الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله تحذير خطير في أحدث تقرير للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تترأسه اليمن مسلحون حوثيون وزنبيات مدججات بالأسلحة نفذوا مهمة إختطاف موظف يمني في السفارة الأمريكية بصنعاء
اللواء / علي محسن صالح ..
كان بإمكانهِ أن يكون نسخةً من طنطاوي مصر أو جائفي اليمن أو حتى عبد ربه منصور .
مجرد وقوفهِ في الحياد إبان اشتعال الثورةِ كان سيؤدي إلى حصولهِ على نصيبٍ وافرٍ من التركةِ السياسيةِ فيما بعد لأن هذا ما حدث بالفعل !
كل الذين وقفوا بالحياد حصلوا على نصيب الأسد في التقسيماتِ الإدارية والسياسية وعلى رأسهم نائب الرئيس السابق عبد ربه منصور على الرغم أنه لم يكن أبداً بقوةِ ونفوذِ علي محسن ..
لكن هذا ليس كل شيء !
مالذي كان سيحدثُ لو أن علي محسن صالح لم يلتزم الحياد ووقفَ مع علي عبد الله صالح ضد الثورة وعمل على توحيد الجيش تحت قبضة الرئيس السابق وبالتالي قمع الثورة بلمحِ البصر!!
بالتأكيد ستكون التركة أكبر والمكاسب أعظم بكثير من وقوفهِ بالحيادِ وسيكافئه علي عبد الله صالح بنصيبٍ وافرٍ من ثروات البلاد وسيعطيه صلاحيات أكبر وسيكون علي محسن صالح أقوى بكثير مما كان عليهِ قبل الثورة .
قد تتحدث بعض الفقاعاتِ الإعلاميةِ وبالذاتِ تلك المحسوبةِ على التيار اليساري عن الثورةِ العظيمةِ التي كانت ستحرق العليين ( صالح ومحسن ) وسيصدعون رؤوسنا بأسباب ودوافع واهية عن أسباب انضمام علي محسن للثورةِ خوفاً من إسقاطهِ بجانب علي عبد الله صالح !
نعم نحنُ شعبٌ عظيم والثورة كانت قادرة على المستحيلِ إلا أني أشكُّ أن هذا المستحيل سيتضمن قدرة الشعب على الصمودِ أمام كلٍ من الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع معاً هذا في حال فرضنا أن الشعب اليمني العظيم وقف بأجمعهِ مع الثورةِ قلباً وقالباً من دونِ إلقاءِ نظرةٍ واقعية على الحجمِ الحقيقي للثوار مقارنةً بالأغلبيةِ الصامتة ..
سمعتُ الكثير من الناصريين والاشتراكيين يكررون مثل هذا الكلام الحماسي الأجوف - ربما لأنهم لم يقدموا شيئاً للثورةِ غير الحماس والشعاراتِ - وكنتُ كلما قرأت أو سمعتُ أحدهم يتحدثُ عن ثورةٍ يمنية عارمة وخالية من الشوائب - أي بدون الفرقة الأولى المدرع - أذهب بعقلي تلقائياً إلى ثورةٍ تحققت فيها هذه المعايير التي يتشدقُ بها اليساريون حيث يقفُ الشعبُ بمفردهِ أمام الجيش ..
وأقصد الثورة السورية ..
نعم ستكون هناك حربٌ شعواء تنقض كل عرى الثورةِ السلمية وسيكون طرفاها الجيش اليمني البالغ عددهُ نصف مليون جندي - على أقل تقدير - مدججين بأعتى الأسلحة بينما الطرف الآخر سيكون مشكلاً من بعض القبائل المسلحة بأسلحة خفيفة ومجاهدي الإصلاح وعددٍ ضئيل من شباب اليسار المنضمين لجبهةِ القتال وبالطبع لن تنتهي الحرب وكاذبٌ جداً من يظن أن مثل هذه الحرب ستنتهي إلا في حال
تدخلت قوى عظمى تحسم المعركة لطرفٍ ضد الآخر وفقاً للمكسب الذي سيحصدونه وليبيا خير مثالٍ على ذلك ..
وليس ذلك فقط ..
سيكون من المؤسفِ جداً لو تحققت تلك الأمنيات اليسارية والحوثية لأن مجرد رؤيتي لناشطات الاشتراكي والناصري وهن يتسولن الأطعمة والبطانيات من الجمعيات الخليجية الخيرية على الحدود اليمنية السعودية سيكون شيئاً مثيراً للحزن والقرفِ في آنٍ واحد وربما يموتُ القلبُ كمداً حينما أرى نساء اليمن لاجئات في دولٍ عربية عدة يطلبن الصدقات ويتعرضن لأسوأ أنواع الاستغلال بعد تشردهن من وطنٍ احترق بِما فيهِ لأنه لم يكن فيهِ رجلٌ واحدٌ استطاع أن ينتشلَ البلد قبل وقوعها في معمعمة الحرب الشاملة .
وهذا ولله الحمد مالم يحدث لأن الله سخر لهذه البلاد رجلاً كان بمثابةِ الحد الفاصل بين الثورة الشعبية والحربِ الأهلية فكان وجود جيشٍ يقفُ أمام جيش سبباً كافياً لأن يحترس كل طرفٍ من الدخول في حربٍ مفتوحةٍ مع الطرف الآخر والأهم من كل ما سبقَ أن علي عبد الله صالح وصلَ إلى قناعةٍ أنه لو استخدم العنفَ المُطلقَ فلن يكون الشعب هو الخاسر الوحيد ما دامت هناك قوةٌ أخرى مساوية له في القوة ومضادة له في الاتجاه .
نحنُ اليوم نشتكي من ثورةٍ مضادة وعبثٍ وفسادٍ ناجمٍ عن نصفِ ثورةٍ كانت أقصى ما يستطيع الشعب الحصول عليهِ ولكن حتى هذا لم نكن لنحصلَ عليهِ لولا الله ثم الرجلِ الذي قدر الله أن يكون أول جنرال عسكري يقود ثورة سلمية في التاريخ وهذي مشيئة الله وليس هناك من يستطيع أن يغير دفة التاريخ إلى مجرى آخر يخدمُ مصالح حزبية وتيارات سياسية سعت بكل قوةٍ أن تدخل إلى التاريخ ولكنها تلقت ركلات موجعة من سادنِ التاريخ لأن أبواب التاريخ لا تنفتحُ أبداً للجبناء .
علي محسن لم يكن جباناً كغيره من القادة الذين التزموا الحياد خوفاً من انتصارِ الطرف الذي اختاروا الوقوف ضده وبالتالي خسارتهم للمنصبِ و للامتيازات التي كانوا يحظون بها تحت ظل علي عبد الله صالح وربما محاكمتهم وسجنهم .
علي محسن لم يكن سفاحاً وغادراً وانتهازياً وانضم لعلي عبد الله صالح حتى يتقاسم البلاد والعباد معه بعد قمعِ الثورة ..
هذا الرجلُ فقد الكثير وما زال إلى اليوم يفقد الكثير لأنه لم يكن جباناً ولم يكن انتهازياً ولهذا السبب نراهُ اليوم يتعرض لهجمةٍ إعلامية شرسة من أدعياءِ الحريةِ المتمترسين خلف متارسِ العلمانية والليبرالية والنصر للإسلام والموت لأمريكا ..
كلا الطرفين ( اليساريون و الحوثة ) لا يهاجمون علي محسن لأنه قمع الثورةَ أو لأنه كان من النظام السابق أو لأنه التزم الحياد في الوقت الذي كان قادراً فيهِ أن ينصر الثورة بوقوفهِ معها ..
هذا الرجل ما زال إلى يومنا هذا يدفعُ ثمن انضمامهِ إلى الثورة وحمايتهِ لأبنائها وبناتها ..
وسيظل يدفعُ هذا الثمنَ لسببين ..
لأنه أكبر عائقٍ أمام احتلال الحوثي لليمن .
ولأنه أكبر مانعٍ لظهور سيسي آخر في اليمن .
هذا كل شيء ..