|
مأرب برس – خاص
الوحدة في تكوين ومسيرة الحزب الاشتراكي
(لن انظر إلى النكتات السوداء ولو تناثرت ، تكفيني المساحات البيضاء
ولن انظر إلى الوسيلة الخاطئة مهما أدمت ، سأمر من عليها وأحدق في سمو الهدف ونبل الغاية )
مشكلة المثقف والباحث العربي على حد سواء تكمن في العاطفة التي تسبق العقل والتي تأتي بدورها في اغلب المحطات والمواقف على الحيدة والموضوعية ، ومن ثم يغيب الإنصاف الذي الأصل أن يستقيم على أرضية محايدة والتي يجب أن لا تتصل البتة بانفعالات الرضا أو الغضب .
ولا يخفى ما لهذا العوج والعور من آثار سلبية بل ومدمرة على مسيرة التنمية بمفهومها الأعم والأبعد ، والرؤية في صناعة المستقبل .
وأبشع الظلم في النمط الجماعي وعلى الجمعي الآخر بحيث تحشد له وسائل تحرك بكثافة وتغطية تمنهج وتجدد مع كل حين ومناسبة في إطار استراتيجية مفتوحة السقف تقتص من الحاضر والمستقبل في ارث يتشبع بالكراهية مع كل يوم على أساس مجتزيء لمسيرة ومواقف حملت معها الصحيح والخطأ كأي جهد لا تعصمه بشريته .
يصبح الظلم مركبا –بضم الميم -حينما يمأسس وينتقل بالتواتر إلى قاضم وهاضم ومتفلت من المسؤولية يواري سوءته بتجديد خصومة وافتعال معارك .
تلك الرسالة المفتوحة من الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني إلى فخامة الرئيس في ظل هذه الأجواء المتفاقمة وذات التداعي السياسي والاجتماعي ، تعد تاريخية وذات مضامين جوهرية وعميقة وشاهدة على اللحظة والحدث من رجل أقل ما يقال عنه أنه كبيرا عاش المراحل ، وسكنته اللحظة بكل انفعالاتها وتداعياتها ، وفي تعبير واضح وجلي عن رؤية الحزب للساحة والحدث وصدق انتمائه.
ذلك الخطاب العميق والواعي والملتزم والمسئول للدكتور يسين سعيد نعمان الأمين العام الحالي للحزب بخصوص مجمل القضايا يعكس بجلاء الموقف الذي نشأ وسار عليه الحزب فيما يتعلق بالوحدة كقضية وقيمة استراتيجية .
الحقيقة التي يلزم الوقوف عندها والتعلق بتلابيبها في هذه الأيام الحرجة تحديدا والفوضى الخلاقة تقودها رايس إلى كل زاوية في المنطقة ، أن الوحدة اليمنية كانت ولا تزال قضية تكوين ومسيرة ، وكفاح بل وعقيدة استراتيجية في منظومة ومسار الحزب منذ لحظة تكوينه .
فعلينا الاصطفاف ومد الأيدي ورفع القبعات وإعادة الاعتبار المعنوي للحزب من بهت لحقه ، ومظالم بالجملة .
وتقديم مناشدة للقيادات التاريخية للحزب وتياره الوحدوي الملتزم من الأعضاء والمناصرين أن عضوا على مجدكم بالنواجذ ، وان لا تفريط بمقدار من ذرة في ثابت الوحدة لمجرد وجود مطبات ونتواءات والتواءات في الطريق ، فليس من شيم الكبار التعثر والتراجع مهما عظمت الصعاب .
الوحدة اليمنية اليوم وغدا رغم كل التحديات هي مسؤولية الحزب الاشتراكي اليمني أولا وقبل غيره في الإطار الأدبي والأخلاقي والتاريخي والاستراتيجي ، وعلى الآخرين التعزيز والمساندة والإقرار.
ان الحزب الاشتراكي ببساطة هو أمها وأبيها ليس بالتبني بل بنسب اصلي ومباشر.
لان الحزب الاشتراكي جذوره وحدوية حتى قبيل ولادته ، وقد الزم نفسه تاريخيا بالوراثة الشرعية للحركة الوطنية كما جاء في برنامجه السياسي المقر من مؤتمره الأول في 9مارس 1979م حيث انبثق يومها من قاعدة وحدوية لمجموعة أحزاب انصهرت في مسماه ورسالته بعد تدرج ومرحلية في تمثيل كل اليمن شمالها وجنوبها وشرقها وغربها .
وحتى جاءت الوحدة بعد سلسلة من النضالات والفعاليات والمحاولات المختلفة ، للآخرين دورهم لكن يبقى المتسع والحيز الأكبر والأساس للحزب وقيادته التاريخية والتي لا زالت محل شهود وفعل .
فعلي سالم البيض ومن وراءه في الصف الأول هو وهم من أسرعوا وقبلوا على أنفسهم بالتراجع خطوات وتقديم تنازلات أثناء مفاوضات تستوجب حتى تؤتي ثمارها عدم التشبث بحديات ومواقف متجمدة، العظيم من وهب فيها الأدنى للذي هو خير وأبقى في لحظة تاريخية هامة كانت العواطف الجياشة والمغامرة الايجابية هي الأقوى والأسبق على حسابات الأقيسة والمسطرة وعوائد الأشخاص والهيئات واحتمالات المخاطر.
كان البيض وجيله في الحزب صرعى متيمون بالوحدة العروس ومن ثم فلم يحول بينهم حابس .
وان كان هناك من جاء ليخطف عظمة الحدث ويعتسف تلك اللحظة بالتشويش والمغالطات وهو يقدم للتاريخ من وحي الهاجس والتخمين ، (أن الحزب إنما استنقذ نفسه من ورطة وأزمة تاريخية عقب تصدع المنظومة الشرقية وسقوط الاشتراكية العالمية كقوة عظمى وبعد ما رآها حلت بنماذجه في المعمورة في الحين الذي كان الصالح منتبها ويقظا فاقتنص الفرصة ومد يده للإنقاذ وصناعة الحدث )
رغم تسليمنا بالدور الايجابي والتاريخي للرئيس الصالح إلا أن هذه المقولة تنقلب تماما وتقع على أم رأسها ، حيث تستبين على أنها كذبا مقنعا بسقوطها أمام الدلائل التاريخية والشهادات المعاصرة من أعيان المرحلة لشخوص معنية ومحايدة منطوقها ( أن قوى إقليمية معنية نفرت من الوحدة وتطيرت ثم أعلنت استعدادها التام في استلام وتبني الملف الاقتصادي وكل استحقاقات المرحلة وصولا إلى التأهيل إلى المصاف الإقليمي ولكن بثمن أن لا تتم الوحدة )
هذه واقعة تاريخية منع من ظهورها إلى العلن الزمن والعلاقات المختلفة للجماعات والدول والأشخاص .
عقب حرب 1994م وليس المقام هنا للخوض في تفاصيلها وتحرير الادانات وصكوك الانتماء، فان الحزب تعرض لسلسلة من الصدمات كلها في السياق السلبي الذي يعود بالمفاجآت ذات اللون الأحمر على الوطن ، منها على سبيل المثال المحاولات المتكررة لإضعافه وتشقيقة بنسخ منه بصورة ظاهرها التذاكي وحقيقتها الغباء الراسخ والمدعم ، إذ أن العملية أفرزت باعوما وتياره ، والنوبة وشحتورا ، وكلما اضعف الحزب كلما بسقت وامتدت تاج ، وبدلا من أن تتجه العملية سياسية حزب يصارع حزب في إطار العملية السياسية البناءة بين حاكم ومعارضة ، إذا بها بين من يحمل الجنوب على الشمال ، والشمال على الجنوب ، ولاشمالي بعد اليوم ، وبرع برع يا استعمار ...فأي الفريقين خير مقاما ...؟
يقال في المقهى السياسي أن ثمت محاولات حثيثة تمت لاستقطاب الدكتور يسين سعيد نعمان عن المشترك والحزب ، لكن الرجل استعصى واستعصم بتاريخه ومشروعه ..
فماذا لو قبل الدكتور وانضم إلى قافلة المستشارين وأنس بهم واستأنسوا به وزاد وجر معه فصيله القريب منه إلى البيت ألمؤتمري الواسع الطيف ، وخلفه من بعده على القيادة أمثال الشحتور وباعوم ؟
دعوا الإجابة للقادمات من الأيام ..
الثناء هنا للحزب الاشتراكي وآخرون لا نبخسهم دورهم الوحدوي وفي مقدمتهم فخامة الرئيس ..لكنهم جميعا قد استقصوا وزادوا عن حقهم في الثناء والذكر وطول الإشادة ...باستثناء الحزب الذي بهت في كل شيء وحلت عليه المظالم من كل جهة.
الوحدة الروح
أرى السوس والقوارض تنخر في مداميكك ، اسأل الله أن يقبضني إليه ولا أراك بمكروه .
اللجنة العامة للمؤتمر
كم نتمنى لو تفقهوا وتحسنوا الحوار مع وبينكم أولا...قبل أن تقصدوا به غيركم ، فبربكم كفوا حوارات ولقاءات لم تزدنا إلى فرقة ..
المناضل الكهالي
قد كان رصيدك حافلا وسوقك في النضال يكفيك ويسع أبناءك وأحفادك من بعدك ، فلم قبلت أن ترتد ورقة في إطار صراع اجتماعي
ALHAGER@GAwab.com
في الثلاثاء 25 سبتمبر-أيلول 2007 01:16:42 ص