آخر الاخبار

ضربة مفاجئة وغير محسوبة… الصين تزيل القيود المفروضة على الاستثمارات الأجنبية في مجال التصنيع أكبر هجوم بالمسيرات شنته الدعم السريع على مدينة استراتيجية في السودان ومصادر تكشف التفاصيل أرقام مخيفة وغير متوقعة .. الصحة العالمية تكشف عن حصيلة قتلى الصراع في السودان تصريحات لقائد الحرس الثوري تكشف الدوافع الحقيقية للهجمات الحوثية على السفن التجارية - مسؤول حكومي يوجه تحذيراً للمجتمع الدولي أبو عبيدة يعلق على العملية البطولية التي نفذها المواطن الأردني وأسفرت عن مقتل ثلاثة صهاينة الرئيس الإيراني بأول زيارة خارجية له بعد انتخابه يختار دولة عربية الجيش الأمريكي يتحدث عن تدميره لـ 5 أهدف حوثية الفريق بن عزيز : القوات المسلحة باتت اليوم أكثر قوة وصلابة في مواجهة تنظيم مليشيات الحوثي ومشروعها التدميري الكشف عن كارثة غير مسبوقة تتكتم عليها المليشيات في مناطق سيطرتها الشيخ محمد الخراز يتبرع بقطعة أرض لبناءً مركز لعلاج الأورام السرطانيه بمحافظة مأرب

علي عبد الله صالح رئيساً... بالإكراه
بقلم/ سامر الحسيني
نشر منذ: 18 سنة و شهر و 20 يوماً
الأربعاء 19 يوليو-تموز 2006 09:49 ص

«رضخ» صالح, فارتاح العرب.

كان الخوف من أن يفعلها ويتنحّى, ويكرّس سابقة عربية مزعجة لأشقّائه حكّام «الأبدية».

لكن «الإرادة الشعبية» جاءت أكبر من «إرادة» علي عبد الله صالح, وأكثر صلابة من عناده وأشدّ صموداً من صموده في وجه التظاهرات الطنّانة والرنّانة التي كانت تحاصر قصره يومياً, لإجباره على التراجع عن ترك الشعب وحيداً لديمقراطية لم يجرّبها, ولحرية لم يذق طعمها.

لا شك في أن سيناريو صالح هو الأصلح من بين سيناريوات التمديد والتجديد العربية. فهو الأكثر إثارة وحماسة وتشويقاً, منذ إعلانه قبل عام بأن يكون أول رئيس عربي يترك السلطة طواعية, إلى لحظة «التضحيات الكبرى» وإعلانه الرضوخ لمشيئة ملايين اليمنيين, الذين هجروا جلسات القات واحتلّوا شوارع صنعاء, في ما يشبه التمرّد المدني على تمرّد الرئيس.

إن ظاهرة الرئيس العربي الأبدي ليست ظاهرة يمنية, بقدر ما هي حالة عربية عامة, اختلط فيها الجمهوري بالملكي, وإن بقي لقب صاحب الجلالة متفوّقاً على لقب صاحب الفخامة في المخاطبة والمناسبات.

ترى, لو أن عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي حياً يرزق, هل كان يتردّد في الالتحاق بمدارس رؤساء الجمهوريات العربية, لتعزيز علومه المسرحية؟

لكن ما حاجة رؤساء التمديد إلى مثل هذه المسرحية الشعبية المستفزّة؟

جميعهم جالس على كراسي الحكم, إلى أن يأخذ الله أمانته, بعد عمر مديد.

عملياً, لا أحد منهم يحتاج إلى صناديق «النعم». فمن تمادى وقال «لا» تأدّب ونال, على ما فعل, بئس المصير. فعمّت بذلك ثقافة الـ«نعم».

ربما كان الشكل هنا حاجة أميركية, تساعد راعي الديمقراطيات في العالم, على تحليل المحرّمات الديمقراطية, فيبقى المحكوم بأمره حاكماً بأمره.

لكن الرئيس علي عبد الله صالح ابتدع طريقة متعبة لا تليق بالعصر الحديث. ولهذا كانت مكشوفة ومثيرة للسخرية.

ولولا بعض الحياء القسري, لما تأخّر الإعلام اليمني عن القول بأن قبائل «الحوثي» توقّفت عن مقاتلة الجيش اليمني, ونزلت من الجبال لتشارك في مسيرات فرض التجديد على الرئيس المتمرّد على إرادة شعبه, والذي يركل كرسي الحكم, حفاظاً على تداول السلطة, وفتح بوابات الدولة أمام الدماء الجديدة.

إلا أن الله ستر, فألهم السيد الرئيس الصبر على شعبه لولاية جديدة. وها هو يتحمّل ظلم اليمنيين له, وأحكامهم الجائرة, واغتصابهم لحقّه في ممارسة حريته في الرفض وقول «لا» للديكتاتورية الشعبية البشعة.

المأخذ الوحيد على السيد الرئيس أنه «طيّب القلب», ولم يلجأ إلى القوة حقناً للدماء. ولهذا قَبِلَ أن يتنازل عن حريته ومبادئه. وها هو اليوم رئيساً لجمهورية اليمن رغماً عن أنفه وبالإكراه.

ليسامح الله اليمنيين على ما ارتكبوه من حب لصالح... وليكن خالق الكون بعونه لقضاء حاجات أميركا بالكتمان.

د. محمد معافى المهدليثقافة الاستبداد... إلى أين؟؟
د. محمد معافى المهدلي
مشاهدة المزيد