رئيس هيئة الأركان العامة ومعه قادة المناطق العسكرية 7 وعدد من مدراء الدوائر يبحثون مع قائد القوات المشتركة عدد من الملفات العسكرية رئيس الوزراء يقدم لقيادة قوات التحالف رؤية الحكومة لتطوير أداء المؤسسة العسكرية والأمنية سيناريوهات دخول الحوثيين على خط المواجهة تحذيرات من مجاعة وشيكة في اليمن السعودية تحذر من انخفاض سعر برميل النفط الواحد الى 50 دولاراً بينما العالم يخشى حرباً عالمية ثالثة.. عيدروس الزبيدي يغرد خارج السرب متحدثاً عن خيارات مفتوحة لإعلان الإنفصال وأن صبره ليس ضعفاً مسئول أممي وآخر محلي يكشفان عن وضع ميناء الحديدة بعد الغارات الإسرائيلية وما المواقع الحيوية التي استهدفت جيش الإحتلال يكشف عن خسائره بعد القصف الصاروخي الإيراني الشرعية تعرض على التحالف رؤية جديدة لتطوير القوات المسلحة اليمنية والدعم المطلوب لذلك الحوثيون يهددون بضرب مصالح أمريكا وبريطانيا ويعلنون تنفيذ هجوم جديد على إسرائيل
للاستفادة من حرب غزة، التي مثلت طوق نجاة للجماعة ينقذها مؤقتا من غضب الناس، قرر الحوثي استغلال الفرصة من خلال انتهاج مسارين رئيسيين (تعبوي وعسكري) والتركيز عليهما وتحويل كل الإمكانات والموارد لخدمتهما.
الأول: مسار التعبئة (وهو الأخطر):
ويتمثل في التجنيد والخطاب التعبوي لربط مشروع الجماعة بالقضية الفلسطينية، وهذا المسار يحتل أولوية على المسار العسكري، إذ يقوم عبدالملك الحوثي بتصدره بشكل شخصي والإشراف عليه مباشرة، ولأجل ذلك نراه يظهر في خطاب أسبوعي مطول، للتأكيد على جملة مفاهيم تعزز صورته أمام جمهوره المستهدف، ويستعطفهم بأنه المدافع الغيور والسند الوحيد لغزة، وفي نهاية كل خطاب يدعو الناس بعبارات براقة وحميمية للخروج المشرّف في السبعين.
أيضاً:
- استحدث الحوثي دائرة في وزارة الدفاع التابعة له، اسمها (دائرة التعبئة العامة) بعد أن كانت مجرد شعبة/ مكتب ملحق بالتوجيه المعنوي، وقام بتعيين شخص يدعى "ناصر اللكومي" على رأسها.
- وجّه الحوثي مشرفيه الرئيسيين على المحافظات التي يسيطر عليها بتحويل مهمتهم الى مهمة تعبوية خالصة لدرجة أن المسمى في وسائل إعلامهم تحول بدلا من مشرف عام المحافظة الى "مسؤول التعبئة العامة بالمحافظة".
- أطلق على العناصر التي يتم تحشيدها بمسمى دورة طوفان الاقصى مسمى "قوات التعبئة العامة" وهذه سوف تضاف لقوات الدعم والاسناد (الباسيج) التي يقودها الحمران.
- كلف القادة العسكريين -من غير المكلفين بغرفة عمليات المرتبطة بالمحور وعمليات البحر الاحمر- بتنظيم مسير عسكري كل في نطاقه للتحرك بين المدن والقرى بحركة نظامية راجلة لتعزيز وبث الروح العامة بالاستفادة من حرب غزة.
- تكثيف الدورات الثقافية لتشمل كافة القطاعات الإدارية والعمومية وكذلك تكثيف التركيز على المدارس وزيارات المدارس الداخلية الخاصة بالجماعة مثل جيل القرآن والبدر والشهيد القائد.
- تكثيف الدروس والمحاضرات في المساجد والمقايل والمناسبات والوقفات والمظاهرات على مستوى العزل والمديريات والمؤسسات فضلا عن المحافظات والمركزية.
- اعتماد موازنة اضافية للهيئة الاعلامية للجماعة للاضطلاع بمهمة وصم خصوم الجماعة المحليين بأنهم في صف الاسرائيليين وتبخيس موقفهم المساند لغزة لكن الجماعة تريد الاستفراد لدى العامة بالموقف لتبني عليه لعقود.
هذا المسار هو الأكثر خطورة من المسار الآخر (الجهد العسكري خاصة البحر الأحمر) لأن مسار التعبئة هو الثمرة التي يريد الحوثي حصدها لمزيد من تثقيف الناس والجيل الناشئ وتحصينهم لصالح الجماعة مما يكسبها زخما إضافيا بعد أن كانت الجماعة تواجه غضبا متصاعدا وتململا حتى لدى من قامت بتنظيمهم وتجنيدهم، وهو ما يخلق تحديا حقيقيا أمام اليمنيين وخاصة نخبتهم وقيادتهم التي تنشغل بمتابعة البعد العسكري وتداعياته الخارجية التي اعتادت الرهان عليها والوقوع المتكرر في الخيبة، وتهمل المهمة الأقدس وهي تفكيك الخطاب الحوثي بطريقة جادة وذكية ترقى الى مستوى الخطر والتهديد المستقبلي الذي تمثله هذه الموجة التعبوية وتفخيح المستقبل لعقود قادمة.
الثاني: المسار العسكري، وعمليات الجماعة في البحر الأحمر لا تستهلك وقتا وجهدا كبيرا سواء من عبدالملك أو معظم قادة الجماعة بما فيهم أغلب العسكريين إذ يشرف على هذا المسار مساعدون أجانب للحوثي ودور عبدالملك فيه شرفي يتمثل في الاشتراك في النقاشات والاجتماعات، الى جانب المختصين من قادته العسكريين ومعاونيهم الإيرانيين، ويتابع الحوثي هذا المسار عبر تقارير ترفع له، سواء بالخطوات/الخطط أو النتائج. وهناك الكثير من التفاصيل في الجانب العسكري تحتاج لمساحة أخرى للتفصيل