صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه
في الآونة الأخيرة أصبح الجميع مثقفاً فجأة، وأصبح الجميع علماء دين ومفتين، وأصبحوا أمناء هذه الأمة والأدرى بشؤنها، وإذا سألت أحدهم عن التخصص الفقهي أو الأدبي الذي ينطلقون منه لفتواهم أجابوك بصمت يزيد من حيرتك، ليس من يتقن القراءة السريعة فقط إنسان مثقف، وليس من يحمل شهادة دكتوراه أو ماجستير فقط إنسان مثقف، وليس من يستطيع أن يحاور ويجادل فقط إنسان مثقف، وليس من لا يبرح المسجد فقط إنسان مثقف، المثقف هو الذي إذا تعلم شيء ما استوثق منه وساهم في نشره، وهو الذي يقف بشجاعة أمام أخطائه ليعالجها، وهو الذي إن لم يفقه ما حوله حاول أن يبحث فيه ليصل إلى كنهه، لا أن يتكهن منطلقاً من عماه، أو مكفراً كل من لا يسير على هواه، أو متجاهلاً كل جديد بحكم أنه على حق وكفى.
المعضلة الحالية هي نشوء داء اسمه(أشباه المثقفين) فلا هم مثقفين ليُعول عليهم ولا هم جهلة فيُعتنى بهم، وهذا الصنف بدلاً من أن يسعى ليثقف نفسه ويتدارك خطأه ،يقوم بمواراة جهله بالتمنطق باسم الله والدين تارة، أو الحرية والمدنية المغلوطة تارة أخرى، أو على الأقل التمترس خلف الأنا المعصومة ورشق الآخرين بتهم الزندقة والكفر والفجور ، أو الظلامية والرجعية، أشباه المثقفين هم الفجوة الحقيقية أمام أي صلح، لأنهم يسعون لأن يثبتوا ذواتهم فقط على حساب أي شيء.
الثقافة لها عدة مستويات، وأعلى مستوى لها هو ما يدخل حيز التطبيق، فكل معلومة –أياً كان نوعها- تطبق تحقق الفائدة المرجوة منها، أما تلك التي يبقى حبيسة رهن التنظير فإنها تتضخم على حساب المعرفة وتبني جهل معرفي يتستر بالثقافة الجوفاء، وبالتالي يبقى المجتمع في نفس الزاوية الضيقة مهما زاد عدد قراء المجلات أو الكتب فيه، بل أن بعض الباحثين لا نستطيع أن نصنفهم إلا بجماعة( يقولون مالا يفعلون) لأنهم على الرغم من كمية الحقائق التي يصلون إليها، ومع كمية المعلومات التي ينتجونها تظل أعمالهم حبيسة الأعراف حتى لا يتهموا بالتطور المذموم، أو حتى لا يخالفوا ذواتهم التي تحترمها أعراف المجتمع وإن كانت خاطئة.
كيف نخلق جيل مثقف، ولا زالت نسبة الأمية تحمل أرقاماً مخيفة!! لذا علينا أن نهتم بالجانب التعليمي، والذي من خلاله نستطيع أن نعول على شيء اسمه( الثقافة) ، ولن نخلق هذا الجيل حتى تتكون طبقة لا بأس بها من المثقفين الحقيقين وليس أشباه المثقفين، من ناحية أخرى على جميع الجهات أن تتكاتف وتتعاون لنشر فكرة الثقافة الحقيقية ومدلولاتها، لتساهم في الحد من ظاهرة أشباه المثقفين وتفشيهم بصورة مرضية في كيان المجتمع.
الثقافة هي أحد الثورات الإنسانية التي لا زال يقاتل من أجلها الإنسان، والتي لا تزال غائبة تماماً في بعض المجتمعات، والثقافة هي أحد أركان الرقي الحضاري لأي مجتمع، والمعول الأساسي لبناء الشعوب، حيث أنها تساهم في خلق الوعي المجتمعي القادر على أن يتخطى الأمية بأشكالها، والتفكير الضيق بأضراره، بل وتساعد على رسم المستقبل بتفاصيله.
وأعتقد أن أحد أسباب تعثر الثورة اليمنية هو غياب هذا المفهوم عن الذهن المجتمعي للشعب اليمني، وغياب دور المثقفين الحقيقيين إما بسبب الخوف أو كره السياسة أو غيرها من الأسباب، إضافة إلى دخول أشباه المثقفين إلى ساحة العقل المجتمعي والعبث بها دون ضمير أو وازع إنساني.