آخر الاخبار

عاجل: غارات جوية توقع قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين واستهداف منشآت النفط بمحافظة الحديدة .. تفاصيل منصور الحنق يدعو لدعم الجيش والأمن في معركته ضد المليشيات ومقاومة صنعاء تعلن دعمها لقرارات البنك المركزي.. نقابة الصحفيين اليمنيين تطالب سلطات الشرعية بعدن سرعة إطلاق سراح الصحفي فهمي العليمي فورا منظمة صحفيات بلا قيود  تطالب بسرعة الإفراج عن الصحفي فهمي العليمي من سجون مليشيا الحزام الأمني وتحملها المسؤولية الكاملة عن حياته الكشف عن الجهة المتسببة بالعطل الكبير في شبكات الإنترنت وأحدث اضطرابات حول العالم؟ السعودي في مناطق الشرعية يلامس حاجز الـ 500 ريال يمني.. اليكم أسعار الصرف الآن مستجدات الأحداث في ''منجزة'' بمحافظة عمران بعد يوم دامي.. الشرعية تصف ما حدث بالجريمة الحوثية النكراء كيف استغلت المعارضة في إسرائيل الهجوم الحوثي المفاجئ على تل أبيب؟ ترحيب وإشادة برأي غير ملزم لمحكمة العدل الدولية بشأن دولة فلسطين تحقيق أولي يكشف الخدعة التي وقعت فيها إسرائيل مع طائرة الحوثي المسيرة التي ضربت تل أبيب واسم الدولة المصنعة للطائرة

معركة مأرب ليست فصلا في كتاب
بقلم/ د.مروان الغفوري
نشر منذ: سنتين و 8 أشهر و 25 يوماً
الأحد 24 أكتوبر-تشرين الأول 2021 04:22 م
 

الحوثي أكبر وأخطر من جماعة دينية مسلحة، هو طليعة "العالم الشيعي" الذي برز إلى النور، بالتدريج، مع انتصار الثورة الخمينية. هو أحد الجيوش الخمسة المتحدة والمتعاضدة، جيوش تتبادل الخبرات والرجال والمازوت، وفوق ذلك السلاح. تحكم الجيوش الخمسة من المركز، وما بقي العالم بحاجة إلى النفط فإن التحكم المركزي سيبقى قائما. الحسين لوحده لا يضمن بقاء الجيوش الخمسة ممسكة بمداخل المعارك وبالرايات

. النفط هو القيمة المركزية، وقد بشر نصر الله أتباعه قبل عامين بحقل إيراني جديد تبلغ سعته ٥٣ مليار برميل، وتساءل منتصرا: كم سنة سيغطيها هذا المخزون؟ وابتسم خلف شاشته. يتحدث تاجر المازوت، كما يسمى في لبنان، عن معركة مأرب بحسبانها معركة العالم الشيعي كله. مأرب الصغيرة والمحاصرة تواجه هذا العالم منفردة. مؤخرا التقى قادة سياسيين وقبليين في تركيا وتدارسوا تشكيل جيش شعبي منظم، فأبلغتهم السعودية اعتراضها قائلة: سنوقف طلعاتنا فوق مأرب إن مضيتم في هذا الطريق.

من هم أولئك الذين اجتمعوا في تركيا أو أرادوا ذلك؟ لا يهم كثيرا، وربما كانت نوايهم مجرد حديث عواطلية فقدوا التركة كلها. ما يهم هو أن السعودية لم تعد تنظر إلى مأرب باعتبارها بوابة أمنية لها، ولم تعد تكترث كثيرا لمسألة الوجود الإيراني إلى الجنوب منها.

ستحاول تدبر تلك النار وهي تحيط بها من اليمن، العراق، البحرين، ومن داخلها جنوبا وشرقا. ما تقوم به السعودية في مأرب ليس أكثر من تدريبات حيوية لشباب الطيارين في معركة بلا قوانين. إذا دخل الحوثيون مأرب فسيكونون قد انتصروا في أصعب المعارك وأكثرها ضراوة ووحشية. هذا النصر الثمين والمكلف سيدفعهم لخوض باقي الحرب، والتي ستكون بالضرورة أقل ضراوة وكلفة. جيوش الساحل الغربي، وهي تشكيلات بلا هوية ولا مدونة قتالية واضحة، سيمكن دحرها ببضعة مسيرات.

ما جرى مع ميناء المخا، وقد سوي بالأرض خلال دقائق، مجرد إشارة عابرة إلى الممكن والمحتمل. جنوبا، حيث البحر والأرض الشاسعة، سيسيل اللعاب الإمامي. كانت الرسائل الفارسية على مر التاريخ تحمل هذا الطلب: التراب والماء، وكان على البلدان أن تتدبر أمرها أمام هذه الرغبة الاستعمارية.

جنوبا ستقف الأمنيات الإماراتية في الطريق، وإيران تعلم أن بمقدورها دحر طموحات الإمارات بإيميل واحد، وما التفجيرات السبعة أمام موانئ الأخيرة قبل عامين إلا نصف ضحكة فارسية! بروز العالم الشيعي على هذا النحو الجهادي المتوحش، كما شاهدناه في خطاب نصر الله قبل أيام عن مائة ألف مجاهد شيعي في لبنان لو حملوا على الجبال لأزالوها، ينبئنا عن شكل السنوات القادمة، سنوات الجيوش الخمسة المظفرة. مأرب هي آخر المعارك، وهذه ليست مبالغة. بعد ذلك سينتشر الطاعون الإمامي في كل اليمن مانحا فارس ما تصبو إليه من التراب والماء. ثمة نماذج كثيرة لطغيان الأقليات،

وهو نموذج فاحش من الفاشية مقارنة بالطغيانات الأخرى.

معركة مأرب ليست فصلا في كتاب، بل الكتاب كله، وهي كل الأسئلة وكل الإجابات. إن كان النصر حليف الإمامة الهاشمية فلنستعد للركوب في قطار الفاشية والخرافة لمئات السنين، أو حتى ينهار سوق النفط ومعه ينهار مركز العالم الشيعي في إيران. آنذاك، إن حالفنا الحظ، سترتخي القبضة وسترتعش الأطراف كما حدث مع الاتحاد السوفيتي وعالمه الكبير والممتد.