جامع الصالح .... من أول حجر حتى أول صلاة !
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 21 يوماً
الأربعاء 26 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 06:18 ص

مر جامع الصالح منذ اشراقة فكرته و وضع حجر الأساس لمشروعه و حتى قيام أول صلاه في رحابه بعدد من المراحل كتبت فصولا هامة في حكايةاكبر صرح إسلامي في اليمن ...حكاية جديرة بان نقراها اليوم بمناسبة افتتاحه رسميا.

ولادة الفكرة :

خرجت الفكرة إلى النور في العام 1998 م ترجمة لاهتمام قديم لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بتشييد معلم إسلامي في اليمن يعبر عن خصوصية الإرث الإسلامي اليمني والتراكم الحضاري لهذا البلد ويمزج بين نفحات الأصالة و تجليات المعاصرة كما تلتقي فيه أهداف الجامع الإسلامي بثمار الجامعة الشرعية ..كل ذلك على أرض يمنية ترجمة لنتاج و رؤى محلية ...

انطلقت الخطوات التنفيذية للمشروع في العام 2001م و استمر العمل سبع سنوات بمساهمة مجموعة من أشهر دور الهندسة المعمارية والمدنية في الداخل و الخارج اعتمدت خبرات و قدرات و موارد و مواد يمنية محلية مئة بالمئة .

الدراسة والتصميم :

ففي 11 يناير 2001م تم توقيع العقد على إنشاء مشروع جامع الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية ، وبعد أن تم تقديم الدراسات و التصاميم و اختبارات التربة ، واختيار الموقع المناسب في ميدان السبعين في قلب العاصمة صنعاء، تم إعلان مناقصة دولية واختيار أفضل العروض و التي رست على الشركة المصرية للهندسة و الصناعة (سياك) ومكتب اليمن السعيد للهندسة والمقاولات.

أول حجر :

في 30 أكتوبر 2001م بدأت مرحلة التنفيذ الفعلية للمشروع، و بدأ العمل في الحفر وإحلال التربة، و استخدام إمكانات جديدة لأول مرة في اليمن ، وعند اكتمال مرحلة الحفر و التأسيس بدأت مرحلة تنفيذ التصميم الإنشائي الذي تم وضعه بناء على دراسة استوعبت المستوى الذي وصلت إليه تقنيات المعالم المعمارية الإسلامية في العالم و انطلقت من استقراء أهم الملامح في ابرز المعالم المعمارية التاريخية في اليمن ومن كل ذلك تم استنباط أهم التصاميم الصالحة منها للمشروع ، حيث تم الأخذ بأربعة معالم إسلامية محلية وهي ( الجامع الكبير، وجامع البكيرية بصنعاء، و جامع العامرية برداع ، وجامع الروضة بصنعاء) مع استنباط أهم التقنيات الحديثة من أهم المعالم الإسلامية في العالم الإسلامي ودمجت الأصالة بالمعاصرة وشكلت بذلك من أروع و أجمل معلم إسلامي في العالم بعد الحرمين الشريفين .

و حسب ما ورد في كتيب جامع الصالح ، الصادر حديثا و المتضمن أهم التعريفات لمكونات المشروع فأن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أكد على ضرورة أن يحمل هذا المشروع الطابع المحلي للعمارة اليمنية، و شدد على أن تكون عناصر المشروع من العناصر المحلية اليمنية ، بما في ذلك الرخام و الجرانيت و ان يكون البناء من الأحجار الكبيرة لكي تتناسب مع أهمية المشروع وحجمه .

وأوضح مدير المشروع علي بن علي مقصع لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن فخامة الأخ رئيس الجمهورية قد ادخل بعض التعديلات ، و وجه بعض القرارات والإرشادات التي هدفت إلى تجويد مراحل التصميم والتنفيذ، وأسهمت في زيادة متانة تأسيس الجامع ودقة تصميمه وجماله و رونقه وتميزه " بما في ذلك تحديد حجم الجامع وسعته ، وتحديد ارتفاع المآذن ، واستخدام الحجر كعنصر أساسي لبناء الجامع و استخدام الياجور الأحمر الطبيعي ، و تغليف الأعمدة بالجرانيت ، وأهمية الزخارف الخشبية في تلبيس الأسقف ، وأهمية النقوش الخشبية للجدران والأسقف والقمريات وعلى ان تكون مستوحاة من الطراز اليمني وطابعها الأصيل في التنسيق والتلوين .

و أضاف مقصع:"لقد شدد فخامة رئيس الجمهورية على أهمية استخدام الحجر المحلي لرصف الطرق بدلاً من الإسفلت، واستعمال الصنابير الاتوماتيكية لترشيد استهلاك المياه،مع استحداث عملية تكرير مياه الأمطار ومياه التصريف لإعادة استخدامها في أعمال الري، إضافة إلى أهمية تجهيز بدروم الجامع بالكهرباء والتهوية والصوت والصورة ، لاحتمال استخدامه كمصلى عندما تقتضي الحاجة .

فيما أشار عضو اللجنة الفنية لمشروع تسيير جامع الصالح المهندس سمير حمود العديني إلى الأبعاد البنائية والهندسية لارتفاع جامع الصالح التي تطلبت أن تكون أحجار البناء ضخمة و كبيرة على الطراز الحميري والموجود من بقايا سد مأرب وعرش بلقيس ليتقارب حجم البناء مع حجم الحجر حيث يبلغ طول الحجر الواحد نحو 160 سنتيمتر وعرض 80 سنتيمتر وسماكة 30 سنتيمتر ، فيما يبلغ وزن الحجر الواحد نحو طن وقد تم وضعها وتركيبها في أمكانها بواسطة ألآت ومكائن حديثة دخلت لأول مرة الى اليمن وجميع هذه الأحجار من موارد محلية . و نوه بأن المشروع روعي في مراحل تنفيذه الأخذ بأحدث المواصفات العالمية ، وعلى أعلى مستوى من الدقة والإتقان واتساق وتناغم رائع مع ما تحمله العمارة اليمنية من طابع خاص وخاصة ما يتعلق بتشييد المنارات والقباب ، فيما اعتمد على بناء الجامع في مجملة على العمالة المحلية اليمنية الماهرة تحت إشراف خبراء ومهندسين وفنيين متخصصين يمنيين وعرب ، حيث وصل عدد العمالة اليمنية المحلية اليومية إلى نحو 1550 في الأوقات العادية ، وفي أوقات الذروة وصلى إلى نحو 3 آلاف عامل محلي يومياً إضافة إلى 59 مشرفاً عربيا وأجنبيا.. مؤكداً أن الجامع صمم لتحمل هزات زلزالية لا تقل عن 7 درجات عن مقياس رختر ، إضافة إلى احدث التقنيات و الأجهزة الحديثة الأخرى كالأجهزة المستخدمة مثلاً في تصميم نظام المراقبة الحديثة .

المكونات :

شيد مشروع الجامع على مساحة قدرها 224 ألف و 831 متر مربع شاملاً الطرق ، والحدائق وممرات المشاة ومواقف السيارات ، ويتسع لنحو 45 ألف مصلي ، و نحو ألف و 900 سيارة ، و له ست منارات شاهقة الارتفاع، و ثلاث و عشرون قبة ، كما يضم الجامع عدة مرافق خدمية، ومكتبة إسلامية كبرى تحتوي على أقسام مختلفة ، تضم عشرات الآلاف من الكتب والمؤلفات ، وكذلك الموسوعات والمراجع الدينية القيمة والمخطوطات الأثرية النادرة ويلحق بالجامع كلية الصالح للقرآن والعلوم الإسلامية في مبنى مجاور متصل بالجامع بني على نفس الطراز المعماري الذي بني عليه الجامع .

لقد صار الجامع تحفة معمارية بل ان كل مكون من مكونات المشروع يعد وحده تحفة قد لا تكفي هذه الإطلالة لايفائها حقها في التناول ...

قاعة الصلاة :

وفقا لما ورد تقرير المشروع الذي حصلت وكالة الانباء اليمنية(سبأ) على نسخة منه فقاعة الصلاة عبارة عن مستطيل طول أبعادة من الداخل ( 4 ر 147 متر ) و عرضة ( 4ر87 )أي بمساحة قدرها 12 ألف و 883 متر مربع ، ويغطي أرضيته الرخامية سجاد باللون الأزرق من الصوف النيوزلندي عالي الجودة تم صنعة في جمهورية تركيا بمواصفات خاصة ومحددة للمسجد وتبلغ طاقته الاستيعابية لما يقارب 19 ألف و 811 مصلي

تقريباً .

الأسقف :

يبلغ ارتفاع سقف المستوى الأول نحو 21متر من منسوب أرضية الجامع ، فيما ارتفاع سقف المستوى الثاني 24 متراً من منسوب أرضية الجامع ، وتتميز الأسقف الخشبية من خشب السنديان الأبيض والأحمر المنقوش والمزخرفة بالأشكال الهندسية والخطوط الإسلامية والمستوحاة من الجامع الكبير ، وتتألف من عدة طبقات بشكل مدرج إلى الأعلى وتم تجليد الجسور الفاصلة بينها بوحدات طويلة من نفس الخشب وتم تجهيز البعض منها بواسطة ماكينة خاصة الـ سي أن سي والبعض الأخر يدوياً وقد روعي عند رفع وتركيب هذه الوحدات الدقة العالية والمعدات الخاصة والحديثة والعمالة المحلية الماهرة . و تتوسط السقوف نماذج بديعة ونادرة من التيجان والأقواس المفصصة و الثريات المتدلية من السقف و القباب بأحجامها وأشكالهاالمختلفة تم صناعتها خصيصاً للجامع من النحاس والكريستال وبمواصفات خاصة بجمهورية التشيك ، وذلك لما يوحي شكلها وتصميمها بنوع من التوافق والانسجام مع النقوش والزخارف ذات الذوق الإسلامي و النمط اليمني . ويزيد من ذلك الجمال تلك النجف بما فيها أكبر نجفة في المسجد تلك

التي تتدلى من القبة الكبرى من الكريستال الخاص وتزن حوالي 5 ر4 طن وتحتوي على 81 فانوساً ذهبياً صنعت في بلاد التشيك ، ويوجد على هذه

الفوانيس حفر بفراغ فضائي ساحر اسم من أسماء الله الحسنى ضمن الحيز الدائري المحيط بكل فانوس .

الأبواب :

يوجد في الجامع 15 باباً ، منها خمس بوابات شرقية ، وخمس غربية، وخمس جنوبية، ويبلغ ارتفاع الأبواب 6 ر5 متر وعرض 40 ر3 متر اً ، في الجهة الجنوبية تضم بوابة (الصالح ) والتي تعتبر المدخل الجنوبي للكلية والجامع ، فيما البوابة الشرقية بوابة ( التقوى) وترتفع عن مستوى أرضية المصلى الرئيسي والصوح الشرقي بثمانية أعمدة حجرية منها أربعة نصفية ويصل ارتفاعها 9 أمتار وتتوسط أسفل هذه البوابة خمسة أبواب ارتفاع 5 أمتار و عرض 3 أمتار وهي مصنوعة من خشب التيك على شكل مصراعين لكل باب يحملان نقوشاً وزخارف هندسية خشبية مطعمة بالقطع النحاسية ويعلو كل باب نقش حجري بخط الثلث وعلى شكل مستطيل آيات قرآنية .

فيما تقابلك في الجهة الغربية من المصلى الرئيس ومن الخارج بوابة ( الحكمة ) وهي تتماثل مع بوابة التقوى الشرقية من حيث الحجم و الارتفاع ، ويغطي سقف هذه البوابة خمس قباب بنمط القباب نفسها في البوابة الشرقية وكذلك النقوش والأحزمة المطعمة بالزخارف والنقوش الإسلامية والخط الثلث لآيات من القرآن الكريم .

كما يوجد للمصلى الرئيسي مدخلان آخران في الجهة الشمالية يقومان في يمين المحراب ويساره تملؤهما الأذكار والزخارف الإسلامية أولهما الباب الخاص بخطيب المسجد والآخر لصالة التشريفات يتصلان مع بعضهما من خلال ممرات ومرافق أخرى ومع منبر الخطيب في الأعلى ، كما يوجد في الجهة الغربية لقبة المحراب باب ( الإمام علي كرم الله وجهه ) وفي الجهة الشرقية للمحراب باب ( الإمام الحسين رضي الله عنه ) وفي أعلى الباب

النقش نفسه المكتوب في الباب الأول ( باب الإمام علي كرم الله وجه) ، وفي المدخل الشرقي للمصلى اليومي باب أبي موسى الأشعري ، وفي المدخل الغربي للمصلى باب معاذ بن جبل . وفي أعلى كل باب نقش بالبسملة بخط الثلث ، وبين المئذنة الجنوبية الشرقية وبناء (هيكل) الشرقي للكلية باب الإيمان ، فيما المئذنة الجنوبية الغربية باب (الطهارة ) يفضي إلى أماكن الوضوء ، وصنعت أبواب المداخل من خشب التيك البورمي الصلب بعد ان تم تجهيزه بواسطة قطاعات كبيرة من الحديد المعالج وتم استخدام الصوف الصخري ليشكل عازلاً للتغيرات بدرجات الحرارة ويصل ارتفاع الباب الواحد الى 560 سنتيمتر وسماكة الدرفة الواحدة 20 سنتيمتر ووزن الدرفة الواحدة نحو 1300 كيلو متر وتم زخرفة الأبواب يدوياً بايدي أمهر الحرفيين اليمنيين وقد استغرق العمل في الباب الواحد أكثر من شهرين ، واحتوت هذه الأبواب على النحاس المزخرف تم طلائة بمادة التيتانيوم .

النوافذ :

وتنقسم النوافذ إلى قسمين ، نوافذ كبيرة وأخرى صغيرة حيث يبلغ عدد نوافذ جامع الصالح الكبيرة نحو 24 نافذة بارتفاع 6 ر5 نفس ارتفاع الأبواب ، وعرض فيما تبلغ النوافذ الصغيرة والمطلة على الرواق الخلفي نحو 6 نوافذ ارتفاع كل نافذة 15ر5 متر وعرض 30 ر2 متراً ، وقد تم تصنيعها من خشب التيك البورمي الصلب وقد اشتملت الشبابيك الخاصة بالجامع على اجزاء من الخشب المنقوش بالزخرفة الإسلامية ( ارابيسك) فيما تم استخدام زجاج خاص لضمان أمن وسلامة المصلين وتم استخدام أقفال مخفية أوربية ، الصنع ذات كفاءة عالية ، اما المقابض فهي من النحاس الصلب المزخرف والذي تم طلائه بطبقة من التيتانيوم لضمان حفاظه على بريقة . أما المشربيات تم تصنيعها من خشب الزان الصلب وتم استخدام النجارين المهرة لبناء هذه الوحدات الجدارية والتي اشتملت على أكثر من 100 الف وحدة مخروطة يدوياً فيما يخص عمل النقوض الجانبية يدوياً وجاءت الكرانيش والكابولي ليضيفا إطاراً جميلاً يحيط بهذا البناء .

الأعمدة :

وتبلغ عدد العمدان العملاقة في الجامع نحو 112 عموداً داخل الجامع ، منها 68 عموداً دائرياً وسط الجامع بقطر 150 سنتيمتر ، و40 عموداً جدارياً نصف دائرة نصف قطرة 75 سنتيمتر ، و 4 عمدان ركنية بشكل ربع دائرة على أركان الجامع الأربعة ارتفاع العمدان الجرانيت مع القاعدة نحو 7 ر8 متر ، تزينها التيجان والأقواس المفصصة والثريات المتدلية من السقف والقباب ، وقد تم انشاء قواعد مربعة لهذه الأعمدة ( 20ر2 x 20 ر2

) وتوجد فتحات معمولة على جوانب القاعدة المائلة تم تغطيتها بشبك مصنوع من الحديد المقاوم للصدأ ومغطى بطبقة ذهبية لماعة من مادة التيتانيوم وتلك الفتحات تستخدم لتحقيق التكييف المركزي ومخارج ومداخل التهوية وسط الجامع ومحيطة . وتتميز الأعمدة وقواعدها بأنها كسيت بقطع كبيرة من الجرانيت المحلي ذي اللون البني الفاتح ، وتحزيمه بأحزمة نحاسية وتصل ارتفاع القطعة الواحدة الى نحو 37ر2 متراً ، مما أعطى شكل العمود مظهراً جمالياً بارزاً و يعتبر الجرانيت من موارد محلية مصدره منطقة برط شمال العاصمة صنعاء .

القباب :

عرفت القباب في عمارة المساجد في عهد الدولة الأموية وأصبحت تمثل مع المآذن احدى الرموز الهامة في تاريخ فن العمارة الإسلامية ، ومنذ ذلك الحين كانت ولا تزال في تطور مستمر من حيث تناسقها وأبعادها الهندسية وزخارفها ، ومن هذا المنطلق فقد أحتوى جامع الصالح بصنعاء على 23 قبة موزعة على مختلف زوايا الجامع . منها القبة الكبرى (قبة يس ): التي تعتبر من كبار القباب في الوطن العربي ، وترتفع نحو 5 ر54 متراً عن ارضية الجامع ، فيما يبلغ قطرها نحو 28 متراً تغطي مساحة نحو 1400 متر مربع ويعلوها هلال نحاسي اصفر اللون بإرتفاع 5ر9 أمتار ، وهي

مكسوة من الخارج بمادة ( الـ جي أر سي ) باللون الأبيض والأحمر ومن الداخل منقوشة بآيات قرانية وزخارف جبسية وتتخلله قمريات كبيرة 3 في 2

متر ، و80 قمرية ملونة منها 20 قمرية كبيرة مقاس 3 في 5ر1 مترا وفي الجزء الاسطواني 60 قمرية صغيرة مربعة مقاس 90 في 90 سنتيمتر ، وفي الجزء المربع من القبة تسهم هذه النوافذ والقمريات بتزويد المصلى الرئيسي بالاضاءة في اثناء النهار واعطاء طابعاً جمالياً ، كما اعطت مساحتها الكبيرة مساحة كافية لكتابة سورة (يس ) كاملة عليها مع سورة السبع المثاني الفاتحة ، بالخط الثلث . أما القباب المتوسطة فعددها أربع تعلو أركان المستوى الثاني من سقف يغطي كل منها مربعاً قطر كل منها هو 20ر16 متراً وترتفع عن أرضية الجامع بمقدار 75 ر44 متراً وهي مكسوة من الخارج بمادة الـ جي أر سي ويعلوها أهلة بارتفاع خمسة أمتار من النحاس الأصفر منقوشة بزخارف جبسية نباتية وهندسية ملونة ، وتوجد في كل قبة 52 قمرية منها 16 كبيرة موجودة في الجزء الدائري فيما 36 قمرية تقع في الجزء المربع بمقاس 90سم في 90 سنتيمتر تزينها آيات من القرأن الكريم على شكل احزمة مكتوبة بخط الثلث .

وفيما يخص القباب الصغيرة فعددها 4 قباب تقع على زوايا الجامع الأربعة قطر كل منها 3ر9 أمتار، وترتفع كل قبة 6ر33 متراً عن أرضية الجامع ، تغطي كل قبة مربع مساحتة 225متر مربع يعلو كل قبة هلال نحاسي أصفر بارتفاع 3متر .

أما قبة مصلى النساء فقطرها 40 ر5 أمتار بارتفاع 12 متر عن أرضية مصلى النساء وتغطي مساحة 34 متراً مربع ، فيما قبة المدخل الجنوبي يبلغ قطرها 40ر5 امتار وترتفع 22 متراً عن ارضية المدخل ، فيما تبلغ قباب المداخل الشرقية والغربية نحو 10 قباب خمس في كل مدخل قطر القبة الواحدة 75ر5 متر وترتفع 18 متر عن الارضية ، وهناك قبتان اعلى مداخل المواضئ قطر كل منها 30ر5 امتار ، بارتفاع 14 متراً .

المحراب يتوسط الجهة الشمالية من المصلى الرئيس للجامع المحراب والذي يضم منبر الخطيب ومصلى الإمام القبلة وكما هي الحال في نمط العمارة الإسلامية والفن المعماري اليمني للجوامع فقد تميزت هذه الجهة بالزخارف المتنوعة والآيات القرأنية المتعددة الأكثر جمالاً ورعة. حيث يقع المحراب بين صفين مزدوجين من أعمدة الرخام الأبيض والتي تنتهي من الأعلى بأربعة تيجان مزخرفة بورق الذهب ، وتتصل في قطاع نصف دائري بقوسين مدببين عليهما زخارف ونقوش نباتية والجوء الدائري من المحراب كتب عليه لفظ الجلالة ألله بالرخام الأسود والبسملة كتبت بورق الذهب وتحيط بالمحراب مساحة مقوسة من الرخام الابيض الناصع المحلي وقد حفرت آية الكرسي بخط الثلث في ثنايا الرخام وكسيت بمادة ورق الذهب اللماع بحيث ينسجم توزيع الألوان مع الإطار العام للمحراب ولايشذ عنه ،كما أن الجزء العلوي من المحراب تتوسطة الآية (فنادتة الملائكة وهو قائم يصلى في المحراب) محفورة على الرخام الأخضر ومكسية بورق الذهب الجميل ، وعلى اليمين سورة الفاتحة منقوشة داخل لوح من الرخام الأبيض الناصع بخط النسخ مكسية بورق الذهب وفي الجهة المقابلة حفرت سورة القدر على رخام ابيض وكسيت بورق الذهب .

المآذن :

يوجد في الجامع 6 منارات منهن أربع بارتفاع 100 متر و 2 بارتفاع 80 ، وتعتبر من ارفع المنارات في الشرق الأوسط ، وقد تم تنفيذ أساسات المآذن بطريقة الخوازيق وبحسب احتياجاتها والمواصفات المحددة بالتصاميم مسبقاً .وتعد المئذنة او الصعومة أحد اهم عناصر المسجد وهي رمز بارز لفن العمارة الإسلامية بشكل عام وقد اهتم اليمنيون بالمآذن عند بناء المساجد وربطها بهيكل البناء جسم المسجد ، وتعد المآذن اليمنية تراثاً معمارياً ومعلما سياحيا ً تزخر بها العديد المناطق كونها تمثل آثاراً تاريخية، وفي جامع الصالح جاءت المآذن لتحمل شكل مئذنة الجامع الكبير بصنعاء ولكن بنمط حديث في توزيعها وتصميمها وإنشائها ، وبحسب حجم الجامع وضخامته وطول واجهته وجود المنارات الست وذلك لتحقيق الإتزان الأمثل للجامع في المستويين الأفقي والرأسي ولتحقيق الدقة والتجانس في التصميم والتوزيع ، بالنسبة للإتزان في المستوى الرئيسي فيتدرج ارتفاع المنارات على مستويين من الجنوب إلى جهة الشمال تجاه ( القبلة) لتعانق بذلك عنان السماء وكأنها تمثل السمو الأفقي بحيث يكتمل الارتفاع نحو بيت الله الحرام .

وفيما يتعلق بالجزء المربع ، هو بمثابة القاعدة التي تقوم عليها المنارات وتصل المساحة التي يحتلها هذه الجزء 8 في 8 ويرتفع هذا الجزء نحو 30 متراً في المنارات الشمالية والوسطى الكبيرة 25 متراً في المنارتين الجنوبية الأقواس والعقود. يبلغ عدد الاقواس في جامع الصالح نحو 142 قوساً مفصصاً وسط الجامع وعلى جدرانة ، منها 36 قوساً كبيراً طولها 5ر22 متراً ، منها 8 اقواس تشكل أقواس مزدوجة ، ثم 52 قوساً متوسطاً طولها 15 متراً ، منها 24 قوساً تشكل 12 مزدوجاً ، بينما الاقواس الصغيرة عددها 54 قوساً منها مزدوجة وتبلغ عدد الفصوص في جميع الأقواس نحو 3 الاف و 262 فصاً .

التيجان الجبسية :

بلغ عدد التيجان الجبسية في جامع الصالح 112 تاجاً منها 68 تاجاً كاملاً ، و40 تاجاً جداري نصفي ، و 4 تيجان ربع تاج على زوايا الجامع ،

ارتفاع التاج الكامل 10ر3 أمتار .، فيما بلغ عدد الأعمدة الجبسية أعلى التيجان 560 عموداً ارتفاعها 2 أمتار .

مصلى النساء :

ونظراً للأهمية التي يحتلها تعليم المرأة في المجتمع اليمني وتربيتها وتوعيتها دينياً كان لابد من وضع في الاعتبار مساحة من الجامع مصلى للنساء ويبلغ طول مصلى النساء نحو 86 متراً وعرض 85 ر14 متراً ويبلغ مساحته ألف و288 متراً مربعاً و ارتفاعه نحو 20 ر5 مترا ويبلغ عدد المداخل الخاصة بمصلى النساء مدخلين شرقي وغربي بكل مدخل مصعد سعة 21 شخصاً فيما عدد الحمامات الخاصة 30 حماماً على الجانبين ، ويطل

مصلى النساء على قاعة الصلاة عبر شرفات خاصة في مقدمته مغطاة بمشربيات خشبية ويطل على ثلاث نوافذ خلفية على الساحة الوسطى ومبنى الكلية وعلى الصروح الشرقية والغربية عبر نافذتين كبيرتين .وقد تم تكسية سقف مصلى النساء بالزخارف والنقوش الجبسية بأشكال نباتية وهندسية للبلاطات والجسور والقبة وهي مشابهة لماهو في الرواق الخلفي .

الأروقة :

من اروقة الجامع الرواق الخلفي للمصلى اليومي ويبلغ طوله 86 مترا ونصف وعرضه 13 متراً ونصف ، فيما تبلغ مساحته ألف و 170 متر مربع ، وسعتة نحو 1800 مصلي فيما ارتفاعه 8 أمتار ، وعدد عمدانه 12 عموداً جدارياً بشكل نصف دائري إضافة إلى 6 أعمدة متصلة بالفناء المكشوف مكسيه بالحجر البلق المحلي .

الفناء المكشوف ، صرح الإمام الشاطبي ( الصوح الداخلي) والأروقة حوله طوله 58 متراً و عرضة 27 متراً ، فيما مساحتة 2100 متر مربع بما في ذلك الرواق ، سعته 3 آلاف مصلي بما في ذلك الرواق ، ويحيط به 22 عموداً قطر كل واحد متر و20 سنتيمتر وارتفاع العمود 20ر7 أمتار شاملاً التاج تم تكسيتها بالحجر والبلق المجلي .

الأصواح :

ويبلغ طول كل منها 124 متراً و عرض 64 متراً في مساحة كل منها 8 ألاف و 64 متر مربع ، وجوانب الاصواح فوق مداخل البدروم ، ومساحة الصوحين 16 ألف و 128 متر مربع وتبلغ سعة الصوحين الإجمالية 21 ألف و 504 مصلي تقريباً .

القمريات :

ويوجد في جامع الصالح نحو ألف و 320 قمرية صغيرة وكبيرة موزعة على مختلف اجزاء وزوايا الجامع ، منها 36 قمرية مزدوجة داخلية وخارجية على الجدران ملونة وزجاج شفاف ، 44 قمرية مزدوجة على السقف العالي نصف دائرية ، و 10 قمريات فوق فوق الأبواب الشرقية والغربية، و 28 قمرية مزدوجة شبه قوس في الجدران ، و 56 قمرية مزدوجة مستطيلة ، و 80 قمرية على القبة الكبرى ، و 208 قمرية على القباب الوسطى ، و 144 قمرية على القباب الصغيرة ، 606 قمرية كبيرة وصغيرة ومتوسطة في المصلى الرئيسي ، 108 قمريات في المآذن .

الآيات القرآنية :

بلغ عدد السور القرانية المكتوبة كاملة في الجامع نحو 8 سور هي: يس ، الرحمن ، الاخلاص، الناس، العصر ، الفلق، القدر ، الفاتحة ، فيما بلغ عدد السور التي أخذت منها الآيات نحو 62 سورة ، وبلغت عدد الآيات المكتوبة والمنحوتة على جدران الجامع نحو 730 أية ، اضافة الى أن جميع الخطوط والنقشات الإسلامية والايات القرانية تمت اغلبها بخط الثلث على يد الخطاط اليمني المجاز عالمياً ناصر عبد الوهاب النصاري .

كلية الصالح :

تتكون الكلية من 3 أدوار ومساحتها 7 الاف و 759 متر مربع بما في ذلك مساحة الفناء المكشوف وهي 2100 متر والرواق الخلفي للجامع ، وتحتوي على المواضئ في الجهتين الشرقية والغربية وادارة الجامع ومداخل مصلى النساء والمدخل الرئيسي الجنوبي . وباعتبار أن العمارة الإسلامية والجوامع الإسلامية الكبيرة كانت مقرونة عبر التاريخ الإسلامي بتأسيس المدارس والجامعات والتي لعبت دوراً كبيراً في الارتقاء بالمعرفة والعلوم الإنسانية مثلما كان موجود في جامع الأمويين في دمشق ، وجامعة قرطبة بالاندلس ، وجامع الازهر بالقاهرة ، وجامع القيروان بتونس ، والجامع الكبير صنعاء والعامرية برداع والاشرفية بتعز فأن جامع الصالح جاء على هذا المنوال .من هناء جاءت رغبة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بأن يحتوي الجامع على كلية للقرأن الكريم والعلوم الإسلامية بطاقة استيعابية تقدر بـ600 طالب وطالبة . وتتكون الكلية من الاقسام التالية، ( قسم القرآن الكريم وعلومة ، قسم الشريعة الإسلامية اصول الفقة ، قسم العقيدة ، قسم السنة النبوية ) وتقع الكلية في الجهة الجنوبية للجامع وعلى هيئة مقوسة على الجدار الجنوبي للمصلى الرئيسي وتغطي مساحة 17 الف و 86 متراً وتضم الرواق الخلفي ، والصرح المكشوف وملحقات الكلية .

المنشآت الملحقة :

يضم الجامع إلى جانب المكونات التي ذكرناها سابقاً صالة التشريفات ، المكتبات ، المساحات الخضراء وموافق السيارات ، ومكتبة الصالح التي تزخر بألاف الكتب من كنوز وامهات الكتب والمخطوطات الأثرية والتاريخية والعلمية والادبية وهناك مكتبة خاصة للرجال ومكتبة خاصة للنساء مع قسم الترجمة الحديثة .

المواضئ والحمامات :

يبلغ عدد الحمامات 102 حماماً موزعة على جانبين شرقي وغربي منها عدد حمامين لذوي الاحتياجات الخاصة في كل جانب ، فيما عدد حنفيات الوضوء 194 حنفية على الجانبين ، فيما هناك 108 حماماً في الاصواح الخارجية على الجانبين وعدد 130 حنفية وضوء على الجانبين ، فيما تجد عند بوابة الحمامات صندوق أمانات متعددة خاصة بوضع الجزمات والامتعة الخاصة وهذه اللفتة البادرة تعتبر الأولى في العالم عندما تذهب تصلي تأمن على جزمتك ومتاعك عند صندوق خاص ويتم اعطائك قرت برقم الصندوق من قبل الموظفين العاملين من اجل راحة واطمئنان المصلي .

تتسع مواقف السيارات لـ اكثر من 1900 سيارة ، فيما يبلغ طول السور الخاص بالجامع نحو ألفين متر طولي ، ويوجد فيه 7 بوابات حراسة عند

مداخل السور ، و7 بوابات رئيسية للسيارات والمشاة ، بما فيها مداخل الضيوف .

أما شبكة الري والمياه فيوجد بئرين ارتوازيين خاص بالجامع ، وخزان المياه بسعة 500 متر مكعب ، وتتالف شبكة الري من عدة اجزاء او عناصر ، منها وحدة تحكم كهربائية بالبرمجة المسبقة للري اتوماتيكياً ، ومحابس كهربائية وأخرى عادية وصمامات هواء وعددات ضغط ومحطة واسطوانات فلترة وتسميد ، اضافة الى انابيب ضغط ومضخات مياه افقية لشفط اليماه وضخها بالشبكة ، كما ان شبكة الكهرباء الخاصة بالجامع يتم اضاءتها وإطفاءها اتوماتيكيا عبر برمجة خاصة بالحاسوب ، كما وجه فخامة رئيس الجمهورية باهمية الاستفادة من مياه الأمطار وإعادة استخدامها في ري المساحات والحدائق الخضراء بالجامع ، من خلال تجميعها في خزانات خاصة بموقع المشروع وبسعة 600 متر مكعب ، تمر عبر طرقات المشروع وومرات عبر فتحات خاصة لتصريف المياه الأمطار مع وحدة فلترة وأنابيب واسعة تمنع الانسداد التي قد تحدث وتجميعها الى الخزان.

أول صلاة:

اكتمل المشروع،في تاريخ 15 أغسطس من العام الجاري 2008م وقام فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بحضور أول صلاة بجامع الصالح في أول جمعة من رمضان بتاريخ 5 رمضان 1429 هجرية الموافق 5 من سبتمبر 2008م مع عدد من المشائخ و العلماء و المسئولين إيذاننا ببدء الصلاة في الجامع .

و في هذا اليوم 21 من نوفمبر ابتهجنا جميعا بافتتاح هذا المشروع الروحاني العملاق رسمياً بحضور عدد من الشخصيات الإسلامية المحلية والعربية ليضيف بذلك لليمن رمزاً حضارياً و تحفة معمارية إسلامية عالمية.

* عن موقع الحقيقة نت