أزمات أوروبا القادمة
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: سنتين و شهر و 12 يوماً
الخميس 06 أكتوبر-تشرين الأول 2022 06:50 م
 

أوربا قادمة على أزمات بعضها فوق بعض تجعل مستقبلها غامض ومجهول .! الآن أزمة انفلونزا الطيور تضرب أوربا بشكل مخيف .!

تصور في بريطانيا وحدها تم إعدام 48 مليون طائر وهو رقم مفزع واحصائية مرعبة وواقع ينذر باختلال بيئي مخيف ، وهذا في بريطانيا ناهيك عن بقية دول أوربا.! أضف إلى ذلك الاختلال البيئي عن تسرب الغاز الروسي في البحار والمرشح للزيادة في المرحلة القادمة فالحرب بين روسيا وأوكرانيا ووقوف أوربا إلى جانب أوكرانيا جعلت روسيا وجهات أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية تفتعل الكثير من الأزمات في أوربا لتوسيع

مساحة الخلاف مع روسيا ودفعها لاستنزافها لمصلحة الولايات المتحدة التي تبدو سعيدة بالخلاف الروسي الأوربي كون أوربا ستضطر للجوء إليها من مخاطر وجنون الدب الروسي ..

أوربا الآن تعاني من أزمة طاقة كبيرة وقادمة على شتاء قارس لدرجة أنهم اتخذوا خطوات قاسية لترشيد الطاقة حتى قاموا بإطفاء إنارة الشوارع العامة وتم إطفاء الكثير من المعالم الشهيرة مثل برج إيفل في باريس بفرنسا وغيره من المعالم والأماكن.

صحيح لا مقارنة بين وضعنا نحن والوضع في أوربا التي لديها حكومات جادة في خدمة مواطنيها وشعوب حية تأبى الضيم وترفض الفساد ، ولكن القارة العجوز تتراجع في مجالات كثيرة وتضربها الأزمات الحادة وتدفع الكثير من فاتورة الحرب الروسية على أوكرانيا حتى أننا شاهدنا مؤسسات عملاقة مثل بي بي سي تسرح مئات الموظفين وتغلق أقسام هامة منها ، ورأينا طوابير طويلة في شوارع إيطاليا لتلقي المساعدات الغذائية ، وهذه سابقة في أوربا.!

تصور في ألمانيا وحدها وبحسب تقرير للبي بي سي فإن إجمالي الإنفاق لمواجهة أزمة الطاقة وصل إلى ما يقرب من 100 مليار يورو، مقارنة بنحو 300 مليار يورو تم إنفاقها على التدخلات لدعم الاقتصاد الألماني خلال جائحة كوفيد 19.!

حدث هذا حتى 5 سبتمبر أيلول الماضي فقط .! وهذا إنفاق دولة أوربية واحدة فكم سيبلغ إنفاق بقية الدول لمواجهة الكوارث والأزمات ؟! هناك أزمات كبيرة أخرى مثل أزمة المهاجرين والديون والصعود المتنامي لليمين المتطرف بخطابه الشعبوي والعنصري ضد المهاجرين والعرب والمسلمين وضد تعدد الأديان وتنوع الثقافات .

هناك أيضا كوارث طبيعية مثل الاحتباس الحراري وحدائق الغابات ونضوب مياه الأنهار الجليدية بشكل غير مسبوق منذ عقود ، حيث تواجه أنهار عملاقة في أوروبا جفافاً عنيفاً يهدد بأزمة بنقص حاد في المواد الغذائية ، فمثلا نضوب مياه نهر الراين العابر لحدود 5 دول أوروبية من جبال الألب في سويسرا إلى غاية هولندا مروراً بألمانيا ولختنشتاين وفرنسا، يهدد القارة العجوز بـ"شلل اقتصادي"، كما تصف ذلك صحيفة "لابانغورديا" الإسبانية. ومن المقرر أن يصبح نهر الراين -وهو أحد أعمدة الاقتصادات الألمانية

والهولندية والسويسرية لعدة قرون- غير قابل لأن يُعبَر تقريباً عند نقطة طريق رئيسية، ما يعيق التدفقات الهائلة من الديزل والفحم. نضوب هذه الأنهار يعني أن هذه الدول الأوربية ستخسر الكثير من صادراتها الغذائية

وسيختل ميزان الأمن الغذائي لديها ، وستفقد المليارات التي كانت تدرها هذه الصادرات ، إضافة الى الخسائر السياحية والبيئية وغيرها . هذا مجرد نموذج للكوارث الطبيعية ناهيك عن الكوارث في المجالات الأخرى ونتيجة للحروب والأزمات المختلفة ، إضافة إلى الخلافات السياسية بين بعض دول الاتحاد والتي تهدد الاتحاد الأوربي بالتفكك .