آخر الاخبار

الإدارة الأمريكية تضع قواعدها العسكرية في جميع أنحاء أوروبا في حالة تأهب قصوى ومعلومات استخبارية تربك واشنطن خبير اقتصادي يزف للمليشيات نبأ صادم بشأن قرار مركزي عدن بإلغاء تراخيص 6 بنوك الماجستير بتقدير امتياز في العلوم العسكرية لقائد اللواء 143 العميد ذياب القبلي في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي..توقعات مذهلة ومخيفة يكشف خفاياها أحد خبراء التكنلوجيا.. كيف ستكون حياتنا خلال السنوات القادمة؟ الإمارات تحاكم 53 إماراتيا متهما من قيادات «الإخوان المسلمين» وتصدر أحكاما بالسجن المؤبد والغرامات المالية رئيس الوزراء يترأس اجتماعاً لهيئة العمليات المشتركة ويطلع على خططها المستقبلية ويشدد على الجاهزية القتالية لكافة التشكيلات أبناء الجوف يحتشدون دعما لقوات الجيش والمقاومة وإجراءات البنك المركزي بعدن ويستنفرون كافة مكونات المجتمع توكل كرمان: الحوثي سيخوض حربا ضد السعودية بمشاركة الميليشيات العراقية ريباكينا تطيح بسفيتولينا لتبلغ قبل نهائي بطولة ويمبلدون للتنس جنود إسرائيليون يكشفون عن سياسات القتل الجماعي وحرق المنازل في غزة

القاضي إسماعيل بن علي الأكوع
بقلم/ عبدالملك الشيباني
نشر منذ: 15 سنة و 8 أشهر و 11 يوماً
الثلاثاء 28 أكتوبر-تشرين الأول 2008 06:23 ص

إنه المؤرخ المنصف الثقة، والباحث المدقق الحصيف والكاتب المتفنن الواعي، والفقيه الفاهم الضليع والمثقف القارئ الواسع الاطلاع. إنه مؤرخ العلم في اليمن وعالم المؤرخين اليمنيين ولاسيما المتأخرين منهم زمنا.

ففي هذه الحيثية رأيناه يشرع في فتح باب جديد كان فيه -حسب علمي- هو أول رائد له إذا نظرنا إليه بهذه الصورة وبهذا الشكل، وعلى هذا النحو والمضمون تفصيلا وشرحا وعمقا وتتبعا وحصرا وبحثا وتنقيبا حتى أشبعه وأعطاه حقه، بينما كان في نظر المؤرخين اليمنيين من قبله لا يمسونه إلا مسا خفيفا، أو يطرقونه طرقا ميسرا أو جزئيا مع أنهم لم يقصدونه قصدا كما صنع هو، وإنما حديثهم عنه كان عرضيا، وهم في سياق الحديث عن قضايا أخرى، حتى جاء الأستاذ إسماعيل الأكوع -رحمه الله- فأشبعه بحثا وتدقيقا وذلكم المجال هو تاريخ العلم ومدارسه ومؤسساته ومنشآته في اليمن.

وللأستاذ إسماعيل الأكوع في هذا المجال كتابان شهيران هما «المدارس

الإسلامية في اليمن» و «هجر العلم ومعاقله في اليمن».

وإسماعيل الأكوع كان قامة علمية كبيرة يمتد ظلها فيغطي مساحة اليمن كله وهو الذي ارتبطت حياته بالعلم ارتباطا وثيقا وبه افتتح حياته وبه اختتمها، حتى لكأنه في ذلك كالبوصلة التي لا تشير إلا إلى الشمال أبدا، وبوصلته هو لا تشير إلا إلى العلم أبدا ومن هنا استغرق جل حياته في العلم ومن أجل العلم وفي سبيله، ومن ثم وجدنا بصماته واضحة جدا في أكثر من اتجاه علمي مثل سعيه الحثيث لتأسيس الهيئة العامة للآثار ودور الكتب بعد ثورة 26 سبتمبر في الشطر الشمالي -سابقا، ثم كان رأسها الأول منذ تأسي

سها وطوال 21 عاما من 1969م إلى 1990م.

كما أشرف على الطلاب اليمنيين في سوريا والذين قدموها لطلب العلم وتلقيه، وذلك قبل قيام ثورة 26 سبتمبر. ثم ظل منذ تقاعده في سنة 1990 إلى أن توفاه الله تعالى يوم الثلاثاء الماضي منشغلا بالقراءة والكتابة، والتصنيف والتأليف حيث نجد أنه قام بتأليف أو تحقيق العديد من الكتب.

ومن مؤلفاته المنشورة فضلا عما سبق ذكر آنفا: الدولة الرسولية في اليمن، الأمثال اليمانية، اللغات اليمنية القديمة ومدى صلتها وارتباطها باللغة العربية الفصحى، الزيدية في اليمن، أئمة العلم المجتهدون في اليمن، الإمام محمد بن إبراهيم الوزير، العواصم والتواصم في الذب عن سنة أبي القاسم.

والقاضي إسماعيل كان شخصية اجتماعية مرموقة، وله في السياسة باع طويل ومشاركة جيدة، ومن ذلك أنه عين في المفوضية اليمنية -الشمالية سابقا، في موسكو سنة 1961م أي قبل ثورة 26 سبتمبر ثم بعد الثورة عين هناك قائما بالأعمال، ثم وزيرا مفوضا، ثم سفيرا متجولا.

وتولى منصب وزير الإعلام في إحدى وزارات الفريق حسن العمري في عهد القاضي عبدالرحمن الإرياني.

وكان القاضي إسماعيل أحد المناضلين الوطنيين، ومن رجالات الأحرار اليمنيين، فقد كان عضوا فاعلا في صفوف ثوار ثورة الدستور 48م ولهذا تعرض لما تعرضوا له من محن وخطوب، ومن ذلك أنه سجن في عهد الإمام يحيى مرتين.

وكان بمعية النعمان والزبيري ومشاركا لهما في نشاطهما في عدن ثم في القاهرة حيث عاش في مصر ردحا من الزمن.

وكان عضوا في الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح فترة من الزمن بعد قيام الوحدة اليمنية.

وكان متدينا عميق الإيمان، دمث الأخلاق، نظيف التعامل، صادق اللهجة، عف اللسان، جم التواضع، أليفا مألوفا.

ولد صاحب الترجمة في ذمار في 21/6/1338هـ الموافق 20/2/1920م.

وفيها نشأ وترعرع، ثم انتقل إلى صنعاء واستقر بها، ودرس العلم على يد عدد من علمائها ورفقائها.