حواس: السعودية وهادي يسعون لاستقرار اليمن وصالح يسعى لإيصال الحوثيين إلى كل قرية
بقلم/ مأرب برس - ايلاف
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 12 يوماً
الأربعاء 15 أغسطس-آب 2012 02:17 ص
 
 

غائب حواس الباحث الموسوعي والناشط السياسي والأديب المثقف.. الحاضر دوما في تفاصيل الأحداث اليومية خصوصا في أحداث وقضايا منطقته ومسقط رأسه وقضيته الأولى "صعدة"..

قضى فترة طويلة كغيره من آلاف المواطنين من أبناء محافظة صعدة؛ قضوا في غير ديارهم هربا من ظلم وتشريد الحوثي الحاكم في صعدة..

في غرفة صغيرة تتكدس فيها آلاف الكتب والمعاجم العلمية في مختلف المجالات.. زرنا الرجل "المغمور إعلاميا" لإجراء هذا الحوار الصّحفي المليء بالمعلومات حول علاقة إيران بما يدور في المنطقة برمتها، سواء في اليمن أو السعودية والعراق أو في سوريا والبحرين.

حيث شرح حواس وفصل أسرار التقارب بين الحراك الجنوبي والحركة الحوثية، وعن أشياء كثيرة تتعلق بالقضية الحوثية والحروب التي خاضتها في مواجهة النظام، وعلاقتها بالمملكة العربية السعودية، وعن النفوذ السعودي والإيراني في اليمن، والعديد من التفاصيل.. في ثنايا هذا الحوار..

حاوره/ أحمد الصباحي

* أستاذ غائب، ماذا تشكل قضية صعدة في الهم اليمني، وماذا يفترض أن تشكل؟

- في الواقع أن ما يسمى بقضية صعدة القصد منها القضية الحوثية.. كانت صعدة مجرد بلد المنشأ أو مسرح الجريمة كما أؤكد على تسميتها دائما.. كانت مسرح الجريمة التي نشأت الحركة الحوثية عليها وفيها مارست جرائمها.

هذه المشكلة إذا نظرت إليها ستجد أنك أمام جماعة أو حركة منظمة تنظيما مسلحا أخذت تتشكل وساعدها على ذلك عدة عوامل، كانت من ضمن تلك العوامل السلطة والمعارضة والزخم الإقليمي لخمينية إيران خاصةً بعد سقوط صدام حسين في العراق، أقول كانت هذه العوامل إضافة إلى تناقضات الداخل وتجاذبات الخارج كانت وستظلّ جزءا من تشكل الحركة الحوثية.

* ذكرت من ضمن تلك العوامل السلطة والمعارضة.. كيف؟

- ساهمت السلطة في البداية عندما أرادت أن تتلاعب بورقة الحوثي وأن تلعب دور الوسيط الأمني من أجل ابتزاز أطراف خارجية كالجارة السعودية التي بدأت تتعامل ببلادة سياسية وأمنية مع معسكرات الحركة الخمينية المتشكلة على حدودها الجنوبية، وحاولت السلطة أن تلعب على هذا الحبل، ولازال من كان سلطة يظن اليوم أنه قد وصل إلى موضوع استثمار مليشيات الحوثي في تهديد المعارضين في الداخل والتلويح بعصا هذه المليشيات فوق العمليات السياسية التي تحاول أن تتشكل اليوم..!!

أما كيف ساهمت المعارضة فلأن المعارضة كانت ولاتزال متمثلة في اللقاء المشترك الذي أصبح وخصوصاً في فترة من الفترات عبارة عن وكر من أوكار اللوبي الإمامي الذي لا تمثل الحركة الحوثية إلا مجرد تنويع عسكري للمشروع الإمامي الانتقامي في اليمن..!!

نقول إن حضور الإمامية في المشترك سواءً عن طريق اشتراكيين إماميين أو عن طريق آخرين مثل بعض قادة ما يُسمى اتحاد القوى الشعبية أو قادة ما يُسمى حزب الحق، كان هؤلاء يمثلون عقل المشترك الذي يفسر له ماذا يحدث في صعدة، وحسب الدكتور ياسين سعيد نعمان الذي يُعدّ من أطيب (السيئين) في المشترك حيال قضية صعدة - يقول ياسين عبد العزيز- عفواً - أقصد ياسين سعيد نعمان ولا فرق – حقيقةً- بين الياسينين فيما يخص قضية صعدة، يقول ياسين سعيد نعمان في حواره مع قناة الميادين "إن المشترك كان ينظر إلى الحراك الشعبي في اليمن سواء الحراك في الجنوب أو حروب صعدة التي تبادلتها سلطات علي عبدالله صالح مع الحوثيين، على أنها مقدمة لثورة شعبية".

تصور هذا التوصيف وكيف كان ينظر المشترك لجماعة الحوثي..!! جماعة مسلحة، تفجر منازل السكان، تقتل الأطفال، تشوي أصابع الأطفال، تقتل النساء على الآبار، ينظر إليها ياسين سعيد نعمان – ونظرته نظرة مؤكدة داخل المشترك - على أنها مقدمة للثورة الشعبية التي حصلت في اليمن، بمعنى أن المشترك كان الرئة التي تتنفس عبرها مليشيات الحوثي سياسيا عندما تختنق عن التنفس من رئة الإماميين داخل جهاز علي عبدالله صالح حيث يمتلك الإماميين رئات عدة يتنفسون منها وينفثون سمومهم منها داخل المشترك وداخل جهاز الحكم والمخابرات اليمنية وداخل منظمات المجتمع المدني واعتمدوا في ذلك على شخوص منهم من شجرة السلالة كانت ولاتزال تتموضع سواء داخل اليسار أو داخل اليمين أو داخل الوسط أو داخل المنظمة أو داخل النظام أو داخل التنظيم.. هذه العناصر لم تنس أنها بنت السلالة ولا بنت الشجرة السلالية..!!

ظل كل عنصر منهم يخدم المشروع الإمامي القادم الانتقامي من الشعب اليمني، كلا حسب موقعه.. الذي في المشترك يخدم الإمامة من المشترك، والذي في السلطة يخدمه من السلطة، وحتى الناشطين والناشطات المستقلين في الصحافة والإعلام سواءً في الداخل أو الخارج يخدم هذه الحركة أو المشروع الإمامي العام من موقعه وحسب دوره.

* الحوثي انضم إلى الثورة في البداية وبدأ وكأن علاقته بالمشترك وأطياف الثورة الأخرى سمن على عسل.. الآن طفت على السطح الصراعات والاتهامات من الحوثيين للمشترك والإصلاح وعلي محسن، ما الذي تغير؟

- أولا هؤلاء الذين يُطلق عليهم اللقاء المشترك يصدق عليهم قول الباري جل ثناؤه (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى)، وليس محمد عبد الملك المتوكل ولا حسن زيد إلا نماذج لذلك.. هذا أولاً.

ثانيا هذه من خطايا الثورة أن تضم إليها جماعة إرهابية مسلحة تقتل النساء والأطفال والسكان، وتضمهم إليها في ساحات تقول إنها ثورة سلمية وهي بذلك اقترفت خطأ قانونيا ودستوريا وشرعيا وقيَميّاً من حيث أنها آوت وأعطت الشرعية لجماعة إرهابية مسلحة منظمة تنظيما عسكريا ممنهجا مسلحا، ومن الناحية النضالية والقيمية هي أخطأت بحق شعبنا اليمني أن آوت جماعة إمامية استعبدت اليمنيين وجهلتهم وضللتهم لمدة ألف عام ثم تؤيهم وتغمسهم في شرعية الثورة ويعاد إنتاج الإمامة في ساحات الثورة..!!

* (مقاطعا) المشترك برر انضمام الحوثي للثورة على انه تمهيد للتحول إلى السلمية وترك السلاح؟

- ما كان يقال ولازال يقال إلى اليوم هو كذب صريح يردده كاذبون في الثورة وكاذبون في النظام وكاذبون في المعارضة وكاذبون في المشترك وكاذبون في حكومة الوفاق وكاذبون في دولة عبد ربه منصور.. لأننا ما زلنا إلى اليوم في صعدة وفي حجة والجوف نعاني من الكذابين في السلطة ومن الكذابين في المعارضة ومن الكذابين في الساحات..!!

* (مقاطعا).. بعيدا عن الكذابين؟

- يقاطع ويرفع صوته.. لا لا لا الذي يقول لك إنها جماعة سلمية فأنا أسميه المسمى الذي سماه الله جل ثناؤه أنه زيّف الحقائق وبدلها.

* هم لم يقولوا أن الحوثي سلمي، ولكنهم قالوا أن انضمامه للثورة تمهيد للدخول إلى السلمية؟

- ليس هناك في السياسة ولا في الصراع ولا في منطق الأحداث ولا في منطق الكيمياء والفيزياء شيءٌ اسمه العمل على النوايا.. العمل على الواقع، ما حصل ويحصل ولايزال يحصل حتى اليوم أنه وحتى بواسطة الحوار يُراد أن يعطى الحوثي ترخيصا بحمل السلاح، ما يحصل اليوم وما سيحصل حتى في الحوار هو عبارة عن مأسسة الجماعات الإرهابية والتمهيد للتمردات العسكرية على الشرعيات وعلى القيم وعلى الشعب.

* قضية مأسسة الجماعات المسلحة.. تحدثت في بداية الحوار عن الدكتور ياسين سعيد نعمان، الرجل نفسه قال قبل أيام في حوار صحفي أنه من يدخل في الحوار يجب عليه أن يضع السلاح جانبا وفي هذا تعريض أو إشارة للحركة الحوثية؟

- ياسين سعيد نعمان ظل هو وعبد الوهاب الآنسي وعبد الكريم الإرياني ينتظرون ابن بدر الدين (الحوثي) إلى الخامسة مساءً حتى تجلى وظهر لهم، وقد نزلوا إليه ولم يراعوا المظاهر المسلحة ولا نقاط التفتيش ولا صرخات المواطنين ولا اعتقالات السكان لأنهم مكلفون بالنزول إليه، فهم لابد أن يدافعوا وأن يقدموا المبررات لتواطؤهم في التعامل مع جماعة إرهابية مسلحة تقتل ولاتزال تقتل مواطنيهم من النساء والأطفال والسكان الأبرياء..

* (مقاطعا) لكنه قال.....

- اسمح لي.. كلام ياسين والآنسي والإرياني وكلام السفراء المبرّر للحوثي كلام ليس له أي اعتبار، لا اعتبار قيمي ولا قانوني ولا أخلاقي ولا وطني، وذلك لأنه كذب عارٍ من الصحة وعارٍ من الموضوعية ولا يوافق الواقع..!!

* كل الذين ذكرتهم زاروا صعدة، ولربما اطلعوا على الوضع فيها، لماذا لم يلاحظوا ما تحدثت عنه من القتل والمظاهر غير السوية التي ذكرتها؟

- نحن أبناء صعدة وغيرنا سواءً في الجوف أو حجة ممن عرفنا النار التي ينفخ فيها هؤلاء، هؤلاء الذين ينفخون في نار الحوثي ليوصلوها إلى كل بيت يمني، ياسين سعيد نعمان وقادة الإخوان المسلمين وقادة عبد ربه منصور وعلي عبدالله صالح، هؤلاء الذين ينفخون في نار الحوثي ليوصلوها إلى كل بيت، هذه النار التي يعلمون أو لا يعلمون أنهم وأولادهم سيكتوون بها في الغد القريب وليس البعيد، أقول لك هؤلاء الذين نزلوا إلى صعدة جوّاً لاشكّ أنهم أغمضوا أعينهم، وأنا كشخص لا أمثل تكتلا ولا حزبا ولا جمعية أو جماعة، وإنما أمثل المواطنين السكان الأحياء وأقاربهم الأموات الذين قتلهم الحوثي، ثم يجري اليوم على يد ياسين سعيد نعمان ولجانه والإرياني ودولة قطر تقديم الحوثي على أنه جماعة سياسية وإعطاؤه الوقت لكي يزرع خلاياه في كل قرية يمنية ليذبح أكبر قدر ممكن من اليمنيين.

* (مقاطعا).. أين سكان صعدة الذين تتحدث عنهم؟

- تآمر عليهم المشترك وتآمرت عليهم السفارة الأمريكية وتآمر عليهم السعوديين وتآمر عليهم علي عبدالله صالح وتآمرت عليهم الثورة وتآمر عليهم أحمد علي، هؤلاء جميعا تآمروا عليهم، أنظر لماذا تدخلت السعودية وعبد ربه كما يقال لإيقاف هذه المقاومة، أنت تسألني أينهم أبناء صعدة؟ عندما حاول البعض من أبناء اليمن وحاولت قبيلة من أهل اليمن أن تقاتل الحوثيين في منطقة كتاف تكالبت عليهم المخابرات الأجنبية والداخلية من أجل إنقاذ الحوثي..!!

* .. كيف؟

- ضغطوا على أصحابنا في كتاف من أجل إيقاف الحرب، حتى السعودية كانت ممن ضغطوا.

* السعودية تخشى أن يكون منهم قاعدة؟

- السعودية تكذب وتعلم أنها تكذب بخصوص كتاف، السعودية تعلم أن السلفيين الذي كانوا طليعة المقاتلين في كتاف أدانوا القاعدة منذ أن كانت السعودية لا تزال تدعم الأفغان العرب.

* لماذا توقف السعودية هذه الحرب وهي تعلم أنها تخدم تقويض تقدم الحوثيين ضدها؟

- لأن أمريكا تريد إيقاف أي أذى يحصل للحوثيين، وأفيدك بالعلم أن السعوديين مرتبطين بالقرار الأمني والاستراتيجي الأمريكي.. إن قالوا لهم اخرجوا من السعودية سيخرجون وإن قالوا لهم ابقوا سيبقون، ولذلك فالضغوط التي حصلت لإيقاف جبهة كتاف التي كانت الأمل الأخير لأبناء صعدة وغيرهم، هي ضغوط أمريكية سعودية هادوية إيرانية مشتركة، هؤلاء أرادوا أن يبنوا وفاقا مع إيران، وإيران والحوثيين طلبوا إيقاف جبهة كتاف..!!

* لنربط هذا الشيء بعلاقة أمريكا بإيران، ما دام وأمريكا ضغطت على السعودية لإيقاف جبهة كتاف هذا يعني أنه لا يوجد أي عداء بين أمريكا وإيران؟

- أخي الكريم ليس هناك في العلاقات الدولية وعلاقات الصراع والهيمنة جانب يخضع للعواطف ولا للإيدولوجيا والعاطفة الشعبية والدينية، دائما في الصراعات الاستراتيجية وفي صراع الهيمنة وفي صراعات النفوذ هناك أدوات ووقود يستخدم لتأجيج العاطفة الشعبية، أما إن حدثتني عن علاقة إيران وأمريكا فعلاقتهم علاقة تنافس على اللحم والنفط العربي، ويبدو أن إيران أدركت أنها لكي تحصل على برميل من النفط العربي عليها أن تريق مثله من الدم العربي وذلك بواسطة ميليشياتها التي تؤمن أن المهدي لن يقوم إلا إذا قتل تسعة أعشار العر..! .

* هل لها ميليشيات في اليمن؟

- نعم، الحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان، والعلويين والحرس الثوري الإيراني في سوريا، والشيعة في شرق السعودية، والشيعة في البحرين، هذه كلها طلائع الموت، هذه كلها شعارها واحد "يالثارات الحسين" يصورون لك المجتمع العربي على أنه المجتمع الأموي، وانهم قتلة الحسين، ويبنون وقد بنوا خلايا في كل منطقة عربية وصلوا إليها للأخذ بثأر الحسين.

الحراك الجنوبي وايران

* ننتقل إلى الحراك الجنوبي، يقال أن لديه الآن علاقة واضحة مع إيران، أين يكمن الاشتباك في قضية الحراك الجنوبي والحوثيين؟

- أولا أريد أن أقول كلمة للجنوبيين وللشماليين وللناس جميعا: أن كل من تولى ما دام وهو في الحكم فهو وحدوي، فإذا خسر الحكم انقلب إلى انفصالي عملا وقولا.

* هل تقصد الرئيس السابق علي عبد الله صالح؟

- علي عبدالله صالح معلوم أنه وقد فقد السلطة يدعم الانفصال والانفلات.. يا أخي الكريم عندما كان الإمام في الحكم كان يحاول أن يثبت الاستقرار ليستقر الحكم له وعندما خسر الحكم تحالف مع إسرائيل وجاء السفير الحسن بن يحيى أخو الإمام احمد وسفيره في واشنطن مكلفا من الأمريكان لمواجهة مصر عبد الناصر والسلال في صعدة، وكذلك (ديفيد سمايلي) قائد المرتزقة الذي أريد أن أسأل الدكتور الإرياني ما سر الصورة الحميمية التي جمعتهما جنبا إلى جنب هو وقائد المرتزقة ضد ثورة السلال المدعومة من عبد الناصر، ما سر صورة الإرياني وهو يتأبط ذراع ديفيد سمايلي.

أما عن التقاطع الموجود في كلا الحراكين؛ فأريد أن أعود بك إلى العام 1980 عندما كان هناك نظام عربي يحترم نفسه وأمته وسيادة دولته اسمه نظام صدام حسين رحمة الله عليه، قال وزير خارجية الخميني آنذاك وهو قطب زاده؛ قال في سياق كلام طويل بمقابلة صحفية مع صحيفة النهار البيروتية العدد 151 إن بغداد وعدن لنا..!!

هل تعلم من الذي قدم مذكرة احتجاج على هذا الحديث.. ليس دولة البيض في الجنوب آنذاك أو الذين سبقوهم من جبهة الصمود والتصدي التي كانت تضم النظام اليمني الجنوبي وسوريا وليبيا والجزائر وهذه كلها كانت تحارب مع إيران، لم يحتج الحزب الاشتراكي اليمني يومها، بل الذي قدم الاحتجاج هو سعدون حمادي رحمه الله وزير خارجية العراق..!!

السؤال اليوم هل بعد أكثر من 30 عاما، هل ينفذ الساسة الإيرانيون عمليا ما كانوا يقولونه ويصرحون به من أن عدن لهم.!!، إذا تذكرت هذا التصريح فستفهم سر استبسال إيران لدعم عودة قادة اشتراكيين محسوبين سُلاليا على آل البيت مثل البيض والعطاس لتقويض سلطة الوحدة في الجنوب واللعب من أجل إسقاط عدن والإشراف مباشرة على مضيق باب المندب لإلحاقه بمضيق هرمز من أجل أن تسيطر إيران على هذه المضائق وتخنق الملاحة الدولية، وبالعموم فأنا أريد أن أؤكد لك أن إيران تلعب بعدة أنساق في اليمن.

النسق الأول: الحوثيين وهؤلاء أولياء.

النسق الثاني القاعدة ويتم تشغيلهم بطريقة غير مباشرة

والنسق الثالث هو الحراك الجنوبي

والنسق الرابع هم الانتقاميون من أبناء منطقة تعز يمثلهم سلطان السامعي الذي لا يعرف لماذا يتحرك.

* هذه رؤية سياسية غير معروفة فهل نبدأ بتفصيل النسق الأول الحوثي لماذا أولياء؟

- نعم.. النسق الأول الذي هو الحوثي، تحسب إيران أنه قد حسم أمره عسكريا واستطاع أن يُسقط محافظة صعدة وما جاورها من بعض محافظات حجة والجوف وعمران، وبالتالي فهي تحاول أن تسنده عسكريا وتحاول أن تشغله سياسيا في باقي المحافظات، ويتم التعامل بين الحوثي وإيران بالطرق المباشرة.

* هذا الحوثي؛ فماذا عن الحراك الجنوبي؟

- الحراك الجنوبي يتم تشغيله عن طريق البيض، وقد كان هاجس الانفصال يوما من الأيام في وعي البيض فقط ونتيجة للنهب والسرقات التي مارسها علي عبدالله صالح وآخرون حتى من معارضيه في جنوب الوطن، تحول الانفصال إلى ظاهرة غير محصورة في شخصٍ أو نخبة، واستطاع الإعلام أن يوسع دائرة هذا الهاجس، وأنت تعلم أن الشعوب دائما تتأثر بالإعلام، تتأثر بتجييش العواطف وهي لا تفهم أين تساق.. لا تصدق أن الشعوب تفهم؛ وأن الشعوب تريد؛ وما يقال أن الشعوب لها إرادة، الشعوب يُسيرها التجييش الإعلامي ويكذب عليها الساسة ويخدعها السياسيون الماهرون في الكذب عليها.. ليس هناك عقل جمعي واعي لدى الشعوب كما يدندن من يخدع الشعوب ويكذب عليها..!!

* أنت بهذا الكلام تنفي صحوة الشعوب الحقيقية في ثورات الربيع العربي؟

- الظلم الواقع على الشعوب العربية حاصل، والكذب عليها حاصل؛ سواءً في موضوع الثورة أو في غيرها ونؤكد أن هناك تضحيات وجوانب مشرقة في انتفاضة الشعب العربي لكن دعنا لا نخرج من الموضوع الرئيس وهو علاقة الحراك بإيران، هذا الحراك تحركه الآن إيران بواسطة البيض وآلته التنفيذية سواءً الإعلامية أو الناشطين في الجنوب أو في مناطق الوسط مثل تعز، وهؤلاء يتحركون وفق منظومة تحركها إيران وهي تدرك ماذا تعمل، بعكس السعوديين الذين لا يُدركون ماذا يعملون.

التدخلات السعودية والإيرانية

* كيف؟

- انظر الآن.. السعودية تسعى إلى استقرار اليمن ودفعت ميزانية مالية كبيرة لذلك، وأنا هنا لست مُدافعا عن السعوديين فقد سمعتَ شكواي من بلادتهم القاتلة، ولكن لإثبات الحق وللإنصاف أقول إن السعوديين يبحثون عن استقرار اليمن ليس حبا في اليمن ولكنهم يتخوفون من أن يتحول اليمن إلى ساحة للقاعدة وهو الأمر الذي تدعمه إيران، إذن فالسعودية تبحث عن استقرار اليمن وتحاول دعم الرئيس هادي، والرئيس هادي للأمانة يبحث عن استقرار اليمن، والرئيس هادي رغم أخطائه في قضية صعدة رجل صادق لا نعيب عليه إلا عدم أخذ قضية صعدة بمسؤولية وتعامله السلبي مع قضية الحوثية والإمامية، أما في ما يتعلق ببقية الأمور فالرئيس هادي وحكومة الوفاق من جانب الثورة ومن جانب المشترك هي للأمانة تبحث عن استقرار اليمن، والذين يحاولون إعادة الاضطرابات هم فلول الرئيس السابق سواءً في حكومة الوفاق أو خارجها، فالإيرانيون والقاعدة وعلي عبدالله صالح والحوثيون الانفصاليون أصبحوا في محصلة واحدة هم يبحثون عن إفشال دولة عبد ربه وحكومة باسندوة سواءً في تأمين الخدمات أو في تثبيت الأمن، الآن السعودية دفعت موازنة اليمن وانظر إلى أي حد وصلت الوقاحة بالناقمين على السعودية مُمثلين في تيار إيران من الانفصاليين والحوثيين إلى إماميي الاشتراكي كيف يصخبون ويضجون من أن السعودية تتدخل في اليمن، والحق أنه لو لا تدخل السعودية بدفع الموازنة وتوفير المشتقات لبقي هؤلاء أنفسهم بدون مرتبات، حتى سلطان السامعي نفسه هي التي دفعت مرتبه، الهيكل الوظيفي قائم على دعم المملكة العربية السعودية، البترول قائم على السعودية..

* يعني أصبحنا قائمين ومعتمدين على السعودية؟

- نعم هذا هو الحاصل والواقع الآن، السعودية تنفق كثيرا في اليمن لكنها لا تفكر لا قليلا ولا كثيرا، ليس لديها ثقة بأحد ولا ثقة بنفسها ولا رؤية ولا مشروع، ولذلك فكثير من جهودها ودعمها تحوّل إلى نفقات تشغيليه لمشاريع الآخرين، تخيل أن المملكة تدفع موازنة فيستفيد منها لوبي إيران في اليمن!!، على الجانب الآخر تعال وانظر دعم إيران ماذا يُنتج، هناك ميليشيات وتخريب وتشطير وتفجير وتهجير وأحقاد وانتقامات..

هذا هو الفرق بين التدخلين- السعودي والإيراني، والآن أصبحت الأمور واضحة، السعودية وعبدربه منصور هادي والإخوان المسلمين يعملون من أجل الاستقرار في اليمن، وإيران وعلي عبدالله صالح والانفصاليين والحوثيين والقاعدة يعملون على تقويض الاستقرار وتفجير الاضطرابات والفوضى في اليمن.

القاعدة وايران

* كيف نستطيع تفسير علاقة القاعدة بإيران كما سبق وتحدثت؟

- أريد أن أذكر هنا مالم يتطرق إليه أحد مما يتعلق بعلاقة القاعدة وإيران، وتفسير ذلك لا يأتي بمعزل عن القادة الذين كانوا من قبل قادة في جماعات إسلامية..

أولا: لابد أن نفهم أن إيران كانت تدعم التنظيمات الإسلامية ضد الأنظمة العربية، وتوظف حراك التنظيمات ضد الأنظمة فهي تدعم التنظيم لتطويق النظام والنظام هنا عربي والتنظيم إسلامي فلعبت على ثنائية العروبة والإسلام، هذا من ناحية، ولذلك فقد كانت لها علاقات سياسية واقتصادية حتى مع الإخوان وعلاقة عسكرية مع جماعة الجهاد المصرية متمثلة في ايمن الظواهري ومع الجماعة الإسلامية تيار الإسلامبولي قتلة السادات.

هذه القاعدة اسمها الرسمي والشرعي والقانوني ليس القاعدة، اسمها الجبهة الإسلامية لمواجهة اليهود الصليبيين، تكونت من ثلاث فصائل، الفصيل الأول: هم الجماعة الإسلامية متمثلين في أبو ياسر المصري الذي كان أمير الجماعة في الخارج، وأيمن الظواهري أمير جماعة الجهاد، وللأمانة التاريخية هاتان الجماعتان كانتا منذ الثمانينات لهما علاقة بالمخابرات الإيرانية على خلفية دعم إيران للجماعات الإسلامية ضد النظام المصري وهم لا يُنكرون ذلك وأدبيات وكتابات ومجلات الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد وحتى جماعة الإخوان -مع الأسف– كانت تمجد الخميني أول ما جاء، وهي موجودة وأحتفظ بها أنا شخصيا وهي مليئة بتمجيد الخميني وتصويره على أنه هو المُخَلّص والقائد والقدوة ..

أقول يا أخي هؤلاء عندما جاؤوا إلى بن لادن الذي مثّل الأفغان العرب - جاؤوا يحملون معهم إلى أفغانستان إرثا أو تأريخا من العلاقة مع المخابرات الإيرانية، وأصبح المصريون هناك يمثلون عقل التنظيم، واقتصرت مهمة الجهاديين في الجزيرة العربية سواء يمنيين أو سعوديين أو غيرهم على التمويل والتنفيذ، فأصبح عقل التنظيم الذي يُنظّر ويّنزل الأحكام الشرعية على المواقف الاستراتيجية هم المصريين، والأخوة المصريون نتيجة أنهم لم يحتكوا بالتشيع ولأنهم يعانون من رواسب ثقافة الدولة الفاطمية بل كان بعضهم يحمل وجدانيات التصوف في بعض الحركات الإسلامية، نظرا لذلك أصبحت إيران حليفا لهم أقرب مما تكون خصما، ولذلك تجد أن ما يُسمى اليوم بالقاعدة قد فجّرت في أمريكا وفي أوروبا وفي معظم البلدان العربية إلا إيران رغم أن إيران قادت تحالف الشمال وأدخلت الأمريكان إلى العراق وتعاونت معهم بل وقاتلت القاعدة نفسها في العراق.

وأما مدرسة الزرقاوي فهي مدرسة اعتبرتها القاعدة خرجت عن خطها وظلت في ما يمكن أن نسميه خصام وجدال مع قادة القاعدة لما يقارب السنتين، حيث كان يعترض تيار الظواهري على مقاتلة مليشيات الشيعة وآل البيت التي تحرس الاحتلال في العراق.

* لربما يكون لدى القاعدة ترتيب أولويات للعدو، فهم يرون أن العدو الأول هم الأمريكان بالنسبة لهم؟

- لا، إطلاقاً ليس هناك نظرة استراتيجية ولا مبدئية، هم ينطلقون من أن هناك تعاون ويبدو أن إيران آخذة عليهم مواقف وملفات وأشخاص وهذا خلل في عقيدة الولاء والبراء عند القاعدة أنها لم تنظر إلى كم ذبحت إيران من المسلمين في أفغانستان وكم قتلت من المسلمين في اليمن، وكم قتلت وهجّرت وأبادت من المسلمين في العراق.

* إذن، كيف تفسر ضربات القاعدة ضد الشيعة في العراق، وعملياتها في اليمن ضد الحوثيين؟

- قلت لك في العراق هذه مدرسة الزرقاوي وقد اعترض عليها قادة القاعدة العالميين ..

* (مقاطعا) مدرسة الزرقاوي كانت إحدى مدارس القاعدة والزرقاوي بايع أسامة بن لادن؟

- لا – إطلاقاً - مدرسة الزرقاوي نظرت نظرة واقعية ولم يكن لا الظواهري ولا ابن لادن راضين عن الزرقاوي، وأنا على يقين من هذا، ثم إن قوام المقاتلين من قاعدة العراق أساسا من العراقيين المتشبعين بمنطلقات دينية وقومية ضد الفرس والمطلعين على خبايا ايران وهواجسها في المنطقة من خلال الاحتكاك وتجاربهم في الحروب مع إيران.

* وفي اليمن؟

- في اليمن عُرض على القاعدة من قبل قيادات في اليمن والسعودية منذ سنوات حرب الحوثي فرفضوا.. الحرب السادسة يا أخي الكريم تم إيقافها بناء على توجيهات أمريكية للقيادتين في اليمن والسعودية أن توقف الحرب على الحوثيين من قبل السعودية ويدفع تعويضات للحوثيين ويأخذ الحوثيون دورا أمنيا لملاحقة القاعدة، عندما لاحق الحوثيون القاعدة أصبحوا يشكلون خطرا على أمن التنظيم فقامت القاعدة بالدفاع عن تنظيمها ووجهت ضربات لكنها حاولت أن تستدر تعاطف المواطنين في المحافظات المتضررة من الحوثيين وقالت نُصرتم يا أهل السنة.

* من قتل بدر الدين الحوثي إذن؟

- إذا صح أن بدر الدين قتل فهي القاعدة، أنا أتحدث عن القادة المركزيين للقاعدة، ولا أتحدث عن خلاف الصغار – قاعدة اليمن وحوثيي اليمن - أنا أتحدث عن ترتيب الكبار، وثق وكن على يقين أن عناصر القاعدة في اليمن يكرهون الحوثيين ولكنهم لا يستطيعون أن يخرجوا من الخط الاستراتيجي للقرار، وصاحب القرار الآن هو الظواهري بمعنى أن إيران الآن في عصرها الذهبي مع الظواهري.

* هناك أنباء أن القاعدة كانت تقاتل في جبهة كتاف ضد الحوثيين بأمر من التنظيم ثم انسحبت؟

- غير صحيح، ربما حاول أنصار الشريعة أن يشتركوا فعرف السلفيون في كتاف أن هذا سيشكل مبررا للحوثيين مما يثير تخوف السعوديين وغيرهم.. تستطيع أن تقول أن السلفيين طلبوا منهم المغادرة وغادروا ولم يكن هناك أحد على مستوى الفتوى قد أفتى ضد القاعدة منذ التسعينيات وما قبلها غير السلفيين، والسلفيون هم أول من عبأ ضد القاعدة قبل أن تكون قاعدة لانهم يعتبرون حمل السلاح من مظاهر الخروج.

الحوثيون والربيع العربي

* الحوثيون وقفوا مع الثورة الشبابية في اليمن، لكنهم في نفس الوقت يرفضون الثورة السورية ويقفون مع بشار الأسد، كيف نفهم هذا؟

- دعني أصحح لك الطرح، فأقول إن الحوثيين لم يقفوا مع الثورة اليمنية ولكنهم وظفوا الثورة اليمنية واخترقوها وبثوا الفرقة والفتنة بين فصائلها وعملوا كنسق متقدم لربّ نعمتهم علي عبدالله صالح داخل الساحات.

وأنا أقول وأنا مطمئن يا شباب أن الحوثيين بالمختصر ضحكوا عليكم، بينما كنتم تهتفون في شارع كانوا يسقطون محافظات لا تستطيعون أنتم أن تدخلوها إلا بإذن وللعلم والأمانة أن علي عبدالله صالح كان أرحم بشباب الساحات من الحوثيين، ويوماً مّا ليس بعيداً سيُدركون ذلك .

عندما نزل وفد من شباب الساحات إلى دماج ماذا حصل لهم، كم حصل لهم من التهديد والرسائل القذرة من قيادات الحوثي، الحوثيين يا أخي لم يقفوا مع ثورة اليمن لأن هذا التنظيم تنظيم عبودي يسعى إلى عودة الطاغوت واللاهوت لشخص في أسرة في سلالة، فالثورة والحرية منهم براء، هؤلاء لا يقاتلون من أجل الثورة، هؤلاء يقاتلون من أجل العبودية، من أجل تعبيد الناس، ليسوا مع ثورة اليمن وضد ثورة سوريا، وما يحصل هو مواجهة طائفية وعنصرية في الإقليم، إيران أخذت شكل المنظومة وتحارب وتبيد، اليوم في سوريا، الشعب السوري لا يقاتل النظام، الشعب السوري يقاتل إيران ويقاتل شيعة لبنان ويقاتل باطنية البحرين وباطنية اليمن وباطنية الخليج، الشعب السوري نحن نتفرج عليه. ماذا استفاد الشعب السوري منا؟ «لايكات» الإعجاب في الفيس بوك، الشعب السوري، أهل الشام الأمويون الذين تقتلهم إيران لأنهم يقودون كتيبة بني أمية، الشعب السوري الحر، حتى إخوان سوريا يختلفون عن إخوان العالم، كان الإخوان المصريون يتمسحون في يوم من الأيام على عتبات خميني، بينما كان حليف الخميني الأسد يقتل إخوان سوريا، وتخلى عنهم إخوان مصر، وللعلم والمعلوم تدري من آوى إخوان سوريا؟ إنه صدام حسين..

كان صدام رحمه الله يقول إن الخميني يقول إن البعث كُفر.. يقول صدام كيف يكون البعث كفر في بغداد وإيمان في دمشق، اليوم عبارات الكفر والزندقة هي تلك التي يطلقها وزراء وكتاب بشار على شاشات التلفاز حتى في قناة المنار..

أخي الكريم، إيران وحكومة العراق وحكومة سوريا والنظام والتنظيم أصبحت منظومة (شيعة إيران والعراق ولبنان واليمن) كلهم يقتلون الشعب السوري، قل لي ماذا قدم سنة العرب..!!

* هل يعني أن شيعة هذه البلدان مثل اليمن والعراق ولبنان تشارك مشاركة فعلية في القتال ضد الشعب السوري؟

- سأذكر لك نموذجا مقربا، عندما كنا في القرى، تقاوم قرية ضد الحوثي كانت مليشيات الحوثي من كل المحافظات تتجمع ضد هؤلاء والقرى والمديريات الأخرى للسكان تتفرج على هذه القرية، ما يحصل الآن في سوريا هو نفس ما كان يحصل علينا في صعدة، شيعة العالم استنفروا الآن يحاربون في سوريا ضد الشعب الحر، هم يقولون لبشار لا تتخلى، قف في الواجهة ونحن سنحارب، اعطنا بدلات عسكرية يلبسها الإيرانيون والكويتيون وبعض السعوديون من المنطقة الشرقية ومليشيات آل البيت في العراق..

اليوم يقاتل الشعب السوري منظومة إيران، منظومة الثورة الخمينية يقاتلها الشعب السوري، ونحن ماذا نقدم لأحرار الشام؟؟

* بالمناسبة، ماذا تقدم الحكومات العربية للشعب السوري في محنته الحالية؟

- لعل الدولة السعودية من أفضل الدول التي قدمت الدعم لهم، ومع ذلك أقول لك ان دورها لايزال في الحد الأدنى.

* أجد أن الذي يدور في رأسك أن الحل يجب أن نبدأ بمعركة جديدة مع الحوثي؟

- أقول لك ربما لا تكونون كنخب وكأحزاب وكنظام تودون خوض معركة ضد الحوثي لأنه لم يقتل أجانب وإنما قتل مسلمين يمنيين وأنتم لا ترون هذه الدماء تستحق مواجهة الحوثي ولكن الحوثي سيخوض المعركة، لن تستيقظوا ولن يستيقظ قادة الإخوان وغيرهم في صنعاء إلا حين يقتل الحوثي أطفالهم ويختطف أبناءهم، أنا أقول لك نحن اردنا أن نوقظ النخب المستهدفة من الحوثي بأيدينا فأبوا إلا أن يوقظهم الحوثي بأرجله وقد فعل، الحوثي أجبر السلفيين على حمل السلاح مشكورا، وحوّلها إلى جماعة تدافع عن نفسها وقد كانت تُحرِّم حمل السلاح وتعتبره من مظاهر الخروج على ولاة الأمر.

الحوثي علمهم كيف يدافعون عن أنفسهم، والحوثي سيعلمكم ولكننا كنا نتمنى أن تتعلموا من إخوانكم قبل أن يعلمكم العدو الناقم، لقد كنا بالأمس مثلكم وغدا تصيرون مثلنا، ستصل نار الحوثي إلى كل بيت، فالحوثي وعلي عبدالله صالح الآن يزرعون خلايا الحوثية في ذمار وفي البيضاء وفي الجنوب وحتى في تعز وفي المحويت وفي إب، علي عبدالله صالح عزم على إيصال خلايا الحوثي إلى كل قرية وفتح له منظومة المؤتمر الشعبي العام ليتحرك فيها.

* هل بقي شيء تود قوله حول قضية صعدة إجمالا؟

- أود أن أقول للساسة في المشترك وفي الحوار وفي الدولة والحكومة أننا لن نطلب منكم أن تحمونا من الحوثي، ولكننا نطلب منكم بالحرف أن تحترموا أنفسكم وضمائركم عن التعاطي السياسي والدعم الاقتصادي من خلال ضخّ الموازنة التي ينفقها الحوثي على مصانع الألغام ومعسكرات الميليشيا ثم تتحدثون عن الدعم الإيراني وأنتم أول الداعمين، وكذلك تعاملكم مع الحوثي وإعطائه الشرعية والقفز على تقييمه كمنظمة إرهابية، لقد أصبحتم أنتم الخصوم، أنتم الذين تعطونه تأشيره الدخول إلى المربع السياسي وهو مدجّجٌ بالسلاح بحيث يتحول الحوثيون صناع الدمار إلى صناع قرار.

وبقي أن أقول لأنصار علي عبدالله صالح الذين شردّهم الحوثي والذين سيشردهم إن من الخزي والعار أن تتحوثوا حين يتحوث علي عبدالله صالح، وأن تنسوا عدوكم الذي أخرجكم من دياركم لأن علي عبدالله صالح وجهكم أن تنسوه، وأقول لقواعد المؤتمر الذين سيذبحهم الحوثي يوما من الأيام إن حقدكم سواء على الإخوان المسلمين أو على أبناء الأحمر أو على الفرقة وقائدها يجب ألا يستغله علي عبدالله صالح فتطاوعونه في التحالف مع عدو هو عدو جميع اليمنيين، وأنتم تعلمون أنّ هؤلاء جميعا لا يزالون أقرب إليكم من الحوثي أو ممن يوجهكم للتعامل والتعاون مع الحوثي والسلام.