آخر الاخبار

الإدارة الأمريكية تضع قواعدها العسكرية في جميع أنحاء أوروبا في حالة تأهب قصوى ومعلومات استخبارية تربك واشنطن خبير اقتصادي يزف للمليشيات نبأ صادم بشأن قرار مركزي عدن بإلغاء تراخيص 6 بنوك الماجستير بتقدير امتياز في العلوم العسكرية لقائد اللواء 143 العميد ذياب القبلي في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي..توقعات مذهلة ومخيفة يكشف خفاياها أحد خبراء التكنلوجيا.. كيف ستكون حياتنا خلال السنوات القادمة؟ الإمارات تحاكم 53 إماراتيا متهما من قيادات «الإخوان المسلمين» وتصدر أحكاما بالسجن المؤبد والغرامات المالية رئيس الوزراء يترأس اجتماعاً لهيئة العمليات المشتركة ويطلع على خططها المستقبلية ويشدد على الجاهزية القتالية لكافة التشكيلات أبناء الجوف يحتشدون دعما لقوات الجيش والمقاومة وإجراءات البنك المركزي بعدن ويستنفرون كافة مكونات المجتمع توكل كرمان: الحوثي سيخوض حربا ضد السعودية بمشاركة الميليشيات العراقية ريباكينا تطيح بسفيتولينا لتبلغ قبل نهائي بطولة ويمبلدون للتنس جنود إسرائيليون يكشفون عن سياسات القتل الجماعي وحرق المنازل في غزة

والصبر علمنا «علي صالح عباد»
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 4 أيام
الإثنين 05 سبتمبر-أيلول 2011 04:09 ص
 
علي صالح عباد «مقبل»
 

مهما تكلم المتكلمون من أنصار الحزب الاشتراكي اليمني, وخاصة الأدباء والإعلاميون, ممن كتبوا عن شخصية هذا الزعيم فإنَّ قصة علي صالح عباد -واسمه التنظيمي المعروف (مقبل)- هي قصة زعيم بكل ما تعني الكلمة من الزعامة وقائد بكل ما تعني الكلمة من القيادة؛ لأن الذي لا يُحسن الجندية لا يُحسن القيادة، ومن قادة الأحزاب من لا يجرِّب الجندية يوماً واحداً وكأنما جاء على طبقٍ من ذهب يمارس سلطة (امين عام الحزب او التنظيم)- أيِّ تنظيم وأيِّ حزب في الوطن العربي- وهو بعيدٌ عن معاني القيادة؛ لأنه إما انقلابيٌ انتهازيٌّ او جاءت به السلطة الغاشمة كـ (امين عام مفرَّخ او مفقَّس) والأمثلة من التجارب الحزبية في الوطن العربي لا تعد ولا تحصى.

كان الحزب الاشتراكي اليمني -منذ تأسيسه ولم يزل- زاخراً بالقيادات التاريخية العظيمة بصرف النظر عن المآخذ والأخطاء التي وقعت به تلك القيادات، غير ان علي صالح عباد (محافظة أبين) أعظم وأنبل القيادات الاشتراكية اليمنية كلها لسبب يعرفه انصار الحزب وخصومه وانصار مقبل وخصومه، ولقد ظهر معدن هذه الشخصية القيادية بشكل اوضح عند محنة الحزب الاشتراكي بعد حرب 1994 وهي القصة التي وقف عندها الكثير من الإعلاميين الاشتراكيين والمحايدين.

بدأت السلطة - التي خرجت منتصرة بقوة السلاح والعدوان على إثر حرب 1994 ضد الحزب الاشتراكي – تمارس نشوة الانتصار الكاذب بمزيد من الغطرسة والهنجمة طالت حتى حلفاءها ممن مهدوا لها النصر وبدأت السلطة تبسط نفوذ غرورها العسكري على كل ساحات ومقرات الحزب الاشتراكي اليمني، وتتوعد بحل الحزب ومحاكمة قياداته، أعقب ذلك مسلسلاً طويلاً مارسته السلطة – إلى يومنا هذا - بعناوين تخوينية وتكفيرية ورسائل وعد ووعيد وبطش شديد بمن تبقى من اعضاء وقيادات الحزب الاشتراكي (الانفصالي), حسب توصيف السلطة.

ظن الكثير من الناس انه لن تقوم بعد اليوم للحزب قائمة بعد ان صار مستباحاً للقوى العسكرية المتغطرسة وللأجهزة التنكيلية بشرفاء الحزب (الانفصاليين الخونة)-حسب اعلام النظام العسكري المنتصر بقوة السلاح وبتحالف القوى الاسلامية معه.

غير ان (مقبل) وقف وقفة تاريخية شبهها البعض بوقفة حسن الهضيبي ابان محنة الإخوان المسلمين حين ظن الناس انه قد قُضي على الإخوان الى الأبد.. هناك تشابه في البطولة والقيادة والصمود بين (مقبل) الحزب الاشتراكي و(هضيبي) الاخوان بمصر، هذا الصمود الذي رسخ قواعد التنظيم واخرجه من محنته منتصراً.. انها الزعامة وانها الرجولة والبطولة التي قهرت المستبدين و(شاويشات) الأنظمة الجاهلة.. ان اقوى عبارات التضامن مع الزعيم مقبل ما كتبه أديب اشتراكي, قال:

«.. ما يتعرض له مقبل ويطال أسرته من إرهاب دولة ما هو إلا امتداد لمسلسل قديم بدأت حلقاته بالشروع بالقتل والتصفية الجسدية لمقبل بعد الوحدة وبروز اسمه في كشوفات التصفية الجسدية التي تنتجها مطابخ الإرهاب السياسي الفكري. يجد الإنسان المنتمي إلى أفكار الانعتاق والتحرر نفسه مجبراً أن يسجل كلمات الوفاء والعرفان لقائد صلب شجاع أفنى حياته بالتضحيات والنضال والمعتقلات الرفاقية ورغم كل ذلك لم يغادر انتماءه ولم يبحث عن وسائل الراحة والنقاهة والعيش الرغد والمال، كم كان عظيماً وهو يفترش الأرض بجانب أبناء رفاقه الشهداء في خيمة الاعتصام السلمي بجانب قبور رفاقه المنبوشة، كان وسيظل مقبل ساكناً بأفئدة الشرفاء وحدقات عيون كل من يعز عليه تاريخ التحرر والثورة ومقاومة الاستبداد ورفض الذل والخنوع..».

وهو نفسه (الأديب) القائل:

سلام مني للرجال المقنفة ** ذي ما يوطيها سوى ربِّ العبادْ

الحزب علمنا أصول المعرفة ** والصبر علمنا علي صالح عبادْ