5 أولويات للمرحلة المقبلة حددها الرئيس السوري الجديد حملة ترامب تهدد بترحيل المئات من المهاجرين اليمنيين في أميركا كشفت هوية القاتل والمقتول.. السلطات السعودية تنفذ حكم الإعدام ''قصاصًا'' بحق مواطن سعودي قتل يمني طعنًا ترامب يوقع أمراً يستهدف كل طالب يتضامن مع فلسطين ويحدد مهمة جديدة لسجن غوانتانامو معلومات استخباراتية تكشف عن عملية نهب وتهريب للنفط في ميناء الضبة بحضرموت والبحسني يوجه بمعاقبة المتورطين الرئيس العليمي يتحدث عن الخيار الأكثر ضمانًا لتحقيق السلام في اليمن وأهمية القرار الأمريكي الأخير ضد الحوثيين العثور على اللاجئ العراقي الذي أقدم على حرق القرآن مقتولاً داخل شقته في السويد الكشف عن شروط جديدة أمريكية لأردوغان مقابل سحب القوات الأمريكية من سوريا من أمام منزل السنوار… حماس تطلق سراح 3 أسرى مفاجأة كبيرة..الكشف عن راتب نيمار في سانتوس البرازيلي
تكالبت الأمم على بلاد السعيدة، كلٌ يحاولُ أن يفوزَ بقطعةٍ منها، لاحباً فيها ولا غراما، بل بحثاً عن مكنوناتِ أرضها وكنوز شواطئها اللامتناهية. وكان الأشد إيلاما من هذا وذاك، تكالب أبنائها عليها واندماجهم في سياسات الطامعين، فأفرز الذوبان غير الأخلاقي، مخرجات تمثلت في:
مليشيات الشمال، ومليشيات الجنوب، اللتان لا تؤمنان بالدولة ولا بتعاليمها، وبقيت مأرب دون سواها، كحارسة للشرق والجمهورية، تنشد ذاك البريق الذي يأمل النصر والتحرر من مليشيا الكهنةِ والاستعمارِ الجديدِ كل يوم.
هي مأرب، التي أكرمها الله بأنصار مستقبلين، ومهاجرين مقبلين، وبأيديهم بنادقهم، مدافعين عن الوطن الأخير برفقة مضيفيهم الأحرار حتى يأذن الله
بفتحٍ من عنده، وتتحرر باقي بلادنا السعيدة، لتعودَ سعيدةً بروحها وموروثها الديني والاجتماعي. وعلى الرغم من الموروثِ الكبيرِ لمأرب، إلا أنهُ لم يكنْ وليدَ اللحظة، أو نتاجاً لتخطيطٍ سريعٍ بل سبقهُ بعقودٍ عملٌ دؤوب ومعقد، أثقلَ عاتقَ حاملي الفكرة، فأسسَ في نهايتهِ بنياناً صلباً، استندتْ عليه الجمهورية كأعمدةِ سبأ، فكانَ الصد الأولَ والحاجز الأخير للكرامةِ والحرية.
إنّ الراحلين عنا، وعلى الرغم من جهلِ الناس بهم، لم يكونوا يرغبون بظهور أسمائهم على شاشات التلفزة، أو في قنواتِ التواصلِ الاجتماعي، بل عملوا من أجلِ الهدفِ الأسمى والغايةِ العظمى، ولكن للأسف بعد رحيلهم، تناساهم
الأصحابُ والأخلاء، وأصبحتْ سِيرهم وتاريخهم بلا مأوى، لأنها حسب اعتقادِ بعضهم أسرارٌ لا ينبغي البوحُ بها، وهنا يَجبُ الإشارة إلا أنّ الإنسانَ حينَ يعملُ في سبيلِ فكرةٍ وتنجح، فيجبُ أن يقابلها العرفان، ذلك العرفان الذي سقط مؤخراً من قاموس اللاحقين.
وفي مأرب أيضاً، تجد العجبَ كما ذكرنا، إهمالاً للراحلين، وتحفظاً على موروثهم، وإهمالاً للحاضرين بعدم نقل خبراتهم لليافعين، وهذا في نهايته يسبب العجز والترهل، فتجد المخرجاتِ عاجزةً وإن كانتْ حديثة، ومترهلةً بلا حقيقة، بل جوفاءَ فارغة كفراغِ عقولِ بعضهم، وكما كان للموروث الثقافي والديني أثر كبير، فإن الموروث العلمي إذا لم يتم نقلهُ، يتلاشى بموت صاحبه، أو بغرقٍ فكريٍ لفكرِ حاملها، فتراه يبرر لنفسه أسباب تحفظه، ولماذا لا ينقلُ خبرتهُ للأجيالِ الشابة؟!
وحينَ تبدأ في نقاشه، تجده أعجماً لا ينطق بفائدة، فارغاً بلا معنى، تافهاً بلا توابل. إن مأرب اليوم ليست الأمس، وفضاءها المعرفي وموروثها الديني سيتقادم بفعلِ قيادتها، لعدمِ حفاظهم عليه بنشرهِ ليستفيدَ منهُ الآخرون، وسنرى غيرنا يسبقنا بأميال، لا لسبب، ولكن لأننا نرى أنفسنا المأوى ونحن بلا مأوى، كما هم الراحلون عنا أصبح موروثهم وتاريخهم بلا مأوى، وحسبنا الله ونعم الوكيل. عبدالرحمن مهيوب.