موعد مباراة إيفرتون ضد ليفربول فى الدورى الإنجليزى والقناة الناقلة كيف تتصرف في حالة انفجار إطار السيارة أثناء القيادة بسرعة تتجاوز 100كم؟ هل تتمكن روسيا من تأسيس قاعدة عسكرية بالقرب من باب المندب؟.. تقرير الأرصاد :18 محافظة يمنية ستشهد أمطاراً رعدية متفاوتة الشدة بعضها غزيرة شبكة حقوقية :المراكز الصيفية الحوثية معسكرات إرهابية يشرف عليها خبراء إيرانيون والاطفال فيها يتعرضون للتحرش الجنسي ألفا يمني ماتوا بالملاريا خلال شهرين .. وأكثر من 82 ألف إصابة في 8 محافظات تسيطر عليها المليشيات حماس تعلق على خبر نقل مقرها من قطر إلى سوريا.. هل رفض الأسد استقبالهم؟ الحوثي يتوسل حكومات الغرب الكافرة بسرعة استئناف توزيع المساعدات الغذائية في مناطق سيطرته قيادات الإصلاح تستقبل العزاء في رحيل الشيخ عبدالمجيد الزنداني بمحافظة مأرب المبعوث الأممي إلى اليمن يبحث مع الحكومة البريطانية خارطة الطريق الأممية باليمن
تمتلئ الصحف والمواقع الإلكترونية بالتحليلات المبنية على الرغبة الشخصية في توجيه الأحداث فتبتعد عن الواقع، ويغلب عليها التعاطي بخفة مع معطيات الأرض، وبهذا تخرج باستنتاجات سطحية. والإكثار من هذا التناول المستخف بعقلية القارئ والإفراط في محاولة التأثير على الرأى العام يكون له على الدوام مفعول سلبي ويجعل القرّاء يتوجهون إلى مواقع خارجية للحصول على المعلومة الأدق، وصارت الحرب الإعلامية بين الطرفين موسومة بعدم الدقة في الأخبار والإكثار من الهبوط في اللغة المستخدمة.
إن أهم السلبيات التي فرضت نفسها نتيجة لهذا المنتج الرديء هي زيادة الفجوة النفسية بين مناصري الطرفين، ولم يعد من الممكن أن ترى يمنيا يلتقي مع مخالف له في الرأي؛ وهي الميزة التي كانت تثير استغراب وإعجاب الجميع حين كانوا يرون اليمنيين الذين كانوا يتقاتلون يوما ما وقد تجمعوا تحت سقف واحد في اليوم التالي ويتناسون خلافاتهم وصراعاتهم لأنهم كانوا في أعماقهم يدركون القيم الأخلاقية والإنسانية التي يجب أن تجمع أبناء الوطن الواحد، وأذكر هنا بما كتبته في شهر مايو الماضي عن اختفاء البعد الإنساني عند ضيوف (قصر بيان) وعجبت أن أحدا منهم لم يبادر لدعوة زميله وصديقه للقاء بعيدا عن السياسة، وكان ذلك مؤشرا للفشل في إبرام أي صفقة تنقذ اليمنيين من مأساتهم.
لاحظت أخيراً ارتفاع النبرة الطائفية والمذهبية في وسائل الإعلام اليمنية، وأصبح التراشق بين الطرفين هو السائد في التخاطب، ومثل هذا العمل ستكون آثاره المنظورة والبعيدة مدمرة للبنى الاجتماعية، ولعلنا نتذكر ما حدث في العراق وسورية كمثالين حيين لما ستؤول إليه المجتمعات التي تصبح فيها الانتماءات للمذهب وسيلة للعبور والتسلق، ورغم أن اليمن كانت تعاني من هذا التفاوت إلا أن الأمر تجاوز كل الحدود المعقولة وصار قضية ستتعدى آثارها كل الدمار الذي سببته الحرب.
قد يكون من السهل نسبيا إعادة الإعمار وترميم البني التحتية، لكن بذرة الشقاق الطائفي والمذهبي الذي تسببت فيه الطبقة السياسية والحزبية والشعارات التي تكتسح خطابها الإعلامي والإصرار على نفي الآخر يجب أن تصبح القضية التي لا يجوز السكوت عنها، ونشاهد اليوم كيف تحول العراق وكيف أضحت سورية نموذجين فاضحين لمثل هذا الفشل السياسي الذي استبدل الوطن بالمذهب وأقحم تاريخ الصراع الديني القديم في نزاعات السلطة، وجعل كل طرف يستدعي الذاكرة التاريخية ويفسر أحداثها بما يخدم أهدافه الراهنة.
إن معاناة اليمنيين من الفشل الذي أصاب الطبقة السياسية والحزبية لا يجوز تحويله إلى صراع أدواته هي الماضي ورواياته، ومن الواجب عليها أن ترتقي بمنسوب أدائها الأخلاقي والوطني من الحضيض الذي وصلت إليه وأن تسعى لوقف هذا الخطاب المقيت المدمر.