آخر الاخبار
مآزق المشهد السياسي اليمني والحلول الممكنة 1- 7
بقلم/ علي بن ياسين البيضاني
نشر منذ: 9 سنوات و أسبوعين
السبت 14 مارس - آذار 2015 01:13 م

مما لا شك فيه أن المشهد السياسي اليمني أعجز الكثير من المحللين السياسيين فى الداخل والخارج لأجل الوصول إلى تصنيف أبعاده وتطوراته والإحتمالات المفترضة لنتائج المشهد السياسي ، وفقًا للمعطيات المتغيرة فيه وبصورة مستمرة ، ونحن نحاول قدر المستطاع أن نقرأ المشهد السياسي اليمني وفقًا للمعطيات المشاهدة حاليًا ، ووضع بعض الحلول الممكنة لتجاوز تلكم المحنة التي يمر بها اليمن السعيد ، ويعود ذلك إلى أن تقلبات المواقف السياسية غير المرتبطة بالتكتيكات السياسية المرحلية جعلت من راسمي السياسات في حيرة مما يحدث ، ولذلك تجد أن كثيرًا من النتائج تتغير بين لحظة وأخرى ، وأهم هذه الأمور التي طرأت على المشهد السياسي هو إفلات الرئيس هادي من قبضة الحوثيين ما أدى إلى تغير الموقف السياسي الحالي كليًا ، ثم تبعه بعد ذلك إفلات اللواء / محمود الصبيحي _ وزير الدفاع المستقيل من قبضة الحوثيين .. ولذلك نحاول في هذه العجالة أن نحدد المآزق الرئيسة للمشهد السياسي اليمني المؤثرة فيه ، والتي لها أبعاد تأريخية وسياسية ومذهبية وغيرها بهدف استجلاء الحلول الممكنة للخروج منها بأقل الخسائر ، وهذه المآزق تتمثل بما يلي :
-   التدخل الفارسي المجوسي عبر الحوثيين .
-   التدخلات الغربية والدور المشبوه لجمال بن عمر
-   السموم العفاشية المدمرة :
-   دولتان في وطن واحد
-   تحالف الشر الحوثي والعفاشي ( أفعي برأسين )
-   جيوش مشتتة الولاء
-   أحزاب واهنة وحوار أوهن
ونبدأ مقالنا بالمأزق الأول ، ثم نتطرق للبقية في مقالات متلاحقة إن شاء الله تعالى .
1)   التدخل الفارسي المجوسي عبر الحوثيين :
أرى من وجهة نظري القاصرة أن التدخلات الإيرانية الفارسية المجوسية هي أهم الطوام التي تعيشها اليمن ، باعتباره صراعًا استراتيجيًا طويل المدى ومبني على اعتقادات وأبعاد تأريخية هدفها إعادة أمجاد الدولة الفارسية ، وتتخذ من البعد المذهبي ( الإثني عشري الشيعي ) غطاء لتلكم المخططات بهدف تحقيق أجنداتها للسيطرة على المنطقة الإسلامية ، وعلى وجه الخصوص بلاد الحرمين الشريفين ، لأنهم يرونها بحسب اعتقاداتهم أنهم الأحق بها من حيث السيطرة والتمكين لحكمهم عليها ، ثم بعد ذلك الإنتقام من الدول السنية وعلى رأسها السعودية باعتبارها رأس الحربة السنية على مستوى العالم الإسلامي ، لأن من دولة الحجاز الإسلامية تم إسقاط الإمبراطورية الفارسية حينها أيام خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ...
   الإشكال الكبير فى التدخلات الإيرانية الفارسية فى اليمن هدفها الرئيس أن تجعل منها بوابة الدخول للمملكة مستغلة العامل الجغرافي المحادي للسعودية ، ثم الإستفادة من القوة العسكرية البشرية الحوثية لتنفيذ عملية السيطرة أولاً على اليمن ، ومن ثم السيطرة على السعودية ، وعلى وجه الخصوص مكة والمدينة ، ثم من بعد ذلك السيطرة على الثروة البترولية لتضمها إلى الدول التي تسعى للسيطرة عليها وهي العراق وسوريا ولبنان والبحرين ..
 كما أن لهذه التدخلات أهداف أخرى منها السيطرة على المواقع البحرية الإستراتيجية فى المنطقة البحر العربي والبحر الأحمر وباب المندب ، بهدف خنق الدول المطلة أو المجاورة لتلكم المواقع البحرية من نقل انتاجها النفطي وغيره من المنتجات ...
 وهذه التعقيدات لا شك أنها ستؤثر على المشهد السياسي اليمني بل وستعقم كل الحلول السياسية المطروحة ، لأن الهدف فى الأساس خارجي ، ولن تفلح أي حلول لإقناع الحوثيين بقبولها ، ما لم يكن تنفيذها بالقوة القاهرة كما قاموا هم بتنفيذ أجنداتهم بالقوة القاهرة ، وأي حلول سياسية سلمية تعتبر عبثًا لا جدوى منها ، وهم يرددون دائمًا معتقدين ( الكعبة لنا ) و ( صارت اليوم اليمن رافضية للعلن ) فكيف يمكن أن تحدث تفاهمات سياسية مع معتقدات مجوسية لا دينية ..
 كما يقع من ضمن الحلول الممكنة لهذا المأزق أن يتم اتخاذ إجراءات خليجية لخنق الدولة الفارسية الإيرانية بكل الوسائل لمنعها من الدفع بالأمور بالبلاد إلى الهاوية ، يرافقه دعم خليجي لا محدود لكل المقاومة السنية فى المنطقة دون هوادة وضغط سعودي على أمريكا ومطالبتها بوضوح التعامل مع المواقف الإيرانية المخربة للأمن القومي في دولتها ، وعدم السماح لها بالمواقف الرمادية الخبيثة ..
ونواصل فى المقال الثاني لاحقًا إن شاء الله عن ( التدخلات الغربية والدور المشبوه لجمال بن عمر )