خوفا من الاغتيال مجددا.. ترامب يحتمي خلف الزجاج المضاد للرصاص حزب الإصلاح يناقش كيفية الحفاظ على أصالة وقيم التراث المهري الصحفي جمال أنعم: مأرب أصبحت القلعة الحصينة المعول عليها حماية أحلام اليمنيين ثلاث قضايا رئيسية بحثها مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن مع السفير السعودي آل جابر وسفراء الدول الخمس الكبرى يرافقها اسطول المدمرات.. حاملة طائرات أمريكية ضخمة تصل الشرق الأوسط.. هي الثانية وسط تصاعد التوتر في المنطقة مصدر خاص يكشف لـ ''مأرب برس'' تفاصيل وملابسات إحتجاز 5 بحرينيين في محافظة مأرب ومعلومات جديدة عنهم ساديو ماني ''اتحادي'' والنصر يوافق بشرط واحد المهرة.. هذا ما تم ضبطه بحوزة عدد من المهربين بعد عملية تتبع دقيقة واشتباك مسلح من خلف زجاج مقاوم للرصاص.. ترامب يحذر من ''حرب عالمية ثالثة'' الإمارات تعتمد سفير طالبان وتختلف معها على تسمية افغانستان
بقلم / فهمي هويدي
أخيرا أصبح العقيد معمر القذافي «ملك ملوك افريقيا »وليس ملكا على ليبيا وحدها. ذلك انه في اطار احتفالات ليبيا بالعيد التاسع والثلاثين لثورة الفاتح. التي أوصلت الاخ العقيد الى السلطة عام 1969 ، وتمت دعوة العشرات من زعماء القبائل الأفارقة في بنغازي، وهؤلاء أصدروا بيانا وقعه 200شيخ قبيلة اعلنوا فيه «مبايعة الاخ القائد معمر القذافي ملكا لملوك وسلاطين وامراء وشيوخ وعمد افريقيا بحيث يسمى من هذا التاريخ ملك ملوك افريقيا ». كما اعلنوا عن تأسيس ملتقى لهم يجتمع مرة على الاقل سنويا.
في الوقت ذاته، فإن ملك ملوك القارة، وجه الى زعماء القبائل كلمة دعاهم فيها الى تحمل مسؤولياتهم في الضغط على حكومات بلدانهم من اجل توحيد افريقيا، وتشكيل «الولايات المتحدة الافريقية ». التي كان اول من اطلق فكرتها،وقال انه من جانبه سيضع كل الامكانات تحت تصرف العاملين من اجل تحقيق هذه الغاية.
حسب تقرير وكالة الانباء التونسية الذي بثته في 8/ 28 .فإن زعماء القبائل الافريقية تعاقبوا على الاشادة بالزعيم الليبي واعلان الولاء له، وظهروا على المنصة بألبستهم التقليدية التي تراوحت بين التيجان والصولجانات اضافة الى جلود الحيوانات وريش الطيور الملون. كما قدم الزعماء القبليون هدايا الى الزعيم الليبي، كان من بينها عرش ملكي ونسخة من القرآن الكريم تعود الى القرن الثاني عشر، وأزياء تقليدية وبيض نعام.
لا اشك في ان العقيد القذافي ابتهج لما حدث. ذلك انه بعد ان اسس «الجماهيرية العظمى » فإنه تقدم خطوة اخرى أبعد. حيث وجد من ينصبه ملكا على ملوك القارة الافريقية.
كما انني لا اشك في انه وحده من سعد بذلك، لانه يحقق له واحدا من احلامه التي سعى اليها. غني عن البيان ان زعماء القبائل الذين بايعوه. ما كان لهم ان يقدموا على هذه الخطوة الا بعد ان قبضوا الثمن مقدما، بما في ذلك ثمن «العرش »الذي قدم اليه. ذلك ان اولئك الزعماء هم بقايا عصور تم تجاوزها، واوضاع قبلية تراجعت ولم يبق لهم نفوذ او دور، ولأنهم لا يزالون يعيشون في الماضي فقد اصبحوا مجرد لوحة فولكلورية، استثمرها الاخ العقيد في انتاج واخراج الفيلم الجديد.
في الوقت ذاته فإن المشهد يجسد احدى مآسي العالم الثالث، التي يتحول بمقتضاها الحكام الى آلهة وملوك، لا يكتفون باحتكار السلطة )في العام المقبل يكون القذافي قد امضى 40 عاما على رأس السلطة(، دائما ايضا لا يترددون في العبث بمقدرات بلادهم والركض وراء احلام العظمة الكاذبة والمجد الوهمي دون ان يحققوا لشعوبهم انجازا يذكر على الارض. وهم في ذلك يبددون ثروات بلادهم لصناعة ذلك المجد.
وهو ما اعلنه الاخ العقيد صراحة، حين اعلن انه سيوفر كل الامكانات ويضعها تحت تصرف العاملين من اجل توسيع مملكته، واقامة الولايات المتحدة الافريقية وعادة ما تكون النتيجة ان تدفع الشعوب ثمن تلك النزوات، التي تؤدي الى إفقارها، كما تؤدي الى ايقاف عجلة التنمية لأن الموارد توجه الى تلبية استحقاقات تلك الطموحات الفارغة