أمريكا تحترق ...تقديرات أولية: خسائر حرائق لوس أنجليس تصل إلى 57 مليار دولار مليشيات الحوثي تقصف منازل المواطنين بالدبابات والطائرات المسيرة بمحافظة البيضاء... عاجل د خالد بن شطيف يبحث مع وكيل وزارة الخارجية العُماني سبل تعزيز العلاقات الثنائية برشلونة ينتظر ريال مدريد أو مايوركا في نهائي كأس السوبر الأسباني الرئيس الـ 14 للبنان يؤدي اليمين الدستورية عدن.. الإعلان عن أسماء أعضاء اللجنة المشرفة على استلام طلبات الترشح لعضوية هيئة مكافحة الفساد ضربة جديدة لحزب الله.. انتخاب قائد الجيش رئيسًا جديداً للبنان المبعوث الأممي يغادر صنعاء ويصدر بياناً انشائيًا دون تحقيق أي نتائج ملموسة.. ماذا قال؟ إسرائيل تنشر خريطة و تضم أراضي عربية والسعودية تعلن الرد العلامات المبكرة لسرطان الجهاز الهضمي
لم يتجرأ أي نظام سياسي من هذه الأنظمة، والتي سقطت مؤخراً ،نتيجة مراهناتها ،،على البقاء في السلطة على منح الإنسان المزيد من العدالة الاجتماعية أو الحرية ،،الأمر الذي ساعد على تفجير الوضع ،مما تسبب في قيام ثورات شعبية عارمة ، اندلعت شرارتها من تونس ،ثم إلى مصر، فإلى ليبيا ،فاليمن ، لتخيم في سوريا ،ثورة قادها الشباب ضد هذه الأنظمة فلم تستطيع هذه الأنظمة الوقوف أو حتى الصمود في وجوه أولئك الأبطال ،الذين صمدوا في وجوه هذه الأنظمة القمعية الاستبدادية حتى تحققت إرادة الشباب في التغيير،، ذلك لأن الشباب ، على كل حال ،هم من سيساهم في إنقاذ هذا العالم الأغجر، الملي بالمخاوف ،والمهدد بالانقراض والانهيار .
كما أنه لا يمكن لنا أن نماثل بكل بساطة بين الديمقراطية والحرية ،،ذلك لأن الذين يبحثون عنها كثيرون ،،كما أن الذين يشكون فيها هم كذلك بالمثل كثيرون،،يسترجع الناس معالم الكفاح والنضال في الحرية ،، فيجدونها مضرجة، بالدماء والأشلاء ،مشوهة في الدمار والخراب، مليئة بالمآسي والآلام،، على أجساد أولئك الأحرار.
إننا لا نزال نسمع آنيين الجرحى ،، وصراخ المعتقلين حتى هذه اللحظة ،،ولا نزال نسمع شكاوي المظلومين،، والمحرومين والمنهوبين من ضحايا النظام الأسري، الاستبدادي ،الفردي العائلي ،،ولهذا نحن اليوم بحاجة إلى ضمانات للحرية ،،في إطار الدولة المدنية، تضمن لهذه البشرية ،حريتها المسلوبة منذ عقود من الزمن .
إن الحرية التي دفع الشباب ثمن نيلها بدمائهم الغالية ،، لن تذهب هدرا ، أو تذهب سدى ،لقد سطر فيها الشباب أروع الأمثلة في النضال والتضحية والفداء،، فكم نحن اليوم بحاجة إليها جمعياً ،، في كل وقت نعيشه،، فليس للحياة معنى بدونها،،فمن ذو أن خلق الله الإنسان على هذه الأرض ،،أوجد معه الحرية التي تمكنه من العيش في هذا الكون ،،وفي هذا العالم الواسع دون قيود .
فينبغي علينا أن نطالب الحكومات الجديدة في إطار الدول المدنية ،، أن تبذل أقصى ما في وسعها،، لخدمة المجتمع ،، ولكي نوظف خططها صوب قيم التكافل والتكاتف ،، ولكي تحرص على حرية الفعل وتحفز عليها ، واضعة نفسها في خدمة الصالح العام ، الذي ليس هو بالمطلق ، حصيلة لأشخاص فردية، وإنما هي المصلحة العليا للأمة .
ولكي نجعل الصلة بين الحكام والشعوب ،، عن قرب في ما بينهم ،،لابد للشعوب أن تسعى جاهداً على وضع دساتير محددة ،، وقوانين مفصلة تسير الحياة العامة بنوع من النظام والأمن ،فضمان حرياتنا مرتبط ،، بأن لا تعود المظالم كما كانت ،، وأن لا تعود مشاكل الناس البسطاء كما كانت علية في السابق ،، وأن لا ينفرد المتفردون بالسلطان مهما كلفنا ذلك ، وأن لا نرى بعد هذا اليوم فاسد على منصب......الخ .
لقد خاطر الشباب بأنفسهم كثيراً ، ذلك من أجل الحرية والكرامة ،، فعاشوا نتيجة ذلك لحظات مشحونة بالخوف وتارة بالقتل ،،وتارة بالسجن والتعذيب ،،لكنهم لم يتراجعوا عن ذلك وإنما ساروا بثقة واقتدار،، وبعزيمة لا تنكسر ، فلقد آمنوا بأن الموت لن يأتي إلى مرة واحدة ، وأن العيش في هذه الحياة بلاء حرية أو كرامة ،كالعيش في صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا مرعى .
إن الحكومات التي قامت في روسيا ألتزمت بالأصول التي اندلعت من أجلها الثورة الحمراء ،،والحكومات التي قامت في فرنسا التزمت بالمبادئ التي هتف بهاء الثوار فإذا انحرفت حكومة عن الحدود التي رسمت من أجلها اعتبرت خائنة بمبادئها ،ومتمردة على شعبها،وقد اعتبر نابليون خائنناً لنظام الثورة الفرنسية لما قبل نظام الوراثة الملك في بيته.