آخر الاخبار
لا يا حبيشي...إنما عبد الناصر عزيز علينا
بقلم/ الحاج معروف الوصابي
نشر منذ: 16 سنة و 9 أشهر و 9 أيام
الأحد 16 مارس - آذار 2008 01:31 ص

مأرب برس - خاص

 كانت الأوس والخزرج في حرب ضروس وسجال لا تكاد تنتهي حتى تعاود من جديد إلى أن قضت على الأخضر واليابس وأهلكت الحرث والنسل وملها أهلها يسالون الله الفرج ..

وكان يهود المدينة هم من يبعثوها بالمؤامرات ويغذوها بالدسائس لأمر عندهم .، فلما انعم الله على الأوس والخزرج بالإسلام حلت السكينة عليهم ، وغشيتهم الرحمة ، وتحركت فيهم عاطفة أولي الأرحام ، وفتح الله عليهم بمسمى الأنصار الذي صهرهم في واجبات ومهام لمرحلة أخرى وخالدة فاسقط في أيدي يهود واكل الحقد أكبادهم فانقلبوا بخسة إلى مؤامرات من نوع آخرتنا سب واقع المرحلة .....

ذات يوم أقبل اليهودي شاس فرأى نفر من الأوس والخزرج في لحظة صفاء وانشراح ومداعبات تحت ظلال الأخوة وقيم الرحمة والتسامح ، فغاظه ذلك واعتبرها فرصة لينفث سمومه ، فبعث من عنده أحدا ليعكر الصفو ثم يشعل الفتيل مستغلا حداثة العهد وقرب الأحداث ، وصل مبعوث شاس الدسيسة إلى بين القوم فجعل يسامرهم ويستدعي من ذاكرته أشعار بعاث وهي أشهر واقعة بين الطرفين ، ثم اتبعها بسؤال يظن به العفوية والتلقائية عن ..لمن كانت الغلبة في يوم بعاث بعد ما هيأ لذلك بصهيل الشعر لتلك الواقعة ..فقالت الأوس لنا وردت الخزرج في الحال بل لنا ، واحتدم الخلاف وارتفعت الأصوات بعدما احمر الحدق ، وهب الحيان كل طرف يصيح في وجه الآخر وقد هم به إن شئتم أعدناها جذعة حتى بلغ ذلك أسماع الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ابتدر في الحال لاحتواء الموقف صائحا في القوم غاضبا معاتبا أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ،؟ فبردت القلوب وسالت الدموع وتعانقا الحيان في انصهار ، وأنزل الله في ذلك قرأنا نتلوه حتى تقوم الساعة...

وما أشبه الليلة بالبارحة ، وكأن التاريخ يعيد نفسه في نماذج شتى ..

كان القوميون العرب والناصريون تحديدا في تمترس فكري وسياسي حاد تجاه الإسلاميين وتحديدا الإخوان المسلمين وكذلك هم ، اشتعل هذا الاختلاف وتبلور بين الإخوان في مصر مع الزعيم عبد الناصر ومجلس القيادة عقب قيام ثورة يوليو الخالدة ، كانت الحديات والرؤية المثالية لدى الطرفين هي السبب الأول ، أضف أن لناصر يومها مشروعا قوميا وفاعلية على المستوى الدولي تسبب ذلك إلى قيام مراكز نفوذ في الداخل أعطت لنفسها صلاحيات اكبر ومساحات من النفوذ تجاوزت كل شيء ، ساهمت بدورها في مزيد من الأوجاع والاحتقان وحصول جملة من المظالم عمت الجميع بما فيهم الشيوعيين ..

كل طرف في هذه الفترة من المؤكد أن له أخطاؤه بحجمه ومقدار أثرها لا نستثني من ذلك احد ،لكن لسنا هنا في مقام اجترارها والتنبيش عنها بقدرما ندعوا بالرحمة والمغفرة للجميع في الوقت الذي نلزم أنفسنا فيه بايجابية النظرة إن اضطررنا للتناول من قبيل لعل لهذا أو ذك رؤية ايجابية من زاوية ما على الأقل بتقديره هو ...

ثم مرت الأعوام والعقود وفي أتون ذلك تعرضت منطقتنا لأهوال من المؤامرات والأحداث لم تفرق بين احد أو تستثني فصيل إذ غطت الأرض والعرض على السواء، وقد كانت جبهة المقاومة والممانعة الوحيدة - والتي لا زالت تتماسك وتقوى في اطراد - تتمثل في القومي والإسلامي تحت قاسم وجامع واحد هي القضية والقضايا وهموم الداخل القطري ، ومع الزمن وتتالي الأوجاع بتسلسل على جسد المنطقة والاصطفاف العفوي والتلقائي إزاء المصائب والتحديات وجد الإسلامي والقومي نفسيهما في حالة تغافر وقضية ائتلاف فنسي هذا ما كان لصاحبه في نفسه وكذلك فعل الآخر حتى تمازجا في مسمى المؤتمر القومي الإسلامي...

بطبيعة الحال فان الإستراتيجية والمخطط الصهيو أمريكي لا يمكنها (أو يمكنهما )بحال أن تقبل بهذا التطور الحاصل الذي بالفعل اقضها وهي تعمل بما أحالها إلى فشل واضطرابات وتخبط كما هو حاصل الآن في فلسطين والعراق ولبنان و...و...ومن ثم فليس من سبيل سوى بالفوضى الخلاقة التي تستهدف النسيجين الفكري والاجتماعي وصولا إلى خلق اثنيات مصطنعة لإعادة تفتيت المقسم على ضوء وهدي من نظرية شاس القديمة ، ومن ثم كانت مجموعة الإعلام الذكي في المنطقة والتي لا يخفى شخوصها اليوم أو تخفى أدواتها على فطن .

المهمة الحبيشية

بالتزامن مع ما يجري من إساءات متعمدة وممنهجة لنبينا صلى الله عليه وسلم في موضوع الرسوم وما تبعها ، وتلك المحرقة في غزة فلسطين من نازية العصر والتواطؤ الدولي ، وما يجري في العراق والصومال ولبنان والتأشير الحاصل باتجاه السودان وسوريا وربما اليمن ..يطلع علينا الصحفي احمد الحبيشي الماركسي المعتق والليبرالي الجديد بسلسلة من الكتابات - الواضح أنها ممنهجة ومقرة تتجه لخدمة مشروع لا يخفى في إطار مهام وواجبات مجموعة الإعلام الذكي- هدفها حصول الوقيعة بين الفصيلين القومي والإسلامي وبذات النبرة لشاس ، لمن كانت الغلبة في بعاث ....جرى تعديلها بنبرة حبيشية ذكية عنوانها ..لماذا يكره الإخوان المسلمين الرئيس عبد الناصر ؟

يذكر الحبيشي أثناءها أن اتصالات من رموز الناصرية وعدد آخر من المثقفين استحسنوه ودفعوه للاسترسال ، ويكذب الحبيشي هنا ألف يكذب حتى أن صدق وهو الكذوب من الصعوبة بمكان أن تركب عليه فما به يفوق صاحبه ، وأتحداه أن يذكر هذا الناصري الذي يسره أن تتحول المعركة إلى الداخل من جديد على حساب قضايا أهم وأبقى.، أما إن اتصل به فعلا احد_ وهذا جائز _ فمن المؤكد أن ذلك للتقريع وليس للتشجيع ، فما من عاقل تسره دسيسة أو حصول وقيعة ..

قد أجهد الحبيشي نفسه بتفاصيل دقيقة وعادية لشخصيات مصرية اغلبها مغمورة عادية في سياق أحداث وقضايا غاية في البساطة والتواضع بما يوحي أن الرجل قد تأبط فعلا مهمة وتخصص ونذر نفسه لمفردة ما في أجندة..

تعمل .، في الوقت الذي نجد فيه احمد الحبيشي في درك الغباء والجهل بشان التاريخ اليمني القديم والحديث..

 أما بشان الزعيم عبد الناصر فموقعه محفوظ في وعي وذاكرة هذا الجيل ولا يجهله احد وتكفيه مواقفه المشهودة سواء الوطنية أو القومية أو الدولية ، وهو في النهاية بشر له وعليه ، فان ذكره الإخوان اليوم وخصوصا المصرين فبالترحم عليه والدعاء له بالمغفرة ، ولعل وحدة المواقف للإخوان مع الناصريين في كفاية (حركة كفاية ) أو الشارع المصري تعكس حقيقة أن النفوس والمشاعر والأفكار قد ركبت فقط على ما هو محل الحدث اليوم ..

كان الواجب على الحبيشي أن يتكلم عن ما فعله عهد السادات وما فعله عهد مبارك تجاه التركة القومية لناصر بل وحتى تجاه أفراد أسرته .بل وكان الواجب على الحبيشي أن يقارن بين شخص عبد الناصر ومواقفه مع أقرانه اليوم ..

أما أنا فلا استغرب هذه الحبيشيات التي تصيبني بالحموضة كلما لحظتها ، وقد كنت لا أريد أن أمر عليها مرة أخرى بعد ما عاتبني الكثير من القراء عبر البريد لانشغالي بغثائيات الرويبضة حسب بعضهم عن قضايا اكبر واهم ، بل أن احدهم كتب ما نصه ( يا حاج معروف عيب عليك أن تضع قلمك عند هذا المستوى وفي غير موضعه )....

إلا أن الحبيشي قد استفزني رغم عني وهو يشاغلنا جميعا بدور شاس ويسعى لاجترار الفتنة من خلال الوقيعة وتحويل المواقف والجهود إلى ذات البين فشأني معه مضطر ولو كمن قبيل نعوذ بالله السميع العليم...

احمد الحبيشي الذي همه أن يتكلم الناس عنه على أي نحو قالوا المهم أن يذكر ، وغايته ليست بأكثر من أن يقال انه شخصية ذات جدل ، أدواته إثارة المعارك الفكرية والكلامية لأجل أن يشعر الآخرون انه هنا ، إن قل سوقه أو عافه السلطان توسط لنفسه إليه بسيل من الشتائم الحبيشية على رموز المعارضة أومن يحسبها ..

يعلن عن نفسه انه الوحيد المبرمج والخبير بأحزاب العقائد والأيدلوجيات خصوصا مع الإسلاميين والناصريين ، لا ينافسه احد هنا إلا احمد الصوفي عليه السلام ..

ويجهد الحبيشي نفسه لأجل التسويق الخارجي لها على انه الليبرالي الجديد بامتياز ، واليميني المتصهين بحق فوق مؤشر رايس نفسها ..

لم يبق لنفسه حبيب أو صديق في الداخل..حتى الأستاذ الصراري الرجل الوقور الدمث لم يسلم من ذرب لسانه.

فكم مرة شفع له وسعى في تبيض وجهه عند الآخرين ، كم نصحه وعلمه يوم اشتراكية الحبيشي ، وكم مرة ألقمه وأفاض عليه من يديه ، بل كم مرة طاشت يدي الحبيشي في صحن طعام رفيقه ...فلم تفد الصحبة ولا الصاحب ...

لكنه الطبع إذا غلب التطبع ..

وعيد بأية حال عدت يا عيد .........

Wesabi111@gawab.com