آخر الاخبار

الإعلام الأمريكي يكشف عن أوجه الاختلاف بين إستراتيجيتي بايدن وترامب الموجهة ضد الحوثيين؟ الإفتراض الخاطئ الحوثيون يجددون تحديهم للإدارة الأمريكية وترسانتها العسكرية في المنطقة.. عاجل أول أديب يمني تترجم قصصه للغة الكردية وتشارك في معرض أربيل للكتاب وكيل قطاع الحج والعمرة ينهي الترتيبات النهائية بخصوص موسم الحج لهذا العام مع نائب وزير الحج السعودي وزارة الأوقاف اليمنية تعلن صدور أول تأشيرة حج لموسم 1446هـ منصة إكس الأمريكية تتخذ قرارا بإيقاف حساب ناطق مليشيا الحوثي يحيى سريع قرابة ألف طيار ومتقاعد إسرائيلي يقودون تمردا بصفوف جيش الاحتلال.. رسالة تثير رعب نتنياهو   سفير جديد لليمن لدى أمريكا بلا قرار جمهوري مُعلَن موانئ عدن تعلن جاهزيتها الكاملة لاستقبال السفن تزامناً مع القرار الأمريكي بحظر دخول النفط إلى الحديدة اللجنة الأمنية بحضرموت تتوعد كل من يتعاطى مع التشكيلات العسكرية خارج إطار الدولةوتحذر المساس بأمن المحافظة

الوجه المشرق للثورة اليمنية
بقلم/ توفيق السامعي
نشر منذ: 14 سنة و 4 أيام
الأربعاء 06 إبريل-نيسان 2011 05:52 م

إنتفض الشعب اليمني عن بكرة أبيه في وجه الطاغية علي صالح فكان تسونامي بشريا يزحف في كل اتجاه على حكم متخلف لطالما أذل اليمن واليمنيين على كل المستويات حتى وصل بالبعض أن يتنكر ليمنيته، فأراد اليمنيون استرداد كرامتهم ومواطنتهم وحقوقهم المسلوبة عبر هذه الثورة الشعبية العارمة..ورغم هذا الكم الهائل من التسونامي اليمني في وجه الظلم والقهر والاستبداد الذي في مثله لا يمكن أن ينتظم أو يحافظ على شيء أمامه؛ إلا أنه جسد أخلاقاً منقطعة النظير؛ ففي هذه المظاهرات التي خرجت تجوب شوارع العاصمة وعواصم المحافظات الأخرى لم يحصل أن قطعت شجرة أو كسرت لوحة أو تم الاعتداء على عربية أو محال تجارية أو على شخص فضلاً عن الرد على أعمال البلطجة المستفزة من قبل بلطجية نظام صالح..بل على العكس من ذلك تماماً، فقد كان أصحاب المحلات التجارية يستقبلون المتظاهرين بكل حفاوة وترحاب والانضمام إليهم؛ والنساء يرمين الورود وأعواد البخور من شرفات البيوت ويهزجن بالزغاريد من كل نافذة، في مشهد جعل أعين بعض المشاركين تذرف دموع الفرح والإعجاب والحماس. كثيرة هي المشاهد المتألقة والمشرقة للثورة؛ ففي يوم السبت 13\\3\\2011 بعد صلاة الفجر حين هجمت القوات الأمنية والبلاطجة على المعتصمين وإغراقهم بالغازات السامة كانت النساء الحرائر يرمين بالمناديل الممزوجة بالخل وحبات البصل من كل نوافذ وشبابيك العمارات المجاورة، وهن يحجرن بالزغاريد واللهج بالدعاء للمعتصمين داعيات على الظلمة ونظام صالح. لقد أرعبت هذه المسيرات الحاكم في قلعته التي يتحصن بها رغم أن المسيرات كانت تمر على بعد أمتار من القصر الجمهوري ودار والرئاسة، ورغم أن الفرص كانت مواتية للزحف والإحاطة بهما إلا أن الجماهير أيضاً أبدت روحاً عالية من الانضباط والوعي لم تشهده ثورتا تونس ومصر، فنقل معركته إلى ساحة تعز بعد أن أفقدته هذه المسيرات صوابه.

لقد كان من إحدى قباحات النظام أن شوه صورة اليمنيين في العالم بأن كرس عنهم صورة الإنسان المتخلف الذي إذا جاع انقض على كل شيء؛ فهدد بهم الجوار والعالم، وكرس عنهم صورة الإرهابي الذي لا يعرف الرحمة في صورة تجارية بائرة بائسة يستجدي بهم العالم للمعونات التي يتم خصخصتها ومصادرتها لحسابه الشخصي وأسرته من حوله، في حين حرم الشعب كل الشعب من أن يعيش عيشة العالم الحر في كرامة وتطور. هذه الصورة لعنتها تحركات الجماهير عالية الانضباط فاقت في مشاهدها مايسمى العالم المتحضر. لقد أدهش اليمنيون العالم بهذه الصورة النقية التي راهن كثير من الناس على أن ثورتهم ستكون فوضى واقتتال كونهم الشعب (الشعب المسلح، القبلي، المتخلف، الجاهل) كما شوه صورتهم النظام ووسائله الإعلامية وكثير من الكتاب المرتزقة. ومع طول الثورة اليمنية أكثر من سابقاتها التونسية والمصرية، لم ينفد صبر الشعب اليمني رغم قمع النظام وكثرة بلطجيته المستفزة للجماهير؛ فكم كان صبوراً في وجوه الكثير من الأعاصير التي قام بها صالح.. فمجزرة جمعة الكرامة في صنعاء ومحرقة أبين ومجزرة تعز كانت كفيلة بأن تشعل فتنة لا تبقي ولا تذر؛ إلا أنه الشعب اليمني الصبور المتأني وغير المتسرع لم يفقد أعصابه رغم محاولة نظام صالح جره إلى ذلك المربع البائس، غير أن الثورة التي كان من حسن طالعها، ولعله قدر الله أن ساق الثوار إلى ذلك المكان الذي يجسد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن اليمنيين \"الإيمان يمان والحكمة يمانية\" ليجسده الثوار واقعاً عملياً على الأرض، لتتجلى الحكمة اليمانية في أبهى صورها في التعامل الراقي، وأحبط كل مرامي نظام صالح البلطجي جر البلاد إلى فتنة تذكي أوارها وسائله الإعلامية.

عمار باطويلالزنقة الصالحية
عمار باطويل
مشاهدة المزيد