آخر الاخبار

صحفيات بلا قيود: حرية الصحافة في اليمن تواجه تهديدا كبيرا.. وتوثق عن 75 انتهاكا ضد الصحفيين خلال 2024. مركز الإنذار المبكر يحذر المواطنين في تسع محافظات يمنية من الساعات القادمة بشكل عاجل أردوغان يكشف عن أرقام اقتصادية تذهل العالم بخصوص الصادرات التركية خلال 2024 لماذا اصدرت وزارة الداخلية اليمنية قرارا بمنع تشغيل المهاجرين الأفارقة في عدن؟ وزير الخارجية الأمريكى: فوجئنا بسرعة سقوط نظام الأسد وإيران في وضع لا يسمح لها بالشجار .. عاجل وزير الخارجية الألماني والفرنسي في غرف التعذيب بزنازين صيدنايا سيئ السمعة بسوريا وزيرة خارجية ألمانيا بعد لقائها أحمد الشرع: حان وقت مغادرة القواعد الروسية من سوريا وزير الخارجية الفرنسي من دمشق يدلي بتصريحات تغيظ إيران وحلفاء امريكا من الأكراد بعد تهرب الجميع.. اللواء سلطان العرادة ينقذ كهرباء عدن ويضخ الى شريينها كميات من النفط لتشغيلها هكذا سيتم إسقاط الحوثيين عسكريا في اليمن .. تقرير أمريكي يكشف عن ثلاث تطورات ستنهي سيطرتهم نهائيا ...كلها باتت جاهزة .. عاجل

لم يعد لدى المبعوث من يحاوره !
بقلم/ مصطفى راجح
نشر منذ: 9 سنوات و 10 أشهر و 21 يوماً
الخميس 12 فبراير-شباط 2015 11:03 ص



مع إنسداد كل الآفاق في اليمن تبدو كل الاحتمالات السيئة ممكنة ؛ من الاحتراب الأهلي ، إلى تبلور الكانتونات والدويلات المتنازعة.
أغلقت السفارة الأمريكية أخيراً أبوابها بعد أن حاول الراعي والمهيمن الدولي إغماض عينيه عن الاجتياحات المتوالية للعاصمة والرئاسة ومؤسسات الدولة كلها ، وإستقالة الرئيس والحكومة ، والإعلان الحوثي ، محاولاً التركيز على عنوان واحد ووحيد " مكافحة الارهاب " ، وقد تبعته سفارات بريطانيا وفرنسا ومكاتب الأمم المتحدة في اليمن.
يبدو المشهد قاتماً ، والقادم مخيفاً ، مع هذه الإغلاقات التي تقول بالمفتوح : هذه البلد مفتوحة الآن على خيار واحد ؛ حرب الجميع ضد الجميع ! 
غير أن كل ذلك لا يعني شيئاً للمبعوث الأممي جمال بنعمر الذي يستمر في حوارات لم تعد تمثل شيئاً إزاء واقع السيطرة التي تحكمها الحركة الحوثية على جميع مستويات ، على الأقل في العاصمة صنعاء.
لم يكن جمال بنعمر في يوم ما خلال الثلاث سنوات مهموماً بتجنيب اليمن مآلات فشل المرحلة الانتقالية وهاوية السقوط في حالة اللادولة ؛ بقدر ما كان مهمومًا بتسخير كل جهوده ومساعيه وحواراته لإعادة رسم الخارطة السياسية والجيوسياسية للبلد وفق سيناريو مصالح دولية لا يقيم وزناً للمصلحة العامة لليمن واليمنيين ، بل وعلى أنقاضها.
كل الأطراف المتواطئة مع هذا المسار الذي أشرف عليه وجه السوء جمال بنعمر أستلمت ثمن العاصمة صنعاء التي أجتيحت والدولة التي تهاوت والبلد التي ترنحت.
لا يهم بعد ذلك أن تتخبط خطى جمال بنعمر هنا وهناك وهو يهذي كالمحموم عن الحوار والمفاوضات فيما كان أداءه الأخطبوطي المتواطيء قد ساهم في ضياع الثورة والدولة والعاصمة وفتح أبواب الجحيم كلها أمام البلد.
هي هذيانات المحموم الخائف من تهاوي سجله الوظيفي بعد الفشل الذريع ، وليست هذيانات المصدوم من واقع سيّء لم يتعمد الوصول اليه.   
كان الموظف الأممي الذي قدم كمناضل مغاربي سابق من أجل الحرية قد قفز في سلم الترقي الى مساعد للأمين العام للأمم المتحدة ، وبدت الآفاق مفتوحة أمامه. غير أن إنخراطه في لعبة العبث بمصير اليمن ، والمقامرة بمرحلته الانتقالية ودولته وكيانه الوطني في لعبة مصالح غامضة لإعادة ترتيب الداخل عبر الاستعانة بالاحترابات الأهلية وميليشياتها في شمال الشمال ، وعبر تثبيت حالة اللافعل والسلبية الكاملة من قبل الرئيس والحكومة بمبرر التوافق والانصراف الكامل لحوار ماراثوني صمم بطريقة عبثية لكي يخلق بيئة مناسبة لانهيار الدولة ونفوذها وهيبتها ؛ كل ذلك أدى إلى ضياع السيناريو الغامض نفسه وضياع مستقبل بنعمر الوظيفي ؛ كإحدى النتائج الهامشية لفشل المرحلة الانتقالية ودخول اليمن في حالة اللادولة ، وهيمنة الميليشيا الحوثية.
حتى السيناريو السيء الذي أرادوا إعادة رسم خارطة اليمن في نقطته الأخيرة قد أفلت منهم ، حيث تبدو الاحتمالات مفتوحة ، والجار السعودي والخليجي في أوج نقطة تصادمه مع السياسة الأمريكية البريطانية في اليمن ؛ التي تؤدي تحالفاتها وحساباتها الغامضة الى التضحية بأمن البلد النفطي الأكبر في العالم ، وحصاره من الخصم الإقليمي الخطر ذو النفوذ المتنامي في المنطقة العربية : إيران.
وحتى مآلات التصور الذي حددوه لليمن في الداخل قد أفلت منهم إلى حد ما وتبدو مفتوحة على جميع الاحتمالات
مع هذه المآلات السيئة لمهمته ولليمن بلداً ودولة وثورة ومرحلة انتقالية ؛ يحتاج مبعوث الحروب واللادولة والميليشيا والمهيمن الدولي إلى أخذ إجازة طويلة بعيداً عن المهام المتعلقة بمصير الشعوب ودولها ومراحلها الانتقالية ؛ والذهاب في مراجعة طويلة للجرم الذي شارك في صنعه بحق هذا البلد والشعب المنكوب بكل شيء ... منكوب حتى بالمبعوث الأممي الذي لم يفكر بالاستقالة حتى وهو يمشي على أنقاض البلد !