أنا لستُ داعٍ للفِتن
بقلم/ يحي الصباحي
نشر منذ: 10 سنوات و أسبوع و يوم واحد
الجمعة 19 ديسمبر-كانون الأول 2014 01:03 م
أنا لستُ داعٍ للفِتن
وليس من طبعي الخِصام
ولستُ من سينتقِم...مِن أجل غِـلٍّ بي سكن
حاشى وكلا ...أبـــداً
مازِلتُ أعتلي القمم...وشمائِلي تأبى الدمامة واللمم
أنا ثُرتُ من أجل الوطن
أنا ثُرتُ من أجل من سكبوا الدماءَ بلاثمن
أنا ثُرتُ من أجل من ناموا وليس لهم سكن
أنا ثُرتُ من أجل أيتامِ الوطن
أنا ثُرتُ من أجل أرملةٍ ترثي رحيل رفيقها بدموع دم
أنا ثُرتُ من أجل من قد هاجروا وتغربوا؛
وتراقصت أحزانهم بين المرارةِ والحزن
أنا ثُرتُ من أجل أجيالٍ أتت ورأت لها في فقرها نعشاً وقبراً وكفن
أنا ثُرتُ من أجل أطفالٍ أتت ولم تجد في أرضها إلا المآسي والمِحن
أنا ثُرتُ من أجل أجيالٍ ستأتي بعدنا وتذُوقُ سيلاً من حِمم
أنا ثُرتُ من أجل من قد عُذبوا في المعتقل
من حوصروا في مدفنٍ تأبى الكلابُ بهِ سكن؛
ماكان من ذنبٍ لهُم... إلاَّ نداهم للمعالي والقيم
أنا ثُرتُ من أجل إقصاء بياعي الذمم؛
جُبنائُنا ولِئامُنا من قايضوا بِدمائِنا سِلم الهزيمة والندم
أنا ثُرتُ من أجل تطهير البلادِ من العفن
أنا ثُرتُ ضِد العمالة والخيانة وضد من عبدو الوثَن
أنا ثُرتُ ضد الذين تمردوا وتآمروا وألبسوا أوطاننا ذُلَّ الزمن
أنا ثُرتُ ضد من باعوا الوطن
أنا ثُرتُ ضد الذين تنكروا للعهد واستلموا الثمن
أنا ثُرتُ ضد الذين تآمروا؛
نهبوا البلاد مع العِباد ولوثوا خير الأمم
ثِرتُ أنا ضد المُضلِل والمنافِق والمحابي وبناتِ خضراءِ الدِمن
ثِرتُ أنا ضد الذين كلابُهم نهشت لحوم ذوي الهِمم
ثِرتُ أنا من أجل من خدموا هنا ...
كانوا مِثالاً للشهامة والبسالة ولشعبهم أرقى الخدم
لكن أيدي الغادرين تربصت؛ حصدت رِقابَهُمُ بفن
قُلنا لهم قوموا ارحلوا عنا كفى؛
ثُرنا بهم
صِحنا بِهم
قُلنا كفى:
يكفي ألم
يكفي عناء
يكفي مِحن
خذوا النقود مع الذهب ..وغادرونا للأبد
خذوا المغانم وارحلوا وغداً تكون لكم حمم
يكفي العناء
يكفي المشقة والألم
إن ترحلوا عنا نعِش أيامنا سعداً حتَّى وحُفرتنا السكن
بل إن أشقى شقائِنا من بعدكم أسمى النِعم
قوموا ارحلوا عنا من بعدكم حتماً ستنقشع المحن
قوموا ارحلوا لعناتنا ستحيطكم وتذيقُكم هماً وغَم
قوموا ارحلوا غضبُ الإلهِ ينالُكم من رأسكم حتى القدم
لكنهم لم يرتضوا إلاَّ البقاء بأرضنا كي يزرعوا فيها الفِتن
لم يكفهم صرخاتُنا
بل أوغلوا في غيِّهم و تفننوا وسقت كؤسَهُمُ العدم
حقاً...نعم
نحن بِِنا تسمو القِيَّم
حقاً...نعم
نحن المكارم والكرم
حقاً...نعم
نحن بني أرقى الأمم
لكن إذا الباغي بغى...أوغرهُ غيُ الغـــنم
أو مال عن درب الكرام...أوحاد أو أفشى السقم
هبَّت براكين بنا تسقي اللئامَ حميم دم
يا أُمَّتي قومي إغنمي
قومي أبيدي من ظلم
ليسوا لنا آلــهــةً
ليسوا رسولاً مُؤتمن
ونحنُ لسنا مغنماً
ونحنُ لم نُخلق غنم
فبتر عُضوٍ في الجسد...أحرى وأولى وأهــم
من قبلِ أن يفشِ الورم
والكيُ آخر الدواء...ألمٌ سيَذهَبُ بالألم
هُبُّوا انهضوا قولوا نعم
حتَّى يُكللنا الفخار...ونودِع الليل الأصم
لابُد من دحر اللئِام ...
لابُد من نحر السقم
لابُد من محرقَّة تصهر أمجاد العفن
حرباً تُحاربُ العقم
تجتثُ أوكار الطغاة...من الهضاب أوالقمم
أعدائنا ليسوا سوى شِرذمةٍ... يقتادُهم نِصف قـــزم
إن نُحصهم لن يبلُغوا إحصاء أسنانٍ بِفم
إمّا يُخربوا الوطن أو ننههم تأتي النعم
هيَّا اشحذوا أعلى الهمم
قوموا وحطموا الصنم
هُبوا لنبتُرَ الـورم
من قبل أن يأتي الندم
ثوروا وحاصِروا القمم
من قبل أن يفشِ السقم
إمَّا نُسابِقِ الأمـــم
نحيا كِراماً في القمم
أو نرتقي قمم الخلود...لتكون جنتنا السكن
(دونت يوم الثُلاثاء 26نوفمبر 2013م الموافق 23محرم لسنة 1435هـ)