|
الأسلوب الذي يحمي المُجتمع ويُوفر له نوع من الاستقرار المصحوب بالانتماء للوطن دون أي عُنف أو مُهادنة مع الأخطاء يتطلب إدراك طبيعة المرحلة بمنهج أكثر ميلا للإصلاح المدني والتغيير دون أي رجعية وفئوية وطائفية تحمي اليمن من أي تشظي مُحتمل مصحوب بأخطاء وعُنف في مجال الحياة السياسية برمتها.
فالتعامل مع الأطياف اليمنية في هذه المرحلة الحرجة يتطلب نوع من التوازنات المُمكنة برؤى فكرية واضحة تؤسس وترسي لقانون مدني جامع وشامل لكُل الأفكار والرؤى المتنوعة .
الفكر المصحوب بالممارسة والتقييم للأداء والمصبوغ بمبادئ جيده هو نقطة ارتكاز لهذا التغيير .
لقد أصبح من الضرورة القُصوى الابتعاد عن الخطاب المتشنج والداعي لإلغاء أي مبدءا أو توجه لأي فئة أو حزب مُعين بقدر ما يحتاج إلى تطوير هذه الأفكار والرؤى والأخذ بالجانب الإيجابي منها في سياقات أكثر فكرية بمعزل عن الأيدلوجية التي تحملها بعض الأحزاب والتيارات أيا كان توجهها .
سياسات التمييز والتمييز المُصطنع الذي يتم تجسيده في هذه المرحلة لا يخدم القوى المُهادنة أو الثورية أو القوى المُعارضة بعكس ما يؤسس لاختلافات سياسية منطقها وباطنها مناطقي وطائفي وفئوي دون كحلول للتمترس وراء مُمارساتهم الفردية والغير مسئولة تجاه المُجتمع اليمني .
أما الجانب الأخر من هذا الخطاب الصارخ والذي يهدف إلى التقرب إلى السُلطة بشكل أقوى وأسرع دُون أن يحمل أي فكر مُعين بقدر ما يُكرس لأخطاء وسياسات الحُكم التقليدي الذي عاشته اليمن خلال 34 عام كحالة انتحار سياسي يُمكن أن تفتح الأبواب لكُل التكهنات والأصوات الداعية إلى التشتيت والتمزيق ليس بين شطرين كما يضن البعض بل بين أبناء القبيلة الواحدة وبين رُواد الحزب الواحد .
كثيرون حُول الرماد , حول السلطة وبجوارها وقليلون حول تأسيس أي فكر وطني قومي جامع وشامل لبناء وطن يتسع لجميع أطياف شعبة .
هذا الفكر والقابل لتحول أي جماعة من فكرها المُنحرف أو الشاذ إلى مفهوم تطويري قابل لخدمة مجال هذا الفكر وتحسين مُخرجاته التي تنعكس على كُل أطياف اللون السياسي .
توازنات في شكلية الطرح والحوار , وضع الحُلول والمخارج لأي اختلاف مُمكن , ناهيك عن تشريح العلة ووصفها بشكل عادل كي يتم اجتثاثها وهي التقييم لطبيعة النظام السياسي الذي حكم اليمن خلال عُقود من الزمن وانعكاساته الايجابية والسلبية في الشمال وفي الجنوب ومدى قابلية هذا النظام بالشكل الفردي والمتحول بين أذرع الثورة إلى قُدرته على تغيير توجهاته وأهدافه التي تُلغي كُل شكلية النظام القديم والنظام القديم بشكله الثوري والمتلبس برداء التوازنات وضعف البنية الوطنية لمُحاسبة كُل هذه القوى المنضوية تحت أي أقنعة قابله للعداء والمسخ والقُبح المتحول .
القُدرة على التحكم في صياغة أي حوار أو فكرة بقالبها الوطني يعني هذا نجاح في صلب القضية الوطنية بل نضوج في التناول والطرح بمُعتقدات أكثر رؤية وبمساحات تتجاوز المصلحة المُفتعلة والارتجالية .
فالانتفاع لم يعد مُجدي في صياغة ومناقشة أي قضية وطنية تقود أصحابها إلى التسلق على حجم وشكل القضية بتكتلات وهمية تسقط عند أول اختبار حقيقي لها .
كُثر هؤلاء والسلطة في مرماهم , قليلون الباحثون عن الضوء لوطن تتقاسم أرغفته كُل الأيادي البيضاء
كُثر من يحمل مشاريع تُباع في أقرب جولة ومُفترق وطني , قليلون من يقودهم مشروعهم التنويري للتضحية إيمانا منهم بيمن عظيم , قوي ومُتماسك يُضاهي بنُبلة وقوته كُل الأمم .
وقد صدق زعيم ثورة الملح الهندية المهاتما غاندي عندما قال : ((كثيرون حول السُلطة’قليلون حول الوطن)) .
Jalal_helali@hotmail.com
في الإثنين 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 04:25:09 م