صحفيات بلا قيود: حرية الصحافة في اليمن تواجه تهديدا كبيرا.. وتوثق عن 75 انتهاكا ضد الصحفيين خلال 2024. مركز الإنذار المبكر يحذر المواطنين في تسع محافظات يمنية من الساعات القادمة بشكل عاجل أردوغان يكشف عن أرقام اقتصادية تذهل العالم بخصوص الصادرات التركية خلال 2024 لماذا اصدرت وزارة الداخلية اليمنية قرارا بمنع تشغيل المهاجرين الأفارقة في عدن؟ وزير الخارجية الأمريكى: فوجئنا بسرعة سقوط نظام الأسد وإيران في وضع لا يسمح لها بالشجار .. عاجل وزير الخارجية الألماني والفرنسي في غرف التعذيب بزنازين صيدنايا سيئ السمعة بسوريا وزيرة خارجية ألمانيا بعد لقائها أحمد الشرع: حان وقت مغادرة القواعد الروسية من سوريا وزير الخارجية الفرنسي من دمشق يدلي بتصريحات تغيظ إيران وحلفاء امريكا من الأكراد بعد تهرب الجميع.. اللواء سلطان العرادة ينقذ كهرباء عدن ويضخ الى شريينها كميات من النفط لتشغيلها هكذا سيتم إسقاط الحوثيين عسكريا في اليمن .. تقرير أمريكي يكشف عن ثلاث تطورات ستنهي سيطرتهم نهائيا ...كلها باتت جاهزة .. عاجل
عندما أطل معمر القذافي على العالم بوجهه في العام 1969م كانت المنطقة العربية ما تزال تعيش أجواء الثورة العربية، رغم هزيمة 67م وما تركته من أثر على المد القومي العربي، . . .كان سكان ليبيا لا يزيد عن ثلاثة ملايين نسمة، مع بداية الطفرة النفطية، وكان من الممكن للقذافي في ظرف كهذا، أن يحول ليبيا إلى جنة على الأرض لو أنه سخر عائداتها للتنمية واستحداث البنية التحتية والكف عن المراهقات السياسية المختلفة، بدءا بتصدير الثورات ودعم الحركات المنشقة من أيرلندا حتى سيريلانكا، إلى تفجير الطائرات الناقلة للمسافرين المدنيين، مع إمكانية الحفاظ على النفس الثوري لنهجه السياسي، والمقصود هنا دعم القضايا القومية العربية وعلى الأخص الموقف من القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.
لكن القذافي انصرف إلى تمجيد شخصيته وراح يصوغ نظريته العالمية الثالثة التي اعتقد أنه من خلالها قد اكتشف ما لم يأت به أحد قبله، وراح يسوقها كنظرية منقذة للعالم من كل أمراضه وينفق مليارات الدولارات لكل من يسوق له الكتاب الأخضر وربما فتح هذا بابا واسعا المتمصلحين والمتكسبين من وراء بيع الكلمات.
التف حول القذافي العديد من المنظرين والمنافقين الذين أوهموه بأنه شخصية فذة ونابغة من نوابغ العالم، وهو ما ضاعف لديه الحالة النرجسية ونمى لديه ما يسميه علماء النفس بجنون العظمة، وهي حالة مرضية تصيب الكثير من الناس، وعندما يصاب بها السياسي تكون مخاطرها كبيرة أما عندما يكون المصاب بها رئيس دولة فإن مخاطرها تصبح مدمرة وهو ما حصل مع الكثير من الشخصيات عبر التاريخ من نيرون الذي أحرق روما، حتى هتلر وموسوليني وغيرهم.
لم يتوقف هوس القذافي عند كونه مهندس الثورة وزعيم الشعب الليبي، ومؤلف النظرية العالمية الثالثة، ومؤسس أول جماهيرية في التاريخ، بل لقد راق له الأمر فراح يبحث عن المزيد من الألقاب والأسماء، التي تمجد شخصه وتعلي من مكانته وتروج لألقابه وخوارقه وكفاءاته التي لا تتكرر، فهو مهندس تجمع دول الساحل والصحراء، وهو من أبرز مؤسسي الاتحاد المغاربي، وهو الداعية للاتحاد الأفريقي وهو. . وهو. . . وهو.
ولم يكن كل ذلك ليتم لو إن الداعي إليه زعيم سيراليون أو رئيس جيبوتي أو حتى رئيس السنغال أو نيجيريا، لكن عائدات النفط ومئات المليارات التي أنفقت من أجل الحصول على تلك الألقاب كان لها وقع السحر، حتى إن أحد الزعماء الأفارقة هو من تبرع له بلقب ملك ملوك أفريقيا، وهو اللقب الذي تلقفه القذافي بسلاسة متناهية رغم ادعائه الثورية المفرطة، وهو الذي ثار أصلا على النظام الملكي، ومن المؤكد أن هذا اللقب لم يمنح بدون ثمن.
كان شخص القذافي هو الذي يتضخم وينمو وينتشر على حساب انكماش وتقلص وانكفاء ليبيا بإنسانها وثقافتها وتاريخها ونموها وازدهارها، ولم تستطع ليبيا أن تحقق من البنية التحتية ما يساوي الربع أو الثمن مما حققه نظيراتها من الدول حتى غير النفطية، وفضلا عن ذلك كانت قضية الحريات وحقوق الإنسان تتآكل وتشيخ كل يوم، وكانت حادثة سجن أبو سليم التي راح فيها أكثر من ألف سجين معظمهم سجناء سياسيين واحدة من أفظع ما ارتكبه نظام القذافي.
كانت الأرض تتحرك من تحت أقدام القذافي ونظام حكمه، لكن الطغيان والزهو وجنون العظمة لم يسمح له برؤية ما يعتمل على الأرض، كما سلبه هذا الجنون القدرة على أن يتصور أن في ليبيا من يقول للقائد وملك ملوك أفريقيا كلمة :\\\"لا\\\".
لقد تضخم القذافي إلى درجة لم تعد ليبيا وأفريقيا والساحة العربية تتسع له، بينما تضاءلت ليبيا في كل شيء وخسرت الكثير من مكانتها ومن إسهامها في صناعة التاريخ العربي والإقليمي، كما اغتنى القذافي وأفراد أسرته والشلة المحيطة به، مقابل افتقار الشعب الليبي للكثير مما حققته شعوب أفقر من ليبيا منذ عقود.
النرجسية وجنون العظمة دفعت قائد الثورة وملك ملوك أفريقيا إلى قصف شعبه بالطيران والقنابل والرصاص الحارق الخارق السام، وإبادة الآلاف من المحتجين العزل من السلاح من بينهم أطفال ونساء، ليتحول ذلك الثائر إلى مجرم حرب سيمثل قريبا أمام القضاء المحلي وربما الدولي.
برقيات:
* الشعب الليبي لم يكن أقل كفاءة من غيره من الشعوب العربية التي انتفضت ضد الاستبداد والطغيان ومصادرة الدولة والتاريخ لصالح الفرد الطاغية، رغم ارتفاع كلفة الثورة وثمن الحرية.
* العقيد القذافي قال أن المسيرات التي خرجت في طرابلس والبيضاء ومصراته والبريقة وغيرها لم تكن تطالب برحيله بل كانت تؤيده وثورته، لكنه لم يقل لنا لماذا قام بقصفهم بالأسلحة المحرمة، ولماذا قال إنه سيطاردهم \\\"زنقه زنقه\\\".
* الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اعتذر للبيت الأبيض عما صدر عنه من اتهام لأمريكا وإسرائيل بأنهما يقفان وراء ما يجري في الوطن العربي من ثورات شعبية ضد الطغيان والفساد، لكنه لم يعتذر للشعوب العربية ومنها الشعب اليمني على اتهامه لها بالبلاهة والعمالة وتلقي التعاليم من الخارج.
* قال الشاعر التونسي العظيم أبو القاسم الشابي:
كل شيءٍ يعاطـف العالم الحيّ ويـذكي حياته ويفيده
والذي لا يجاوب الكون بالإحساس عبءٌ على الوجودِ وجوده
كل شيء يساير الزمن الـماشـي بعزمٍ حتى التراب ودوده
* رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني