معظم الروايآت حول الانقلاب تم صياغتها من قبل فريقين متضادين :
الأول ..
فريق يعلن عداءه صراحة لحزب العدالة ولا يخفي حسرة كبيرة من فشل الانقلاب ..
ولأنه فشل فهو في نظرهم تمثيلة من اخراج اوردوغان لتصفية خصومة والاستفراد بالحكم ..
وهؤلاء لن يقتنعوا بصحة الانقلاب انه صحيح إلا إذا نجح ونتج عنه قتل اوردوغان وقيادات حزب العدالة والتمنية وازاحة الإسلاميين من الحكم ..والزج بالمتبقي منهم في السجون ..
لا يعتمد هذا التحليل اي منهج أو حقائق سوى الرغبات والأمنيات ..والموقف العدائي...لحزب ميوله إسلامية بالدعشنة ويشكل في نظرهم خطرا على العلمانية ..
الثاني ..
وهو التحليل المتحمس لفشل الانقلاب وهو متعاطف مع اوردوغان وفريقه ..وينطبق عليه المثل أنه ملكي أكثر من الملك ..
ويستند هذا الفريق في تحليل فشل الانقلاب إلى رواية الحزب الحاكم ..كمصدر رسمي ..
ويضيف إلى هذه الروايات بعض الخيالات والسيناريوهات الاستنتاجية لدعم نجاح اوردوغان في افشال الانقلاب والتمكن من خصومه..
من ذلك بعض التحليلات السياسية لعرب ومسلمين واجانب..يتم نشرها في وسائل إعلام عربية ودولية ويعاد تداولها على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي..
خلاصتي الشخصية :
هناك وجوه للحقيقة مخفية بين الفريقين معطيات غاية في السرية لن يفصح عنها أيا من الطرفين على المدى القريب وهي الأكثر أهمية للوصول إلى معرفة الحقيقة ..
بعضها متعلق بالأمن القومي التركي ..وبعضها متعلق بموقف استخبارات دولية من الانقلاب وعلاقتها بمنفذيه ..
وستظل الحقيقة في جزء منها لغزا محكما حتى مستقبل بعيد تتغير فيها الأحوال والأدوار ويتم الإدلاء بشهادات تاريخية ذات قيمة للكشف عن جوانب الغموض في الصراع
وفي الغرب يتيح القانون بعد مضي 30 سنة أو أكثر من الإفصاح عن أرشيف المخابرات والوثائق السرية ..كما كشفت المخابرات البريطانية عن تفاهماتها مع العرب في بيع فلسطين أو محاربة العثمانية .....الخ
وإذا كانت الرواية الرسمية غير كافية ولاموثوقة ..فإننا لم نسمع اي تسريب لطرف يمثل الانقلاب أو الكيان الموازي .
لذلك فإن الروايات العدائية او المتحمسة على السواء تجنح بخيالاتها بعيدا عن الحقيقة لكنها تحاول الاقتراب من عقل الرأي العام لإقناعه بهذه الرؤية أو تلك ..