أيها المفاوض الشمالي المغرور: قف مكانك كفى مراوغة و إحتيالاً
بقلم/ عناد الفقيه
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 18 يوماً
الجمعة 27 يناير-كانون الثاني 2012 03:06 م

لماذا تتكلم كثيراً ؟ هل مازلت تظنّ أن لديك متسعاً من الوقت للتحايل و التفاوض و سرد الخطب و الدلائل و القرائن لتثبت للجنوب أن الوحدة هي خيارٌ أخيَرٌ و أخير ؟

  القضية الجنوبية ليست للمبايعة و المزايدة و الحوار و التفاوض والإقناع ...

انسى الكلام و ابدأ بالعمل ... ردّ مظالم الجنوب أراضيه و مزارعه و بيوته التي نهبت و سلبت سواءاً ما كانت وقف للدولة او للمواطنين ...

عالج قضايا العسكر الجنوبين و ردهم الى مناصيهم و وظائفهم ... استبدل رؤوساء المحاكم و النيابات و الأمن و الشرطة و المرور و الموانئ و المطارات و خفر السواحل و المستشفيات و الجامعات و مكاتب التربية و التعليم و كل المؤسسات الحكومية بأفضل و أنزه مالديك ...

أنزِل مائة ألف وظيفة على الأقل لأهل الجنوب فقط ... افتح جمعيات خيرية اجتماعية و حقوقية حقيقية داعمها الرئيسي ثروتهم النفطية لتبحث عن المعونات للعاطلين و ذوي الإحتياجات الخاصة ...

اعتذر للشعب الجنوبي عن ماحصل له فكلّ الشمال دون استثناء كان سبباً في ما لحق بهم من ظلمٍ و جورٍ حتى و إن كان من بينهم الأسوأ معيشةً من الجنوبيين و الأكثر ظلماً و امتهان .

بعدها يمكنك الشروع بفنون الفلسفة و ناقش و فاوض و اقنع غيرك بضرورة الوحدة و أهميتها ... أما الآن فلا كلام فقط عمل و العمل فقط .

الحالة إسعافية ... باشِر بتشخيصها فوراً ... عالجها سريعاً ... استرسل بإرشاداتك و تعليماتك و نصائحك لاحقاً .

أمّا بالنسبة للشمال فكل ما ذكرته... لهم الحق بمثله و اكثر ... لكن بعد أهل الجنوب حتى و إن طال الوقت و الإنتظار ... فلابد من التضحيات الشمالية - فقط - لاجل سواد عيون الوحده ... و ليربط جائعيهم على بطونهم و ليملئوا قلوبهم صبراً و عقولهم حكمةً ... إرضاءاً للجنوب المحتلّ و لمعالجة ماعندهم أولاً ثم نلتفت الى الشمال و شمال الشمال حالما نطمئن على جنوبنا الحبيب .