جمال كان رائعا
بقلم/ حمود الدهبلي
نشر منذ: 18 سنة و شهر
السبت 25 نوفمبر-تشرين الثاني 2006 11:15 م

" مأرب برس - خاص "

في نفس الفندق الذي نزل به رئيس الجمهورية عام الفين (والدروف أستوريا- نيويورك ) أقيم حفل تسليم اربع جوائز من لجنة حماية الصحفيين الدولية ومقرها نيو يورك وقبل لليلة الواحد والعشرين من هذا الشهر , ضل الاخ جمال عامر مشغولا طيلة الاسبوع الماضي بالقاء محاضرات في بعض الجامعات والصحف والمعاهد الامريكية .وفي هذه الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس منظمة حماية الصحفيين أستحق أربعة صحفيين بهذه الجائزة وهم : من اليمن الصحفي المستقل جمال عامر صاحب صحيفة ( الوسط ) ,جسيس عبد كولا رادو من كولو مبيا ومادي سيساي من جامبيا ومن العراق الشهيد أطوار بهجت مراسلة قناة العربية وقبلها بأسبوعين عرفت مراسلة لقناة الجزيرة . وفي كلمات الافتتاح من مسؤلي اللجنة وصف هؤلائ الصحفيين بالشجعان , والعظماء والجريئين والاكثر من عرضت حياتهم للخطر وان كتاباتهم الجرئية في كشف جرائم وفساد انظمتهم فقد تعرضوا لا عنف المضايقات والخطف والسجن والتعذيب والتهديدات والمحاكمات الجائرة وكذا أهاليهم تعرضوا للتهديد والمضايقات من قبل أنظمة حكم دكتا تورية وقبلية مثل جا مبيا واليمن على وجه الخصوص . وعسكرية طائفية زمبا بوي ,كولومبيا والعرا ق واليمن . أنهم رسل الحقيقة والكلمة الصادقة التي أغضبت حكام مستبدين وطغاة اعتادوا على خنق الكلمة الحرة وإسكات صوت الحق بأساليب وحشية .

كدت أصاب بالخيبة عندما ركز رئيس اللجنة في كلمته على دول مثل زمبا بوي وفنزويللا والصين وغض الطرف عن ذكر اليمن بالأسم وجامبيا واعتقدت ان المسألة مسيسة أو انهم يراعون مسالة حساسية العلاقة السياسية بين بلدهم وهذه الدول والتي تتعا ون معهم فيما يعرف بمكافحة الارهاب مثل اليمن وبعض الدول العربية والاسلامية . وتبددت الغيوم على ألا قل عندي سريعا عندما بداء الصحفي الأول غسيس عبد كولارادوا سرد معا نا ته في تعذيبه وسجنه ومضايقته حتى انه كاد يفقد روحه أكثر من مرة مقرونة بفلم قصير يعرض من شاشتين كبيرتين من يمين ويسار منصة المتكلمين. وللصدق والامانة وبشهادة الجميع ممن تبادلت معهم أطراف الحديث كانت كلمة عامر الأكثر قوة وتأثيرا وقد انعكس ذالك في مدة التصفيق الحار من الحاضرين .

كانت القاعة تغص بأكثر من الف شخص معظمهم من نخبة المجتمع الامريكي وبعضا من مشاهيره من رؤساء صحف ومراسلين من مختلف دول العالم .

حتى ان واحد منهم اعلن عن تبرعه بمليون دولار وبقية الحضور تبرعوا ب ثلاثمائة الف دولار. غمرتني السعادة وانا اليمني الوحيد الذي صمم على حضور هذه المناسبة والتي سأشاهد بها أحد فرسان الصحافة اليمنية المستقلة يتسلم هذه الجائزة التي أعطته حقه كأنسان أستحق عن جدارة نتيجة لموقفه البطولي في تعرية أو كار الفساد ومن يقف ورائهم .

 بعيدا عن اللون والجنس والمكان ةكان عامر هوا الاكثر حضورا في دائرة الضوء .

جمال بكلمته صار سفيرا فوق العادة لكل الصحفيين العرب الشرفاء والشجعان يتوسط جموع من المعجبين يمطرونه بالأسئلة وهوا يرد عليهم واحد بعد الاخر كأنه زعيم عظيم يشرح لهم معاناة الصحافة العربية بشكل عام متجنبا الشخصنة التي تغيض البعض , حتى في كلمته التي القاها فقد ركز على تشبث الحاكم العربي بالحكم حتى يأ خذ الله أرواحهم وتوريث الحكم لأ بنائهم وادعائا هم بديمقراطية الأبواق والصراخ بينما شعوبهم ترزح تحت أعتى النظم القروسطية .

واصفا أياهم بصناع الكوارث والويلات على المنطقة والعالم , ثما أضاف نقدا لا ذعا للسياسة الأمريكية مدينا اعتقال الصحفيين ومنهم سامي الحاج مراسل قناة الجزيرة المعتقل في سجن جوانتنامو والمطالبة با طلاق سراحه أو تقديمه الى محكمة عادلة وطالب أيضا با طلاق سراح تيسير علوني المعتقل في أسبا نيا وندد بأ عتقال الصحفيين وتعذيبهم في العراق وسجن أبو غريب على يد القوات ألأ مريكية والعراقية , أستمر حماس التصفيق كما هوا ولم يعترض أحد على ما قاله بالرغم من وجود رسميين وأعضاء كونجرس بل ربما كانوا اكثر من صفق له على شجاعته وجرأته وصراحته في بلد عريق بالديمقراطية من أيام قادته العظام مثل جورج واشنطن وبنيامين فرانكلن ولأاكثر من مائتي عام .

هنيئا للمتألق عامر والنصر بهذه الجائزة التي هي جائزة لكل الصحفيين اليمنين الذين عانوا ما عانيته ولا زالوا يعانون حتى كتابة هذه السطور المتواضعة , اننا نتألم جميعا لمعاناة بلدنا الحبيب

اليمن المنهوب والمنكوب والرابض تحت انياب فرسان الظلم والطغيان والفساد . وبالرغم من ان البعض من رفاق دربك بداء بالهمس على استحياء بأن جمال عامر وأخرين تراجعوا كثيرا في مواقفهم وجرأتهم خصوصا بعد الأنتخابات الرئاسية ألأ خيرة في سبتمبر الماضي فقد أستطاع الحكم شراء الكثير منهم أخذين ذهب المعز ومتجنبين سيوفه مبررين ذالك بضيق الحال وبضعف المعارضة وتفككها .

وفي نهاية الحفل ونحن نتبادل أطراف الحديث مع صحفيين عرب فقد علق أحدهم قائلا : (عندما يعود عامر سيطالبه رجال الأمن الذين اختطفوه بنصيبهم من الجائزة ) .