آخر الاخبار

د مختار الرباش: دليل الحوكمة الجديد يهدف إلى تطوير أداء قطاع الحج والعمرة توافقا مع رؤية المملكة 2030م لتطوير خدمات الحج والعمرة قناة إسرائيلية شهيرة تضع صورة عبدالملك الحوثي في صدارة قائمة الاغتيالات أحزاب التحالف الوطني بمحافظة مأرب تعلن رفضها القاطع لقرار الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على حميد الأحمر وتحذر من الانحناء إعصار مدمر يهدد حياة 22 مليون أمريكي  بولاية فلوريدا كأسوأ كارثة طبيعية منذ 100 عام وبايدن يناشد السكان بالفرار فورا البنك المركزي الإسرائيلي يكشف عن خسائر مخيفة ورقم فلكي لكُلفة الحرب خلال عام 20 صاروخاً من لبنان تجاه تل أبيب يشعل المواجهات من جديد.. وحزب الله يعلن تصديه لمحاولتي تسلل هي الأعنف اشتعال الحرب وبدءاً من اليوم..وكوريا الشمالية تعلن قطع الطرق والسكك الحديدية مع الجارة الجنوبية جبهة نزاع تجارية جديدة للصين مع تركيا موقع عالمي يسرب وثائق خطيرة تفضح كيف ساعدة القوات البريطانية للجيش الإسرائيلي الكشف عن تفاصيل خطيرة حول ضرب إيران في مباحثات هاتفية بين بايدن ونتنياهو اليوم

من برلين إلى العدين
بقلم/ فاروق غالب
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 20 يوماً
الجمعة 17 فبراير-شباط 2012 07:14 م

عاد من حيث أتى، عاد من برلين إلى العدين، شاب صغير السن لطيف ومهذب وابن احد اكبر الاقطاعيين في العدين أو مايسمى الشيخ، ربما بدافع التشجيع من قبل اخيه عضو المجلس النواب قرر السفر بغرض الدراسة او بالاحرى الحصول على شهادة من إحدى الجامعات الالمانية ليس حبا فيها ولكن لتزيين الجانب الأكاديمي حتى يقال الأستاذ او المهندس حيث ولفظة شيخ أصبحت مقرونة بكل معاني التسلط والظلم الاجتماعي في دولة ليس لها من الاسم سوى اللفظ.

لم يتأقلم الشاب اللطيف في دولة تختلف تمام عن البلاد التى عاش فيها، فألمانيا دولة قانون والناس كلهم من رئيس الدولة إلى المواطن البسيط سواسية أمام القانون, دولة ابواب محلاتها ومنازلها من الزجاج، ليس هو فحسب بل أخرين من أبناء الاقطاعيين والذي بكل تأكيد بالاضافة أنهم اقطاعيين فهم أصحاب القرارت السياسية في بلد كاليمن، اليمن مازالت تعيش عصور الظلم التى كانت سائدة في أوربا قبل الثورة، جزء من ابناء اليمن مازالوا لم يعرفوا معنى المواطنة بالرغم من سماعهم لهذه العبارة أثناء الدعايات الانتخابية غير انهم لم يلمسوها في واقع حياتهم بل على العكس من ذلك فهم يعيشون الظلم والقهر، وما يحز بالنفس ويزيد الأنيين أن هذه السياسة مدعومة ومازالت في نظام صالح المنهار بل وتعتبر دعامة من دعائم بقائه، وخير دليل على ذلك إقطاعي الجعاشن وما عمله في أبناء منطقته أمام مرأى ومسمع من نظام صالح بل ودعم منه.

عودة إلى الشاب اللطيف الذي تفاجئ أن كل شي في المانيا يمشي بالقانون وكون أنه ابن اقطاعي لا تشفع له في دولة قانون كألمانيا، ضاق ذرعا من ذلك الوضع فهو متعود أن يقال له ياشيخ، وتنحني له الجباه اثناء مروره, ويوقف له عند عبوره ويصفق له عند قول فكاهة سامجة ووو.. الخ.

قرر الشاب اللطيف الوديع العودة إلى عالمه، عالم الشخط والنخط والفحاط والمرافقين وأصوات الكلاشنكوف، فهذا العالم الذي تربى فيه في ظل نظام سياسي شرع ودعم ذلك ظلما، فلم يعد ذلك الشاب اللطيف بل صار الشيخ الجبروت وهو في عمر الزهور، وصارت له صولات وجولات، غير أن المفاجاه كانت في ظل نظام صالح الذي اعتمد على مبدأ القرابة والمحسوبية قبل مبدأ الكفاءة، فنسمع أن ذلك الشاب وبقدرة قادر أصبح عضو ليس في مجلس القرية او المديرية بل مرة واحدة في مجلس المحافظة والمسؤول عن دائرة التخطيط، لم يكن ذلك عجيبا فذلك كان وضع طبيعي في ظل نظام صالح، مسؤول عن التخطيط وهو لم يستطع أن يخطط لحياته ولم يصبر على العلم واخذ تجربة فريدة في الحياة في بلد كألمانيا.

الثورة لابد لها من الاستمرار لإسقاط نظام صالح وسحقه بالأقدام وان طال الزمن، غير أن الثورة لابد أن تصل لتحرر أولئك البشر من تسلط ثلة من الاقطاعيين وعلى رأسهم إقطاعي الجعاشن، والإقطاعيين لا ننكر لهم ملكهم للأراضي ولكن ننكر لهم ملكهم للبشر واستغلال ذلك بشكل بشع تصل إلى تدخله بين المرء وزوجه.

الدولة القادمة عليها أن تنهي هذا النظام الاجتماعي السياسي السيئ وتعمل على تقنيين العلاقة بين ملاك الأراضي والمستأجرين، وهؤلاء المستأجرين عليهم الثورة على مؤجريهم فزمن الخوف قد ولي إلى غير رجعة.

نصحية إلى ذلك الصغير العودة إلى برلين للحصول على شهادة في التخطيط حتى يكون كفئ لمنصب تلقده بغير وجه حق.