آخر الاخبار

إسرائيل وصفته بـ ''صيد ثمين جدا''.. من هو القيادي في حزب الله الذي اغتيل اليوم بغارة جوية جنوب لبنان؟ مشروع عملاق يربط الخليج بأوروبا عبر تركيا.. تعرَّف على مشروع ''طريق التنمية'' أهميته وانعكاساته على المنطقة ''انفوجرافيك'' الكشف عن الحديث الذي دار بين حكم الكلاسيكو وحكم تقنية الفيديو في لقطة هدف لامين يامال غير المحتسب ماذا قالت حركة حماس عن الشيخ الزنداني وبماذا وصفته؟ بيان قادما من مسقط.. المبعوث هانس غروندبرغ يطير إلى الرياض ويلتقي أول مسئول في الحكومة الشرعية وهذا مادار بينهما من مديرية الشعر إلى اسطنبول.. ما لا تعرفه عن الشيخ عبدالمجيد الزنداني: أبرز المحطات في حياته وأهم المناصب التي تقلدها والأعمال التي قام بها يسجل أرقام قياسية وتاريخية.. تفاصيل احتفالات لاعبي إنتر ميلان بعد حسم الكالتشيو النفط يرتفع في تعاملات آسيا المبكرة مع استمرار التركيز على الشرق الأوسط دعماً ل غزة.. اشتعال احتجاجات جديدة في العديد من الجامعات الأميركية اشتعال جبهات طاحنة في مناطق جديدة بين روسيا وأوكرانيا وبريطانيا تعلن عن مساعدات عسكرية ضخمة

اليمن: مُكرَهٌ أخاك لا بطل !
بقلم/ د. غسان اسماعيل عبدالخالق
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 27 يوماً
الجمعة 24 فبراير-شباط 2012 04:42 م

ماذا ستفعل حينما تدرك تماماً أن العين بصيرة لكن اليد قصيرة؟ أغلب اليمنيين سوف يجيبونك قائلين: عليك أن تنتخب المرشّح التوافقي الوحيد لمنصب الرئيس عبدربه منصور هادي! وأغلب اليمنيين سوف يضيفون قائلين: نعرف أن هذا الخيار لا يترجم معظم طموحات وآمال اليمنيين الذين هبوا شيباً وشباباً لتغيير واقعهم والإسهام في صياغة مستقبلهم، وقدّموا في سبيل ذلك مئات الشهداء وآلاف الجرحى لكننا نعرف أيضاً أن اليمن الآن هي أسيرة واقع أنصاف الحلول وإلا فعلى اليمنيين السلام.

اليمن الآن على شفير الهاوية، انهارت اقتصادياً وسياسياً و تفككت اجتماعياً، وأقوى ما فيها -وهو الرابطة القبلية- يمكن إذا صعّد أو تصاعد أن يزيدها ضعفاً جرّاء تعدّد المرشّحين الذين سيستدعي تلقائياً اصطفافات قبلية لن تفعل أكثر من انها ستقسّم المقسّم، ولذلك فإن التصويت لمرشح التوافق بنعم أو لا يمثل إجراء واقعياً من شأنه المحافظة على التفاهم السياسي الهش قدر الإمكان من جهة، وأن يتكفل بالإنهاء الدستوري لحقبة علي عبدالله صالح من جهة ثانية.

رغم أن أغلب اليمنيين يدركون أن إزاحة علي عبدالله صالح شخصياً لا تعني إزاحة النظام، إلا أنهم يدركون أيضاً أن هذا الانجاز ليس قليلاً، بل قد يكون هدفاً كبيراً في حد ذاته، لأن علي عبدالله صالح أثبت فعلاً وليس مجازاً أنه قط بري بسبعة أرواح! وأن لديه من الإرادة والتصميم على البقاء في الحكم أمثال ما لدى المعارضة بأطيافها من الإرادة والتصميم على خلعه، ورغم كل المحاولات التي بذلك لإنهائه جسدياً أو سياسياً، إلا أنه استطاع الإفلات دائماً من الحصار السياسي ومحاولات الاغتيال، بل هو استطاع أن يؤمن لنفسه خطوط سفر آمن لعواصم الخليج ولعاصمة الولايات المتحدة الأميركية واشنطن. ولم يتوقف لحظة عن الظهور الإعلامي وعن تسجيل أعلى درجة من درجات الاستفزاز الحقيقي لمعارضيه وحلفائه في آن واحد.

قلنا وكتبنا سابقاً، إن المعادلة الذهبية والواقعية التي ستتكفل بإخراج اليمن من عنق الزجاجة تتمثل في صيغة (لا غالب ولا مغلوب) لأنها الصيغة الوحيدة التي يمكن أن تستوعب العامل الداخلي اليمني والعامل الإقليمي الخليجي والعامل الدولي الأميركي البريطاني؛ فلا البنية القبلية اليمنية ستتقبل إمكانية وجود منتصر أكبر، ولا البنية الخليجية ستتقبل إمكانية وجود ثورة كاملة، ولا الحسابات الأميركية البريطانية يمكن أن تتسع لتغييرات جذرية في المنظومة الأمنية أو الرؤية الإستراتيجية، ولذلك فإن المطلوب هو رئيس قوي جداً وضعيف جداً في آن واحد! وقد يكون عبدربه منصور هادي هو السياسي الوحيد الذي يمكن أن يحقق هذين الشرطين في اليمن؛ فوجوده بصفة نائب رئيس دون صلاحيات حقيقية لمدة 18 عاماً قد يظهره بمظهر السياسي الضعيف الذي لم يغر أحداً بالتصادم معه لأنه لم يكن يفعل شيئاً، لكنه في الوقت نفسه قد يكون أقوى السياسيين اليمنيين الآن لأن سنوات عمله الطويلة في الظل تجعل منه الشخص الأكثر قدرة على معرفة مداخل ومخارج النظام السياسي اليمني، والأكثر قدرة على متابعة التنسيق والاتصال مع دول الخليج وأميركا وبريطانيا، فضلاً عن قيادات التيارات السياسية والقوى القبلية الفاعلة في اليمن.

ما لم تحققه السفيرة الأميركية والسفير البريطاني بالتنسيق مع بعض الدول العربية الفاعلة في مصر عبر عمر سليمان، تحقق في اليمن عبر عبدربه منصور هادي؛ نصف ثورة ونصف حكومة معارضة ونصف رئيس جذري. وأغلب اليمنيين الذي اندفعوا للتصويت يدركون أنهم لن يغيروا هذا الواقع، والقليل من اليمنيين الذين قاطعوا التصويت يدركون أنهم لن يغيروا هذا الواقع أيضاً، ولسان حال الجميع.. كأنه يؤكد: مكره أخاك لا بطل!.

*الدستور