آخر الاخبار

وزير الدفاع: قوات الجيش جاهزة للتحرك باتجاه صنعاء .. تصاعد نبرة التهديدات فهل يقترب اليمن من استئناف الحرب الداخلية؟ انهيار هو الأكثر سقوطا في تاريخ الريال اليمني.. تعرف على اسعار الصرف اليوم تحالف الأحزاب يطالب كافة مؤسسات الدولة للعودة إلى أرض الوطن ويشدد على توحيد القوى المناهضة للانقلاب قصف إسرائيلي هو الأعنف والنازحون يحرقون أحياء في خيام النازحين بمستشفى شهداء الأقصى وسط غزة مواجهات حاسمة للمنتخبات العربية في تصفيات مونديال 2026 الكشف عن 3 سيناريوهات لضربة إسرائيل على إيران - قطع رأس الأخطبوط وخامنئي ببنك الأهداف ماذا يعني نشر صواريخ "ثاد" الأمريكية في "إسرائيل"؟.. هذا كل ما نعرفه عن الأمر حزب الله يصدر بيانا بشأن استهداف معسكر تدريب لجيش الاحتلال الإسرائيلي في حيفا تحذيرات من كارثة ستطال 24% من سكان اليمن خلال النصف الثاني من هذا العام الرئيس العليمي يوجه رسالة هامة لـ كافة القوى والمكونات السياسية للمضي قدما في جهود اسقاط الانقلاب الحوثي.. ماذا قال عن صرف المرتبات؟

أمي الفلسطينية : يا جنة الله على الأرض
بقلم/ ياسمين شملاوي
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 28 يوماً
الثلاثاء 15 يونيو-حزيران 2010 10:00 م

من أين أبدا ؟ والى أين انتهي ؟ وهل لحبك بدابة أو نهاية ...؟

هل اكتب لك بالقضبان الحديدية والأسوار العتيقة ؟ أم اكتب لك بنسيج العنكبوت أمام غار حريتي ؟

أم اكتب بالشمس المشرقة أمام ساكني أهل الكهف ، أم بالبراقع السمر تنقشع أمام الأشعة السينية ، أم بالجمر... المر الحلو .. طعم آلامي ؟

 أم أتلو عليك اليوم آياتا من فردوسنا المفقود ... بحروفه ومعالمه المنقوشة فوق جلمود صخر وجنات عذارانا ... مطرزة بأنات أطفالنا وتنهدات شيوخنا المهاجرين النازحين فوق الرمال وتحت الخيام ...يقبضون على مفاتيح الدار ..وصك العودة..وآمال الانتصار.

 أم أتوقف لأكتب الحقيقة التي أنارت كل هذه الخلجات ، حقيقة أن أكثر شعوب الأرض من قاصيها إلى دانيها ، احتفلت بعيدك المقدس " عيد الأم"..

 هنا في فلسطين الواقع مختلف، الذكرى تحمل كل تفاصيل الألم والمعاناة، معاناة وقهر.. أسيرة ..شهيدة.. ثكلى.. باحثة عن أدنى متطلبات الحياة .. متطلعة للأمن والأمان المفقود، هذه هي الأم الفلسطينية، ومن بقيت خارج قضبان الاحتلال..أو الاستهداف المباشر أمست الأم الباكية على ابن فقدته برصاص الاحتلال، أو تلك الأم التي لا تبرح مهرجانات التضامن مع الأسرى منتظرة لحظة تاريخية تحتضن فيها ابنها الذي ربما تفرج عنه سلطات الاحتلال في يوم ما.

 ورغم الألم، تبقى هذه المرأة الصابرة والمرابطة في أرضها، الضعف لا يعرف طريقا لها، وشموخها أقوى من كل محاولات الاحتلال لقتلها أو أسرها.

حقا إنها لوقفة رائعة وعظيمة في يوم مشهود ومعدود بصوره وقيمه الجمالية ، المنقوشة في أعماق أعماق ذكريات الآدمي ، محفورة في نخاع العظام وفوق جدران الشرايين.

فهنا يقبع فريق خلف أقلامهم ووسط كتاتيبهم ينسجون لك من عواطفهم وأحاسيسهم قصيدة لا تنتهي ، وآخرون لا يبرحون آلاتهم الموسيقية يستجدونها بسيمفونية خالدة يهدونها إليك ..

وهناك بين الحدائق ووسط الرياحين من يبحث لك عن أجمل وارق الزهرات لكي تضارع رقتك وعذوبتك لكن هيهات ...

وهنا وهناك يتوزع الفريق الأكبر .. من سوق إلى سوق ومن متجر إلى متجر آخر يبحثون لك عن أقصى ما يصل إليه ذوقهم وإمكانياتهم ليتوجوك بهداياهم ...

 وتحنو للمراقب التفاتة.. تحز نفسه وترعش جفنه وتهز كيانه وهو يرى أولئك القابعين في أركان المساجد أو خلف صفائح القبور يتلون آيات من الذكر الحكيم يرجون فيها المغفرة والرحمة لتقصيرهم تجاهك ..

 وتأبى الطبيعة إلا أن تشارك عيدك فتلبس أحلى حللها وتتزين بأثمن مجوهراتها وأندرها وتعبق بأنعم وارق عطورها ... معلنة عن بداية فصل جديد، ..استمدته من عطائك وحبك اللامحدود..وأسمته.. " الربيع "..

أواه وآه يا أماه ماذا افعل وماذا أقول وانأ لا أملك من الدنيا لكي أهديك في عيدك المقدس سوى نفسي وارداتي وعزيمتي ولبن حريتي وكلها مستمدة منك أنت ...

 أواه وآه يا مرضعتي لبن الحرية والتحدي والنضال...

الله أكبر ، يا دماء تجري في عروقي ، ويدا تشد ساعدي القابض على مرساة المركب التائهة بين عواصف الزمان ...وأرزاء قسوة الأهل والخلان..

أواه وآه يا نبراسا يضيء درب التائهين ، ويخبر أنك وراء كل رجل عظيم ونصفا للمجتمع ومصدرا للنوع البشري ورمزا لبني الإنسان ...

أواه وآه، هل أهديك الجنة ؟ والجنة تحت قدميك ! هل أهديك وردا والورد يستمد عبيره من نشوة أنفاسك المعطرة ..

أم أتوجك بعقد من الياسمين تلتئم حباته من دموعي ؟

أم اكتفي بقول رب العزة " بسم الله الرحمن الرحيم .. فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة .. وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرا " صدق الله العظيم .

أماه ختاما لا أملك إلا أن أشهد ربي على ما أقول :

فلك مني وعد وعهد ووفاء وإيفاء بأن يبقى صدرك البر وسادتي التي أغفو عليها من عناء السفر الطويل وان أبقى ابنة بارة محسنة مخلصة متواضعة مادامت الأرض أرضًا والسماء سماء ولن أرضى عنك بديلا ..لأنني احبك ...

*كاتبة فلسطينية