مشروع استراتيجي للاستفادة من مياه السيول بحضرموت
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 11 سنة و شهر و 22 يوماً
السبت 02 فبراير-شباط 2013 10:41 م

أهدرت أمطار وفيضانات أكتوبر العام 2008 خلال 35 ساعة أمطار متواصلة مايزيد عن 2مليار مكعب من المياه ، وتحولت إلى كارثة طبيعية كبيرة أكلت الأخضر واليابس وصبت إلى البحر عبر اودية وشعاب حضرموت الى وادي المسيلة بالمهرة ، وللحد من مثل هذه الكوارث جاء العام 2013م لميلاد فكرة إقامة مشروع استراتيجي حيوي وهام للحد من أضرار ومخاطر السيول والتغير المناخي والاستفادة من هذة الثروة العظيمة ، وليتم تسخيرها وتحويلها في خدمة التنمية المستدامة باعتباره سيكون سلة غداء وأمن غدائي ومائي إستراتيجي حيوي وهام له مردودات اقتصادية وإجتماعية وبيئية كبيرة وسيكون ثروة لا نظير لها في البلاد والمنطقة العربية .

ويهدف المشروع الذي لايزال في اطار الفكرة والدراسات الاولية الى الاستفادة من مياه السيول في ترسيب الطمي وتغذية المياه الجوفية ، وسيعمل على تهدئة مياه السيول أثناء جريانها على الهضاب والسيطان ورؤوس الاودية وفي الشعاب والأودية. وسيحُد من كوارث السيول ومخاطرها ويحافظ على البيئة وعامل امان للمناطق المستفيدة ، وسيعمل المشروع على تغذية المياه السطحية والجوفية ورفع منسوب الماء في الآبار وخفض الملوحة وترسيب التربة الخصبة واستصلاح الارض البور وتحويل الصحاري والجبال الجرداء إلى مسطحات خضرة وغابات من الأشجار ، وسيترتب على ذلك توفير فرص عمل للآلاف من الرجال والنساء خلال فتره تنفيذ المشروع وستستفيد منه مئات الآلاف من الأسر وعلى مر الأجيال بعد تنفيذ المشروع بإذن الله تعالى ،وسيوفر هذا المشروع مساحات واسعة وشاسعة من الاراضي الزراعية الخصبة التي ستساهم في حل مشكله الارض المزمنة و ستساعد في تحقيق مستوى إنتاج زراعي وحيواني وصناعي عالية وكبيرة وستنعكس على الوضع الاقتصادي في المستقبل .

وقد تم إتخاذ خطوات جريئة لإخراج الفكرة لارض الواقع وتنفيدها حيث تم في نهاية شهر يناير الفائت 2013م الإنتهاء من اعداد دراسة أولية بتمويل صندوق الاعمار لمحافظتي حضرموت والمهرة من قبل البروفسور الاسترالي جيف لوثن "جمال الدين" مدير معهد التنمية المستدامة في استراليا ، وقد أعد الصندوق ايضا ندوة علمية هامه في مدينة سيئون في شهر ديسمبر الماضي بحضور خبراء اجانب و محليين والجهات المعنية لتدارس الاهمية والإبعاد الرئيسية للمشروع ودواعي تنفيذه وتم الخروج بنتائج مشتركة لبدء المشروع وتنفيذه بشكل علمي مدروس.

جاء ذلك في تصريح للوكيل المهندس عبد الله محمد متعافي المدير التنفيذي لصندوق الأعمار لمحافظتي حضرموت والمهرة صاحب الفكرة والذي يعمل ويسعى جاهدا على تنفيذها قال فيه "الآن المشروع استراتيجي وحيوي وهام لكل وادي حضرموت والأودية المشابهة لها فهو يحتاج إلى فترة من (سبع حتى عشر ) سنوات وعلى مراحل لتنفيده على ارض الواقع ويحتاج إلى مشاركة المجتمع في التنفيذ تحت مبدأ النقد مقابل العمل أو مشاريع كثيفة العمالة ولن ينفذ المشروع إلا بإقناع الناس. ونبحث في الوقت الراهن لعقد ندوة أخرى لإشراك الناس وتعريفهم لاهمية وعوائد اقامة المشروع".           

وأكد متعافي ان الصندوق ينفذ حاليا مشروع طارئ مستمر العمل فيه من العام 2009 م في جملة كبيرة من المشاريع المتنوعة عبارة عن برامج فتح الأماكن الحرجة وإعادة صيانة المضالع والحفاظ على التربة وحماية الاراضي وازالة العوائق في مجاري واشجار السيسبان وأعاده مجاري السيول لوضعها الطبيعي بعيدا عن الأماكن الخطرة ، وهذا المشروع الطارئ سيستمر إذا استمرت التعزيزات المالية من وزارة المالية ، وبعد مرور اكثر من سنه دون تعزيزات مالية ، وصلت مؤخراً الدفعة الأولى من التعزيزات  ولأكنها ضئيلة وسنحاول الصرف في التعويضات المتضررين وتنفيذ بعض المشاريع حسب الأولويات وفق الكشوفات المعتمدة.

واشار المدير التنفيذي لصندوق الاعمار الى أن فكرة المشروع تنفذ من قبل الأهالي سابقا فيما يسمى بـ" الشروج "في مناطق السيطان ، والتجربة ليست غريبة ، وقد عملت قبل 300سنة ،حيث عمل أجدادنا المضالع والحواجز والسدود التحويلية وموزع شبام.

وأضاف متعافي ان ادارة المشروع سيشمل أودية محافظة المهرة المرتبطة بوادي حضرموت وستكون الإدارة في إطار مركز الحد من الكوارث الذي سينشأ وه الصندوق بموجب القرار الجمهوري الصادر سابقا لانشاء صندوق إعادة الأعمار محافظتي حضرموت والمهرة وستكون له إدارة مستقلة من مختصين من كافة الجوانب المرتبطة بهذا المشروع وسيتم التنسيق حاليا مع المنظمات الدولية والتي شاركت في الندوة وعلى رأسها البنك الدولي والمركز الإقليمي للحد من الكوارث ومركزه في القاهرة ، ومن الخبراء المحلين في مشاركتهم في هذا المشروع ، مشيرا بان المشروع الذي قد تم تطبيقه في اكثر من دولة ، مثل الصين ،وأثيوبيا ويطبق حالياً في الأردن ومكة المكرمة ودول أخرى من قبل الخبير الاسترالي " جمال الدين " واستمر العمل في هذا المشروع عدة سنوات في تلك المناطق وحقق نتائج اقتصادية واجتماعية وبيئة استراتيجية وهامة.

وكشف متعافي بانه قد تم إرسال مذكرة لوزير التخطيط والتعاون الدولي ومذكرة أخرى لرئيس الوزراء الذي يدعم اقامة المشروع وقد أحالها لاجتماع مجلس الصندوق القادم لمناقشته وإقراره والذي سيعقد نهاية شهر فبراير الجاري وقد كلف وزير التخطيط الوكيل المختص الدكتور عبدالله عبد المجيد للندوة التي نفذت في مدينة سيئون والذي بدوره اشاد وأعجب بالمشروع ووعد في البحث عن تمويل لهذا المشروع الحيوي والاستراتيجي الهام وسنحاول مع السلطة المحلية إيصال دراسة المشروع إلى رئيس الجمهورية لتوفير وتامين الدعم الحكومي واعتماده في ميزانيه الدولة السنوية.

واختتم المهندس متعافي تصريحه بان الصندوق سيسعى جاهدا للوصول للمنظمات الدولية لشرح المشروع الذي يحد من الكوارث بعد التغيير المناخي والمتوقع حدوثه في أي وقت ،وهذا المشروع حلم كبير قابل للتحقيق ،وهذا يتطلب إلى حملة توعية بالتنسيق مع السلطات المحلية والأهالي في المناطق المستهدفة من المشروع.

*تقرير/ محمد بازهير