتحاد شبيبة فتاح وعضو مجلس الشعب المحلي لمحافظة عدن.انتخب لمجلس النواب في أول انتخابات برلمانية على مستوى الجمهورية اليمنية 93م-97م بعدها قاطع الاشتراكي الانتخابات في97م ,عضو مؤسس لجمعية المتقاعدين ورئيس مجلس تنسيق الجمعيات الزراعية في محافظتي "عدن ولحج"أب لـ11 من البنين والبنات.

سامية الأغبري

ماهي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إقعادكم بعد حرب صيف94م؟

عدم الثقة على اعتبار أننا جنوبيون ومن الفريق المهزوم, فالمنتصر هو من تحكم بالأمور فيما بعد , قاعدونا ورفاقي من ضباط وأفراد القوات المسلحة بحقوق ناقصة, وبعد ضمانهم لعشرات الآلاف من الجنوبيين الذين اقعدوا فكروا بعدها بإستراتيجية الأجور لتتجاوز المتقاعدين. ولا مبرر لديهم غير التمييز بين الناس مزايا قانون الأجور تخص الذين مع الدولة والذين كانوا في صفهم أثناء الحرب أوممن تقربوا منها فيما بعد أما نحن فلاحقوق لنا.

هذا يعني أن إستراتيجية الأجور لاتشملكم؟

كانوا يقولون لنا الإستراتيجية فقط للذين لازالوا يعملون أما المتقاعدين بعد إكمال الإستراتيجية بعد أربع سنوات يمكن التفكير في معالجة أوضاعنا بنسبة 50% يعني بعد أربع سنوات سيفكرون بأوضاعنا.

وكيف كان ردكم؟

منذ عام 2002م قدمنا رسائل وتظلمات إلى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ولوزير الدفاع ولم يستجب احد لمطالبنا ما اضطرنا للتصعيد بفعاليات واعتصامات ومهرجانات زادت ذروتها في7-7-2006م ونتيجة لضغوط الشارع وكأنهم استجابوا ليعطوا الــ50% لكن على أساس الراتب الذي تقاعدنا عليه.

كيف؟

مثلا أنا أقعدت براتب عقيد والاستحقاق بالنسبة للفترة الزمنية "عميد" استلم حين بدأنا الاعتصامات28 ألف ريال ومن هم مثلي عقيد ولو انه ليس مستحق عميد مثلي وهو موجود في القوات المسلحة يستلم 52 ألف ريال الفارق أكثر من الثلث, الأن بعد التسويات والزيادات التي أرداوا من خلالها إسكاتنا وصل الراتب الى49 ألف ريال بينما العقيد العامل يستلم 73 ألف ريال والعميد الرتبة التي أنا مستحق لها يستلم 90 ألف ريال يعني الفارق41 ألف ريال مع الذي هو في رتبتي.

وهل بهذا فعلا حلت مشاكلكم؟

حلول جزئية لعدد محدود جدا من الذين أعادوهم ولكن بشكل مهين فحين عادوا لم يجدوا في معسكراتهم أي عمل وعسكري في البوابة يتحكم بهم وبلبسهم ويسكنون داخل هنجرات في صنعاء وهم كانوا قادة ألوية ومعسكرات ما جعلهم يشعرون بالإهانة. والإهتمام كان بأشخاص بعدد اليد ممن أعطوهم عمل.

تحدث الكثيرعن عدد المقاعدين قسرا من العسكريين فمنهم من يتحدث عن مئات الآلاف ومنهم من يقول اقل كم عددهم؟

الجدول الذي أمر رئيس الجمهورية بنشره ونشر في صحيفة الأيام في الصفحة الأولى في العام الماضي فيه 86 ألف متقاعد من العسكريين من الشمال والجنوب ولكن النسبة الكبيرة هي من الجنوب؟

وهل العدد حقيقي؟

ربما يكون حقيقيا ولكن الغير حقيقي هو التوزيع حين قال أن من صنعاء عددهم كذا ومن عدن عددهم كذا وهناك مقاعدين أصلا من الجنوب ومقيمين في صنعاء قوعدوا من هناك وحسبوا من صنعاء وهم أصلا من عدن.

وماذا عن المتقاعدين المدنيين؟

المدنيون أتذكر انه في عدن وحدها وسمعت كثير من الإخوة يقولون أنهم 32ألف في عدن وحدها عبد الجبار سلام وهو عضو الهيئة الادراية لجمعية المتقاعدين في أمسية رمضانية كانت مع الدكتور عدنان الجفري محافظ محافظة عدن قال 32 ألف بينما يقول رئيس جمعية شكلتها الحكومة أن عددهم 30 ألف وحتى هذا العدد كبير.

وهل بينهم نساء؟

نعم عدد كبير من النساء المقاعدات وربما يصل العدد الى50%.

العسكريين قوعدوا بسبب عدم الثقة فلما قوعد المدنيين؟

قوعدوا لأن المرافق والمؤسسات التي كانوا يعملون بها باعتها الدولة واستولى نافذين على بعضها وقالت أنها خصخصتها ولديا أسماء المرافق التي بيعت وسرح كل موظفيها أنتهت دولة ويقولون لم تكن هناك دولة!

الدولة التي تنكر انه كانت هناك دولة باعت29 مصنعا, وباعت وتقاسم نافذون أو رست بمناقصة على أشخاص معروفين 18 مؤسسة عامة و16 من الشركات والمصالح وعشر من المرافق العامة المتنوعة بالإضافة إلى مزارع الدولة التي بيعت لمسئولين ونافذين في الدولة الذين تفيدوها. وسأذكر بالأسماء ما تذكرت من هذه المرافق والمؤسسات والمزارع.

هل لاتزال هناك مرافق موجودة لدولة ماقبل الوحدة؟

نعم هناك تقريبا21 مرفقا حكوميا ولكن جل موظفيها قد سرحوا قسرا من أعمالهم فمنهم من جلس في بيته بعيدا عن العمل ومزاياه ومنهم من أحيل للتقاعد بمعاش ناقص وبدون حقوق ومنهم من أحيل إلى صندوق الخدمة المدنية براتب بسيط. فمثلا قطاع السياحة وقطاع الإدارة المحلية وفروعها لاتجدين من السابقين احد إلا فيما ندر وكذلك قطاع التعليم العام والثانوي وقطاع التعليم العالي وديون الجامعة 8 كليات و12 معهد تخصصي وكذا دواوين الوزارات ومكاتبها في المحافظات وإدارات المحاكم بمختلف درجاتها والنيابات ودواوين الهيئات المركزية للدولة"الرئاسة, والبرلمان والحكومة" سرح كل موظفيهم منذ94م ومابقى إلا أصحابهم .

ولما كنتم ساكتون عن حقكم كل هذه الفترة؟

لم نكن ساكتين , كل واحد كان يطالب ولكن بشكل فردي وبعدها بدأنا نشكل جماعات ليتحركوا باسم الجميع وكانت اكبر دفعة خرجت في اواخر2001م من المتقاعدين العسكريين ورأى كل واحد فيهم انه مظلوم فقرروا بدلا من خسارة كل فرد فينا تكليف مجموعة من الضباط القدامى بالذهاب إلى صنعاء ومقابلة وزير الدفاع آنذاك على عليوة ووعدنا حينها بمعالجة الموضوع مع رئيس الجمهورية ولكن لم يكن ردهم ايجابي.

ماذا كان رد الرئيس؟

الرئيس رد بأن المتقاعدين اخذوا حقوقهم كاملة, ما زاد من التراكمات والاحتقانات وأصبح الجميع يريد التعبير عن موقفه الرافض للظلم فكان لابد لنا من موقف هو الخروج إلى الشارع. وبدأت تتصعد ما حصل ويحصل في المحافظات الجنوبية لم يأتي فجأة كما يظن البعض ولكن كان هناك تعتيم إعلامي على هذه التحركات لكن بعدها بدأت الصحف تتحدث وخرج الجميع عن صمته وبدأت الجهات تخرج للشارع . كل ذلك عمل تراكمي تصعد إلى أن وصل إلى ما وصل إليه الآن.

كيف تنظر أنت للشعارات التي ترفع مطالبة بالانفصال؟

المطالبة بالانفصال هي نتيجة تصرفات السلطة ورد فعل على ممارستها, وهناك من يعمل ضد الوحدة ويجبرون الناس على اختيار هذا الطريق.

ولكن الناس التفوا حول من يطالبون بحقوق مشروعة وليس الانفصال؟

هي كما قلت ردود فعل ومعالجة الخطأ بخطأ ,فخطأ السلطة حين كان ينزل الناس للشارع تقمعهم ويسمعون من بعض العسكر ألفاظ وكلام بذيء مثل (احمدوا الله إن الرئيس يعطيكم وانتم في بيوتكم) أو (احمدوا الله أننا نعطيكم وانتوا ما تستاهلوا) وكأنهم يمنون علينا وكان هذا الشطر ليس فيه ثروة ,بينما اغتنوا وأثروا من ثروات هذا الشطر الذي يمنون على أبناءه, نحن قلنا لانريد وحدة بين السلطة والثروة نحن نريد وحدة شعب.

وماذا عن نهب الأراضي في المحافظات الجنوبية؟ ولما سكت الناس في حين أراضيهم تنهب؟

نعم هناك اراض كثيرة نهبت من قبل نافذين, وقبل الوحدة كانت هناك 15 مزرعة للدولة جاهزة وبعد الوحدة أعيد توزيعها لعناصر منها كاستحقاق لمن أممت أملاكهم وبعضها وزع أو أخذها نافذين. الناس لم يسكتوا لكن الدولة منعتهم وقمعتهم حتى أن بعضهم كان لديه مضخات آبار في أراضيهم وبعد الوحدة بدأوا بزراعتها أخذت منهم. ولديا كشف لــ70 جمعية زراعية بالإضافة الى14 وحدة إنتاج مستقلة وعدد من الأشياء المنهوبة والمستولى عليها من ممتلكات الجمعيات في محافظتي عدن ولحج اعتدي عليها وتم نهبها ومساحتها تبلغ 63672 فدان, وعدد أعضاء هذه الجمعيات 16449 عضو, وكان من ضمن الشروط بين طرفي الوحدة معالجة مشكلة التأميم طالما وهناك خير وأراض ومساكن فما كان مع الدولة من مبان يعود لأصحابه وماكان مع المواطنين يعوض المالك السابق تعويض مجزي في الأراضي.هذه المزارع كانت فلوات وأصبحت للدولة بعد حرثها وزراعتها من الصفر, وهناك ناس مدعي ملكية من السلاطين وغيرهم وهم ليسوا أصحاب حق.

بمناسبة حديثك عن السلاطين ماحقيقة إن احد السلاطين في أبين نهب مساحات كبيرة من الأراضي بدعوى ملكيته لها؟

نعم هذا حصل واعتبر تلك الأراضي ملكه على اعتبار انه سلطان مع أننا كنا نقول انه لابد من التفريق بين ملكية السلطنة وملكية السلطان فما هو ملك السلطنة ملك للشعب وماهو ملك للسلطان فهو حقه , حق السلاطين الذين هربوا من عاد منهم اخذ حقه من أبناءهم ودليل على ذلك سلطان الحواشب حين عاد حتى ليس ولده بل حفيده أعطوهم حقهم رغم انه قد أمم, لكن بعد الوحدة عاد السلاطين يبحثون ماكان ملك السلطنة كلها. السلطنة الحوشبية تصل حتى العند ولا يعقل أن تكون هذه الأراضي والجبال ملك السلطان هي ملك السلطنة وبالتالي ملك للشعب.

هذا في أبين وماذا عن اراضي عدن ؟

حقيقة ليس هناك من مسئول أتى إلى عدن ولم يأخذ نصيبه ومن أتى أو يأتي متأخرا يبحث عن أي مكان حتى لو في الجبال يدكه ويسخر كل إمكانيات وأموال المحافظة ليعمل بناء وموقع له.

كيف بدأت فكرة تأسيس جمعية المتقاعدين العسكريين؟

في البدء كنا نكون مجموعات للخروج بمسيرة نحن المتقاعدين في المنصورة والشيخ عثمان لان معظم المتقاعدين حتى لوكانوا من محافظات جنوبية أخرى عدن كانت مركزهم , لأنهم يستلمون منها رواتبهم وفيها يتدربون, فاتفقنا على أساس عمل كشف بأسماء العسكريين المتقاعدين ونقدم تظلم لوزارة الدفاع كان هذا في عام2002م وتجمع حوالي عشرة أفراد أمام مسجد النور في الشيخ عثمان لكتابة أسماء الضباط في الكشف فما كان من الأمن إلا أن قام باعتقالهم ما أثارغضب الضباط وتساءلوا حتى لو اجتمعنا لنقدم شكوى يقومون باعتقالنا! بعدها فتحنا لهم مقر الحزب الاشتراكي بالمنصورة وقلت لهم" من يعتدي على مقر الحزب فانه يعتدي على منظمة الحزب, جميعنا مقاعدون قسرا ولن ندعي قيادتنا لعملكم وحتى لايقال أنها عملية حزبية وانتم ضباط متقاعدين تنتمون لعدة أحزاب" فاجتمعوا وشكلو هيئة برئاسة الأخ المناضل والمقاعد وكان عضو مجلس نواب اللواء قائد علي الغزالي وعضوية على محمد الجرادي ومحمد ناصر المسلمي, وأخذ من كل محافظة شخص كلفوا للذهاب إلى صنعاء لمقابلة وزير الدفاع الذي وعدهم بحل ولكن لم تكن هناك أي نتيجة, وبعد عودتهم نفذنا عدة اعتصامات أيام المحافظ طه احمد غانم ولم تكن هناك أيضا استجابة , ونفذنا اعتصامات عندما كان الدكتور يحي الشعيبي محافظا لعدن وطلب خمسة أشخاص لمقابلته كنت أنا احدهم وقابلناه وطرحنا عليه مطالبنا وهمومنا.

وماهي مطالبكم التي طرحتموها على المحافظ؟

كان من ضمن ما طرحنا أننا بصدد تشكيل جمعية للمتقاعدين تعني بحقوقنا' وأيضاً هناك شيء إسمه حقوق التقاعد فالذي خدم أكثر من الفترة القانونية مفروض له راتب شهر مقابل كل سنة زيادة وهناك أيضا الرواتب الزائدة التي حرمنا منها وكان يفترض تعطى لنا ومع هذا قلنا لانريد تلك الحقوق بأثر رجعي ولكن نريد حقوقنا من اللحظة وكذلك تسوية بدل مؤهل.

وكيف كان رده؟

 بخصوص الجمعية قال لنا لن تكون هناك إمكانية لتشكيل جمعية للمتقاعدين واقترح علينا الانضمام لجمعية المتقاعدين المدنيين فقلنا له هم قليلون ولم تفعل جمعيتهم ونحن نحتاج لعشر جمعيات لالجمعية واحدة. فقال لن أعدكم بالحل لكن أعدكم مناقشة موضوعكم مع رئيس الجمهورية ووزير الدفاع وعاد لنا برد متشاءم ولم يكن هناك أي تجاوب ففي الاعتصام الثاني قال لنا حل المشكلة صعب فليس لديهم سيولة وربما يعالجوا الموضوع بعد فترة. ورأينا انه ليس هناك أمل في إيجاد حلول فسعينا لتأسيس الجمعية ولجأنا إلى الشؤون القانونية وقدمنا طلبنا بتشكيل الجمعية فرفضوا وكلفنا أناس في صنعاء لمتابعة الموضوع وبعد فترة طويلة وافقوا على تشكيلها واخترنا العميد ناصر النوبة رئيسا واخترنا هيئة ادراية وواصلنا مشوارنا ومازلنا من خلالها وفي كل مرة تزيد الاحتقانات والاعتصامات حتى وصلنا إلى ماوصلنا إليه ولازال وضعنا من الناحية المادية والحقوق كما هي!

ماعلاقة الحراك الجنوبي بمعارضة الخارج "ناج" وهل تتلقون دعما منهم؟

لاعلاقة لنا بها وربما هي تريد الدخول في الخط , نحن لنا حقوق ومطالبنا واضحة ولكننا قلنا أي جهة من اليمنيين في الداخل أو الخارج تناصر قضيتنا وتقف إلى جانبنا نحن نحترمها ونرحب بها.

وماهي قضيتكم إذا كانت تاج مطالبها غير مطالبكم هي تطالب بالانفصال؟

قضيتنا نحن هي المطالب المشروعة وحقوقنا تاج تطالب بالانفصال ونحن لسنا معها وصحيح هناك من رفع شعارات تطالب بالانفصال ولكنها كانت بسبب المعاناة ورد فعل على الاعتقالات والضرب والسجن والقتل والشتم الذي يسمعوه من بعض العسكريين وقلنا الحقوق هي هدفنا ولكن كل واحد لديه سقف في مطالبه هناك من يطالب بالمساواه والشراكة في السلطة والثروة وهذا حق مشروع وأخر يقول نريد العودة لوضعنا السابق فنحن لانستطيع التعايش مع هؤلاء.

وأنت مع أي فريق فيهم؟

أنا مع الفريق الذي يطالب بالحقوق وبالمساواة والشراكة في السلطة والثروة .

وفي حال لم تستجب السلطة لهذه المطالب؟

هذا يدفعنا إلى طلب العودة لوضعنا السابق وهذا ليس جريمة وهو حق,انفصلت دول ونحن كنا دولة وعمر اليمن ما توحدت كان من يبسط عليها ويستولى على مجموعة دويلات يمنية اعتبرها وحدة,ومع هذا نقول فليكن جميعنا يمنيون ولكن هذا لايعني أن الشمالي هو اليمني الأصل وأنا كنت ناشز وعدت إليه,كيف ذلك وأنا صاحب الثروة!

ماحقيقة الصراع بين قيادات الحراك الجنوبي؟

هو ليس صراع كما يروج له ,انا اسميه اختلاف في الرؤى وتباينات في تحديد سقف المطالب, الآن القضية الجنوبية هي شعار الكل وهي تعني الحقوق والمواطنة المتساوية والشراكة وهذه هي المعالجات في إطار الوحدة. وإذا لم تعالج فإن الاحتقانات ستزيد والمشاكل لن تتوقف, والسلطة ستواجهنا بالقوة وبكل إمكانيات الدولة والشعب ولكن نقول حتى وان تعرضنا للسجن وان أخطأوا بحقنا وهيمنوا علينا بمعسكراتهم أمام منازلنا فإنهم لن يستطيعوا كسب ثقتنا ولا يستطيعوا اخذ موافقتنا على ممارساتهم .

كيف تقيمون موقف أحزاب اللقاء المشترك من القضية الجنوبية؟

لاشك أن المشترك كان في موقف صعب لكنه في الآونة الأخيرة موقفه كان طيب من حيث الرؤية العامة للقضية الجنوبية على أساس أنها قضية شراكةوثروة وحقوق وحريات ومواطنة متساوية,المشترك عمل طيب ونتمنى مواصلته لهذا الموقف. والمشترك كل حزب له رؤيته ووضعه السياسي والاجتماعي ولهذا لانفرض على الأحزاب رأينا إنما نعتبرها شريكة في إنضاج الفكرة والوصول لحلول مرضية للجميع, لانريد الهيمنة المطلقة أو الخروج عمن حولنا من أحزاب ومنظمات وجمعيات متقاعدين أو العاطلين عن العمل وهيئات لقاءات التصالح والتسامح في الجنوب والجمعيات الزراعية كل هذه الجهات هي رافد من روافد الحركة السلمية في الجنوب.

وبما تفسر تغير موقف المشترك في الآونة الأخيرة من القضية الجنوبية؟

بعض الأحزاب استجابت لأمر واقع وبعضها رأت قواعدها بدأت تخرج عن إطارها وبدأت تتحرك مع الناس فلم تشأ أن تخسر قواعدها واستجابت للواقع ووقفت الأحزاب تساند الناس في مطالبهم المشروعة.

هل تعتقد أن حملة الاعتقالات التي طالت قادة الحراك قد أثرت على الشارع وان ذلك الحراك بدأ ينحسر؟

لا أبدا بل أن عدد المعتصمين والمتظاهرين يزداد مافقدناه هو تجمع الناس في مكان واحد خصوصا في عدن, لان السلطة أحكمت سيطرتها على المحافظة ولم تسمح للناس بدخولها, فحين تعلم تلك السلطات بأننا سننفذ اعتصام قبله بيومين تحكم السيطرة وتغلق المنافذ,لكن أصبحت الاعتصامات الآن في كل المديريات والأرياف بعدأن كان يرتب لاعتصام واحد أصبحت تنفذعدة اعتصامات وتكاد تكون أسبوعية خصوصا في القرى والمديريات.

حاولت السلطة مجددا اعتقال باعوم وعلى منصر كيف تنظر لذلك التصرف؟

ردة فعل الناس كانت واضحة ومن خلال ما حصل لباعوم ومواجهة الناس للأمن وإخراجه ورفاقه رغم الحصار دليل على أن المواطنين لن يسمحوا للأمن الاقتراب منهم إذاًعلى السلطة البحث عن حلول صحيحة والتعامل مع الناس بمصداقية وشفافية وإعادة حقوقهم خصوصا ممتلكاتهم العينية.

وكيف تنظر لمحاولة اغتيالهما؟

هذه الأعمال والتصرفات من قبل السلطة هي شكل من أشكال التخويف وإعاقة الآخرين وتخويفهم لعرقلةووقف النشاط الاحتجاجي في الشمال والجنوب,السلطة لاتريدنا مواصلة الاحتجاجات وهي تضع كل العراقيل من اجل وقفها. ولكننا نحذرها من أن اعتقال أو اغتيال قادة الحراك لن يحل المشكلة بل سيزيد الوضع سوءا وسيزيد الكره تجاهها

بعد الحسني سفيرنا في ليبيا يطلب اللجؤ من بريطانيا بما تفسر ذلك؟

هذه المسالة لاندركها والسفراء هم جزء من السلطة ولكن ربما الذين طلبوا حق اللجوء كان تعبيرا وكشف منهم عن تعامل السلطة معهم القائم على التمييز,كمحاولة تحجيم صلاحياتهم والتقليل منها بوضع أشخاص قريبين منها والقيام ببعض المهام دون الرجوع إلى السفير وهذه ربما جزء من المضايقات.

في حال لم تلب مطالبكم هل ترون في الانفصال حلا؟

لا ليس حلا ولكنها الوسيلة الأخيرة ومن أراد الحفاظ على الوحدة عليه إعادة حقوق الناس.

هل الانفصال أسهل من إسقاط النظام؟

كل الأمرين أحلاهما مر ولكن وفي ظل دولة الوحدة نريد شراكة في الثروة و إعادة بناء دولة المؤسسات وعلى أساس الديمقراطية وسيادة القانون.

هل يرضيكم إعلان عدن عاصمة لدولة الوحدة؟

لا لن يرضينا كان هذا في السابق نحن من سلم دولة بثرواتها سلمناها أمنين مطمئنين ولكن ماذا حصل بعد الوحدة؟ قادتنا قتلوا وسحلوا, والسلطة لم تف بتعهداتها والتزاماتها إذا لم يعد يرضينا أن تصبح عدن العاصمة نريد حقوقنا.

هل تتلقون دعما من الدكتور حيدر العطاس أو علي ناصر محمد؟

نحن كجمعية لا نتلقى أي دعم ونعتمد فقط على اشتراكات الأعضاء الشهرية ولا اعلم إن كانت هناك علاقات مع أشخاص بشكل شخصي.

اصدر في وقت سابق من سمون أنفسهم بأبناء الشهداء بيان طالبوا فيه رئيس الجمهورية بإلغاء عفوه عن العطاس ويطالبون بإعدامه مار أيك؟

أعتقد أنها مسرحية من مسرحيات السلطة فهي عندما تضيف بشخص تخلق له خصوم من الداخل كما حصل للناصريين ولعبد الله عبد العالم ولا يستبعد أن يحدث هذا للجنوبيين, وأبناء الشهداء كثر لكن البيان لم يذيل بأي اسم!

هل الوحدة خطأ ارتكبه علي سالم البيض؟

لا لم تكن الوحدة خطأ لكن الخطأ في عدم اختبار الطرف الآخر بوحدة فيدرالية , لأنه لو لم يسع على سالم البيض للوحدة لخرج الشعب مطالبا بها , نحن الوحدويون أكثر منهم كنا كل صباح نردد شعار الوحدة ولكن حين حدث ماحدث أرجع كل الخطأ على البيض.

كلمة أخيرة؟

انصح السلطة أن تعي الوضع المحلي والإقليمي وتعالج القضايا وتحل مشاكل مواطنيها في الشطرين جميعنا مظلومون ولكن إن كان الشمال مظلوم مرة فالجنوب مظلوم ثلاث مرات ونحذرها من أننا لن نسكت عن حقوقنا وسنصعد احتجاجاتنا حتى تعاد لنا حقوقنا