آخر الاخبار
أين علماء اليمن مما يحدث
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: سنتين و 10 أشهر و 11 يوماً
الجمعة 11 فبراير-شباط 2022 03:20 م

عندما تهب الرياح القوية تميل معها الأشجار دفعة واحدة ، كل شجرة تميل على قدر حجمها ورسوخ جذروها في الأرض ، ثم تبقى الجدران ثابتة أمام الرياح أما الجبال فهي راسخة لا تهزها الرياح ولا تأبه للعواصف .! ومثلما الناس معادن فهم في مواجهة ظروف الحياة ومصاعبها ورياح الفتن وعواصف المغريات مثل الأشجار يميل أغلبهم مع الرياح ويسبحون مع التيار ، ويكون الثبات بقدر إيمان المرء وقوته ورسوخ تجربته في الحياة ،

وقليل من الناس من يكونون مثل الجدران الصامدة في وجه الرياح والزوابع ، ونادرا ما تجد رجلا كالجبل لا تهزه رياح ولا يأبه بالعواصف ولا تؤثر في مبادئه الزوابع مهما أشتدت . لقد قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة كما في الحديث الذي في الصحيحين عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً ). وفي سيرته صلى الله عليه وسلم وأصحابه رأينا نهج الأحرار وسلوك الأبطال وأفعال الرجال وهم يسيرون وراء نبيهم البطل الذي كان بحق جبلا شامخا وهو يواجه عواصف الباطل وزوابع الحقد ورياح التآمر ويقف في وجهها ، ويتقدم الصفوف ويحتمي به المقاتلين من المسلمين اذا اشتد البأس وحمي الوطيس في المعارك

. ✍️ واجه صلى الله عليه وسلم وقاتل وحارب ولم يعتزل الناس بل تقدم الصفوف وخاض غمار الحروب ، قاتل بالسيف ورمى الأعداء بالحصى والتراب وهو يقول : ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) . وفي سنوات الحصار العجاف في شعب أبي طالب وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كالجبال الرواسي شموخا وواجهوا تكالب قريش وتآمر اليهود وتخلي الناس عنهم في هذه المعركة المصيرية ولم يستسلموا ، ولم يقولوا " الظروف أقوى منا " والمعركة أكبر منا ونحن تعرضنا لمؤامرة ولابد من أن نقدم التنازلات ونضحي ببعض مبادئنا وو وو ننسحب . لا .. لقد واجهوا وابتكروا طرقا جديدة لمواجهة الحصار فحفروا الخندق وصدموا قوى الحصار بتكتيك جديد لم يخطر لها على بال

.!صمدوا وتحملوا الآم الحصار الظالم الجائر لسنوات حتى أكلوا أوراق الشجر والجلود اليابسة وقد كان الله القادر على كل شيء قادرا على نصرتهم من أول يوم ، ويكفي أن يرسل الله الريح العاتية تهلك قريش ومن معها ولكن الله أختبر إيمانهم قال تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّٰبِرِينَ) .

أختبرهم فكانوا مثل الذهب لم تزده النار الا بريقا فمكنهم في الأرض بعد أن صمدوا وتمايزت الصفوف ونفي الخبث وصاروا فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفساط نفاق لا إيمان فيه.

✍️ لقد أراد الله أن تمضي سنته في الخلق أن كل شيء بقدر وأنه لا نصر دون بذل الأسباب حين قال لهم : (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) فأعدوا وجاهدوا ورابطوا حتى فتحوا العالم وجلسوا في ايوان كسرى وعلى عرش قيصر فتبدل حالهم وصاروا سادة العالم وصناع الحضارة ومن غير مجرى التاريخ وأعاد هندسة خارطة العالم. ✍️ والسؤال هنا : أين العلماء مما يحدث اليوم في واقعنا وفي مجتمعاتنا ؟! ان الحقيقة التي لا يجادل فيها أحد أن العلماء هم ورثة الأنبياء وحماة الدين الذين ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ولهم من المكانة العظيمة ما قرره صلى الله عليه وسلم بقوله : ( فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر، العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر» (رواه أبو داود والترمذي والدارقطني)، وقال صلى الله عليه وسلم: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم» (رواه الترمذي) فأين العلماء مما يحدث ؟! أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والرد على الشبهات ومواجهة الأخطار والتحديات ؟! نتساءل : لماذا يتركون الأمة للعلمانيين والليبراليين وللنسويات والمنظمات المشبوهة والسفارات الأجنبية ويغيبون عن التحرك في أوساط الناس وقيادتهم والتأثير في الجماهير ؟!

✍️ لماذا يظن البعض من العلماء أنه اذا أصدر بيانا أو نشر مقالا أو ظهر في قناة تلفزيونية قد قام بواجبه وأدى دوره وقد كفى ووفى وأن الأمر قد انتهى وأن المعركة قد حسمت وكفى الله المؤمنين القتال ؟! أين إدراك العلماء للواقع بكل أبعاده وتداعياته في الحاضر والمستقبل ؟!

◼️ لقد بذل علماء اليمن منذ عقود جهودا كبيرة في إعداد جيل يمني وطني ولاءه لدينه ووطنه ، عملوا من خلال المساجد والمعاهد والجامعات ومدارس التحفيظ ومنابر التعليم والإعلام وكان لهم حضورا فاعلا في كل مجال وميدان فأين هم اليوم ؟ وأين جهودهم ؟ ومراكزهم ؟ وصحفهم ومواقعهم واذاعاتهم ومنابرهم في السوشيال ميديا ؟! وأين جهودهم في الواقع وقد تفرقوا أيدي سبأ وتباعدوا وتباعدت أسفارهم وتوزعوا في المدن والعواصم والشتات وتركوا اليمن ، يمن الإيمان والحكمة فريسة للمنظمات وللمليشيا الطائفية في الشمال والمناطقية في الجنوب ؟!

◼️ لا ننكر أن هناك من قلة من العلماء لا يزالون يقومون بدور هام وجهد كبير - وفق امكانياتهم - في بعض المناطق ولكن كم نسبة هؤلاء من الجميع ؟! وكم عددهم هؤلاء من الكل ؟! للأسف لقد فضل البقية الغالبة من العلماء الغربة خارج اليمن حالهم حال من في الفنادق بالرياض ، الفرق بينهم وبين النيام في الفنادق أن هؤلاء يبيعون ويشترون بالوطن وهؤلاء صامتون متفرجون على الوطن .! واذا كان للبعض عذر قاهر ووضع لا يسمح بوجوده في اليمن فهل للجميع أعذار ؟!! أن هذا هو الحال رغم أنهم يعلمون علم اليقين شتان بين الصامد في الميدان والمقيم خارج يمن الإيمان وبين رجال الخنادق وأشباه الرجال في الفنادق .!

◼️ يا هؤلاء هذا وقتكم فأين دوركم ؟! واذا كان ليس المطلوب من العلماء أن يتقدموا الصفوف في الجبهات فلها رجالها وانما عليهم الدعم المعنوي والتعبئة الإعلامية فهناك ألف جبهة أخرى في المجتمع يتم الآن نخرها واختراقها والنفاذ منها إلى قيم هذا الشعب ومعتقداته ودينه

. ◼️ الآن المنظمات النسوية والطوائف المسيحية والبهائية ودعاة الإلحاد والشذوذ واللواط والفواحش ودعاة تغيير الدستور وفرض العلمنة وحرية المعتقدات ينخرون في المجتمع اليمني ويستغلون حاجة الناس وفقرهم وما يمرون به من الشتات والنزوح وينفذون أجندتهم التخريبية وأهدافهم الخطيرة ، فأين العلماء ؟! الآن الناشطات النسويات بدأن قبل أيام بحملة للحصول على جواز السفر وبعدها ستتبعها حملات فما هذه الا البداية .. وللأسف الشديد وما يؤلم المرء ويدمي القلب أن كل هؤلاء يشتغلون في الواقع ويعقدون الندوات والفعاليات ويستقطبون الشباب والشابات ولديهم دعم قوي وخطط عملية ممنهجة واستراتيجية عمل مدعومة بوصاية دولية وسفارات اجنبية ومنظمات أممية وسفراء ومبعوثون وميزانيات مهولة ووسائل إعلام قوية فأين العلماء ؟

! ✍️ اليمن الآن تتعرض لمؤامرات مثل الظلمات بعضها فوق بعض فأين علماء اليمن الذين كانوا قادة الملايين ورموز التأثير أين هم اليوم ؟!

◼️هل ستصدقون لو أخبرتكم أن لنا سنوات ونحن نسعى لإطلاق موقع إخباري ليكون منبرا لكل عالم وداعية ويمني غيور على دينه ووطنه ، منبرا حرا مؤثرا وفاعلا ومع هذا عجزنا ، عجزنا عن جمع ثمن تصميم هذا الموقع وميزانية شهرية له بألف دولار !! عجزنا عن تأسيس منظمة تكون مهمتها رصد أنشطة وفعاليات المنظمات النسوية والسفارات الأجنبية والجهات المشبوهة التي تستهدف اليمن ، منظمة لرصد أنشطة هؤلاء وكشف أهدافهم وتوضيح حقيقتهم والرد عليهم فهذه المنظمات تستهدف اليمن وتستهدف الفتيات والنساء والأطفال والشباب ، تستهدف بتقاريرها وأنشطتها وجهودها الشريعة الإسلامية والهوية الوطنية والقيم والمبادئ الإسلامية.. لقد رأينا صورا مخيفة وعشنا قصصا مؤلمة من جلد الفاجر وعجز الثقة نعوذ بالله من العجز والجبن والبخل والشح عن المصلين والجلد والفجور والنشاط عند قطاع الصلاة.!!

◼️ومثلما أعلن البهائيون عن أنفسهم في اليمن ليكونوا طائفة وبرعاية دولية وحماية أممية فلا تستغربوا لو أعلن المسيحيون في القريب العاجل عن طائفة لهم في اليمن فلهم نشاط كبير وقد تنصر معهم آلاف الشباب ولهم برنامجهم والذي سيتفاجئ البعض عما قريب وحينها سيقول لنا العالم : اليمن لم تعد دولة مسلمة 100 % وصار فيها تعدد أديان فيها يهود من قبل وفيها الآن من المواطنين البهائيين والمسيحيين وفيها وفيها وبناء عليه فإن المادة التي في الدستور اليمني والتي تنص على أن الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات يجب أن يعاد النظر فيها وأن يكفل الدستور حرية المعتقد للجميع وبناء عليه فإذا أرتد ابنك عن الإسلام أو صارت بنتك من البهائيين وشقيقك من المسيحيين فلن تستطيع أن تفعل شيئا لأن هذا حق يكفله الدستور والقانون .!!

◼️كل ما سبق جزء من كل وغيض من فيض فيا علماء اليمن : اتقوا في هذه البلاد التي تضيع أمام أعينكم ، اتحدوا ووحدوا صفكم واجمعوا شتاتكم وشكلوا لكم برنامج للتنسيق وتوحيد الجهود والتعاون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقدر ما تستطيعون واعملوا في الواقع ولو في مجال توعية الناس واغاثتهم .. اعملوا حتى إذاعة تغطي كل اليمن وتحدثوا فيها ولا تظلوا هكذا في هذا الحالة المخيفة من الغياب عن الحضور والتأثير في الواقع .. والله المستعان .