يوسف ندى ..وحكاية الرجل الصلب
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 14 سنة و شهر و 13 يوماً
السبت 18 سبتمبر-أيلول 2010 06:57 م
 
 

ما حكاية ملك الإسمنت في منطقة البحر الأبيض المتوسط وما هي المهمة التي يراها ملقية على عاتقه وكيف أنه أستطاع القيام بإمداد اليمن بوثائق مهمة ساعدتها في حل نزاعها مع إريتريا حول جزر حنيش وكيف يعيش حاليا وما قصة المشادة الكلامية بينه وبين بوش الأب، حول هذه التساؤلات وغيرها نستعرض معكم الإجابة عليها و هذا ما وعدناكم في العدد الماضي.

فالبداية بدأت في قصة كانت نقطة تحول في حياة ضيفينا يقول ندى عندما وضعنا عبد الناصر في معسكر اعتقال عذب الجميع أذكر وأنا في الزنزانة كان معنا رجل يناهز الثمانين من العمر كان قصيراً وأعشى وكان الجنود بين الحين والآخر يختارون سجيناً ضعيفاً يداعبونه فيجلده أحدهم ثم يطلبون منه أن يحدد الذي جلده فإذا عرف فيضربه ثانية ويسألونه كيف عرف، أما إذا لم يعرف كانوا يجلدونه ويتهمونه بالغباء وكانوا يرغمونه أن يدعوا لهم وهم يضربونه وعندما عاد زميلي إلى الزنزانة فقلت له كيف تدعو لهم وهم يضربونك كان عليك أن تدعو الله أن يحطم رؤوسهم فقال لي هل جننت وما الفائدة من الدعاء عليهم يجب على المرء أن يدعو الله أن يهديهم لقد أمضيت شهراً أفكر في ما سمعته كان ذلك نقطة تحول في حياتي.

لقد وضع عبد الناصر ربع مليون منا في معسكر اعتقال وكنت واحداً من هؤلاء مكثت سنتين كنت لا أزال طالباً جامعياً وبعدما أفرج عني حدث تغير في طريقة تفكيري أخذت أشعر بالاستقلال في طريقة تفكير شخصيتي أن بإمكاني أن أنجز مهاماً بمفردي ومن دون الاعتماد على أسرتي ومن ثم قررت أن أنخرط في العمل الحر كانت حياتي صراعاً مستمراً مع عبد الناصر كان ذلك النظام نظاماً قاسياً لم يكن ثمة أمان ولم يكن بإمكان المرء أن يرتب حياته عندئذ قررت الهجرة.

ففر يوسف ندى من وطنه لأنه كان مضطهدا وقد اختار ندى العمل في فينا حيث عمل أولاً في إنتاج المواد الغذائية وبيعها ثم تحول للاتجار في الاسمنت وبالتعاون مع فيرت أسس شركة تملك الرخصة الأولى في امتلاك الإسمنت الجاهز وكان ذلك في ستينيات القرن الماضي وقد ازدهرت تلك التجارة وأصبح هذا المهندس المولود في القاهرة ملك الاسمنت حيث كان لديه أسطول يتكون من ثلاثون سفينة يغذي طفرة البناء في عدة مناطق من العالم العربي من المملكة العربية السعودية إلى سورية ومن المغرب إلى ليبيا.

ويقول ندى كان وقتي مقسماً بين ليبيا والنمسا وعندما وقع الانقلاب العسكري في ليبيا عام 69م فوجئت بطبيعة الحال. كنت قد عايشت انقلاباً عسكرياً في مصر حيث صار الانقلاب من أول يوم له في تأليه عبد الناصر أو اعتباره نبياً وقد توقعت أنه إذا جاء عبد الناصر إلى ليبيا فمن المحتمل أن يطلب من الليبيين تسليمي إلى مصر فسارعت إلى مغادرة ليبيا وطلبت السلطات من مستوردي المواد الغذائية أن يعجلوا في تخليص الميناء من المواد الغذائية ذهبت إلى أجد ربان السفن فقال لي أن ثمة كميات لم يتم فسخها وأن بالإمكان تفريغ حمولة السفينة فقلت له إن بإمكانه أذا أضطر بإلقاء حمولة السفينة في النهر وأنه لابد لنا أن يغادر كان ذلك في السابع من أيلول وفي اليوم التالي وصلت إلى ليبيا من مصر قائمة بأسماء المطلوبين من السلطات المصرية وكان ترتيبي الثاني في تلك القائمة.. عندما جئت إلى (كامبيونا )الإيطالية أعجبتني المياه وأعجبني البحر كانت تلك هي البداية، فحصل ندى على الجنسية الإيطالية وبالنظر إلى انتشار أعماله التجارية في أكثر من خمسة وعشرين بلداً فإنه يعتبر من بين أكبر المواهب العربية والإدارية والمالية في العالم ولهذه الأسباب منحته الجمهورية الإيطالية وساماً

سجن جوانتنامو

أرصدت يوسف ندى أرصده مجمدة وهو ممنوع من دخول سويسرا وهذا يقضي بقائه في مقاطعة "كامبونا" الإيطالية وهذا يعد بالنسبة ليوسف ندى سجنا حقيقياً وهذا أسلوب تمارسوه الديكتاتوريات لقمع السياسيين.

يقول ندى لقد قالوا إنهم سيفرجون على بعض مالي من أجل شراء بعض الطعام ودفع الضرائب وعندما سألنا عن ذلك قبل ثلاث سنوات تلقيت رداً سلبيا ًوبعد ذلك أبدوا استعداداً للإفراج عن أموالي لتسديد الضرائب لكنهم رفضوا الإفراج عن أي مبالغ تدفع أتعاباً للمحامين لا يسمح لأحد أن يساعدني هذا ما نص عليه قرار الأمم المتحدة لا يستطيع أحد أن يضع تلك الأموال تحت تصرفي.

 وبسبب ذلك أنا الآن أقوم بأعمالي المنزلية كالتنظيف وغيرها وأحمد الله أن زوجتي تقوم بكثير من الأعمال فهي تعتني بملابسي لا أستغني عن كي ملابسي، لقد تعودت على كيها كلها حتى ملابسي الداخلية والجوارب

 قد كان يوجد في العادة سبعة أشخاص هم طباخ ومساعده وسائق وأربعة خدم من أجل أعمالي المنزلية كالطبخ والتنظيف وغسل الملابس..

وأملك سيارة روز روز ولكن من يتحمل النفقات لا أستطيع حتى دفع قيمة التأمين عليها.

 يعيش ندى الآن رهن الإقامة الجبرية منذ سبع سنوات وحركاته مقيدة في مسافة لا تعدوا ولا تتجاوز الكيلومتر والنصف كيلو متر مربع.يقول ندى هذا المكان أشبه بجوانتنامو.

وعندما كسرت يده لم يسمح له بالسفر لعلاج يده عند جراح . فيقول أسس حقوق الإنسان في ميثاق الأمم المتحدة وفي سويسرا تنُحى جانباً ويؤخذ بأوامر مجلس الأمن الدولي رغم أنه بالبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة يجب الحفاظ على سلامة العالم وأمنه في إطار ميثاق الأمم المتحدة أي في إطار حقوق الإنسان لكنهم يتجاوزون ذلك ويزعمون الناس على طاعتهم دون اعتراض من أحد.

 ويتابع ندى حديثه قائلاً كنت أسافر 180 يوماً في السنة أما الآن فلا أستطيع التنقل كنت معتاداً على الالتقاء بأناس كثيرين في كل مكان أما الآن فلا أرى إلا من يأتون لزيارتي بينما لا أستطيع أن أزور من أريد زيارتهم فعندما تضطر زوجتي إلى الخروج فإنها تخاف أن تتركني وحدي. قد كنت أقول دائماً أنني أستطيع أن أحتمل لأني مستقل الشخصية . لكن الله يقول( إن مع العسر يسرا ) وأن الإنسان قد تواجه الصعوبات لكنه لا يهتم بذلك.

رسالتي في الحياة

كان يوسف ندى مسئولا ًعن الاتصالات السياسية الدولية ، ولكونه كان مؤيدا شديدا للحوار كوسيلة للسلام والوساطة فقد قام بعدة مهام في جميع أنحاء العالم.

 أقول مهمتي الأولى هي أن أسعى على فض النزاعات بين البلدان المتحاربة كي نطفئ نار الحرب لقد نجحنا أحياناً ولم ننجح في أحايين أخرى تمكنا من التوفيق بين اليمن وإريتريا وقمنا بالتالي:

أولا: أثبتنا أنها كانت مأهولة بالسكان، ولأن إرتيريا كانت تدعي غير ذلك وذلك أن الدولة العثمانية كانت تأخذ منها ضرائب على أنها ولاية تبع اليمن التي كانت تحت الدولة العثمانية. وأتينا بهذه الإثباتات من كتب ضرائب الدولة العثمانية الموجودة في المتحف في استانبول الصفحات التي هي مختصة باليمن،

ثانيا: وثائق الاتفاق الذي كان بين الإنجليز وإيطاليا على موضوع الجزر،

ثالثا: وثائق الاتفاق بين فرنسا وألمانيا إلى جانب ذلك خرائط المستعمرات من وزارة الحربية الإيطالية.

و تمكنا أيضا من التوفيق بين السعودية واليمن وبين السعودية وإيران لكنا لم نتمكن من إقناع صدام حسين بسحب قواته من الكويت كنا على وشك النجاح لكنه رفض في النهاية.ولا أريد أن أتحدث عنه بسوء الآن لأن أخلاقي تمنعني ولوا أن أطرافاً أخرى ساعدتنا فلربما نجحنا.

ويضيف ندى عندما بدأ الاتحاد السوفيتي يفكر بسحب قواته من أفغانستان كانت باكستان والسعودية وأمريكا ودول مسلمة تدفع أموالا كي يواصلوا القتال ضد الاتحاد السوفيتي أما أنا فكنت أخالفهم الرأي أن هناك ثمة فرق بين أخذ تبرعات وتقاضي تعويضات لقد ألحق الاتحاد السوفيتي أضرارا بالمستشفيات والمدارس وكانت الأرض مليئة بالألغام وعندما تنتهي الحرب ويعود الناس إلى الحقول الزراعية سيقتل في كل يوم 100 بفعل الألغام قلت لهم: إنكم إن تفاوضتم مع الاتحاد السوفيتي يسحب قواته فقد تصلون إلى اتفاق ندفع بموجبه تعويضاً لأفغانستان تشمل فزع الألغام وإصلاح المستشفيات والطرق والمدارس وهذا تعويضات وليست هيئات أو صداقات أمضيت ثلاث ساعات مع حكمت يار وأقنعته برأيي ولكنه قال لا يوجد اتصال بينه وبين الآخرين فطلبت منه أن يسمح لي بفتح اتصالاً معهم فصرح لي بذلك ولكن أمريكا والسعودية عملت فجاء أحدهم وأخذ حكمت يار إلى الرياض وكان ذلك بعد ساعة من موعد إقلاع الطائرة التي كانت ستقله بالاجتماع بقادة المجاهدين الآخرين فضاع كل شيء لم أفعل ذلك معارضة لأمريكا لكنني أردت أن يتمكن أولئك الناس من إعمار بلادهم لكن هناك من لم يكن راغب أن تنتهي المسألة على تلك النحو ورغبة منهم أن يسل مزيداً ومزيداً من دم الاتحاد السوفيتي.

بين ندى وبوش

 هذا وقد تمكن يوسف ندى بفضل أنشطته الدبلوماسية ونجاحاته التجارية من إقامة علاقات مع شخصيات عالمية ورؤساء دول كما شارك في مؤتمرات عالمية مهمة وفي عام 1997م حضر مؤتمر في جامعة بوكوني في بولا نو لمناقشة إستراتيجية السلام يقول ندى لقد تواصل كوفي عنان بنا عن طريق خط اتصال تلفزيوني وكان جورج بوش الأب حاضرا وكذلك بيريز ديك ليبر كل ذلك كان في عهد كلينتون وعندئذ تحدث عن حوار الحضارات بديلا عن لصراع الحضارات كان شعاره السلام والتسامح وافتتح المؤتمر جورج بوش قائلا أنه وضع نهاية للحرب الباردة مع مخائيل غرباتشوف وقال إن العدو أبان الحرب الباردة كان الاتحاد السوفيتي وأضاف عندما وضعت الحرب أوزارها انفصمت عرى الاتحاد وقال إن علينا أن نحدد العدو الجديد ثم أردف بالقول إن العدو الجديد هو الأصولية والجريمة كنت أتوقع أن يتحدث عن السلام وعندئذ صدرت عني إيماءة ولما فرغ بوش من كلامه أحضروا لي لاقط الصوت كي أتحدث فقلت إنه مع احترامي لبوش فإنني كنت أظن أننا حضرنا للحديث عن السلام والتسامح لكنه تحدث عن عدو يريد مقاتلته ومحاربته في تلك اللحظة غضب غضبة مطربة وأخذ يضرب بالمنضدة بقبضة يديه ويقول لا لا ثمة سوء فهم وثمة واقع يجب أن أواجه عندئذ لم أستطع الاستمرار فكففت عن الحديث.

وفي نوفمبر 97م بعد بضعة أشهر من الحوار بين بوش الأب الذي سعى إلى الصراع بين الحضارات وبين يوسف ندى الذي يدعوا إلى حوار بين الثقافات نشر (جود المبي) مقالة أن مسئول الأخوان المسلمين يمول جماعة إرهابية ولم يثبت هذا الأمر مع ذلك أصبح قضية عالمية بعد أن تناولها الصحفي (غناليش).

ونشرت صحيفة كريرا تتهمه بتمويل جميع الجماعات التي تتهم بالإرهاب من ذلك الجماعات الإسلامية المسلحة وجبهة الإنقاذ بالجزائر والجماعة الإسلامية بمصر و أنه يجري التحقيق في خمسين مليون دولار يتبرع بها بنك التقوى لحماس يقول ندى كيف يمكن لبنك التقوى أن يتبرع بخمسين مليون دولار ورأس ماله لم يتجاوز ذلك المبلغ الأمر الآخر أنتج فيلم في جنيف يتهم فيه ندى بالإرهاب ويدعم الجماعة الإسلامية في مصر بعد حادثة لقصر فسارعت الشرطة والنائبة العام الفدرالية إلى التحقيق في صحة تلك الإدعاءات إلى أن تأكدوا ببطلانها فيقول يوسف ندى فلم أحاكم في إيطاليا صحيح أنهم فتحوا ملفا عندما بدءوا التحقيق ثم أغلقوا الملف ولم يفتحوا الملف على الإطلاق، ابتدعوا قصصاً ترددت كما لو كانت حقائق.

 ومن جهة أخرى يقول ندى لدي الآن مشكلة تتعلق بإيطاليا لقد كتبت إليّ السلطات تقول أنها علمت من سويسرا أنني كنت أمول تنظيم القاعدة منذ عام 1981م كيف والقاعدة لم تكن موجودة عام 81م بل لم تظهر إلا عام 88م واستناداً لتلك الرسالة رفعت السلطات الإيطالية تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي يقول أنني كنت أمول القاعدة من عام 81م طرفاً يدعي علي كذبا وطرف آخر ينشر علي تلك الأكذوبة لتثبيتها وأخشى أن اصدق ذلك بنفسي.

نتائج التحقيق

المهندس يوسف ندى رجل بريء قد خلصت التحقيقات السويسرية والإيطالية كلها إلى أن الدعوى باطلة ولم يقدم من اتهموه بتمويل الإرهاب الدولي أي دليل على الإطلاق ومع ذلك أبقى مجلس الأمن الدولي اسم يوسف ندى في القائمة السوداء وأبقته إدارة جورج بوش رهن التحقيق لمدة 8 سنوات ومن الغريب أن المحكمة الفدرالية السويسرية أعلنت أن عضويتها في مجلس الأمن المتحدة تقتضي منها تأييد القرار لمجلس الأمن فيما يتعلق بالقائمة السوداء،

أما المدعي الإيطالي العام الشهير د/ سبتاروا قال في التقرير الذي رفعه إلى القاضي كي يغلق الملف إن هذه القضية ليست قضية جنائية بل قضية سياسية.

المحكمة العسكرية

أما مسقط رأس ندى فقد أدانت المحكمة 25 عضواً من جماعة الأخوان المسلمين 40 عضواً مثلوا أمام المحكمة أفرج عن عشرة وحكم على عشرة غيابيا بالسجن عشرة سنوات منهم يوسف ندى وفي حديث أجرته قناة الجزيرة مع ندى حول الموضوع قال إن عدد الأخوان المسلمين في العالم يربوا على مائة مليون ولا يمكن أن ينكسروا ولا علاقة للإخوان المسلمين بذلك أننا نعلم أن ذلك هو ثمن الذي يجب علينا أن ندفعه ونحن مستعدون لذلك، ولكن المشكلة الكبرى تقع على عاتق مصر ذاتها فالديكتاتورين

يظنون أن بإمكانهم بهذا العمل أن يدفعوا الأخوان المسلمين إلى العنف ولكن ذلك لن يحدث أبداً لأنه إن حدث ذلك فسيؤيدهم الجميع في أنحاء العالم بأن الأخوان المسلمون يستخدمون العنف ولذا سيطلبون مساعدة من تلك الدول ويضيف ندى بقوله هذا كذب فاضح كل هذا الضغط للقول بأن الإخوان المسلمين يستخدمون العنف وهذا هراء وغير صحيح على الإطلاق هذا غير ممكن وحتى ولو كانت هناك محاولة للقضاء على الأخوان المسلمون جميعاً فلن يحمل أي منهم سلاحاً لقد حاولوا ذلك مع سويسرا لكن ذلك لم ينجح وقد حاولوا مع إيطاليا لكنهم لم يفلحوا والآن إنهم يرسلونهم كي يذبحوا مصر هي المذبحة.

 حكم علي بالسجن عشر سنوات هنا ليس في هذا مشكلة هذا المكان خير من المذبحة.

 وفي رده على الاتهامات المصرية يقول اسمي مدرج في الأمم المتحدة ومنذ 7 سنوات وأنا رهن الإقامة الجبرية في كيلومتر ونصف الكيلو المتر مربع وجميع أرصدتي المالية مجمدة ليس لدي مال كيف لهم أن يدعوا أنني مولت الإخوان المسلمين خلال تلك الفترة بألف مليون دولار هل تصدق ذلك إنهم يفترضون بالناس السذاجة هم حمقى ويظنون الناس مغفلين.. والمضحك أنه لا يسمح باستئناف قرار هذه المحكمة لكن بإمكان المحكومين أن يرفعوا التماساً إلى حسني مبارك وليس إلى المحكمة. علينا إذا أن نستعطف الرئيس حسني مبارك ويستدرك أفضل قطع رأسي على أن أتوسل إليه.

 أما عن الحكم الذي أصدرته المحكمة العسكرية في مصر يقول ندى أنه يمكن أن يرتكب خطأ في السياسة والاقتصاد لأنه يمكن إصلاحه أما في العدالة فإن ارتكاب خطأ يعني أساس الديمقراطية برمته قد انهار.

 وقال أن محاولة مثل هذا لن تؤثر في مسيرة الأخوان المسلمين. فالأخوان المسلمون كغيرهم من المنظمات الإنسانية فمنهم الطيبون جداً ومنهم الطيبون ومنهم غير الطيبين وهم يسعون إلى إصلاح الفاسدين منهم وإن لم يصلحوا فإنهم يفصلونهم من عضوية الجماعة.

كلمة أخيرة.

ما يهمني هو سمعتي لأنني واحد من الأخوان المسلمين فلا أريد أن يقال عن الأخوان أن واحدا من أعضائهم أنه إرهابي.

فيجب أن تخدم السياسة الإنسان ويجب أن يخدم الاقتصاد الإنسان وجوهر الإنسان هو حقوقه وأسعى الآن إلى بيان ما حدث لنفسي لا لأجل نفسي لأني في خريف العمر وسأرحل، بل أفعل ذلك من أجل الأبرياء الذين يمكن أن يدفعوا ثمن الظلم.

فالعدالة ليست لي وحدي بل هي لي وللجميع وعلى الجميع أن يحرسوا العدالة لكي لا يقعوا فريسة للظلم في يوماً من الأيام.

* عن صحيفة البشائر