من مواجهات زواج الصغيرات إلى تطبيق الشريعة وتكفير الكتاب
بقلم/ محمود شرف الدين
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً
الأربعاء 25 يناير-كانون الثاني 2012 04:48 م

سيناريو إشغال الثوار عن استكمال تحقيق أهداف الثورة !!

Shadeen49@gmail.com

ماذا يريد دعاة التكفير،الذين عجزوا عن كبت (خرمتهم) لإصدار الفتاوى وتكفير إخوانهم في الإسلام من صحفيين وكتاب ، في وقت يعيش فيه الوطن على فوهة بركان .

وما هي هذه الشريعة التي يريد هؤلاء تطبيقها في رداع و تعز و أبين؟ إذا كان الدستور ينص على أن الشريعة الإسلامية المصدر الوحيد للتشريع ؟ الأمر الذي استمات عليه إخواننا في الإصلاح في أول تعديلات دستورية تلت حرب صيف94م والتي أعطت علي صالح صلاحيات دستورية مطلقة حولت نظام الحكم من ديمقراطي تعددي إلى نظام حكم فردي ديكتاتوري،أعاد الوطن إلى الوراء سنوات ، وجعله جذوات فتن مشتعلة في الشمال والوسط والجنوب ،وكلف ثورتنا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى طوال 11شهرا ، خرج فيها معظم اليمنيين إلى الشوارع ولم يعودوا بعد ؛ في حين أن نظام صالح لايزال قائماً رغم رحيله .

لقد كلفتنا تعديل هذه المادة الكثير والكثير بسبب حرص الإصلاح عليها بقصد حسن ،ناتج عن فهم خاطئ للوضع وللواقع وسؤ تقدير للمستقبل جعلها قضية مصيرية في أولوياته وكأنه لم يتبق سوى مسافة شهر أو شهرين وسنجد القضاء يحكمنا بقوانين عبرية و مسيحية وهندوسية فحالوا دون ذلك .

الغريب أننا بعد كل ذلك نجد اليوم ونحن في ظل ثورة عارمة ضد النظام بكامله أناس ليسوا بجهلة وليسوا حتى بأنصاف علماء بل مجرد متعلمين يلحون في طلب بتطبيق الشريعة قبل تحقيق أهداف الثورة ،ناسين كل جهود إخواننا في الإصلاح في السابق ،الذين اعتقدوا أنهم قد صنعوا جميلا نحو الشعب اليمني حين تعرضوا للابتزاز من قبل علي صالح الذي حصل منهم على كل ما أراده ؛ نظير وضع الشريعة مصدر وحيد للتشريع ،والتي باعتقادي لو ظلت المصدر الرئيسي لم تكن لتغير نظام حكم صالح ليكون أسوأ من ما هو عليه طوال عقدين من الزمن حتى انطلاق شرارة الثورة عليه في فبراير 2011م .

فيا إخواننا على رسلكم!! دعونا نعيد نظام الحكم الديمقراطي والمدني (حرية، عدالة،مواطنة متساوية)،بعد ذلك طالبوا بالشريعة التي تريدونها وفق فهمكم القاصر،والتي ترون انه لا ينص عليها الدستور .

ويا إخواننا في جامعة الإيمان وفي الجماعات السلفية وفي خلايا الأمن القومي الذين لا يزالون يعملون بأجندة المخلوع صالح وعصابته اتقوا الله فينا وفي وطنكم ،وتوقفوا عن إثارة الفتن والفوضى كلما لاح بارق أمل في هدوء الأوضاع وحدوث الاستقرار .

ماذا صدر عن الأخت الثائرة بشرى المقطري؟ فليس هناك ما يستدعي تشنجاتكم التي يغذيها الأمن القومي ضد ثائرة قطعت بقدميها راجلة 300 كم في سبيل الوطن والثورة ، هل هناك شئ أكثر خطورة من الوضع الذي يعيشه الوطن، وأكثر جرما من قصف وتدمير تعز وأرحب وأبين على يد أنصار الشريعة (قاعدة صالح ،وحرسه العائلي والقومي ).

  رجاءًا !!

.... لا تنقلونا من مواجهة زواج الصغيرات إلى مواجهة تطبيق الشريعة وتكفير الأدباء والكتاب، فأمامنا ثورة نريد إكمال تحقيق أهدافها ،ووطن يواجه التشظي نريد أن نجنبه أخطار أبناء صالح وعصابته ؛ وبالتالي فإننا لن نقف أمام ترهاتكم،التي تختلقونها سواء كانت باسم الدين أو الشريعة و بأي اسم آخر .