غوتيريش يطلق دعوه عاجلة للحوثيين بشأن موظفي الأمم المتحدة ويشدد على إنسانية الوضع في اليمن تحرك سعودي مفاجئ و عاجل لرفع العقوبات عن سوريا.. تفاصيل ترامب يسعى إلى تصفير العداد و ترشيحه في لولاية ثالثة.. هل يمر باقتراح تعديل دستوري من هي أربيل يهود التي أشعلت خلافاً جديداً بين حماس وإسرائيل تهديد جديد لليمن: استخدام الأدوية كأداة لتمويل الحوثيين رئيس الوزراء: عيدروس الزبيدي له موقف متقدم بخصوص القضية الجنوبية وأكد انه مع المجلس الرئاسي في معركته ضد الحوثيين عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان لقاء قبلي واسع لأبناء وقبائل شرعب بشأن ماتعرض له مدير وكالة سبأ بمأرب جرائم متصاعدة في إب.. حرائق حوثية تلتهم سيارة مغترب وأحد الشقق التي يسكنها نساء وأطفال دعم سياسي امريكي من إدارة ترامب لرئيس الوزراء احمد بن مبارك
إذا كنا نظن أن أفغانستان بلد المتناقضات السياسية فإن اليمن أعجوبة المتناقضات، هناك لا تعرف الحليف من العدو، ولا تميز الحكومة من المعارضة، ويصعب أن تعرف كل فريق أين يقف، ومن يشتري ومن يبيع لمن؟ وقد أثار الجدل اعتقال شقيق محافظ صعدة فارس مناع بتهمة المتاجرة بالسلاح وتمويل الحوثيين وغيرهم من خصوم الدولة. كيف يمكن للشقيق أن يزود أعداء أخيه بسلاح يطلقون به النار على أخيه المحاصر في مدينته صعدة؟ وزد على هذه الأحجية كيف يدافع المحافظ المحاصر عن الشقيق الممول!
تحدث المحافظ حسن مناع لأحد المواقع الإلكترونية عن اعتقال أخيه فارس قائلا إنه «تاجر ليس إلا، وأن تجارة السلاح في اليمن منظمة وليست فوضى كما يقال». وعندما سئل إن كان اعتقاله مجرد إيقاع به، رد مستنكرا «أي إيقاع، ليست له علاقة بما تتكلموا به أنتم.. هذه أمور داخلية، وإذا قلنا ندين الأخ فارس فمعنى هذا أن الدولة نفسها متورطة في هذا الكلام».
المحافظ بصراحة يقول إن كان أخوه متورطا فالدولة متورطة، فهل هذا يعني أنه يزود المتمردين بمعرفتها وربما موافقتها. وأوضح من تصريحه ومن المعلومات الكثيرة التي ظهرت أن ليست كل الحروب حقيقية، رغم حقيقة القتل والدماء والأبرياء الضحايا.
الحقائق كانت دائما غامضة في اليمن، وكان يمكن أن تترك في سبيلها لولا أن الأزمات الأخيرة صارت ضمن اهتمام كثير من دول العالم بالشأن اليمني، خاصة بعد اختيار «القاعدة» للأراضي اليمنية مركزا أساسيا مما أضاء النور على كثير من خبايا صنعاء فبانت أمور أغرب من الخيال. اليمن عاش في العقود الماضية على أزمات ضمن لعبة التوازن الداخلي، لكن التدخل الدولي قد لا يسمح باستمرار الوضع كما كان في السابق. اعتقال شقيق محافظ صعدة، المدينة المنشغلة ست سنوات في الحرب مع الحوثيين، بتهمة المتاجرة بالسلاح فتح ملفات مغلقة. اعتقل مع تجار سلاح كبار آخرين، ومع أنه تطور مهم في الساحة اليمنية فإن كثيرين يشككون في جدية القرار. وستثبت الأيام المقبلة امتحان السلطات اليمنية باستمرار حبسهم أو إطلاق سراحهم أو ربما الإعلان عن هروبهم، كما قيل عن هروب معتقلي «القاعدة» من سجن صنعاء ذات مرة ولا تزال الأنباء تؤكد أنه كان هروبا مرتبا.
دول العالم تحارب في الصومال وأفغانستان والعراق تبحث عن تنظيم القاعدة وهم في اليمن يعيشون حياة رغيدة، حيث يصلون عبر المطار، ويحصلون على تأشيرات دراسة، أو حتى يدخلون بلا تأشيرات، ويستطيعون غسل أموالهم، وإدارة نشاطهم الدعائي بلا مضايقة، ويتدربون في معسكرات مفتوحة، ويصلهم السلاح من ممولين مقربين من الحكومة وهكذا. وضع لا يوجد في بلد آخر في العالم عدا اليمن. هل السلطة فاقدة السيطرة، وبالتالي أصبحت نظاما ساقطا، أم أنها تمسك بالعصا من منتصفها وتلعب لعبة كبيرة؟ كلا الاحتمالين خطر للغاية.
alrashed@asharqalawsat.com