صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه
صالح العجوز السبعيني المتشبث بالسلطة لم يوقع المبادرة الخليجية ولا آليتها التنفيذية بل أوقع المعارضة ودول الخليج والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة وأمينها العام ومبعوثها الخاص في فخ خداعه وألاعيبه الملتوية ...كيف ؟!!
سأوضح ذلك من خلال الوقائع التالية وللقارئ الحكم بعد ذلك :
قبل التوقيع
قبل التوقيع خدع صالح الأمين العام للأم المتحدة السيد / بان كي مون وأكد له في اتصال هاتفي عشية التوقيع على المبادرة أنه (صالح) سيتوجه صباحاً إلى الرياض لتوقيع المبادرة ومن ثم سيتوجه إلى نيويورك للعلاج وأوعز إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنه لن يعود إلى اليمن بعد التوقيع .. فأخذ الأمين العام هذه الإشارات على محمل الجد وبلع الطعم وبادر يصرح بهذه الإشارات الصالحية لوكالات الأنباء العالمية حتى صدق الناس والعالم أجمع أن صالح جاد في كلامه هذه المرة ، فهو إن كذب على شعبه أو خدع دول الخليج فلن يكذب على أو يخادع الأمين العام للأمم المتحدة .. ولكن الطبع غلب التطبع وعاد صالح إلى اليمن بُعيد ثلاثة أيام من التوقيع فقط !!
أثناء التوقيع
كان صالح أثناء مراسم التوقيع واثقاً من نفسه ، لم يبدُ عليه أي توتر أو غضب أو حزن لما سيؤول إليه حاله بعد التوقيع على المبادرة وكأنه يقول للعالم (التوقيع على هذه الوريقات ليس نهاية المطاف.. المهم ما بعد التوقيع) وصالح له تجربة طويلة في نقض العهود ونكث الوعود .. ثم أظهر ابتسامةً صفراء ماكرة أثناء تناوله لملفات المبادرة من أجل التوقيع عليها وكأنه يقول للعالم وهو يشاهده على شاشات القنوات الفضائية ( ولو .. أوقع .. أوقع .. إيش يعني شوية حبر على ورق ؟!) استهان بالمبادرة وآليتها والشهود على توقيعهما ، ولا غرابة فهو الذي استهان بالدستور والقانون طوال سنوات حكمه الطويل !!
بعد التوقيع
بعد التوقيع وقبل أن يجف قلم صالح بدأ بنفث سمه وأحقاده وعرّض بالمبادرة الخليجية بأنها ضد الدستور والقانون واتهم المعارضة بالوقوف وراء حادث جامع الرئاسة وسمّى التوقيع على المبادرة شراكة سياسية ، ثم صوّر توقيعه على المبادرة لأتباعه على أنها إنجاز كبير من إنجازاته فخرجوا للاحتفال بهذا الانجاز بالألعاب النارية والأهازيج الفنية وكأن المبادرة تقضي برحيل الشعب الثائر لا حاكمه المستبد !!
وفي صبيحة اليوم التالي للتوقيع تحصل مجزرة جديدة بحق الثوار في صنعاء على يد بلاطجة صالح ، وكأنها أعدت ليعود صالح إلى المشهد مندداً ثم موجهاً لوزير الداخلية بالتحقيق ، وكأنه يقول (لا زلت هما .. ولا زالت صلاحياتي بيدي .. طز في المبادرة .. وطز في مجلس الأمن .. وطز في مجلس التعاون .. فماذا أنتم صانعون ؟!) .
وبعد توقيع المبادرة بيومين (عشية يوم الهجرة) يبعث صالح رسالة إلى القوات المسلحة والأمن مهنئاً ومشيداً ومحرضاً تحت توقيع القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن ، وكأنه يقول (لا زالت القوة في يدي لم تنزعها مبادرة الخليج ولا آلية بن عمر ، فماذا أنتم فاعلون ؟!)
بعد توقيع المبادرة بثلاثة أيام يجتمع صالح بأقطاب حزبه لتدارس وضع ما بعد التوقيع وإلى يمينه نائب الرئيس المفترض بعد التوقيع أنه (الرئيس بالإنابة) ، وقد أراد صالح من هذا الاجتماع أن يظهر نائبه في مظهر التابع المطيع الذي لا يقطع أمراً ولا يخطو خطوة إلا بأمر سيده ، حيث وعد النائب أن توجيهات الرئيس في ذلك الاجتماع ستكون محل التنفيذ .. وكأن صالح يقول للمعارضة ( أهذا هو الشخص الذي تعولون عليه ؟ إنه مجرد تابع من أتباعي لا يملك حتى أمر نفسه .. وسأريكم ذلك في قابل الأيام)!!
وأتت الأيام التي أثبت فيها صالح للجميع أنه خدعهم ، فالسلطة لا تزال بيده ، والإعلام لا يزال يسبح بحمده ، وأتباعه المسلحون لا يزالون منتشرون في كل حارة في صنعاء ، والجمعات السبعينية لا تزال تردد (يا علي إحنا بنحبك .. يا علي .. واحمد من بعدك) ، والوحدات العسكرية التابعة له تقصف في أرحب ونهم وتشيع الخوف وتسفك الدم في تعز ، والأموال لا زالت تحت تصرفه يوزعها على بلاطجته تحت مرأى ومسمع العالم ، والنائب عاجزٌ لم يستطع حتى اليوم أن يصدر قراراً بتشكيل اللجنة العسكرية بسبب اعتراض صالح على مرشحي الجيش الوطني ، وهو عاجزٌ أيضاً عن إيقاف حمام الدم في تعز، وصدقوني هو عاجزٌ عن كل شيئ ما دام هذا الرجل (صالح) ممسكاً بكل خيوط القوة !!
*كاتب وأكاديمي يمني - صنعاء