آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

حفاد عمر المختار ساجدون لله أمام العالم
بقلم/ د.عائض القرني
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 29 يوماً
الخميس 03 مارس - آذار 2011 05:29 م

مشهد لا أنساه في حياتي ما عشت، وأنا أنظر عبر الفضائيات إلى أحفاد عمر المختار المجاهد العظيم وهم يصلون في بنغازي بليبيا في ميدان التحرير، وقد سجدوا لله لا إله إلا هو تقدست أسماؤه، وقد أوقف المصور كاميرا التصوير على هذا المشهد المهيب، وقد وضعوا جباههم التي تحمل العزة والكرامة والمجد على التراب، ذلة وعبودية للواحد القهار، العزيز الجبار، وكأنهم يقولون للعالم: بهذا السجود سوف ننتصر. وبهذا السجود انتصر جدنا المجاهد عمر المختار، وبهذا السجود ننطلق إلى نداء الحرية والمجد والعزة والكرامة. لقد زرت البواسل الأبطال في طرابلس وبنغازي في شهر رمضان الماضي، فوجدت التدين الصادق والثقافة الراقية والشجاعة النادرة والكرم الحاتمي، فهم يملأون المساجد في أوقات الصلوات، ويتسابقون على حفظ القرآن «وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ». ما أعظم سجودكم لله رب العالمين أمام العالم يا شعب البطولات والتضحيات، يا من دحرتم الاستعمار، والآن تدحرون الاستبداد. هكذا في لحظة مؤثرة موحية تقف الكاميرا أمام مشهد الساجدين في ميدان التحرير ببنغازي، فكأنها تقول للعالم: انظروا لهؤلاء يسجدون والرصاص على رؤوسهم والموت من بين أيدهم ومن خلفهم، ولكنهم يقولون بلسان الحال: وما قيمة الحياة بلا سجود؟ وما ثمن المجد بلا سجود؟ وهل للحرية طعم بلا سجود؟ وهل للشرف قدر بلا سجود؟

نعم، يسجدون؛ لأن السجود لله فيه إذلال لطغاة البشر، وتحطيم للأصنام، واستعلاء على الباطل، وانتصار على الدجالين الكذابين الأفاكين، نعم، في السجود ثورة على الطغيان، واستعباد البشر، وتسلط الجبناء، وفرعنة الجبابرة، دام مجدكم يا أحفاد عمر المختار، تسجدون أمام العالم على التراب مباشرة لتدوسوا بأقدامكم الشريفة أنوف المتكبرين والمتجبرين، وتقولوا للشرق والغرب: لا نريد الدعم منكم، ولا نبتغي النصر من لدنكم، فالله ينصرنا وحده: «إِن يَنصُرْكُمُ الله فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ». أنتم أيها الكرام المجاهدون البواسل تصفعون الباطل على وجهه بهذا السجود، وتهينون المستبدين العتاة بهذا السجود، تسجدون وأنتم في حرب تحرير، وفي ميدان مقاتلة، والدماء تضرج بمسكها جدرانكم وتضمخ بطيبها ميادينكم، تسجدون لله بعدما دفنتم الشهداء البررة من أبنائكم، تسجدون لله ولا تخافون من الدبابات أو الصواريخ أو المقاتلات؛ لأن معكم القوة العظمى: «يا أَيُّهَا الَّذِين آمَنُوا إِن تَنصُرُوا الله يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ». إن سجودكم وأنتم في ساح الوغى رسالة واضحة للعالم، وهي أنكم تريدون العزة من الله، والانتصار على الطاغوت، والحياة الكريمة، والحرية الراشدة، والاستقلال الأبدي، والمجد السرمدي، من الذي في قلبه ذرة إيمان ولا يهتز ضميره أو تتأجج عواطفه أو تسيل دموعه وهو يراكم يا أهل بنغازي تسجدون لله وأنتم في ساحة حرب وفي ميدان قتال وفي معركة بقاء وعزة وكرامة؟ الله ما أعظمها من لحظة وأنوفكم وجباهكم على الطين تعظيما لقاهر المستبدين وقاصم الطغاة المتجبرين، يقول شوقي:

قد يهون العمر إلا ساعة وتهون الأرض إلا موضعا السلام عليكم في الخالدين يا أحفاد عمر المختار، وتحية من كل شرفاء وأوفياء وأحرار العالم، لقد دفعتم ثمن المجد فنلتم المجد بجدارة وحق، فيكم قول الشاعر:

ثمن المجد دمٌ جُدْنا به فاسألوا كيف دفعنا الثمنا