الله..الله في الوطن.. يا حماة الوطن
بقلم/ عبد العزيز الغدراء
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و يومين
الخميس 24 فبراير-شباط 2011 02:06 ص

منذ انطلاق الشرارة الاولى لتحرك الشعوب العربية المغلوبة علي امرها تباينت ردود افعال الكثير من الساسة والمحللين والمتابعين والحكام فمنهم من ارجع سبب انطلاقتها في هذا الوقت الى صحوة الجيل الجديد ومنهم من اتهم المعارضة وآخر اتهم المؤامرات والفضائيات والشبكة العنكبوتية، ومنهم من قال ان تجربة الشعب التونسي حررت الهاجس الشعبي من خوف السلطان.

ومهما كانت الاسباب فالشيء الذي نجزم به ان هناك ارادة الهية هبت لتنير دروب المغلوبين وتربط على قلوبهم بعد استبد بهم اليأس والقهر والحرمان مدركين ان عدالة السماء "تمهل ولا تهمل".

 الشاب التونسي محمد بوعزيزي لم يكن يدرك ان الاقدام على اشعال النار في جسده الغض سيطلق شرارة تفجر غضب الشعوب العربية ولم يكن يحلم بسماع عبارة "الشعب يريد اسقاط النظام" او كلمة "ارحل" في ظل انظمة احاطت عروشها بطقوس من القدسية وتتباهي باحصاء الانفاس وكبت الاحساس.

تحرك الشعوب خلال الايام السابقة اوضح جلياً ضعف مقاومة تلك العروش أمام أنفاس الغضب الشعبي الذي استوعب معنى الحياة بحرية او الموت مرة واحدة!!

ايمان الشعوب بحقوقها كان جسراً للعبور ردمته دماء عطرة آثرت السمو لتعبر اوطانها ومواطنيها نحو آمالها وتطلعاتها مستلهمة نضالات انبياها عليهم السلام وصحبهم الذين اخرجوا اقوامهم من الظلام الى الضياء رغم التنكيل والاذى الذي جوبهو به.

عنما تابعنا الثورات الشعبية الاخيرة، التي نجحت او التي لا تزال قائمة اليوم، انحياز المؤسسة العسكرية الى الطرف الباقي (الشعب) الذي تستمد قوتها منه وتؤكد نواميسها انه احد الخطوط الحمراء الذي انشئت لأجله. 

واملنا ان تحذوا المؤسسة العسكرية في الدول التي تشهد ثورات شعبية حذو رفيقاتها في تونس ومصر اذا ما وجدت نفسها يوما امام خيارين احلاهما -لدى بعض قادتها- مر، فهم الذين تتفتق الاسماع يوميا على انهم حماة الوطن ورجال الاوقات الصعبة والحاسمة.

اخواني، حماة الوطن تقع على عاتقكم حماية الوطن والشعب اولاً ونزع فتيل ما قد يؤدي بالبلاد والعباد الى التشرذم والانزلاق نحو انهار من الدماء، مستمدين قوتكم من تعاليم دينكم ومقتضيات دستوركم وتطلعات شعوبكم.

"حماة الوطن" كونوا عند هذا المسمى وحافظوا على وحدة وطنكم وخيراته، فانتم سلالة بلد عظيم همش ووصم بالفشل وهو بريء من ذلك، وطن ما فتى يحن الى عرشه السامي.