خليجي 26: البحرين أول المتأهلين بعد فوزها على العراق والمباراة القادمة أمام اليمن فرار عشرات الطلاب من أكاديمية حوثية للتعليم الطائفي في صنعاء .. سقوط بشار يربك محاضن المسيرة الطائفية عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،
مستعيناً بالله أولا ثم نتيجة اطلاعي على مجموعة من الكتب والموسوعات التي تتحدث عن هذا الموضوع سأحاول عبر سلسلة مقالات عرض خلاصة مختصرة للأسس والأساليب والطرق والتكتيكات التي ابتكرها النبي صلى الله عليه وسلم لتأسيس أقوى جيوش العالم في ذلك الزمان، ومدى تفوقها على أحدث طرق وأساليب إدارة الجيوش في العصر الحديث التي هي في الأساس مستمدة منها.
ولاهمية الموضوع خاصة وبلادنا يخوض حرباً ظالمة فرضت عليه من الداخل عبر مليشيات الحوثي ومن الخارج إيران وأعوانها.
وارجو من الله ان يستفاد من كل ما جمعته ليسهم في بناء حيش وطني يمني قوي قائم على أسس علمية سليمة. والله من وراء القصد.
في المفهوم الحديث يُعرّف فن الحرب بأنه: "مجموعة من المعارف المتعلقة بالصراع المسلح الهادف لتحقيق ما عجزت الوسائل السلمية عن تحقيقه،
وتقسم هذه المعارف إلى ثلاثة أقسام،
1 *- الاستراتيجية*
هي التي تعالج أنواع العمليات الحربية وأساليبها الضرورية لإنجاحها،
2 *- فن العمليات*
هو الذي يعالج تحديد فكرة العملية أو العمليات ووضع المخططات اللازمة لاستخدام القوى وحشد الإمكانيات الضرورية لتنفيذ فكرة العملية،
3 *- التكتيك أو التعبئة* .
هو تحديد فكرة العملية وأسلوب تنظيمها وطريقة تنفيذها وفق مخطط العمليات، حيث تنظيم التعاون بين الأسلحة والقوى المشتركة في المعركة". مقتبس من موسوعة فن الحرب الإسلامي، بسام العسلي ص13- 19.
من المعلوم أن العلوم العسكرية تطورت بتطور الصراع بين الأمم، وحينما ينظر المواطن العربي اليوم إلى واقع القوى العالمية وانتشار قواتها في العالم يتبادر إلى ذهنه عدة أسئلة ملحة متعلقة بماضيه وتاريخه، وهو الماضي الذي عرف فيه المسلمون معنى الحضارة، ومعنى الدولة وتلك الأسئلة هي:
كيف انتشرت الجيوش في تاريخنا الإسلامي؟
هل عرفت تلك الجيوش بعض هذه المفاهيم الحديثة من تطور العلوم العسكرية؟
ما هي الوسائل والتكتيكات التي وضعوها لأنفسهم لتحقيق أهداف الحروب أو ما عجزت عن تحقيقه الوسائل السلمية؟
كيف كانت عقيدة الجيوش في ذلك التاريخ المتقدم من عمر حضارتنا؟
كيف تعاملوا مع الشعوب أو "المدنيين" بتعبير عصرنا الحاضر؟
تبدو هذه الأسئلة مهمة أيضًا في ظل تطور الجيوش في منطقتنا العربية، وفي ظل تغير المفاهيم العسكرية والأخلاقية، وأيضا في ظل تغير الخارطة السياسية في العالم حيث أضحت الجيوش في العالم الإسلامي ودول العالم الثالث مرتبطة أيديولوجيا بحماية "التراب الوطني" أكثر من كونها جيوش "إمبريالية/توسعية" أو "كولونيالية/استعمارية" كما في تصور دول العالم "المتقدم" حيث لا تزال فكرة الإمبراطورية مسيطرة على العقل الجمعي للقادة والساسة والمفكرين على السواء في تلك الدول.
يتفق كثير من المؤرخين العسكريين على أن العرب المسلمين أسهموا في تطوير فن الحرب، "وقد يكون دورهم في تطوير هذا الفن أكثر أهمية مما أحدثوه من تطور في مختلف المجالات الاجتماعية من أدب وفن وعلم"[2] كما يقرر بسام العسلي في موسوعته المهمة "فن الحرب الإسلامي".
هذا الرأي من بعض المؤرخين العسكريين قائم على حقيقة لا تزال تدهشهم وهو كيف أزالت الجيوش الإسلامية أكبر دولتين عرفهما العالم القديم "فارس وبيزنطة"؟ وكيف تمكنت قوات المسلمين من الانتشار من حدود فرنسا وإسبانيا غربا إلى الصين شرقا مع فرض السيطرة على البحر الأبيض المتوسط؟
لعلنا نتوقف عند هذا الحد ونواصل الحديث حول الموضوع في المقال القادم ان شاء الله