|
محمد الشبيري
مأرب برس - خاص
في مارب ما عاد مهماً من يحكم من؟ ولا من الاغلبية بيده من الاحزاب؟ المهم هو تحسين الحالة السيئة وردم ما يمكن ردمه من هوّة بين الدولة والمواطن المسحوق لتمكينهما من التعايش بسلام واطمئنان .
الحاكم يسبق المشترك ام المشترك يسبق الحاكم في إقامة مهرجانات لاختبار الصوت وفن الخطابة، هذا لا يهمنا كمواطنين بسطاء سحقتنا السنون العجاف وأمرضنا دخان النفايات النفطية وأتلف مزارعنا الجفاف الذي أتى على كل شيء !
من العيب فعلاً أن ادركنا القرن الحادي والعشرين ونحن ما نزال نتقاضى إلى الشيخ ونجعله يتحدث باسمنا ويتوكل علينا، ونحن فقط نسبّح بحمده ونقدم بين يديه التراتيل، في ابشع صورة لطمس حقوق الآدميين ومحوهم من الوجود وخارطة الأحرار .
الحكومة تزيد مخصصات المحافظة هذا شيء جيد ولا نتوقع ان يقول المشترك لذلك لا ، لكن ان تعني هذه الزيادة، أن تزيد الحكومة من سطوة (كبار القوم) على حساب البسطاء فهذا عين الجريمة والسذاجة في آنٍ واحد .
مدرسة متكاملة ومستشفى مجهّز وكهرباء موصولة وطريق معبدة وماء نقيّة ووظائف للخريجين هي جلُّ ما يتمناه الماربي، نحن لا نطالب بمفاعل نووي ولا وزراء في الحكومة ولا محافظين فتلك ضرب من الخيال وشيء مستبعد ونتوقع لها الاستمرارية إلى ما شاء الحاكم لها ان تستمر وسنظل نستورد (إنْ صح التعبير) كل ما يلزمنا من موظفين من "شقيقاتنا" في الجمهورية اليمنية لأننا لسنا مؤهلين في نظر البعض .
ببساطة شديدة، مارب بحاجة إلى إدارة فعليّة دون ضجيج حزبي " مقرف " فالمحافظ مثلاً أو امين المجلس المحلي هما في غنىً عن تبادل المهاترات مع الغير، بل يجب الا يكون لديهما وقت لمثل هذه المناكفات التي لا تخدم الصالح العام، فالمعارضة لها صوتها ومن حقها ان تنتقد من تشاء في بلد حر وديمقراطي لكن ليس من حقها أن تكون حجر عثرة في طريق تنمية المحافظة بل لا بد ان تكون معيناً للآخرين على تجاوز هذه المرحلة .
في محافظة كمارب لا يفترض ان يكون السجال الحزبي على قائمة اولويات السلطة ولا المعارضة وإلا لما تقدمتا خطوة للأمام لأن الناس ما عادوا يثقون بـ"هرطقات" الكثيرين و"بيع الكلام" بقدر ما هم في حاجة إلى ممارسة واقعية للعدالة المجتمعية في تقسيم الثروة وعائدات النفط واستغلالها في تنمية المحافظة بدل ان تكون "استثمارات" للقلّة وهو الحاصل فعلاً .
لا ادري لماذا تخجل السلطة في مارب من عرض انجازاتها على الآخرين ومحاورتهم حول هذه الانجازات واقنعا المعارضة بذلك، فكل ما تفعله هو جمع المقربين منها _ اعني اعضاء المؤتمر _ واشعارهم بذلك، وكأن الأمر لا يعني الجميع، والأجدر بها أن تكون مظلة للجميع لا حارساً للمؤتمر الحاكم إذْ هناك ثمّة فرق بين الحزب وممتلكات الدولة إنْ كان هناك من يفرّق بينهما في اليمن .
المهم هو ان الحراك السياسي في مارب بادرة طيبة والتفاهم على مبادئ تخدم المحافظة هو صمام امان للسير قدماً في سبيل خلاصنا مما نعانيه من تراكمات سنين عدة اكلت الأخضر واليابس .
همسة في اذن الفارس :
لا اجد مبرراً لكاتب رمز لاسمه بـ (فارس القلم) كال في مقاله مدحاً للمحافظ السيّد عارف الزوكا، فان كان حقاً ما يقول فلِمَ لمْ يفصح عن اسمه، وهل يعتبر مدح الحاكم مذمّة تستحق التوبيخ ؟!
قد نتفق وقد نختلف معه فيما قال، لكن ما غاب عنه هو ان للمحافظ ايجابياته كما له سلبياته وهذه طبيعة البشر...لكن اليس اعطاء كل ذي حقٍ حقه واجب اخلاقي لا يجب الخوف من قوله ؟!
Ms730@hotmail.com
في الإثنين 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 09:28:43 م